![]() |
من كرامات السيدة فاطمة المعصومة (ع)- الجزء 1
لقد اختصّ الله سبحانه وتعالى بعض عباده بعنايات وألطاف خاصة، بلغوا بها أعلى درجات الكمال البشري، وأدنى مراتب القرب المعنوي، فجعلهم مظاهر لطفه ومجالي رحمته. فكانوا مظاهر أسمائه وصفاته، حتى أنه تعالى مكنهم من التصرف في هذا الكون وسخر لهم الأشياء. فصدر عنهم ما خرقوا به نواميس الطبيعة، فظهرت على أيديهم المعجزات والكرامات. والسيدة المعصومة من تلك الذرية التي اختصها الله سبحانه بعنايته ولطفه، فليس من الغريب أن يكون لها نصيب وافر من الكرامات، حتى أنه أصبح من المألوف أن يسمع الإنسان عن كرامات للسيدة المعصومة من إحدى كراماتها : الناس يجتمعون عند ضريح السيٌدة المعصومة عليها السلام، ويلتفون حول امرأة قد التصقت يداها بالضريح، ولا تستطيع فكاكهما. إنّها امرأة فاجرة كانت تُمسك بأطراف الضريح وتغرر بشابةٍ لتسوقها إلى الحرام. فهي تهتك حرمة المكان الشريف، فكان أن عاقبتها السيدة المعصومة عليها السلام بإلصاق يديها بشباك الضريح. ولحل المشكلة لجأوا إلى أحد مراجع ذلك العصر. فأمرهم بوضع شيء من تربة الإمام الحسين عليه السلام في الماء، ثم يصب على يدي تلك المرأة. فصنعوا ما أمرهم به. وما أن صبوا ذلك الماء الممزوج بتربة سيد الشهداء على يديها إلا وانفكتا عن الضريح. ولكنّ هذه الفاجرة على أثر تلك الحادثة كانت قد فقدت عقلها، ولهذا كانت تجوب الشوارع والأسواق والأزقّة هائمة على وجهها، فكانت بذلك عبرةً لمن يعتبر. إلى أن جاء يوم دهستها فيه سيارة، فختمت حياتها السوداء بذلك [1] ... _____________ [1] سيّدة عشّ آل محمَّد، السيّد أبو الحسن هاشم نقلاً عن كتاب كريمة أهل البيت، المعجزة رقم 70 ص 288، بتصرف في العبارة فقط |
الساعة الآن »03:28 AM. |