![]() |
فاطمة هي فاطمة عليها السلام
فاطمة هي فاطمة عليها السلام
لم تكن السيدة فاطمة(عليها السلام) امرأة عادية، بل كانت امرأة روحانية ملكوتية تجلَّت في الوجود بصورة إنسان، كيف لا، وهي ابنة أعظم نبيّ وزوجة أفضل إمام وأم للأئمة الأطهار؟ وقد أشاد النبي( صلى الله عليه واله ) بعظيم منزلتها وما بلغته من موقع سامٍ ريادي في خطّ الرسالة الإسلامية، حتى قال في حقها: «فاطمة بضعة منّي، من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبّني». «فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبيّ». لقد تربَّعت السيدة فاطمة(عليها السلام) على عرش مملكة الفضائل المتوارثة من قيم النبوة، فنالت الأوسمة على صدرها، ومن هذه الفضائل: 1 - الزهد كانت(عليها السلام) راضية باليسير من العيش، غنية بنفسها، صابرة على أداء مسؤولياتها وتربية أبنائها، متمسكة بما قاله لها أبوها(صلى الله عليه واله): «يا فاطمة، إصبري على مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الأبد». عن الإمام الخميني(قدس سره): «امرأة ربّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع، أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب إلى الجانب الآخر من عالم الأفلاك، ومن عالم الملك إلى الملكوت الأعلى. صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبوّأت مركز إشعاع نور العظمة الإلهية، ودار تربية خيرة ولد آدم». 2 - العبادة رُوي عن الإمام الحسن(عليها السلام) قوله: «رأيت أمي فاطمة(عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بُنيّ الجار ثمّ الدار». وكانت تخصّص الساعات الأخيرة من نهار الجمعة للدعاء. كما كانت لا تنام الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وكانت تحرّض جميع من في بيتها على إحياء الليل بالعبادة والدعاء. 3 - الإيثار نزل في القرآن الكريم: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً} (الإنسان:7-9). بلغت الزهراء(عليها السلام) مرتبة عظيمة لا يرقى إليها إلا من سمت نفسه سموّ فاطمة عند وفائها بالنذر لاتِّقاء يوم عصيب، فقد آثرت على نفسها ونفس عائلتها عندما أعطت إفطارها لمسكين ويتيم وأسير، وذلك لإعلان الهدف الرسالي لعطائها. والعنوان الآخر للإيثار هو قصة العقد (الذي أعطته فاطمة(عليها السلام) لشيخ من العرب) وعظيم بركته، فهو قد أشبع جائعاً وكسا عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه. * مظلومية وشهادة سطعت السيدة فاطمة(عليها السلام) كالشمس في ظل أبيها، ولكنَّها بدأت بالأفول بعد وفاته، فما جرى عليها؟ بعد استشهاد رسول الله(صلى الله عليه واله)، توالت الآلام والمصائب على السيدة الزهراء(عليها السلام)، ولمن تشتكي؟ وقفت على قبر أبيها، وقالت: صُبّت عليّ مصائب لو أنها .... صُبّت على الأيام عدنَ لياليا. فبكت على أبيها بكاء الشوق والحنين وأفاضت على وجنتيها دموع الحزن والألم على أمة الإسلام، فوقعت( عليها السلام ) طريحة الفراش، رهيفة الجسد، حتى توفّيت. كان ذلك في المدينة المنورة، في الثالث من جمادى الآخرة سنة 11هـ. وقد تولى أمير المؤمنين(عليه السلام) غسلها، وأعانته على غسلها أسماء بنت عميس التي قالت: «أوصتني فاطمة أن لا يغسّلها إذا ماتت إلاّ أنا وعليّ صلوات الله وسلامه عليه، فغسّلتها أنا وعليّ(عليه السلام)». وقد دفنها الإمام(عليه السلام) سراً، بوصية منها خلّدت مظلوميتها على مرّ التاريخ. مجلة بقية الله |
السلام عليكِ يا فاطمة الزهراء
فداكِ ابي وامي ووروحي شكرا على الموضوع مزيد من الابداع لك مني تحيتي |
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
وصلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنوها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وثبتنا واياكم على ولاية مولانا امير المؤمنين. |
الساعة الآن »02:23 PM. |