منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   الرسالة الأولى للغيبة (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=24258)

منتظرة المهدي 18-Jan-2011 01:32 PM

الرسالة الأولى للغيبة
 
الرسالة الاولى في الغيبة

للامام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان
ابن المعلم ابي عبد الله ، العكبري ، البغدادي ( 336 - 413 ه‍ )


" من مات وهو لايعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية "


وقد قال المفيد فيه : خبر صحيح يشهد به إجماع أهل الآثار . وقال في الافصاح : انه خبر متواتر . وقد رواه علماء المذاهب الاسلامية الكبرى ، كافة : الشيعة الامامية ، والزيدية ، وأهل السنة : وأمر اسناده مفروغ عنه ، فلذلك لم يطول الشيخ في البحث عنه ، وإنما تعرض لمعناه ومدلوله .


فذكر أولا : أن القران يشهد لمعناه في ايات صريحة : منها قوله تعالى : " يوم ندعوا كل اناس بإمامهم . . . " .

وقوله تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " .

ومدلول الحديث : أن عدم معرفة الانسان إمام زمانه يؤدى إلى أن يموت ميتة جاهلية ، على غير ملة الاسلام ، " فالجهل بالامام يخرج صاحبه عن الاسلام " كما يقول المفيد في الافصاح ( ص 28 ) .

إذن ، لابد من وجود إمام في كل عصر وزمان ، ولابد للمسلم أن يعرف صاحب عصره ، وإمام زمانه ، وإلا مات ميتة الكفر والضلالة الجاهلية .

والشيعة الامامية يعتقدون بامام العصر وصاحب الزمان عندهم وأنه هو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، وأنه المهدي المنتظر خروجه في اخر الزمان ، وأنه غاب بعد فترة من ولادته ، وهم يعتقدون بغيبته .

وقد اعترض بعض المخالفين على هذا الاعتقاد بأنه يتعارض ومنطوق الحديث ، وتصور أن غيبة الامام تنافي معرفغنا به ، لان وجوده تستلزم العلم بمكانه ، والاتصال به والاستفادة منه . فقدم اعتراضات عديدة :


1 - فاعترض على الغيبة بأنه : إذا كان الخبر صحيحا ، فكيف يصح قول الشيعة في امام هذا الزمان أنه غائب ، مستتر عن الجميع ، لا يتصل به أحد ، ولا يعلم مكانه ومستقره ؟

وأجاب الشيخ المفيد عن هذا ، بأن مدلول الخبر هو " لزوم وجود الامام و لزوم معرفة المسلم به " ولم يتضمن " وجوب ظهوره وعدم غبيته " فالاعتقاد بالغيبة لا ينافي مدلول الخبر ، وتوضيح ذلك : أن الوجرد والمعرفة لا تستلزم ما ذكر في الاعتراض من الاتصال والعلم بالمكان ، فإن معرفة الامر لا تتوقف على مشاهدته والحضور عنده فقط ، لما هو المحسوس من معرفتنا لامور كثيرة لم نرها ولم نحضرها ، كالامور والحوادث الماضية التي عرفناها وحصل عندنا العلم بها ، وكذا
نعرف أشياء وأمورا تقع في المستقبل من دون أن نتصل بها كيوم القيامة والحشر والنشر . ثم إن المصلحة قد تتعلق بمجرد معرفة الشئ أو الشخص ، ولا تتعلق بمشاهدته ومعرفة مكانه أو الاتصال به .

2 - واعترض على الغيبة بأنه : ما هي المصلحة في مجرد معرفة الامام مع عدم الاتصال به ؟

وأجاب الشيخ المفيد بأن نفس معرفتنا بوجوده وإمامته وعصمته و فضله وكماله ، تنفعنا بأن نكتسب بها الثواب والاجر ، لامتثالنا لامر الله بذلك ، ونستدفع بذلك العقاب الذي توعدنا عليه بجهله ثم إن انتظارنا لظهوره عبادة نثاب عليها ، ندفع بها عن أنفسنا العقاب . ثم إنا نؤدي بهذه العقيدة واجبا إلهيا فرضه الله علينا .

3 - ثم فرض المخالف سؤالا حاصله : إذا كان الامام غائبا ومكانه مجهولا فماذا يصنع المكلف وعلى ماذا يعتمد المبتلى بالحوادث الواقعة ، إذا لم يعرف أحكامها ؟ ! وإلى من يرجع المتخاصمون ؟ ! وإنما المرجع في هذه الامور إلى الامام ، وهو المنصوب لها !


وأجاب الشيخ المفيد :

أولا : أن هذا السؤال لاربط له بموضوع البحث عن حديث " من مات . . . " بل هو سؤال جديد ، وبحث مستأنف . فأشار بهذا إلى مخالفة المعترض في تقديم هذا السؤال لقواعد البحث والمناظرة حيث أدخل سؤالا أجنبيا ضمن البحث ، وقبل الفراغ عنه ! ومع ذلك ، فقد أجاب الشيخ عن هذا السؤال بكل أدب وصبر .

وثانيا : إن واجبات الامام - المنصوب لا جلها - كثيرة : منها : الفصل بين المتنازعين .

ومنها : بيان الاحكام الشرعية للمكلفين وامور اخرى - من مصالح الدين والدنيا . لكن الامام إنما يجب عليه القيام بهذه الامور كلها بشرط التمكن والقدرة على إنفاذ كلمته ، وبشرط الاختيار . ولا يجب على الامام شئ لا يستطيعه ، ولا يجب عليه الايثار مع الاضطرار .


وثالثا : إن الامام إدا كان في ظروف التقية والاضطرار ، فليس ذلك من فعل الله تعالى ، ولا من فعل الامام نفسه ، ولا من فعل المؤمنين من شيعته . بل ذلك من فعل الظالمين ، من أعدائه الغاصبين للخلافة والحكم على المسلمين الذين أباحوا دمه ، ونفوا نسبه ، وأنكروا حقه ، وغير ذلك من التصرفات التي أدت إلى وعدم ظهوره .


فالنتائج المؤسفة المترتبة على الغيبة من تضييع الاحكام ، وتعطل الحدود ، وتأخر المصالح ، وعروض المفاسد ، كل تلك الاضرار تقع مسؤليتها على عاتق أولئك الاعداء الظالمين . والامام ، والمؤمنون ، بريئون عن ذلك كله ، فلا يحاسبون به !

وأما المبتلى بالحوادث الواقعة : فيجب عليه الرجوع إلى العلماء من فقهاء الشيعة ، ليعلم من طريقهم احكام الشريعة المستودعة عندهم . ومع عدم المرجع للاحكام ، أو عدم النص في مقام الحكم المبتلى به ، فالمرجع في ذلك هو حكم العقل ،ببيان أنه لو كان حكم شرعي سمعي - في المقام - لتعبدنا الله به ، بابلاغه ، وإظهاره ، فعدم الدليل عليه ، دليل على عدم حكم شرعي خاص في مورده ، بل المرجع هو حكم العقل .

وهكذا المتخاصمون : يرجعون إلى الاحكام الواردة عن الشارع من خلال الرجوع إلى فقهاء الشيعة ، ومع عدم النص فالمرجع إلى احكام العقول المقبولة عند الاعراف .


والحادث الذي لا يعلم بالسمع إباحته من حظره ؟ فإنه على " أصل الاباحة " . وقد ذكر مثل الاعتراض ، ونفس الجواب فيما أورده الشيخ الصدوق في مقدمة ( إكمال الدين ) ( ص 81 ) .


4 - واعترض أخيرا : بأن الامة إذا كان بإمكانها الاعتماد في العمل بالدين على ما ذكر من النصوص ، والاجتهاد ، واحكام العقول ، ثم الاصول ، فهي - إذن - مستغنية عن الامام ، وليست بحاجة إليه ! فلماذا الالتزام بوجوده في الغيبة ؟


وأجاب الشيخ المفيد عن ذلك :

بأن الحاجة إلى الامام مستمرة ولو كان غائبا ، فعدم الحضور ، وعدم الاتصال به لا يوجب الاستغناء عن وجوده ، كما أن عدم حضور الدواء عند المريض لا يؤدي إلى استغناء المريض عنه ، ومع عدم حصول الدليل لا يستغني المتحير عنه ، بل هو بحاجة إليه وان كان مفقودا له .


ثم لو التزم بالاستغناء عند الغيبة ، للزم عدم الحاجة إلى الانبياء عند غيباتهم ، كغيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شعب أبي طالب ثلاث سنين ، وفي الغارعدة أيام ، وغيبة موسى النبي عليه السلام في الميقات ، وغيبة يونس في بطن الحوت . وهذا مما لا يلتزم به مسلم ، بل و لا أي شخص ملي يعتقد برسالة سماوية .

وقد ذكر هذا الاعتراض في ( إكمال الدين ) أيضا ( ص 81 ) لكن جواب الشيخ المفيد هو الجواب الوافي .


وقد ذكر الشيخ في الجواب عن الاعتراض الثالث نكتة مهمة ، وهي : أن الخصوم يلتزمون - كافة - بالاجتهاد في الا حكام ، ويلجأون إلى الاجتهاد ، من بعد زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة ( أي بعد سنة ( 11 ) هجرية ) .


وأما نحن فنلتزم بالاجتهاد بعد عصر ظهور الائمة عليهم السلام و بالتحديد بعد الغيبة الصغرى ( سنة ( 329 ) هجرية ) . فحالنا في عصر الغيبة ، هي عين حالهم ؟ فما وجه اعتراضهم علينا في مسألة الاحكام .

ونحن ، وإن اضطررنا - لمكان الغيبة - إلى اللجوء إلى الاجتهاد - بهذا الشكل - لكنا مع ذلك ملتزمون بوجود إمام لعصرنا ، نعرفه بالشخص والاسم والصفة ، فنحن ممتثلون لما ورد في الخبر المذكور ، بعيدون عن الجاهلية وميتتها .


واما الخصوم - فمهما كانت معالجتهم لفروع الشريعة - فما هو موقفهم من مدلول هذا الحديث المجمع عليه سندا ، والواضح دلالة ؟ وبمن ياتمون في دينهم ، ومن هو " الامام " عليهم في عصرهم وزمانهم ؟ ! وإذا كانوا لا يعرفون " إماما " فالحديث عين ، بأية ميتة يموتون ؟




زاهر المعموري 24-Jan-2011 12:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
تحيتي للآخت الكريمة والموالية منتظرة المهدي
بارك الله فيك ِ موضوع مهم جداً وكثير من يتجاهله
او يمرون عليه مرور الكرام ..
اللهُم عجل لوليك الفرج
موفقة لكل خير يا موالية ومنتظرة الآمام المهدي(عج)
تقبلي مروري أخوكم زاهر

منتظرة المهدي 25-Jan-2011 11:46 PM


أهلا وسهلا بك أخي في صفحاتي

وفي الميزان

جعلك الله من أنصار المهدي المنتظر عجل الله فرجه

وجزاك الله خير جزاء

مسكين مستكين 05-Feb-2011 04:25 AM

بارك الله بكم
وجعله الله عزوجل
في ميزان حسناتكم بحق فاطمة
نسألكم الدعاء


الساعة الآن »09:04 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc