منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=116)
-   -   الامام الحسين في طريق كربلاء جزء 4 - جيش الحر الرياحي يجعجع بالركب الحسيني (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=22920)

عبـد الرضا 06-Dec-2010 03:23 PM

الامام الحسين في طريق كربلاء جزء 4 - جيش الحر الرياحي يجعجع بالركب الحسيني
 
جيش الحر الرياحي يجعجع بالركب الحسيني

وصل الركب إلى منطقة "ذو الحسم"وهو جبل يقع بين شراف وبين منزل بيضة، فلما انتصف النهار كبّر أحد الرجال، فقال الإمام الحسين عليه السلام :
"الله أكبر، لما كبرت؟ "
فقال: رأيتُ نخلاًًً..
فأجابه قوم: ما رأينا نخلة قط في هذا المكان..
فسألهم الإمام عليه السلام عن الأمر، فقيل: إنها الخيل..
فقال الإمام عليه السلام:
وأنا والله أرى ذلك.. أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ "
فقيل له أن يصعد إلى جبل ذو الحسم، فتوجه الركب ناحية الجبل، فما كان بأسرع من أن طلعت الخيل وراءهم، وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي الرياحي حتى وقف هو وخيله مقابل الإمام عليه السلام في حر الظهيرة، والإمام عليه السلام وأصحابه معتمّون شاهري السيوف، فلما رآهم الإمام عليه السلام أمر فتيانه بأن يسقوا القوم والخيل، ففعلوا.


بقي الحر مع الإمام عليه السلام حتى حضرت صلاة الظهر، وبعد رفع الأذان، وقف الإمام عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه وخاطب القوم:
"أيها الناس، إنها معذرة إلى الله عز وجل وإليكم. إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم: أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام، لعل الله يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم".


ثم أقام عليه السلام للصلاة، وسأل الحر:
"أتصلي بأصحابك؟ "
فأجابه الحر: "بل تصلي أنت ونصلي بصلاتكَ".


فصلى بهم الإمام عليه السلام ، ثم دخل واجتمع في أصحابه وانصرف الحر إلى مكانه، فلما صلى الإمام عليه السلام العصر أمر القوم بالرحيل، وقد خطب في القوم خطبة ثانية:
"أما بعد أيها الناس، فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوانَ. وإن انتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به علي رسلكم انصرفت عنكم "


فقال له الحر بن يزيد: "إنا والله لا ندري ما هذه الكتب التي تذكر؟ "
فقال الحسين عليه السلام :
"يا عقبة بن سمعان، أخرج الخَرجين اللذين فيهما كتبهم إلي. "
فأخرج عقبة خرجَين مملوئين صحفاً فنشرها بين أيديهم.
فقال الحر: "فإنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أُمرنا إذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله بن زياد "
فأجابه الإمام عليه السلام :
"الموت أدنى إليك من ذلك "
ثم قال لأصحابه:
"قوموا فاركبوا "
فركبوا وانتظروا حتى ركبت النساء، فطلب الإمام عليه السلام إلى أصحابه الانصراف فحال الحر وجيشه دون ذلك، فقال الإمام‏ عليه السلام للحر:
"ثكلتك أمك ما تريد؟".
فرد الحر: "أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله، كائناً من كان، ولكن والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه. "
فقال الإمام عليه السلام :
"فما تريد؟ "
قال الحر: "أريد والله أن انطلق بك إلى عبيد الله بن زياد "
فأجابه الإمام عليه السلام :
"إذن والله لا اتبعك. "
فقال الحر: "إذن والله لا أدعك؟ "
فترادا القول ثلاث مرات، ولما كثر الكلام بينهما قال الحر: "إني لم أؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة. فإذا أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلى المدينة، لتكون بيني وبينك نصفاً، حتى أكتب إلى ابن زياد، وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية إن أردت أن تكتب إليه، أو إلى عبيد الله إن شئت، فلعل الله إلى ذاك أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلى بشي‏ء من أمرك "

الإمام الحسين عليه السلام يوضح تكليف الأمة

سار ركب الإمام عليه السلام والحر وجيشه يسير على الطرف الآخر، حتى إذا وصل إلى منطقة البيضة، خطب الإمام عليه السلام إحدى أهم خطبه بأصحابه وجيش الحر، وهي الخطبة التي تضمنت أقوى الأدلة على أن المسلمين جميعاً أمام تكليف عام بوجوب النهوض لمواجهة السلطان الجائر المستحل لحرم الله، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال عليه السلام :


"أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال "من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسُنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفي‏ء، وأحلّوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غيري، وقد أتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم: أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم..
فأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهلكم، فلكم فيّ أسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري ما هي لكم بنُكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من أغترّ بكم، فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "


ثم واصل ركب الإمام الحسين عليه السلام المسير وجيش الحر يسايره، فقال الحر للإمام عليه السلام : "يا حسين، إني أذكرك الله في نفسك، فإني أشهد لئن قاتلتَ لتُقتلنّ، ولئن قوتلتَ لتهلكنّ فيما أرى".
فأجابه الإمام عليه السلام:
"أبالموت تخوفني؟. وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟. ما أدري ما أقول لك؟. ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه حين لقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: أين تذهب فإنك مقتول؟

فقال:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى‏ إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما
واسى الرجال الصالحين بنفسه‏ وفارق مثبوراً يغشّ ويرغما
فلمّا سمع ذلك منه الحر تنحى عنه وكان يسير بأصحابه في ناحية، والإمام عليه السلام من ناحية أخرى، حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات، فإذا بنفر قد اقبلوا من الكوفة وهم: عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي ومولاه سعد، مجمع بن عبد الله العائذي وابنه عائذ وجنادة بن الحرث السلماني ومولاه واضح التركي، وغلام لنافع بن هلال الذي التحق بركب الإمام عليه السلام قبلهم ومعه فرس نافع، فلمّا انتهوا إلى الإمام عليه السلام أنشدوا بعض الأبيات التي تُبين زهدهم بالحياة فداءً له، قال عليه السلام :
"أما والله إني لأرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا، قتلنا أم ظفرنا "
فأقبل إليهم الحر بن يزيد فقال: "إن هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممن أقبل معك، وأنا حابسهم أو رادهم "
فرد الإمام عليه السلام عليه: "لأمنعهم مما امنع منه نفسي، إنما هؤلاء أنصاري وأعواني، وقد كنت أعطيتني ألا تعرض لي بشي‏ء حتى يأتيك كتاب من ابن زياد "
فأجاب الحر: "أجل، ولكن لم يأتوا معك؟ "


فأكد الإمام عليه السلام عليه:
"هم أصحابي، وهم بمنزلة من جاء معي، فإن تممت على ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك "
فكف عنهم الحر.
وقد سأل الإمام عليه السلام الملتحقين به عن حال الناس وراءهم، فرد عليه مجمع بن عبد الله العائذي: "أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم، يستمال ودهم ويستخلص به نصيحتهم، فهم ألبٌ واحد عليك. وأما سائر الناس فإن أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غداً مشهورة عليك "


فسألهم عن رسوله قيس بن مسهر، فأخبروه أن ابن زياد امره أن يلعنك وأبيك، فصلى عليك وعلى أبيك، ولعن ابن زياد وأبيه، فألقاه ابن زياد من على القصر..
فتمتم الإمام بالآية الشريفة: "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً "
ونجد هنا أن الإمام عليه السلام ، وعلى الرغم من الأخبار التي أنبأته من أكثر من جهة عن خذلان القوم له، إلا أنه أصر على التوجه إلى الكوفة قائلاً:
"إنه كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف "
ذلك أنه كان يدرك انه له أنصار بانتظاره، أولئك الأنصار الذين رمى ابن زياد بعضهم في السجون، وقتل البعض الاخر..


وقد تجلت بشكل مفجع اثار حب الدنيا وكراهية الموت في سبيل الله في لقاء الإمام عليه السلام مع عبيد الله بن الحر الجعفي الذي دعاه الإمام عليه السلام لنصرته، فأجابه: "والله يا ابن بنت رسول الله، لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنتُ أشدهم على عدوك، ولكني رأيتُ شيعتك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفاً من بني أمية وسيوفهم، فأنشدك الله أن تطلب مني هذه المنزلة، وأنا أواسيك بكل ما أقدر عليه، وهذه فرسي ملجمة، والله ما طلبت عليها شيئاً إلا أذقته حياض الموت، ولا طلبتُ عليها فلحقت، وخذ سيفي هذا فوالله ما ضربت به إلا قطعت".

فقال له الإمام الحسين عليه السلام:
"يا ابن الحر ما جئناك لفرسك وسيفك. إنما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شي‏ء من مالك. ولم اكن بالذي اتخذ المضلين عضداً، لأني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبّه الله على وجهه في النار "


وكان الإمام عليه السلام خلال مسيره يعجل الركوب ويحاول تفريق أصحابه غير أن الحر يردهم بانتظار كتاب عبيد الله بن زياد الذي وصله والركب في نينوى، وفيه: "أما بعد، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقحم عليك رسولي، فلا تنزله إلا بالعراء، في غير حصن وعلى غير ماء، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام "


فأخذ الحر القوم بالنزول إلى مكان لا ماء فيه، وطلب زهير بن القين من الإمام بقتال الحر وجيشه، فرفض الإمام أن يكون أول من يبدأ القتال


لا تنسونا من صالح دعائكم

يــــــ زهراء ــــــا مـــــــدد


سليلة حيدرة الكرار 06-Dec-2010 03:34 PM

http://www.mezan.net/forum/g7/0%20(20).gif

السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين

http://www.mezan.net/forum/g11/1.gif

عظم الله أجورنا وأجوركم أخي أبو صالح

نشكرك على هذا البحث الرائع ودمت خادماً مخلصاً لأبي عبد الله الحسين عليه السلام

وهنيئاً للحر الرياحي ..... هنيئاً له إختياره أن يكون حراً .... لا أن يكون عبداً لعبيد بني أمية لعنة الله عليهم

ومن الأبيات التي تعبر عن لسان الحر بن يزيد الرياحي :

نصـرت أبياً من عرانين هاشم***فتى من حماه النصر يستنجد النصرا
وجدت بنفس كان لو لإبن أحمد***عزيزاً علـى مـن رام إذلالها قسرا
ولكنهـا هانـت عليك لأن من***فديت بهـا كبـر النفوس لـه صغرا
جريت بها جـري العبيد أبرها***عبودية حتـى غـدوت بهـا حـرا
ألا يا قتيـلاً زعزع المجد قتله***فأضحـى عليه المجد ذا مقلة عبرا


فهنيئاً لكم ياأنصار الحسين فزتم والله فوزاً عظيماً
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

عبـد الرضا 07-Dec-2010 11:07 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وإلعن أعدائهم ...

شكراً على مرورك أختي سليلة حيدر الكرّار وحشرنا الله وإياكم مع سيد الشهداء (ع)


الساعة الآن »08:49 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc