![]() |
من الذي كان يقرأ القرآن (قصة قصيرة)
من الذي كان يقرأ القرآن (إلى روح الأب الشيخ عمار الخضري) جميع الأهالي سمعوا ترديد آيات القرآن في فضاءات البلدة بعد كل غروب . صاحب الخمارة وصاحبة المرقص ورواد المكانين ، وكذلك أصحاب الدكاكين وسط المدينة ، جميعهم سمعوا الصوت الرخيم ، والدهشة تملأ جوارحهم . علامات الإستغراب كانت تزداد وضوحاً على وجوههم يوماً بعد يوم مع ازدياد وضوح ذلك الصوت ونبراته المهيمنة على كل دروب البلدة . وبالرغم من أن مسجد البلدة قد إُغلق منذ وفاة إمامه المسن قبل سنتين ، وبالرغم من أن أحداً لم يمت في الآونة الأخيرة فإن الصوت استمر يجلجل جلياً في آذان السكان رافعاً وتيرة ذعرهم وتعجبهم ، كاشفاً عن حيرتهم وعجزهم في اكتشاف مصدره وسببه ... وحدها فاطمة ذات الأعوام السبعة كانت تنتظر كل غروب انبثاق الذكر مع نسيم الغسق العليل لتردد معه تلك الآيات العذبة . عندما اختفى الصوت عن الترديد ، وعاد السكون يمسح العلامات الغريبة التي ارتسمت على وجوه الأهالي قبل أسبوع ، عادت البلدة للإنخراط في حياتها الإعتيادية ، غير أن فاطمة استمرت تجلس على الشرفة عند كل غروب مرددة ما حفظته من آيات الصوت الغائب منتظرة بلهفة وتوق عودة الصوت قارئاً آيات جديدة في فضاءات تلك البلدة . +++++++++++++++++ دمشق - صفوان لبيب بيضون 19-أيلول-2010 |
الساعة الآن »04:09 AM. |