منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   الرجعة في أحاديث الأئمة (ص) (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=21789)

خادم الزهراء ع 23-Oct-2010 10:31 PM

الرجعة في أحاديث الأئمة (ص)
 



اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم من الجن والانس إلى قيام يوم الدين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قال تعالى :
(أيَحسَبُ الاِنسانُ أن يُتركَ سُدىً * ألم يَكُ نُطفَةً مِنْ مَنيٍّ يُمنى * ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلقَ فَسَوى* فَجَعَلَ مِنهُ الزَوجَينِ الذَكَرَ والاُنثى * أليسَ ذلكَ بقادرٍ على أن يُحيي الموتى ).


روى سعد بن عبدالله الاَشعري بالاسناد عن بريدة الاَسلمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « كيف أنت إذا استيأست أُمتي من المهدي ، فيأتيها مثل قرن الشمس ، يستبشر به أهل السماء وأهل الاَرض ؟ فقلت : يا رسول الله بعد الموت ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : والله إنّ بعد الموت هدىً وإيماناً ونوراً . قلت : يارسول الله ، أي العمرين أطول ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : الآخر بالضعف »
وقال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : « أيُّها الناس ، إنّا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء ، لكنكم من دار إلى دار تنقلون ، فتزوّدوا لما أنتم صائرون إليه »



الرجعة في اللغة :

العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت .

قال الجوهري والفيروزآبادي : فلان يؤمن بالرجعة ، أي بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت

ويُطلق على الرجعة الكرّة أيضاً :

وفي حديث أمير المؤمنين علي عليه السلام : « وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول »





الرجعة عند الشيعة الاِمامية :


إنَّ الذي تذهب إليه الاِمامية أخذاً بما جاء عن آل البيت عليهم السلام ، هو نفس المعنى المحقّق في اللغة ، وهو أنَّ الله تعالى يُعيد قوماً من الاَموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في صورهم التي كانوا عليها ، فيعزّ فريقاً ويذلُّ فريقاً آخر ، ويديل المحقين من المبطلين ، والمظلومين منهم من الظالمين ، وذلك عند قيام مهدي آل محمد (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) الذي يملأ الاَرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت جوراً وظلماً ، ولذلك تعدُّ الرجعة مظهراً يتجلى فيه مقتضى العدل الاِلهي بعقاب المجرمين على نفس الاَرض التي ملأوها ظلماً وعدواناً .


ولا يرجع إلاّ من علت درجته في الاِيمان ، أو من بلغ الغاية من الفساد ، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور ، وما يستحقونه من الثواب أو العقاب ، كما حكى الله تعالى في قرآنه الكريم تمنّي هؤلاء المرتجعين الذين لم يصلحوا بالارتجاع ، فنالوا مقت الله ، أن يخرجوا ثالثاً لعلهم يصلحون : ( قَالُوا رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ وأحييتَنَا اثنتينِ فاعتَرفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إلى خُروجٍ مِنْ سَبِيلٍ )



أدلة الرجعة :

أورد الحر العاملي في الباب الثاني من كتابه (الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة) اثني عشر دليلاً على صحة الاعتقاد بالرجعة ، وأهم ما استدل به الاِمامية على ذلك هو الاَحاديث الكثيرة المتواترة عن النبي والاَئمة عليهم السلام المروية في الكتب المعتمدة ، وإجماع الطائفة المحقة على ثبوت الرجعة حتى أصبحت من ضروريات مذهب الاِمامية عند جميع العلماء المعروفين والمصنفين المشهورين ، كما استدلوا أيضاًبالآيات القرآنية الدالة على وقوع الرجعة في الاُمم السابقة أو الدالة على وقوعها في المستقبل إما نصاً صريحاً أو بمعونة الاَحاديث المعتمدة الواردة في تفسيرها ، وفيما يلي نسوق خمسة أدلة نبدأها بالاَدلة القرآنية :




أولاً : وقوعها في الاُمم السابقة :
سُنَّةَ اللهِ في الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنّةِ اللهِ تَبدِيلاً



إحياء قوم من بني إسرائيل :
قال تعالى : ( ألم تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَهُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقَالَ لَهُم اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحيَاهُم إنَّ اللهَ لذُو فَضلٍ على النَّاسِ وَلَكِنَّ أكثَرَ النَّاسِ لايَشكُرُونَ )



إحياء عزير أو أرميا :
قال تعالى : ( أو كالَّذي مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عُرُوشِهَا قال أنَّى يُحيي هذهِ اللهُ بعدَ موتِها فأماتَهُ اللهُ مائةَ عامٍ ثُمَّ بعثهُ قال كم لَبِثتَ قال لَبِثتُ يوماً أو بعضَ يومٍ قال بل لَبِثتَ مائةَ عامٍ فانظُر إلى طعامِكَ وشرابِكَ لم يتسنَّه وانظُر إلى حمارِكَ ولنجعَلَكَ آيةً للنَّاسِ وانظُر إلى العِظَام كيفَ نُنشِزُها ثُمَّ نكسُوها لَحمَاً فلمّا تَبينَ لهُ قال أعلمُ أنَّ اللهَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ )



إحياء سبعين رجلاً من قوم موسى عليه السلام:
قال تعالى : ( وإذ قُلتُم يا مُوسى لَنْ نُؤمنَ لكَ حتى نرى اللهَ جَهرَةً فأخَذَتكُم الصَّاعِقَةَ وأنتُم تنظُرُونَ * ثُمَّ بعثناكُم مِنْ بَعدِ موتِكُم لَعَلَكُم تَشكُرُونَ )




المسيح عليه السلام يحيي الموتى :
قال تعالى لعيسى عليه السلام : ( وإذ تُخرِجُ الموتى بإذني )



إحياء أصحاب الكهف :
وَلَبِثُوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مائةٍ سِنينَ وازدادُوا تِسعاً )



إحياء قتيل بني إسرائيل :
قال تعالى ( فَقُلنا اضرِبُوهُ بِبَعضِهَا كَذلِكَ يُحيي اللهُ الموتى ويُريكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ )



إحياء الطيور لاِبراهيم عليه السلام بإذن الله :
قال سبحانه : ( وإذ قالَ إبراهيمُ ربِّ أرِني كيفَ تُحيي المَوتى قالَ أوَلَمْ تُؤمِنْ قالَ بلى ولكِن لِيطمئنَ قَلبي قَالَ فَخُذ أربعةً مِنَ الطيرِ فَصُرهُنَّ إليكَ ثُمَّ اجعل على كُلِّ جَبلٍ مِنهُنَّ جُزءاً ثُمَّ ادعهُنَّ يأتِينَكَ سعياً واعلم أنَّ اللهَ عزيزٌ حَكيم)



إحياء ذي القرنين :
اختلف في ذي القرنين فقيل : إنّه نبي مبعوث فتح الله على يديه الاَرض ، عن مجاهد وعبدالله بن عمر . وقيل : إنّه كان ملكاً عادلاً . وروي بالاِسناد عن أبي الطفيل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : « إنّه كان عبداً صالحاً أحبَّ الله فأحبّه وناصح الله فناصحه ، قد أمر قومه بتقوى الله ، فضربوه على قرنه فمات ، فأحياه الله ، فدعا قومه إلى الله، فضربوه على قرنه الآخر فمات ، فسميَّ ذا القرنين »



إحياء أهل أيوب عليه السلام :
قال تعالى : ( وآتيناهُ أهلَهُ وَمِثلَهُم مَعَهُم )






ثانياً : الآيات الدالة على وقوعها قبل القيامة :
وإذا وقعَ القولُ عَليهم أخرَجنا لَـهُم دابَّةً مِنَ الاَرضِ تُكَلِّمُهُم أنَّ الناسَ كانُوا بآياتِنا لا يُوقِنُونَ * ويومَ نَحشُرُ مِن كُلِّ أُمّةٍ فوجاً ممن يُكذِّبُ بآياتِنا فَهُم يُوزعُونَ * حتَّى إذا جاءُوا قال أكذّبتُم بآياتي ولم تُحيطُوا بها عِلماً أمَّاذا كُنتُم تَعملُونَ)





استدلال الاَئمة عليهم السلام :
فقد روي عن أبي بصير ، أنّه قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : « ينكر أهل العراق الرجعة ؟ » قلتُ : نعم ، قال : « أما يقرأون القرآن ( ويومَ نَحشُرُ مِن كُلِّ أُمّةٍ فوجاً ) ؟ »






الرجعة خاصة :
الرجعة خاصة بدلالة قوله تعالى: ( ويومَ نَحشُرُ مِن كُلِّ أُمةٍ فوجاً ) (وحرامٌ على قريةٍ أهلكنَاها أنهُم لا يرجِعُونَ







من هم الراجعون ؟
من حصيلة مجموع الروايات الواردة في هذا الباب نلاحظ أنّها تنصّ على رجعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام والاِمام الحسين عليه السلام وكذلك باقي الاَئمة والاَنبياء عليهم السلام

وتنصّ كذلك على رجعة عدد من أنصار الاِمام المهدي عليه السلام ووزرائه ، وبعض أصحاب الاَئمة وشيعتهم (4)، ورجعة الشهداء والمؤمنين ، ومن جانب آخر تنصّ على رجعة الظالمين وأعداء الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام وخصوم الاَنبياء والمؤمنين ، ومحاربي الحق والمنافقين ، وجميع هؤلاء لا يخرجون من الصنفين المذكورين في الحديث المتقدم





هل ثمة رجعة بعد عصر الظهور ؟
وقد روي عن الاِمام الباقر عليه السلام أنّه قال : « أيام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم، ويوم الكرة ، ويوم القيامة »

وهو يدلُّ على أنَّ هناك كرة بعد عصر الاِمام صاحب الزمان عليه السلام ، ويستفاد من روايات الرجعة أنّ لاَمير المؤمنين علي عليه السلام كرات عدة ، وأنّ الاِمام الحسين عليه السلام يكرُّ بعد عصر الظهور
« لكلِّ أُناسٍ دولةٌ يرقبونها * ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ »




مناظرات واحتجاجات


1 ـ احتجاج أمير المؤمنين علي عليه السلام :
روى الحسن بن سليمان الحلي بالاسناد عن الاَصبغ بن نباتة ، قال : إنّ عبدالله بن الكواء اليشكري قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، إنَّ أبا المعتمر تكلّم آنفاً بكلام لا يحتمله قلبي .

فقال عليه السلام : « وما ذاك ؟

قال : يزعم أنك حدّثته أنّك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إنّا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سناً من أبيه ؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : فهذا الذي كبر عليك ؟

قال : نعم ، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه ؟

فقال عليه السلام : نعم ، ويلك يا ابن الكواء ، إفقه عني أُخبرك عن ذلك ، إنّ عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها ، وله يومئذٍ خمسون سنة ، فلمّا ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بذنبه أماته مائة عام ثم بعثه ، فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة ، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، وردَّ الله عزيراً في السنَّ الذي كان به .

فقال : أسألك ما نريد ؟

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : سل عمّا بدا لك .

فقال : نعم ، إنَّ أُناساً من أصحابك يزعمون أنّهم يردّون بعد الموت .

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : نعم ، تكلم بما سمعت ولا تزد في الكلام ، فما قلت لهم ؟

قال : قلت : لا أُؤمن بشيء ممّا قلتم .

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك إنَّ الله عزَّ وجلَّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم ، فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ثم ردَّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ، ثمّ أماتهم بعد ذلك .

قال : فكبر على ابن الكواء ولم يهتد له ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك تعلم أنّ الله عزَّ وجلَّ قال في كتابه : ( واختارَ موسى قومَهُ سَبعِينَ رجُلاً لِميقَاتِنَا ) (1) فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملاَ من بني إسرائيل إنَّ ربي قد كلمني ، فلو أنهم سلّموا ذلك له ، وصدّقوا به ، لكان خيراً لهم ، ولكنهم قالوا لموسى عليه السلام : ( لن نُؤمِنَ لكَ حتى نرى الله جهرةً ) قال الله عزَّ وجلَّ ( فاخذتكُم الصَّاعِقَةُ ) يعني الموت ( وأنتم تنظُرون * ثُمَّ بعثناكُم من بعدِ موتكم لعَلكم تشكُرونَ ) (2).

أفترى يا ابن الكواء أنَّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعدما ماتوا ؟

فقال ابن الكواء : وما ذاك ، ثمَّ أماتهم مكانهم ؟

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك ، أوليس قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول : ( وظَللنَا عليكُمُ الغَمامَ وأنزَلنا عليكُمُ المنَّ والسَّلوى

فهذا بعد الموت إذ بعثهم ، وأيضاً مثلهم يابن الكواء الملاَ من بني إسرائيل حيثُ يقول الله عزَّ وجل : ( ألم ترَ إلى الَّذينَ خرجُوا مِن دِيارِهِم وهُم ألوفٌ حذَرَ الموتِ فقالَ لهُم اللهُ موتُوا ثُمَّ أحياهُم )
وقوله أيضاً في عزير حيثُ أخبر الله عزَّ وجلَّ فقال : ( أو كالَّذي مَرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها قالَ أنى يُحيي هذهِ اللهُ بعدَ موتِها فأماتَهُ اللهُ ) وأخذه بذلك الذنب ( مائةَ عامٍ ثُمَّ بَعثَهُ ) وردّه إلى الدنيا ( قالَ كم لَبثتَ قالَ لبثتُ يوماً أو بعضَ يومٍ قالَ بل لبثتَ مائةَ عامٍ ) (2) فلا تشكنَّ يا ابن الكواء في قدرة الله عزَّ وجل »



وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه ركب بعد انفصال الأمر من حرب البصرة فصار يتخلل بين الصفوف حتى مر على كعب بن سورة وكان هذا قاضي البصرة ولاه إياها عمر بن الخطاب، فأقام بها قاضيا بين أهلها زمن عمر وعثمان، فلما وقعت الفتنة بالبصرة علق في عنقه مصحفا وخرج بأهله وولده يقاتل أمير المؤمنين، فقتلوا بأجمعهم فوقف عليه أمير المؤمنين عليه السلام وهو صريع بين القتلى، فقال: أجلسوا كعب بن سورة، فأجلس بين نفسين، وقال له: يا كعب بن سورة، قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال: أضجعوا كعبا. وسار قليلا فمر بطلحة بن عبد الله صريعا، فقال: أجلسوا طلحة، فأجلسوه، فقال: يا طلحة، قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال: أضجعوا طلحة، فقال له رجل من أصحابه: يا أمير المؤمنين، ما كلامك لقتيلين لا يسمعان منك؟ فقال: مه يا رجل، فوالله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله صلى الله عليه وآله. وهذا من الأخبار الدالة على أن بعض من يموت ترد إليه روحه لتنعيمه أو لتعذيبه، وليس ذلك بعام في كل من يموت، بل هو على ما بيناه.

الفصول المختارة- الشيخ المفيد ص 153، 157: فصل: ومن كلام الشيخ أدام الله عزه: في الرجعة











منتظرة المهدي 29-Oct-2010 09:24 PM

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .



موقف العامّة من الرجعة :


http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif القول بالرجعة يعدُّ عند العامّة من المستنكرات التي يستقبح الاعتقاد بها ، وكان المؤلفون منهم في رجال الحديث يعدّون الاعتقاد بالرجعة من الطعون في الراوي والشناعات عليه التي تستوجب رفض روايته وطرحها، وكان علماء الجرح والتعديل ولا يزالون إذا ذكروا بعض العظماء من رواة الشيعة ومحدثيهم ولم يجدوا مجالاً للطعن فيه لوثاقته وورعه وأمانته ، نبذوه بأنّه يقول بالرجعة ، فكأنّهم يقولون يعبد صنماً أو يجعل لله شريكاً ، فكان هذا الاعتقاد من أكبر ما تُنبز به الشيعة الاِمامية ويُشنّع به عليهم.

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif ولنأخذ مثالاً على ذلك جابر بن يزيد الجعفي ، فالثابت عند أغلب أهل الجرح والتعديل من العامّة أنّ جابراً كان ثقة صدوقاً في الحديث .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif قال سفيان : كان جابر ورعاً في الحديث ، ما رأيت أورع في الحديث منه .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال إسماعيل بن عُلية : سمعتُ شعبة يقول : جابر الجعفي صدوق في الحديث .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال شعبة : لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذي يقعون في جابر الجعفي ، هل جاءكم عن أحدٍ بشيءٍ لم يقله .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال وكيع : مهما شككتم في شيءٍ ، فلا تشكّوا في أنَّ جابراً ثقة ، حدثنا عنه مسعر ، وسفيان ، وشعبة ، وحسن بن صالح .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال محمد بن عبدالله بن عبدالحكم : سمعت الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة : لئن تكلّمت في جابر الجعفي لاَتكلمنّ فيك .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال معلّى بن منصور الرازي : قال لي أبو معاوية : كان سفيان وشعبة ينهياني عن جابر الجعفي ، وكنت أدخل عليه فأقول : من كان عندك ؟

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif فيقول : شعبة وسفيان .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وكان جابر أحد الذين أُخذ عنهم العلم ، فقد وصفه الذهبي بأنه أحد أوعية العلم .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال عبدالرحمن بن شريك : كان عند أبي عن جابر الجعفي عشرة آلاف مسألة .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وعن الجراح بن مليح ، قال : سمعتُ جابراً يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر الباقر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تركوها كلّها .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وعن سلام بن أبي مطيع ، قال : سمعتُ جابراً الجعفي يقول : إنَّ عندي خمسين ألف حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما حدّثت بها أحداً .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وروي نحو ذلك عن زهير بن معاوية .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif إذن فلماذا ترك بعضهم حديث جابر ، واتهموه بالكذب في الحديث تارة ، وبالرفض أُخرى ، وضعفوه ، ونهوا عن كتابة حديثه ؟
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif والجواب كما تجده عند أقطابهم لا يعدو أكثر من نقطتين :

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif الاُولى : اعتقاده الجازم بأولوية أهل البيت عليهم السلام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من جميع الخلق وكونهم أوصياءه وحملة علمه .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif فلقد عابوا عليه أن يقول : حدثني وصيّ الاَوصياء ، يريد بذلك الاِمام محمد بن علي الباقر عليه السلام .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وذكر شهاب أنّه سمع ابن عيينة يقول : تركت جابراً الجعفي وما سمعتُ منه قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً فعلمه مما تعلم ، ثم دعا علي الحسن فعلمه مما تعلم ، ثم دعا الحسن الحسين فعلمه مما تعلم ، ثم دعا ولده... حتى بلغ جعفر بن محمد .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif قال سفيان : فتركته لذلك .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وسمعه يقول أيضاً : انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي ، ثم انتقل من علي إلى الحسن ، ثم لم يزل حتى بلغ جعفراً .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وكأنهم لم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أنا مدينة العلم ، وعليٌّ بابها» ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « أنا دار الحكمة وعليٌّ بابها » .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif

الثانية : قوله بالرجعة ، وعليه إجماعهم .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif قال أبو أحمد بن عدي : عامّة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة .


http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال زائدة : أما جابر الجعفي فكان يؤمن بالرجعة .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال جرير بن عبدالحميد : لا استحلّ أن أروي عنه ، كان يؤمن بالرجعة .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وعن ابن قتيبة وابن حبان قال : كان جابر يؤمن بالرجعة .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وروى العقيلي بالاسناد عن سفيان ، قال : كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر ، فلمّا أظهر ما أظهر اتّهمه الناس في حديثه ، وتركه بعض الناس . فقيل له : وما أظهر ؟ قال : الاِيمان بالرجعة .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وقال أبو أحمد الحاكم : جابر يؤمن بالرجعة .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif

إذن فقد اتضح أن جابراً كان يعتقد بالرجعة ، وأن معاصريه من أقطاب الحديث عند العامّة كانوا يعلمون عقيدته تلك جيداً ، كما هو مفاد التصريحات السابقة . فمن أين جاءه هذا الاعتقاد ، وما هو مصدر روايته ؟
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif مما لا ريب فيه أن جابراً الجعفي كان معاصراً لثلاثة من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وهم علي بن الحسين زين العابدين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام ، وكان من خواص الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام ، وروي أنّه خدم الاِمام الباقر عليه السلام 18 سنة ، وبقي ملازماً للاِمام الصادق عليه السلام حتى توفي في أيامه سنة 128 هـ .


http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif والروايات عن أئمة الهدى عليهم السلام تدلّ على صدقه وأمانته وجلالته ، وأنّ عنده الكثير من أسرارهم عليهم السلام ، فقد روي في الصحيح بالاسناد عن الحسين بن أبي العلاء وزياد بن أبي الحلال ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، أنّه قال : رحم الله جابر الجعفي ، كان يصدق علينا .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وعن يونس بن عبدالرحمن : أن علم الاَئمة عليهم السلام انتهى إلى أربعة أحدهم جابر .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وعن ذريح المحاربي ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن جابر الجعفي ، فقال لي عليه السلام : « يا ذريح دع ذكر جابر ، فإنّ السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنّعوا ـ أو قال ـ أذاعوا » .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif إذن فالرجل من الثقات الاَجلاّء ، وقد شهد له بذلك أعلام الطائفة ، كابن قولويه ، وعلي بن إبراهيم ، والشيخ المفيد في رسالته العددية ، وابن الغضائري على ما حكاه العلامة عنه ، وقد مرّ ما يؤيد جلالته وثقته وكونه من أوعية العلم فيما تقدّم بمصادر العامّة .



http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif ونخلص من كلِّ ما تقدم أنّ جابراً كان قد أخذ هذه العقيدة من عترة المصطفى عليهم السلام الذين أُمرنا بالتمسك بهم بدليل حديث الثقلين ، ولو كانت هذه العقيدة غير ثابتة عنهم عليهم السلام لوردَ ولو حديث واحد يدل على منع جابر من القول بالرجعة ، على أنّه قد أظهر القول بها في حياة الصادقين عليهما السلام ، لاَنّه مات في حياة الاِمام جعفر الصادق عليه السلام كما تقدم ، وقد كان خلال ذلك متوفّراً على خدمتهم والاَخذ عنهم عليهم السلام .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif إذن فالطعن في جابر لقوله بالرجعة هو طعن في عقائد أهل البيت عليهم السلام ومدرسة الاِسلام الاَصيل المتمثلة بالاِمامين محمد الباقر وابنه جعفر الصادق عليهما السلام .


http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif قال السيد ابن طاووس في كتاب (الطرائف) : روى مسلم في صحيحه في أوائل الجزء الاَول باسناده إلى الجراح بن مليح ، قال : سمعتُ جابراً يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تركوها كلها ، ثم ذكر مسلم في صحيحه باسناده إلى محمد بن عمر الرازي ، قال : سمعتُ حريزاً يقول : لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه لاَنّه كان يؤمن بالرجعة .


http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif ثم قال : انظر رحمك الله كيف حرموا أنفسهم الانتفاع برواية سبعين ألف حديث عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم برواية أبي جعفر عليه السلام الذي هو من أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسك بهم ، ثم إنّ أكثر المسلمين أو كلّهم قد رووا إحياء الاَموات في الدنيا وحديث إحياء الله تعالى الاَموات في القبور للمساءلة ، ورواياتهم عن أصحاب الكهف ، وهذا كتابهم يتضمن ( ألم ترَ إلى الَّذينَ خَرجُوا مِن ديارِهم وهُم ألوفٌ حَذَرَ الموتِ فقالَ لهُم اللهُ مُوتوا ثُمَّ
أحياهُم )

والسبعون الذين أصابتهم الصاعقة مع موسى عليه السلام ، وحديث العزير ، ومن أحياه عيسى بن مريم عليه السلام ، وحديث جريج الذي أجمع على صحته أيضاً . فأيّ فرق بين هؤلاء وبين ما رواه أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم من الرجعة ، وأي ذنبٍ كان لجابر في ذلك حتى يسقط حديثه ؟

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif ولا ريب أنّ هذا من نوع التهويلات التي تتخذها الطوائف الاِسلامية ذريعة لطعن بعضها في بعض والدعاية ضده ، ولا نرى في الواقع ما يبرر هذا التهويل ضد أمرٍ لا يحيطون به علماً .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif روى حماد عن زرارة ، أنّه قال : سألت أبا عبدالله الصادق عليه السلام عن هذه الاُمور العظام من الرجعة وأشباهها . فقال عليه السلام : « إنّ هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه ، وقد قال الله عزَّ وجل : ( بَل كذّبُوا بِما لم يُحيطُوا بعلمِهِ ولمَا يأتِهِم تأويلُهُ ) » .

http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif يقول الشيخ محمد جواد مغنية : أما الاَخبار المروية في الرجعة عن أهل البيت عليهم السلام فهي كالاَحاديث في الدجال التي رواها مسلم في صحيحه القسم الثاني من 2 : 1316 طبعة سنة 1348 هـ ، ورواها أيضاً أبو داود في سننه 2 : 542 طبعة سنة 1952 م وكالاَحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أنَّ أعمال الاَحياء تعرض على أقاربهم الاَموات في كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 1 : 228 طبعة سنة 1352 هـ .
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif إنَّ هذه الاَحاديث التي رواها العامّة في الدجال وعرض أعمال الاَحياء


على الاَموات وما إلى ذلك تماماً كالاَخبار التي رواها الشيعة في الرجعة عن أهل البيت عليهم السلام !
http://www.alseraj.net/a-k/aqaed/rajaa/blank.gif وفي هذا الصدد ينبغي الالتفات إلى أنَّ هناك بعض الخرافات التي تمتزج أحياناً في الحديث عن الرجعة فتشوّه وجهها في نظر البعض حتى من الشيعة الاِمامية ، يقول الحرّ العاملي قدس سره في مقدمة كتابه (الايقاظ من الهجعة) : قد جمع بعض السادات المعاصرين رسالة (اثبات الرجعة) التي وعد الله بها المؤمنين والنبي والاَئمة الطاهرين عليهم السلام وفيها أشياء غريبة مستبعدة لم يعلم من أين نقلها ، ليظهر أنّها من الكتب المعتمدة ، فكان ذلك سبباً لتوقف بعض الشيعة عن قبولها حتى انتهى إلى إنكار أصل الرجعة وحاول إبطال برهانها ودليلها ، وربما مال إلى صرفها عن ظاهرها وتأويلها ، مع أنَّ الاَخبار بها متواترة ، والاَدلة العقلية والنقلية على إمكانها ووقوعها كثيرة متظاهرة .


الساعة الآن »05:29 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc