منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=165)
-   -   المغامر الصغير (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=18397)

حسين نوح مشامع 13-Jun-2010 08:25 PM

المغامر الصغير
 
المغامر الصغير
خرج من بيته على عجل، بوصول احد جيرانه يخبره برؤية سيارته في حالة مزرية. فخف وقلبه يخفق هلعا وخوفا مرتديا ما استطاع، غير مصدقا ما حصل حتى شاهد ذلك بأم عينه.
كانت غاطسة بأكملها في بحيرة من الطين والوحل والماء، كخنزير يتمرغ في مستنقع يتقي برطوبته شدة حرارة الصيف. لم يستطع أن يرى منها إلا سقفها، فلم يكن أمامه من فرصة للتفكير، فاتصل بأحد الرافعات طالبا حضورها على عجل، مؤكدا حساسية الموقف، وكونها مسألة حياة أو موت.
تم إخراجها من موقعها، فتبين بداخلها طفلين لم يبلغا الحلم، يصطرخان ويضربان الزجاج والأبواب بكل قوتهما. أخذهما إلى حضنه وضمهما إلى صدره، محاولا تهدئتهما وتخفيف هول الموقف عليهما. لم يستجب لسانيهما للكلام، فكان يلهثان وهما يصفان ما مرا به.
أمرهما بالسكوت حتى يأتي وقت الحساب، وجر سيارته إلى ورشة الإصلاح لفحصها، بعد تنظيفها وإزالة ما علق بها من قاذورات.
رجع بهما إلى بيته، وأمرهما بالهدوء ليفهم ما وقع لهما. ولصغر سنهما وخوفهما من العقاب الذي يتوقعانه، لم يجرءا على كلام، وأخذت أعينهما تدوران بحثا عمن يحتميان خلفه، ويدرأ عنهما بطشة العقاب.
طمأنهما مؤكدا للجار الصغير عدم وصول ما حصل إلى والديه، شريطة ذكر التفصيل. عمتهما السكينة، فأخذا يتسابقان أيهما يبدأ بسرد قصته، كأنهما فرسا سباق يتنافسان للوصول إلى غايتهما. فكان عليه التدخل، وتحديد أيهما يبدأ. أشار بيده إلى ابنه، قل ما عندك!
لقد صدقت يا والدي، ما كان لي الخروج وحدي لصغر سني وعدم تمكني من القيادة، وما زلت احتاج للمزيد من الوقت والتدريب، وأعاهدك عدم قيادتها بعد الآن، هذا ما تعلمته من تجربتي هذه.
استغرب والده وكبر في عينيه، كأنما الكلمات تخرج من فم بالغ خبر الدنيا وعجنها، فأخذه إليه وطبع قبلة حب ومودة على وجنتيه.
واصل الطفل كلامه: حقا كان خروجي لاستعرض فنوني وعضلاتي أمام صاحبي، واخذ دورة داخل الحي وفي الأماكن التي اعرفها قريبا من البيت. ولكني لم اعمل حساب ولم أتمكن من تفادي، خروج سيارة مسرعة من شارع جانبي، كأنها سهم أطلق من كنانته. فأصابنا الرعب والخوف من مغبة اصطدمنا بها، فانحرفنا جانبا تفاديا لها، ولكن انحرافنا كان قويا، فانفلت الزمام من يدي. فانطلقنا كأننا في اشتياقا إلى تلك المساحة البيضاء، بجانب احد البيوت حيث ربضت السيارة.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية

ماهرالصندوق 18-Jun-2010 09:11 AM

بورك قلمك أخي حسين
أهنيك على الصور الجميلة
والتراكيب السهلة واللطيفة
أنتظر منك المزيد
وفقك الله


الساعة الآن »03:30 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc