منتديات موقع الميزان - مامعنى (( إن فاطمة صدّيقة شهيدة)) ؟

بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد
ورد في كتاب الكافي ج1 ص458 رواية رقم 2
عن الإمام الكاظم عليه السلام ((إن فاطمة صدّيقة شهيدة))
الرواية واضحة جدا ودلالتها جلية أن الزهراء عليها السلام ماتت شهيدة
ولكن
للنظر فضل الله كيف يفسر هذه الرواية
ففي كتاب الزهراء القدوة ص 183الطبعة الثانية 1421-2000
يقول
ونستوحي منه أيضا إنها وصلت إلى مقام الشهداء الذين يشهدون على الأمة يوم القيامة كما هو شأن الأنبياء الذين اصطفاهم الله سبحانه واختارهم لمقام الشهادة.
وان ضم كلمة الشهيدة إلى كلمة الصديقة هو الذي يوحي لنا بهذا التفسير لكلمة الشهيدة لأنه يلتقي مع الإشارة القرآنية لذلك في قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )وقوله تعالى (ويوم نبعث على كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم) وغيرها من الآيات القرآنية التي تتحدث عن مقام الشهادة على الأمة ولا ريب إن موقع الشهادة على الأمة هو أعظم من موقع الشهادة بمعنى القتل في سبيل الله...الخ
انتهى كلام فضل الله
نستخلص من هذه الفقرة جملة من النقاط
1ـ إن الزهراء عليها السلام لم تمت شهيدة في سبيل الله
2ـ إن الشهادة بالحديث بمعنى الشهادة على الأمة
3ـ إن الشهادة على الأمة أفضل من الشهادة في سبيل الله
والجواب على هذه النقاط هي كالتالي
ورد في دلائل الإمامة للطبري ص 45
1ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف لإاسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا ولم تدع أحدا ممن أذاها يدخل عليها.
وقال المحدث القمي في بيت الأحزان ص 160
2ـ وكان سبب وفاتها إن قنفذ مولى عمر نكزها بنعل السيف.
هذه بعض الروايات التي تفيد كون الزهراء عليها السلام لم يكن سبب وفاتها مجرد مرض عادي وإنما هناك ظلم واعتداء وقد أعزى الصادق عليه السلام سبب وفاتها إلى ضربها بنعل السيف
وهل هناك لمعنى الشهادة أكثر مما قاله الصادق عليه السلام؟
ثانيا
الشهادة بمعنى الشهادة على الأمة
أقول
وهل هذا يعتبر أمر غير حاصل ومفروغ منه للائمة عليهم السلام بحيث أن نفسر دلالة حديث واضح وصرفه عن ظاهره؟
ففي كتاب فضائل الشيعة للشيخ الصدوق ص 14 ذكر رواية
قال أبو عبد الله عليه السلام نحن الشهداء على شيعتنا وشيعتنا الشهداء على الناس
فان شهادة الأئمة على السلام على الأمة لأمر مفروغ منه ولا يحتاج إلى مؤنة زائدة لإثباته.
الزهراء التي قال في حقها الإمام الرضا عليه السلام
نحن حجج الله عليكم وأمنا فاطمة حجة الله علينا
من كانت بهذه الصفة وبهذه العظمة تكون محتاجة لإثبات إنها وصلت إلى مرتبة الشهادة على الخلق؟
الزهراء التي هي حجة الله على الأئمة عليهم السلام كما قال الرضا عليه السلام نحاول أن نسعى في إثبات الشهادة على الخلق؟
ثم قال فضل الله
إن الشهادة على الأمة أفضل من الشهادة في سبيل الله
أقول
مجرد استحسان ذوقي بعد عن عين الدليل مضافا إلى انه إثبات شيء لا ينفي ما عداه
فأي مانع من كون الزهراء عليها السلام شهيدة في سبيل الله وشاهدة على الخلائق؟
إن قراءة بعض الروايات وعدم الإلمام بجميعها يؤدي طبيعيا إلى النتيجة التي وصلها فضل الله.
فان فضل الله قرأ رواية الإمام الكاظم ونفى الشهادة عن الزهراء عليها السلام وتناسى الروايات التي أعزى الصادق عليه السلام سبب وفاتها أن قنفذ لكزها بنعل السيف
إلا اللهم أن هذا السبب ليس قتلا كما يفهمه سماحته بحيث لا يكون هناك أي شهادة
وربما أن سماحته يفهم من معنى الشهادة هو القتل بالسيف فقط
إذا كان الذي يموت دون عرضه أو ماله أو نفسه يعتبر شهيد فهل الزهراء التي اعتدوا عليها لا تعتبر شهيدة؟
لماذا سماحته يقبل أن الفلسطنين الذين يُقتلون شهداء ويبخل على الزهراء التي ضربت ولطمت بمقام الشهادة؟
هل الشهادة تقع بمكان يصعب على أفضل من خلق الله أن يصلوا إليها؟
ونحن نعلم أن أفضل حياة هي حياة الصديقين والنبيين والرسل وأفضل ممات موت الشهداء في سبيل الله
فهل الزهراء لا تموت بهذه الطريقة التي يحبها الله؟
ثم إن نفي الشهادة لا يعني إلا شيء واحد وهو تبرئة ساحة المعتدين الذين نعلم ما صنعوه في حقها
فأول مرتبة نفي الشهادة وتليها عدم غصب حقوقها حتى نصل إلى درجة الترضي على القوم الظالمين.
فقط أريد أن اعلم ماهي المصلحة التي نجني ثمارها من نفي الشهادة؟
هل الثمرة تكمن في إخراج صورة الظالمين بإطار جديد؟
الله العالم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

______________

جواب سماحة السيد جواد القزويني