منتديات موقع الميزان - الشهداء الجامعيون... ناجحون في الدنيا فائزون بالآخرة‏

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشهداء الجامعيون... ناجحون في الدنيا فائزون بالآخرة‏

http://www.almanar.com.lb/NewsSite/W...cccdb59c29.png

هنا قرأوا هنا فقهوا هنا في "مدرسة الرضوان" تعلموا اصول القتال والنضال والمقاومة، فأسسوا للاجيال مدرسة تلقن فيها "عقيدة الانتصار" وكيف ان الروح ترخص في سبيل الله وفي سبيل نصرة الامة وتحرير الارض والعيش بكرامة وعزة.

حين تعلم ان هناك شبابا يكدون للنجاح والتخرج من جامعاتهم ونيل اعلى الشهادات ليخرجوا للحياة ويعبّدوا طريق مستقبلهم نحو الافضل والاحسن تتخيل نفسك امام اشخاص يعملون لدنياهم كأنهم يعيشون ابدا، وحين تعلم ان هناك من يجاهد ويتعلم كل تفاصيل القتال والحرب ساعيا للحصول على احدى الحسنين "النصر او الشهادة" تخال نفسك انك امام اناس يعملون لآخرتهم كأنهم يموتون غدا.

ولكن حين ترى انك امام شباب يعملون لخير دنياهم كما يعملون للفوز بآخرتهم، فلا يقصرون في واجباتهم في الدنيا وهم في نفس الوقت مقبلون بشغف نحو آخرتهم يحضّرون للقاء العزيز الجبار "خير لقاء"، فهنا تبرز لديك معالم شخصية استثنائية فذة تصور لك حال شباب المقاومة الاسلامية الجامعيين الذي استشهدوا في حرب تموز 2006.

في هذا الاطار قال لنا مسؤول "القسم الجامعي في التعبئة التربوية(بيروت)" في حزب الله بلال اللقيس إن "هؤلاء الشهداء كنموذج من شباب المقاومة وحزب الله يتميزون بميزة اساسية وهي قدرتهم على لعب مجموعة من الادوار والمهام المتنوعة والمتعددة في آن واحد فالشاب المجاهد يدرس ويعمل ويجاهد في سبيل الله"، معتبرا ان "ذلك هو نتيجة للثقافة والوعي الخاص الذي يتميز به شباب حزب الله والمقاومة الاسلامية الذي تربوا تربية اسلامية خاصة اساسها الفهم الصحيح للاسلام المحمدي الاصيل"، مضيفا ان "المرونة التي يتميز بها هؤلاء الشباب التي قل ما تجدها لدى غيرهم من الشباب تجعلهم قادرين على القيام بواجباتهم وتكليفهم دون تردد او صعوبة طالما انها في سبيل الله وفي خدمة الدين والمجتمع".

ولفت اللقيس الى ان "هذه الثقافة وجدت نتيجة ان شباب المقاومة تربوا في بيئة دينية سليمة وعلموا معنى التحدي مع عدونا الصهيوني بالاضافة الى الفهم الشامل والصحيح للاسلام"، مؤكدا ان "من يصل الى هذه الدرجة من الوعي حتما يجب ان يكون على اتم الجهوزية للمواجهة في كل ميادين الحياة وفي كل الاماكن".

بطولات الشهداء في تموز كانت بتسديد من الله

وفيما شدد اللقيس على ان "المقاومة الاسلامية وحزب الله يعتمدان بشكل اساسي على الشباب المثقف والمتعلم والمتفوق"، اوضح ان "الشهداء الذين سقطوا كانوا مخلصين الى ابعد الحدود ومؤمنين متمسكون بتعاليم الدين عاشقون للشهادة"، معتبرا ان "ما قدموه في حرب تموز 2006 من بطولات وصولات ما كان يتصورها عقل كان بفضل التوفيق من الله والتسديد منه سبحانه لانه علم اخلاصهم وايمانهم فأكرمهم بالشهادة بعد ان اظهروا بطولاتهم في هذه الحرب".

الشهيد هشام مرتضى لم يحضر حفل تخرجه لانشغاله بعمله المقاوم

وفي سياق الحديث عن الشهداء الجامعيين في تموز التقينا شقيقة الشهيد هشام محسن مرتضى احد شهداء بلدة عيتا الشعب الابية الذي انهى في جامعة هاواي في بيروت اجازته في المحاسبة كما انه كان يتابع دراسته الدينية في احد الحوزات الدينية، اكدت ان "الشهيد كان يحيط عمله ضمن المقاومة بسرية تامة من دون إخفاء حبه لخط المقاومة ورغبته الكبيرة في الشهادة في سبيل الله"، مشيرة الى ان "الشهيد لم يحضر حفل تخرجه ولم يستلم شهادته يوم التخرج لانشغاله بعمل جهادي معين لم يكشف عنه".

واشارت اخت الشهيد هشام انه "غادر في العام 1999 قريته عيتا الشعب متوجها الى بيروت بسبب مضايقات العملاء اللحديين له في ذلك الحين ولكنه سرعان ما عاد الى عيتا عند حصول التحرير في العام 2000 حيث ظل يتردد بين عيتا وبيروت لمتابعة حياته الدراسية والعملية الى حين بدء عدوان تموز حيث التحق بمجاهدي المقاومة الاسلامية هناك الى تاريخ استشهاده في 8 آب 2006".

الشهيد كاظم خنافر ذهب الى الحرب وبحوزته كتب الدراسة

بدوره والد الشهيد كاظم خنافر الذي تحدث لنا عن الشهيد اشار الى انه "كان متفوقا في دراسته منذ ايام الدراسة الاولى وحتى المرحلة الجامعية حيث كان من الاوائل في كلية الطب في الجامعة اللبنانية وهو حين استشهاده كان قد انهى السنة الثالثة"، مضيفا ان "الشهيد كان مفعما بالايمان محبا للشهادة يكره الظلم ديناميكي في حياته ينظم وقته بشكل كبير"، وتابع ان "الشهيد عندما التحق مع المجاهدين في قريته عيناتا خلال عدوان تموز حيث خيضت اقوى المواجهات مع قوات النخبة في جيش العدو اخذ معه كتبه الجامعية لانه كان يحضر لامتحان في الجامعة في نهاية فصل الصيف حيث كان يتابع دراسته خلال فترة الراحة خلال المواجهات"، في سابقة نكاد نجزم انه لم يسبقه عليها احد تدلل على رباطة جأش الشهيد واعصابه الحديدية.

ويذكر رفاق الشهيد كاظم انهم عندما وجدوا جثمانه الطاهر بعد انتهاء العدوان اكتشفوا انه لم يتبق في مخزن سلاحه الحربي سوى رصاصة واحدة فقط وانه قد وضع حربته في مكانها فوق فوهة السلاح لاستخدامها في قتال العدو بما يدلل على اقدامه وشجاعته وشوقه لقتال قتلة الانبياء ورغبته العالية بالشهادة.

وفيما حمد والد الشهيد كاظم رب العالمين وشكره لاختيار شهيد من عائلته، دعا "الدولة اللبنانية وخاصة الجامعة اللبنانية التي سقط العديد من طلابها شهداء في سبيل تحرير الوطن ان تكرمهم وتقيم لهم نصبا في باحات الجامعة اللبنانية لاخبار الاجيال القادمة عما قدمه هؤلاء الشهداء للوطن والامة".

الشهيد علي جواد اتصل بوالده يسأله ان يدعو له لنيل الشهادة

من جهته والد الشهيد علي قاسم جواد من بلدة حومين الفوقا الجنوبية الذي انهى السنة الثالثة في الكيمياء في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية فقد قال إن "الشهيد كان دائم الحديث عن حبه للشهادة في سبيل الله وللحاق بركب سيد الشهداء"، مضيفا ان "الشهيد كان يخاطب والدته بأنه عند التخرج سيقدم لها شهادته الجامعية هدية بينما هو سيكون تحت تصرف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقيادة المقاومة عندما يناديه واجبه الجهادي للاستشهاد في سبيل الله"، واشار الى ان "الشهيد كان لديه العديد من النشاطات والاهتمامات فهو كان يحوز الحزام الاسود في لعبة الكاراتيه وقد حاز على العديد من البطولات في هذا المجال بالاضافة الى هوايته بالنحت على الحجر ونشاطه في كشافة الامام المهدي(عج)".

واكد والد الشهيد ان "الشهيد علي قد ذهب الى الاخوة في المقاومة عند انتهاء سنته الجامعية قبل بدء عدوان تموز وطلب منهم تصوير وصيته كما يفعل كل الشهداء قبل استشهادهم معللا ذلك بإحساسه ان هذا هو آخر صيف له في هذه الدنيا الفانية"، مشيرا الى ان "الشهيد قد هاتفه قبل استشهاده بثلاثة ايام طالبا منه ان يدعو له لنيل الشهادة فكان جواب الوالد ان الله يعلم ما في داخلك ومدى حبك للشهادة في سبيله وهو سيستجيب لك بالتأكيد وقد استجاب المجيب الكريم لدعوة الشهيد واعطاه هذا الشرف العظيم".

من جهة ثانية قال اللقيس إن "التعبئة التربوية تلعب دورا كبيرا في صقل شخصية الشباب المجاهد والمقاوم ومنهم شهداء الجامعات في تموز 2006 بأن تخلق لهم البيئة الحاضنة لتحقيق الانتماء لخط المقاومة ومن ثم تعمل في مرحلة لاحقة على اعطاء قيمة اضافية مرتبطة بتعميق الوعي لدى هؤلاء الشباب"، مشيرا الى ان "التعبئة التربوية تركز في المرحلة الجامعية على عملها مع الشباب الجامعي على زيادة الوعي للصراع مع العدو والوعي السياسي والثقافي بشكل عام وعلى حمل المسؤولية للاستمرار بخط المقاومة وما تمثله للامة وكيفية مواجهة التحديات على اختلافها استكمالا لنهج الشهداء والقادة".

النهوض بالمقاومة نصف الطريق للنهوض بالامة

واكد اللقيس ان "النهوض بمشروع المقاومة هو نصف الطريق للنهوض بالامة في كل مجالات الحياة"، لافتا الى ان المقاومة وحزب الله استشرفا المستقبل وعملا على وضع خطة وتصور استراتيجي لتنمية الانسان وتوجيهه الشباب الى المجال العلمي في كل الاختصاصات"، لافتا الى ان "المقاومة تقاوم بالانسان بينما العدو يقاتل بالآلة ومن هنا تعمل التعبئة والمقاومة بشكل العام على بناء شخصية الانسان الثقافية والعلمية والدينية"، داعيا "جميع الشباب من كل الاطراف والفئات الى الانفتاح والتواصل مع شباب المقاومة للتعرف عليهم وعلى كل مبادئهم من خلال الحوار والنقاش لانه بالتأكيد هناك نقاط يمكن الانطلاق منها معا نحو مستقبل افضل للوطن والامة".

وختم اللقيس ان "شهادة الشهداء في تموز خصوصاً الجامعيين منهم زادت في المسؤولية على العاملين في المقاومة والتعبئة التربوية بشكل خاص"، معاهداً "عدم توفير اي جهد وبذل الغالي والنفيس لاكمال مسيرة عمدت بدماء شهداء هم افضل ما لدينا واغلى ما عندنا رفاق دربنا الذين بذلوا ارواحهم في سبيل عزة هذه الامة".

ولان الشهداء هم سادة من في الوجود ولانهم مجدنا وتاريخنا الذي لا يغيب جئنا نقرأ في سيرتهم صفحات عز لا تأفل لنتعلم منهم العيش بنجاح والموت شاهدين على انتزاع حقنا المغصوب رغم استعلاء كل مستكبر عنيد. ويبقى شهداء المقاومة الاسلامية منارة تضيء لنا الطريق وتشد على ايدي المجاهدين والقادة وتزيد من عزيمتهم ان يكملوا الدرب وصولا للنصر الآتي لا محالة بصبر وتضحيات الشعب وآلام الجرحى ودماء الشهداء.

المنار