![]() |
الرياء
كيف يعرف الشخص أنه مخلص أو مرائي؛ ما هي العلامات التي بها يزن الشخص عمله ويعرف أنه مخلص أو مرائي ؟
ما جاء في الرياء من الوعيد الشديد؛ لأن الرياء في الحقيقة منافٍ للإخلاص الواجب؛ الإخلاص في العبادة؛ ولأن عدم الإخلاص منافٍ لكمال التوحيد أهل التوحيد يحرصون على إخلاص أعمالهم لله -عز وجل- ولا يجعلون فيها شيئًا لمخلوق، والمرائي في الحقيقة لم يحقق التوحيد، وأخل بتوحيده الواجب؛والرياء في حقيقته: أن يظهر الإنسان عملًا للناس، وهو في الحقيقة يضمر شيئًا خلافه؛ يعني يعمل العمل على صفة وهو يضمر في قلبه خلاف تلك الصفة يظهر صفة أخرى أو نية أخرى؛ فهو في الظاهر يعمل لله ومخلص لله، وهو في الباطن مراقب للمخلوقين والمحرك له هو المراءاة وقصد المدح والمكانة في نفوس الخلق؛ يعمل ليكون له مكانة ويذكر ويمدح ونحو ذلك من قوادح الإخلاص، فعمله في الحقيقة رياء وسمعة وليس لله -عز وجل- .يمكن أن نسأل مثلا: ما الفرق بين الرياء والسمعة؟ هل هما لفظان لشيء واحد أم أن لكلٍ منهما معنى يخصه -لأننا دائمًا نسمع أن تقرن السمعة بالرياء فما الفرق بينهما-؟ الرياء أوسع من السمعة؛ لأن السمعة من الرياء ما هي السمعة؟ السمعة مثلًا: أن يضاعف من العمل لأجل أن يسمع الناس به ولذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( من سمَّع سمَّع الله به، ومن راءى راءى الله به ) يمكن أن نقول: إن الفرق بين الرياء والسمعة: أن الرياء يكون بالأعمال، والسمعة تكون بالأقوال. فالرياء من الرؤية، والسمعة من السماع؛ ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ( من راءى راءى الله به، ومن سمع سمع الله به ) فالمرائي يظهر أعماله، والمسمِّع يسمع بأقواله. فالرياء هو أخص بالأعمال التي تشاهد وترى، والسماع يكون بالأمور التي تسمع كمثلًا: الذكر أو الدعاء أو قراءة القرآن هذه تسمع. فالمسمع هو الذي يسَمِّعُها أو يسْمِعُها للناس لأجل المدح. والمرائي هو الذي يحسِّن عمله ليراه الناس كتحسين صلاته مثلًا فهذه ترى؛ حركاته يعني في الصلاة وهيئته في الصلاة. ومما يدخل في السمعة أيضًا أن يعمل العمل في الخفاء ثم يتكلم به في العلانية ليسمع الناس ما عمله، فهذا كله مما يدخل في الرياء والسمعة المحرمة، وهذا من صفات المنافقين. نعم. كلها من العمل لغير الله، الله -عز وجل- يقول في المنافقين: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ﴾ [المنافقون: 4]، يعني حتى قولهم يشد السامعين ولكن أعمالهم هابطة لأنها لغير الله: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلًا ﴿142﴾﴾ [النساء: 142]، وقال تعالى في سورة الماعون: ﴿ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿6﴾وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿7﴾﴾ [الماعون: 6: 7]، فالمرائي هو الذي يري الناس يهمه أن يرى الناس أعماله، المحرك له رؤية الناس. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه : اعلم أن الرياء في أصول العقائد والمعارف الإلهية هو أشد أقسام الرياء وأسوأها عاقبة ، والظلمة الحاصلة منه للقلب أكثر وأزيد من جميع أقسام الرياء. فإن صاحب هذا الرياء إن لم يكن معتقداً لما يريه فهو من المنافقين الذين وعدهم الله الخلود في النار ، وله الهلاك والبوار الأبدي ، وعذابه أشد عذاب. أللهم أذهب عنا الرياء والسمعة ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحيمن |
من الأدواء المهلكة، والأمراض الفاتكة، والخسائر الفادحة الرياء، حيث فيه خسارة الدين والآخرة، ولهذا حذر منه المتقون، وخافه الصالحون، ونبه على خطورته الأنبياء والمرسلون، ولم يأمن من مغبته إلا العجزة، والجهلة، والغافلون، فهو الشرك الخفي، والسعي الرديء، ولا يصدر إلا من عبد السوء الكَلَِّ المنكود. الرياء كله دركات، بعضها أسوأ من بعض، وظلمات بعضها أظلم من بعض، وأنواع بعضها أخس وأنكد من بعض، فمنه الرياء المحض، وهو أردأها، ومنه ما هو دون ذلك، ومنه خطرات قد أفلح من دفعها وخلاها، وقد خاب من استرسل معها وناداها اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة أخيتي .. الآمال .. كان محتواكِ عظيمًا .. بورك جهدك .. وثقّل الله به ميزان حسناتكِ .. وتقبلي مروري ** |
الساعة الآن »08:17 PM. |