![]() |
معجزة الإمام الرضا عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد إبن عبد الله وعلى آله الأطهرين الأكرمين الذين من تولاهم نجا ومن تخلف عنهم غرق وهوى الاُولي: قضيّة نقلها المكرّم آية الله المرحوم الشيخ مرتضي الحائريّ قدّس الله سرّه في جلسة لقاء معه في مشهد المقدّسة، خلال سفره بين الثاني عشر من شهر رمضان المبارك إلي الثالث من شهر شوّال المكرّم لسنة 1400 هجريّة قمريّة. وقد تفضّل بالقول: حكي لي آية الله الحاجّ الشيخ آقا بزرگ الاراكيّ، وهو رجل مسنّ من علماء أراك البارزين يقرب عمره من التسعين سنة، ولا يزال علي قيد الحياة حتّي الآن، وهو الاخ الاكبر لا´ية الله الشيخ مجتبي الاراكيّ الساكن في قم، ومن رفقائنا المخلصين، ولا محلّ للشكّ في كلام هذين الاخوين. قال: لقد ابتُلِيَتْ زوجتي في شبابها وقبل زواجها بألمٍ شديد في عينيها، فعالجتهما مدّة في أراك وهمدان بلا فائدة، حيث يئس الاطبّاء هناك من تحسّنها وأعلنوا عجزهم عن معالجتها، وكانت عيناها تقتربان من العمي، حتّي أشرفت هذه الفتاة علي فقدان البصر. وكان والداها مضطرَبينِ قلقَينِ، فسمعا أنّ صاحب الحاجة لو سافر إلي مشهد المقدّسة، فأقام فيها أربعين يوماً بعنوان الزيارة وقضاء الحاجة لقضيت حاجته. فاصطحبا ابنتهما إلي أرض مشهد المقدّسة وقصدا الإقامة فيها أربعين يوماً، وكانا دوماً في حال اضطرار والتجاء، لا ينقضي تضرّعهما واستكانتهما. وصادف أن عينَيْ الفتاة لم يشاهد فيهما أيّ تحسّن، بل كانت القدرة علي الإبصار تتناقص فيهما شيئاً فشيئاً، فصارت تعجز عن التشرّف بالذهاب إلي الحضرة المطهّرة وتقضي الايّام حبيسة البيت. حتّي شارفت الاربعون يوماً علي الانتهاء، وكان الابوان حزينَينِ مهمومَينِ يقولان في ضجر وانفعال: وا أسفاه! لقد انقضت الاربعون يوماً بغير فائدة! وحدث في اليوم أو اليومين الاخيرين أن كانا مشغولَينِ بجمع أمتعتهم استعداداً للعودة، فسقط شيء من سقف الغرفة أشبه بقطعة من الجصّ أو ذرق طائر، فأُلهم قلباهما أنّ هذا هو دواء عينَيْ ابنتهما، فعمدا فوراً إلي طحنه وخلطه بالماء، ثمّ قطّراه في عينيها، فشفيت كَأَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً! ثمّ بقوا عدّة أيّام أُخري للتشرّف بالزيارة مع ابنتهما، ثمّ حزموا الامتعة وعادوا إلي أراك. معجزة الإمام الرضا عليه السلام حسب نقل آية الله اللواسانيّ والقصة الثانية: نقل سماحة آية الله الحاجّ السيّد علي اللواسانيّ دامت بركاته ـ ابن المرحوم آية الله الحاجّ السيّد أبي القاسم اللواسانيّ وصيّ المرحوم آية الله السيّد أحمد الكربلائيّ الطهرانيّ للحقير يوم الاحد من شهر صفر الخير لسنة 1404 هجريّة قمريّة في منزل الحقير في مشهد المقدّسة الرضويّة علي مشرّفها السلام حكاية شيّقة من كرامات الإمام. وهذه الحكاية متعلّقة بابنة المرحوم السيّد علي النقي الحيدريّ صاحب كتاب « أُصول الاستنباط » ابن المرحوم آية الله السيّد مهدي الحيدريّ صاحب كتاب « جنگ إنگليس وعراق » [150] ابن المرحوم السيّد أحمد الحيدريّ باني الحسينيّة الحيدريّة في الكاظميّة. وكانت ابنة المرحوم السيّد علي النقي الحيدريّ قد تزوّجت قبل عشرة سنوات تقريباً فلم تنجب أطفالاً، فقدمت يوماً مع جمع من أرحامها وبدون زوجها مسافرة من الكاظميّة نحو أرض مشهد المقدّسة لزيارة القبر المطهّر للإمام عليّ بن موسي الرضا عليه السلام. ثمّ جاءت يوماً إلي بيتنا لزيارة الاهل، وكان لهم مع بعضهم علاقة ممتدّة، فرحّب بهم أهلنا؛ لكنّهم رأوا الهمّ والغمّ يكتنفهم، فسألوهم عن السبب فقالوا: لقد تزوّجت هذه الفتاة منذ سنين طويلة فلم تنجب حتّي الآن، وقد صمّم زوجها علي الزواج بأُخري، وحين علمت الفتاة بهذا النبأ تنكّد عيشها وصار مُرّاً، وصارت لا تميّز ليلاً من نهار؛ فهي قلقة مضطربة يغمرها الذبول والذهول. فقال لهم أهل بيتنا: إنّ مَن يأتي لزيارة الإمام الرضا عليه السلام فيطلب ثلاث حاجات فإنّ تلك الحوائج أو أحدها (الشكّ من الناقل) ستُقضي. فانهضي الآن وتوضّأي وتشرّفي بالذهاب إلي الضريح المطهّر واطلبي من الإمام أطفالاً! فنهضت الفتاة فتوضّأت وتشرّفت بالذهاب إلي الضريح المطهّر وابتهلت بالدعاء، ثمّ عادت هذه العائلة بعد زيارة مشهد المقدّسة إلي الكاظميّة. يقول آية الله الحاجّ السيّد علي اللواسانيّ: اعتدنا علي التشرّف بالذهاب لزيارة العتبات المقدّسة مرّة كلّ عام، وكنّا نقضي فصل الشتاء هناك. وحين تشرّفنا بالذهاب إلي الكاظميّة وذهبنا إلي منزل المرحوم الحيدريّ، سمعنا صراخ طفل رضيع وشاهدنا أهل البيت لا يتمالكون أنفسهم فرحاً وابتهاجاً، وقالوا لنا: حالما عدنا من أرض مشهد المقدّسة وقام زوج هذه المخدّرة بمضاجعتها فإنّها حملت منه علي الفور، وها قد انقضت أشهرٌ تسع فولد لها طفل هو أفضل وأحلي مواهب وعطايا ثامن الائمّة عليه السلام التي وصلتنا. |
الساعة الآن »01:27 PM. |