![]() |
الليلة الثانية - على مائدة الإفطار
أعزائي المشاهدين السلام عليكم سلام الرحمة ، سلام المغفرة ، سلام العتق من النار . سلاماً رمضانياً مزيناً بالبركات ، مزركشاً بالخيرات ، معطراً بالصلوات ، على محمد وآل محمد . أخي الصائم أختي الصائمة : أولى محاطتنا اليوم من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة االإفطار " هي المحطة الصحية . وعنوانها : صحتك في غذائك لا شك أن كثيراً من جداول المسلم اليومية تتغير وتتبدل في شهر رمضان المبارك ، ومن تلك الجداول التي تتغير في هذا الشهر الكريم جدول الوجبات الغذائية ، لهذا كان لا بد علينا أن نعرف كيف ننسق لأنفسنا هذا الجدول الغذائي الجديد ، ولأنه لا سبيل أنجح لذلك إلا باستشارة أهل الاختصاص من الأطباء ؛ فقد وضعنا لكم هنا بعضاً من مشورات الأطباء ونصائحهم وتنبيهاتهم حتى لا تعيقك الأمراض عن حسن عبادة الله في هذا الشهر الفاضل ، فإليكl هذه النصائح : - ابدأ إفطارك بحبات رطب أو تمر ؛ فلقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - يفطر على رطبات أو تمرات ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء ؛ وذلك لأن التمر يحتوي على سكريات بسيطة سرعان ما يمتصها الجسم ، فترفع مستوى السكر في الدم ، وتخفف من حدة الجوع ، وتهيئ المعدة لاستقبال الطعام ، وتحثها لبدأ إفراز العصارة الهاضمة . - لا تفاجئ المعدة بكثرة الطعام ، وابدأ بتناول الشوربات الخفيفة غير الدسمة . - لا ينسينك الجوع أن تمضغ الطعام جيداً ؛ لأنه يسهل عملية هضمه داخل المعدة ويعمل على هضم النشويات الذي يبدأ داخل الفم . - لا تكثر من شرب السوائل دفعة واحدة وبخاصة عند بدء الإفطار ، وتجنب السوائل الباردة . - تناول قدراً كافياً من الخضار والفواكه ؛ لاحتوائها على الألياف التي تنشط حركة الأمعاء . - تناول باعتدال الأطعمة الدسمة واللحوم حتى لا تؤدي لتلبك معوي ، وخمول بعد وجبة الإفطار . - لا تكثر من تناول الحلويات لاحتوائها على سعرات حرارية عالية ، ونسبة كبيرة من الدهون . - ممارسة رياضة المشي بعد الإفطار مهمة ، وتعتبر صلاة الألف ركعة في شهر رمضان رياضة بدنية وروحية تنشط حركة الجسم وأعضائه وخاصة الدورة الدموية. - أما السحور ففيه الخير والبركة قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (( تسحروا فإن في السحور بركة )) . - يستحب أن تكون وجبة السحور وجبة خفيفة مثل اللبن الزبادي أو الجبن والفاكهة والخبز ، وتجنب الأكل المقلي والدسم ، ولا تنم مباشرة بعد وجبة السحور ؛ لأن الجهاز الهضمي يكسل بعد النوم ؛ لذا يجب إعطاءه فترة حتى يتم هضم الطعام قبل النوم ، واحرص على شرب الماء بين وجبة الإفطار والسحور . ولكي يكون الطعام غنياً بما يحتاجه الجسم في هذا الشهر الكريم فيجب أن يحتوي على : 1- العسل : فهو غني بالطاقة والفيتامينات والأملاح والمعادن . 2- البيض واللبن ومنتجاته : فهي غنية بالبروتين والأملاح والمعادن وتحتوي بعض الفيتامينات . 3- القمح أو الشعير والأرز : فهي غنية بالنشويات والسكريات ، وسلاسل الجلوكوز. 4- اللحوم البيضاء : كلحم الأسماك ولحوم الدجاج المنزوعة الجلد فهي قليلة الاحتواء على الدهون المشبعة ، واللحوم الحمراء أيضاً مثل لحم الغزلان أو الإبل أو النعام ، أو لحم الضأن المنزوع الدهن (الموزات والهبرة) . 5- أنواع السلطات المختلفة : والمكونة من الخضار الورقية الغنية بالأملاح والمعادن ، والألياف والفيتامينات وأهمها فيتامين ج وفيتامين ب كالخس والبقدونس وغيرها ، وكذلك الخضروات الأخرى كالطماطم البندورة الغنية بفيتامين ج ، وكذا الفواكه فهي غنية بالفركتوز والسكريات بشكل عام ، وغنية بالفيتامينات والألياف ، ولا تنس التمر الغني بالسكريات والأملاح والمعادن والفيتامينات . 6- عصائر الفاكهة المنوعة : والمشروبات الغنية بالأملاح والمعادن كالبابونج والمليسة واليانسون وغيرها من المشروبات التي تفيد صحة الجسم . وتتوزع هذه الأطعمة لدى الصائم على وجبتين هما : وجبة السحور ووجبة الفطور التي ينبغي بهما تحقيق مبدأ المعاوضة المبني على احتواء هاتين الوجبتين على مواد غذائية من مصادر مختلفة كالأغذية النباتية ، والأغذية الحيوانية ، وأن يتم تعويض ما نقص من مواد غذائية يحتاجها جسم الإنسان خلال وجبة السحور في وجبة الإفطار . والآن أترككم مع المحطة اليومية محطة العلاج بالأعشاب والطب البديل ، ومع المهندس الأستاذ بشار لطف . ++++++++++++++++++++++++++++ أعزائي المشاهدين :من الفقؤات الجديدة التي سنطل بكم عليها في برنامجكم " على مائدة الإفطار " فقرة المسابقة الرمضانية " . سأطرح عليكم كل يوم سؤالاً واحداً ، ثم نبدأ بتلقي الاتصالات ، خلال نصف ساعة من طرح السؤال ، وسأترك الإجابة الصحيحة على السؤال ، إلى فترة السحر ، والأسماء التي أجابت بشكل صحيح يعلن عنها وتدخل في قرعة نهاية الشهر الكريم ، حيث نعلن عن أسماء المراتب الثلاث الأولى ، طبعاً للفائزين الثلاث جوائز قيمة . سؤال اليوم : ما معنى كلمة رمضان ، إذن سؤالنا اليوم ما معنى كلمة رمضان ، نبدأ بتلقي الإجابات من الأن ولمدة نصف ساعة تقريباً كما نوهنا ، أرقام الهواتف تظهر لكم على الشاشة . إذن سؤالنا اليوم ما معنى كلمة رمضان . لحين تلقي الاتصالات نتكلم عن بعض البشائر الرمضانية : البشرى[1] تشريف المؤمنين بالخطاب الإلهيّ : يا أيُّها الذّينَ آمَنُوا كُتِبَ عليكمُ الصِّيامُ كما كُتِبَ علَى الّذينَ مِن قَبلِكُم لَعلّكُم تتّقون سورة البقرة:183 البشرى[2] شهر القرآن وشهر الهداية : شَهْرُ رمَضانَ الّذي أُنْزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنّاسِ وبيّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقان .. سورة البقرة:185 البشرى[3] شرف الضيافة الإلهيّة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :.. وهو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضيافةِ الله ، وجُعِلتُم فيه مِن أهل كرامةِ الله . أنفاسُكم فيه تسبيح ، ونومُكم فيه عبادة ، وعملُكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب . البشرى[4] التكريم بالتكليف: قال الإمام الصادق عليه السّلام : إنّما فرَضَ اللهُ صيامَ شهر رمضانَ على الأنبياء دون الأُمم ، ففضّل اللهُ به هذه الأُمّة ، وجعل صيامَه فرضاً على رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وعلى أُمّته . البشرى[5] شهر البركة والرحمة : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس ، إنّه قد أقبلَ إليكُم شهرُ اللهِ بالبركةِ والرحمة والمغفرة ، شهرٌ هو عندَ اللهِ أفضلُ الشهور ، وأيّامُه أفضلُ الأيّام ، ولياليه أفضلُ الليالي، وساعاتُه أفضلُ الساعات .. البشرى[6] سبيل الإحسان الإلهيّ : في دعائه المبارك إذا دخل شهر رمضان .. قال الإمام السجّاد عليه السّلام: الحمدُ لله الذي حَبانا بدِينه ، واختصّنا بملّته ، وسبّلنا في سبيل إحسانه ؛ لنسلكها بمَنّه إلى رضوانه ، حمداً يتقبّلُه منّا ، ويرضى به عنّا . والحمد لله الذي جعل مِن تلك السبل شهرَه شهرَ رمضان ، شهرَ الصيام ، وشهر الإسلام ، وشهرَ الطَّهُور ، وشهرَ التمحيص ، وشهرَ القيام.. البشرى[7] فرصة الخيرات والكرامات: قال الإمام الصادق عليه السّلام : إذ دخل شهر رمضان ، فاجهدوا أنفسَكم ؛ فإنّ فيه تُقسّم الأرزاق ، وتُكتب الآجال ، وفيه يُكتَب وفدُ الله الذين يَفِدون إليه ، وفيه ليلةٌ العملُ فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر . البشرى[8] الرعاية الربّانيّة الخاصّة : قال أبو الحسن الأوّل ( الكاظم ) عليه السّلام : قيلوا : فإنّ الله تبارك وتعالى يُطعم الصائمَ ويسقيه في منامه. (وقيلوا : من القيلولة ، النوم قبيل الزوال) البشرى[9] مضاعفة ثواب الأعمال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مَن تطوّع فيه بصلاةٍ كتَبَ اللهُ له براءةً مِن النار ، ومَن أدّى فرضاً كان له ثوابُ مَن أدّى سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور ، ومَن أكثرَ فيه مِن الصلاةِ علَيّ ثقّل اللهُ ميزانَه يومَ تخفّ الموازين ، ومَن تَلا فيه آيةً مِن القرآن كان له مِثلُ أجرِ مَن ختم القرآنَ في غيره من الشهور .. البشرى[10] تثبيت الإخلاص : قالت مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها : فرَضَ اللهُ الصيامَ تثبيتاً للإخلاص . البشرى[11] تحقّق أحد مباني الإسلام : قال الإمام الباقر عليه السّلام : بُنيَ الإسلامُ على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم ، والولاية. البشرى[12] الصيام زكاة : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لكلّ شيء زكاة ، وزكاة الأبدان الصيام . البشرى[13] إبعاد الشيطان : روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لأصحابه : ألا أُخبركم بشيءٍ إن فعلتموه تَباعَدَ الشيطان منكم كما تباعد المشرق مِن المغرب ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الصوم يسوّد وجهه ، والصدقة تكسر ظهرَه ، والحبُّ في الله والموازرة على العمل الصالح تقطع دابرَه ، والاستغفار يقطع وتينَه.. البشرى[14] صيانة الصوم : في الحديث القدسيّ ، يقول الله تعالى لجبرئيل عليه السّلام : اِنزلْ على الأرض فَغُلَّ فيها مَرَدةَ الشياطين ؛ حتّى لا يُفسِدوا على عبادي صومَهم البشرى[15] الصوم مُعين على الشدائد : قال الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى : ( واستعينوا بالصبرِ والصلاة ( يعني بالصبر الصوم . وقال عليه السّلام : إذا نزلت بالرجل النازلةُ أو الشدّة فَلْيَصُمْ ؛ فإنّ الله تعالى يقول: واستعينوا بالصبرِ والصلاة . البشرى[16] الصيام صحّة : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : صوموا تصحّوا. وقال الإمام عليّ عليه السلام : الصيام أحدُ الصحّتَين . البشرى[17] مواريث الصوم: في حديث المعراج ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا ربّ ، ما أوّل العبادة ؟ قال : أوّل العبادة الصمت والصوم . قال: يا ربّ وما ميراث الصوم ؟ قال : الصوم يُورث الحكمة ، والحكمة تُورث المعرفة ، والمعرفة تورث اليقين ، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح : بعسر ، أم بيُسر.. البشرى[18] إهداء المواهب بعبادة الصوم : قال الله تعالى في حديث المعراج : يا أحمد ، إنّ العبد إذا جاعَ بطنُه ، وحَفِظ لسانَه ، علّمتُه الحكمة ، وإنْ كان كافراً تكون حكمته حجّةً عليه ووبالاً ، وإنْ كان مؤمناً تكون حكمته له نوراً وبرهاناً ، وشفاءً ورحمة ، فيعلم ما لم يكن يعلم ، ويُبصر ما لم يكن يُبصر ، فأوّل ما أُبصره عيوبُ نفسه حتّى يشتغلَ عن عيوب غيره ، وأُبْصره دقائقَ العلم ، حتّى لا يَدخُلَ عليه الشيطان. يا أحمد ، ليس شيءٌ مِن العبادة أحبّ إليّ مِن الصمتِ والصوم .. البشرى[19] امتيازات للصائم : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف ، إنّ للصائم عند إفطاره دعوةً لا تُرَدّ البشرى[20] آثار طيّبة لأخلاق الصائم : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس ، مَن حسّنَ مِنكم في هذا الشهرِ خلُقَه ، كانَ له جَوازاً علَى الصراطِ يومَ تَزلّ فيه الأقدام . ومَن خفّفَ في هذا الشهر عمّا ملكتْ يمينُه ، خفّف اللهُ عليه حسابَه . ومَن كفّ فيه شرَّه ، كفَّ اللهُ عنه غضبَه يومَ يلقاه .. البشرى[21] ترقيق القلوب وتقريب النفوس : قال الإمام الصادق عليه السّلام : أمّا العلّة في الصيام ؛ ليستويَ به الغنيُّ والفقي ر، وذلك لأنّ الغنيّ لم يكن ليجد مَسَّ الجوع فيرحمَ الفقير ، لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه ، فأراد اللهُ عزّوجلّ أن يسوّيَ بين خَلْقه ، وأن يُذيق الغنيَّ مسَّ الجوع والألم ؛ ليرقّ على الضعيف ويرحمَ الجائع . البشرى[22] صلاة الملائكة على الصائم : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما مِن صائم يحضر قوماً يطعمون إلاّ سبّحت أعضاؤه ، وكانت صلاة الملائكة عليه ، وكانت صلاتهم له استغفاراً. البشرى[23] تكريم معنوي للصائم : قال الإمام الصادق عليه السّلام : خَلوف فم الصائم ( أي نكهته ) أفضل عند الله مِن رائحة المِسْك . البشرى[24] ثواب الصابرين : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مَن صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً ، وكفّ سمعه وبصره ولسانه عن الناس ، قَبِل اللهُ صومَه ، وغفَرَ له ما تقدّم مِن ذنبهِ وما تأخّر ، وأعطاه ثوابَ الصابرين . البشرى[25] إجارة الصائم المستجير بالصوم : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما مِن عبدٍ صالحٍ يُشتَم فيقول : إنّي صائم ، سلامٌ عليك ، لا أشتمُك كما شتمتني ، إلاّ قال الربّ تبارك وتعالى: استجار عبدي بالصوم مِن شرّ عبدي ، قد أجرتُه مِن النار . البشرى[26] فرحتان للصائم : قال الإمام الصادق عليه السّلام : للصائم فرحتان : فرحةٌ عند إفطاره، وفرحةٌ عند لقاء ربّه . البشرى[27] التنبيه إلى أحوال الآخرة والتهيئة لها: قال الإمام الرضا عليه السّلام في بيان بعض علل الصيام : فإن قال: فلِمَ أُمِروا بالصوم ؟ قيل: لكي يعرفوا ألمَ الجوع والعطش ، فيستدلّوا على فقر الآخرة ، وليكونَ الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً ، مأجوراً محتسباً عارفاً ، صابراً لما أصابه من الجوع والعطش ، فيستوجب الثواب. مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات ، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ، ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم ودليلاً في الآجل ؛ وليعرفوا شدّة مبلغِ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا ، فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم .. البشرى[28] تعهّد الله تعالى بجزاء الصيام: قال الله تبارك وتعالى ( في الحديث القدسيّ ) : الصوم لي، وأنا أَجزي به . البشرى[29] الصوم وقاية: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ـ عليك بالصوم، فإنّه جُنّه مِن النار.. ـ الصومُ جُنّة ما لم يخرِقْها. البشرى[30] الخروج من الذنوب : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لجابر بن عبدالله الأنصاريّ : يا جابر ، هذا شهر رمضان ، مَن صام نهاره ، وقام وِرْداً مِن ليله ، وعفّ بطنَه وفَرْجَه ، وكفَّ لسانَه ، خرج مِن ذنوبه كخروجه مِن الشهر . فقال جاب : يا رسول الله ، ما أحسنَ هذا الحديث ! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا جابر ، وما أشدَّ هذه الشروط! البشرى[31] أسباب النجاة والفوز : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس، إنّ أبوابَ الجِنان في هذا الشهر مفتّحة ، فاسألوا ربَّكم أن لا يغلقها عنكم ، وأبواب النيران مغلّقة ، فاسألوا ربَّكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة ، فاسألوا ربَّكم أن لا يسلّطها عليكم.. البشرى[32] عتق الرقاب ومغفرة الذنوب : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مَن فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر ، كان له بذلك عند اللهِ عتقُ رقبة ، ومغفرةٌ لِما مضى مِن ذنوبه .. البشرى[33] جائزة الربّ : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس ، إنّه مَن ورَدَ عليه شهرُ رمضان وهو صحيح سَوِيّ ، فصام نهارَه ، وقام وِرْداً مِن ليله ، وواظب على صلاته ، وهجّر إلى جمعته ، وغدا إلى عيده ، فقد أدرك ليلة القدر ، وفاز بجائزة الربّ. قال الإمام الصادق عليه السّلام : فازَ واللهِ بجوائز ، ليست كجوائز العباد . البشرى[34] ختامه جنّة : قال الله تعالى في الحديث القدسيّ الشريف : .. والصائم يفرح بفرحتين : حين يُفطر فيَطعَم ويشرب ، وحين يلقاني فأُدخله الجنّة . البشرى[35] باب خاص للصائمين : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّ للجنّة باباً يُدعى « الريّان »، لا يدخل منه إلاّ الصائمون. البشرى[36] مجمع الفضائل والرحمات : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس قد أظلّكم شهرٌ عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلةٌ العملُ فيها خيرٌ مِن ألف شهر... هو شهرٌ أوّلُه رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخِرُه عِتْقٌ من النار .. البشرى[37] فضائل وخصائص : في وداعه لشهر الله ، قال الإمام السجّاد عليه السّلام : السلامُ عليك يا شهرَ اللهِ الأكبر ، ويا عيدَ أوليائهِ . السلام عليك يا أكرمَ مصحوبٍ مِن الأوقات ، ويا خيرَ شهرٍ في الأيّام والساعات. السلام عليك مِن شهرٍ قَرُبتْ فيه الآمال ، ونُشِرتْ فيه الأعمال . السلام عليك مِن قرينٍ جلّ قَدْرُه موجوداً ، وأفجَعَ فَقْدُه مفقوداً ، ومَرْجُوّاً آلمَ فراقُه . السلام عليك مِن أليفٍ آنسَ مُقْبِلاً فَسَرّ ، وأوحشَ منقضياً فمضّ . السلام عليك مِن مجاورٍ رقّتْ فيه القلوب ، وقلّتْ فيه الذنوب . السلام عليك مِن ناصرٍ أعان على الشيطان ، وصاحبٍ سَهّل سُبُلَ الإحسان. السلام عليك ما أكثرَ عُتقاءَ اللهِ فيك ، وما أسعدَ مَن رعى حرمتَك بك . السلام عليك ما أمحاك للذنوب ، وأسْترَك لأنواعِ العُيوب ... السلام عليك كما وَفَدْتَ علينا بالبركات ، وغسَلْتَ عنّا دنَسَ الخطيئات ... السلام عليك كم مِن سوءٍ صُرِف بك عنّا ، وكم مِن خيرٍ أُفيض بك علينا.. +++++++++++++++++++++ مرحباً بكم .. في رِحلة النورمع اللحظة الأُولى من فجر اليوم الأوّل من شهر رمضان.. تبدأ ثلاثينيّة النور: رحلة من النور، وعبر النور، وإلى النور. رحلة خاصّة متميّزة في مسيرة الإنسان.. من واقعه اليوميّ المألوف إلى الآفاق العالية ، وإلى عوالم القرب الإلهيّ المُشبَع بنورانيّة روحيّة شفيفة مؤنسة ، هي ما يَهَب الإنسان سعادته ويمنحه كرامته ، ويفتحه على مدى إنسانيّته الفسيح . ثلاثون نهاراً رمضانيّاً من المصابرة في مواقع الامتناع الاختياريّ عن حاجات الطعام والشراب والرغبات ، لتكون دورة تدريبيّة في الاستعلاء على مطالب الغريزة ورغائب الجسد . وثلاثون ليلة من ليالي الانفراد مع الله جلّ وعلا : ضراعةً ومناجاة . وثلاثون ليلة من الأُنس بالقرآن : كتاب الهدى والبصائر.. حيث الاتّصال بفيض ربّانيّ سخيّ ، زاخر بالجمال والجلال ، ومفعم بالفرح الروحيّ الغامر. إنّه التطوير المستمرّ للإنسان ، والتثبيت الدائم للمعرفة وللإيمان والإخلاص في الحياة، والتخفيف اليوميّ من غلواء النفوس والأهواء ، والتخشيع المتواصل لمشاعر القلب ورفّات الفؤاد . من هنا ـ أيّها الأعزّاء ـ يغدو الصوم حِصناً وجُنّة ووقاية. ومن هنا أيضاً يغدو الصوم تزكية وتطهيراً للجسد والعقل والروح . ومن هنا تكون للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربّه . يفرح عند إفطاره لِما يجده في داخله من تخفّق من ثقلة الجسد ومن شفاقيّة في القلب . ويفرح عند لقاء ربّه لأنّه يلقاه بعد أن تزكى وتطهّر وتوهّج بالإيمان واليقين .. وعندئذ يجد ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . وهذا كلّه من ميراث الصوم . في حديث المعراج : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا ربّ ، وما ميراث الصوم ؟ قال : الصوم يورث الحكمة ، والحكمة تورث المعرفة ، والمعرفة تورث اليقين ؛ فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح : بعسر أم بيسر . هو إذن ـ أيها الإخوة والأخوات ـ ميراث الحريّة الحقيقيّة ، والانفلات الباطني من سلطة العالَم .. إلى اليقين بالله ، الذي هو غاية الغايات ، والأساس الأرسخ لنهضة الإنسان فرداً وجماعة ، وهو النَّسغ الحيّ المحيي الذي يُفتّح أزاهير الحياة . ثلاثون يوماً رمضانيّاً تفتح لنا أبوابها الوسيعة ، منذ فجر اليوم الأوّل من هذا الشهر الكريم المجلَّل بالخير والبركات . فرصة نفيسة متاحة لندخل في التجربة الصِّياميّة : نمارسها ، ونتذوّقها ، ونعيش ساعاتها وأيّامها .. لنخرج منها ـ حين نخرج ـ ونحن أوفر حكمة وأكثر عافية . منذ الآن ـ أيّها الأعزّاء في كلّ مكان ـ نشدّ على أيديكم ، ونبارك لكم هذه التجربة القيمّة ، ونتمنّى لكم فيها الفوز والرضوان . بطاقة تهنئة نقدّمها لكم معطّرة بنفحات القرآن ، ومغسولة بأنوار العذوبة الإيمانيّة ، ومصبوغة بصبغة الله ( ومَن أحسن من الله صبغة ، ونحن له عابدون ) . أهلاً رمضان ما ألذه من شعور يكتنف قلوبنا ونحن في الأيام الأولى من شهر الخير والبركات . فها قد أظلنا شهر الكنوز العظيمة ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . سيد الشهور ، وميدان السباق والتنافس . يشمر فيه المشمرون ، ويغتنمه العاقلون ، ويفرح بقدومه المؤمنون ، { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} البقرة 185. رمضان حديقة وارفة الظلال ، دانية الثمار ، يدخلها المؤمنون منذ أول ليلة منه ، فيقبلون بشوق وحماس ونشاط على كل ألوان العبادة والطاعات ، لأنهم يعلمون ما فيه من المزايا والرحمات. كان رسولنا صلى الله عليه وآله يهنئ أصحابه بقدوم رمضان فيقول ( أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبوا ب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين . لله فيه ليلة خير من ألف شهر . من حرم خيرها فقد حرم ) (إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة ) ، ( وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ) وفي الحديث أيضاً (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة ) . فيالها من بشارات عظيمة . بشارات للطائعين أن يستزيدوا فأبواب الجنة مفتوحة ، وبشرى للعاصين أن يرجعوا ويتوبوا فأبواب النار موصدة ، والرحمات متنزلة . وبشرى للعقلاء أن يغتنموا هذا الموسم فمردة الشياطين مغلولة مصفدة . رمضان أيها الأحباب ؛ مدرسة للتعلم والتعليم ، والتوبة والإنابة ، ومحطة للتزود بالطاعات والنوافل . رمضان خلوة العابدين مع خالقهم في لياليه وأيامه ، وإخلاص لله وحده في الطاعات والصيام ( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصوم لي وأنا أجزي به ) ، ودِربة للنفس على المجاهدة والصبر على الطاعات وترك العصيان . رمضان فرصة للمغفرة ، فرصة للتوبة ، وغسل الأوزار والخطايا . فيا فوز الطائعين ، ويا فوز الصائمين ، ويا فوز القائمين ، ويا فوز التالين الذاكرين . دموع الفرحة تغمرني بقدومك يا رمضان ، لأن الله قد مدّ في عمري حتى بلغني إياك ، فأعلن توبتي ، وأعود إلى ربي ، فأستزيد من الطاعات ، في حين شهدت بعيني رحيل كثير ممن فاجأهم الموت وقد كانوا يؤملون قدومك يا رمضان . دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، وأنا أتأمل في تلك العافية التي منّ الله بها عليّ لأتقوى بها على الطاعة ، وأستغلها في الصيام والقيام وتلاوة القرآن والاستزادة من النوافل والقربات . في حين أن البعض قد أقعدهم المرض فأذهب عنهم لذة هذه الفرحة . دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، لأنني لازلت أشعر بألم تجاه رمضان الفائت ، الذي مرت أيامه متسارعة ولم أحصل فيها ما أردت من الخيرات ، وقد تثاقلت عن كثير من الحسنات ، وفرطت في القيام والطاعات ، فجئت يا رمضان لتعطيني فرصة وشحنة إيمانية لاستدراك ما فات. فلماذا لا تدمع عيني وأنا في مثل هذا النعيم . لماذا لا تدمع عيني فرحاً وأنا أستقبل شهر الصيام والقيام والقرآن . ( من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( من قام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) هكذا قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله . فيا من أدرك هذا الشهر ، ها هو رمضان يناديك ، أقبل ، عد إلى ربك ، فمتى ستفيق من غفلتك ، ومتى ستنتبه من رقادك ، ومتى ستقبل على الله إن لم تقبل الان . ألا ترى تهجد المتهجدين ، وتسمع تلاوة التالين ، وبكاء الخاشعين ، وأنين العائدين التائبين ، واستغفار المستغفرين . اعقد العزم أخي ، واعقدي العزم أختي ، على الصيام والقيام والتوبة والاستكثار من الطاعات عسى أن نكون من المقبولين المعتقين . وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام وصالح الأعمال ، وبلغنا وإياكم تمام الشهر ، وتقبل منا ومنكم . وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين . من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية نرحّب بكم ، ونلتقي بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء . نلقاكم على مائدة السحر إنشاء المولى . طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم . |
اللهم صل على محمد وآلأ محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .
جزاك الله ألف خير أخي صفوان على هذه السطور الرمضانيه وجعلك الله دائما وأبدا من السائرين على نهج محمد وآل محمد سنتابع بقية حلقاتك ننتظرها بشوق موفق |
الساعة الآن »08:12 PM. |