منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   مناظرة الاِمام الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي في البداء وإرادة الله تعالى (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=24374)

نفدي الزهراء 22-Jan-2011 09:04 AM

مناظرة الاِمام الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي في البداء وإرادة الله تعالى
 
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif روي عن الحسن بن محمد النوفلي انّه قال: قدم سليمان المروزي(1) متكلم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله ثم قال له : إن ابن عمي علي بن موسى الرضا عليهما السلام قدم عليّ من الحجاز وهو يحب الكلام وأصحابه فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال سليمان : يا أمير المؤمنين ، إني أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم فينتقص عند القوم إذا كلّمني ولا يجوز الانتقاص عليه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال المأمون : إنما وجّهت إليه لمعرفتي بقوتك وليس مرادي إلا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال سليمان : حسبك يا أمير المؤمنين اجمع بيني وبينه وخلني والذم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فوجه المأمون إلى الرضا عليه السلام فقال : إنه قدم إلينا رجل من أهل مرو ، وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام فإن خف عليك أن تتجشّم المصير إلينا فعلت.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فنهض عليه السلام للوضوء وقال لنا : تقدموني ، وعمران الصابي معنا فصرنا إلى الباب ، فأخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلاني على المأمون فلما سلمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه اللّه تعالى ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قلت: خلّفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدم ثم قلت : يا أمير المؤمنين ، إن عمران مولاك معي وهو على الباب.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال: ومن عمران ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قلت: الصابي الذي أسلم على يدك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فليدخل فدخل فرحَّب به المأمون ثمَّ قال له: يا عمران لم تمت حتى صرت من بني هاشم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: الحمد لله الذي شرَّفني بكم يا أمير المؤمنين.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال له المأمون : يا عمران هذا سليمان المروزي متكلم خراسان.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال عمران : يا أمير المؤمنين ، انّه يزعم واحد خراسان في النظر ، وينكر البداء.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فلم لا تناظروه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال عمران: ذلك إليه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فدخل الرضا عليه السلام فقال: في أي شيء كنتم ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال عمران : يا ابن رسول الله هذا سليمان المروزي.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال له سليمان: أترضى بأبي الحسن وبقوله فيه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة أحتجُّ بها على نظرائي من أهل النظر.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال المأمون : يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : وما أنكرت من البداء يا سليمان ، والله عزّ وجلّ يقول: ( أوَ لاَ يَذْكُرُ الاِِنْسَانُ أنَّا خَلَقْنَاه مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيئاً )(2)ويقول عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذي يَبْدَءُ الخَلْق ثُمَّ يُعِيدهُ )(3)ويقول : ( بَدِيعُ السَّمَواتِ وَالاَرْضِ )(4)ويقول عزّ وجلّ : ( يَزِيدُ في الخَلقِ مَا يشاءُ )(5)ويقول : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الاِنسانِ من طِينٍ )(6) ويقول عز وجل : ( وَآخَرونَ مُرجَونَ لاََِمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهم وإِمَّا يَتُوبُ عَلَيهمْ )(7)ويقول عزّ وجلّ: ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِن عُمُرهِ إِلاّ في كِتابٍ )(8).
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: هل رويت فيه من آبائك شيئاً ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: نعم رويت عن أبي عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: إنَّ لله عزّ وجلّ علمين علماً مخزوناً مكنوناً لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء، وعلماً علَّمه ملائكته ورسله فالعلماء من أهل بيت نبينا يعلمونه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عزّ وجلّ.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: قول الله عزّ وجلّ لنبيه صلى الله عليه وآله : ( فَتَوَلَّ عَنهُم فَمَا أنتَ بِمَلُومٍ )(9)أراد هلاكهم ، ثمَّ بدا لله تعالى فقال: ( وَذَكِّر فإِنَّ الذِكرَى تَنَفعُ المؤُمِنِينَ )(10).
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: زدني جعلت فداك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا: لقد أخبرني أبي عن آبائه : عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عزّ وجلّ أوحى إلى نبي من أنبيائه أنْ أخبر فلاناً الملك : أني متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير وقال : يا رب ، أجِّلني حتى يشبَّ طفلي وأقضي أمري ، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى ذلك النبي أن أئت فلاناً الملك ، فأعلمه انّي قد انسيت في أجله وزدت في عمره إلى خمس عشرة سنة ، فقال ذلك النبي عليه السلام: يا رب إنك لتعلم أني لم أكذب قط ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: إنّما أنت عبدٌ مأمورٌ فأبلغه ذلك ، والله لا يسئل عمّا يفعل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif ثمّ التفت إلى سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: أعوذ بالله من ذلك ، وما قالت اليهود ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: قالت اليهود: ( يَدُ اللهِ مَغلُولةٌ )(11)يعنون أن الله تعالى قد فرغ من الاَمر فليس يحدث شيئاً ، فقال الله عزّ وجلّ : ( غُلَّت أيدِيِهم وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا )(12)‌ ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسى بن جعفر عليه السلام عن البداء ، فقال: وما ينكر الناس من البداء ، وأن يقف الله قوماً يرجيهم لاَمره.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: ألا تخبرني عن ( إنَّا أَنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ )(13)في أي شيء أنزلت ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: يا سليمان ، ليلة القدر يقدر الله عزّ وجلّ فيها ما يكون من السنة إلى السنة من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : الآن قد فهمت جعلت فداك فزدني.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : إن من الاَمور أموراً موقوفة عند الله عزّ وجلّ يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، يا سليمان إنَّ علياً عليه السلام كان يقول: العلم علمان فعلم عِلمه الله وملائكته ورسله فما علَّمه ملائكته ورسله فإنّه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحداً من خلقه ، يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين ، لا أنكر بعد يومي هذا البداء ولا أكذب به إن شاء الله.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال المأمون: يا سليمان ، سل أبا الحسن عما بدا لك ، وعليك بحسن الاستماع والاِنصاف.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: يا سيدي أسألك ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : سل عمّا بدا لك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : ما تقول فيمن جعل الارادة اسماً وصفة ، مثل حي وسميع وبصير وقدير.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : إنما قلتم: حدثت الاَشياء واختلفت لاَنّه شاء وأراد، ولم تقولوا: حدثت الاَشياء واختلفت لاَنّه سميع بصير ، فهذا دليل على أنّهما ليستا مثل سميع ولا بصير ولا قدير.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: فإنّه لم يزل مريداً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال عليه السلام : يا سليمان فإرادته غيره.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فقد أثبتَّ معه شيئاً غيره لم يزل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: ما أثبتُّ.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : أهي محدثة ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: لا ، ما هي محدثة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فصاح به المأمون وقال: يا سليمان ، مثله يعايى أو يكابر ؟ عليك بالاِنصاف أما ترى من حولك من أهل النظر ؟ثمّ قال: كلِّمه يا أبا الحسن فإنّه متكلم خراسان ، فأعاد عليه المسألة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال: هي محدثة يا سليمان ، فإن الشيء إذا لم يكن أزلياً كان مُحدَثاً ، وإذا لم يكم محدثاً كان أزلياً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : إرادته منه كما أن سمعه وبصره وعلمه منه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فأراد نفسه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: لا.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فليس المريد مثل السميع البصير ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنما أراد نفسه وعلم نفسه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : ما معنى أراد نفسه ؟ أراد أن يكون شيئاً ، وأراد أن يكون حياً أو سميعاً أو بصيراً أو قديراً ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : أفبإرادته كان ذلك ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فليس لقولك أراد أن يكون حياً سميعاً بصيراً معنى ، إذا لم يكن ذلك بإرادته.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: بلى قد كان ذلك بإرادته.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فضحك المأمون ومن حوله ، وضحك الرضا عليه السلام ، ثمّ قال لهم: ارفقوا بمتكلم خراسان ، فقال: يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغير عنها ، وهذا ما لا يوصف الله عزّ وجلّ به فانقطع.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif ثمَّ قال الرضا عليه السلام : يا سليمان أسألك عن مسألة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: سل جعلت فداك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : أخبرني عنك وعن أصحابك ، تُكلِّمون الناس بما تفقهون وتعرفون، أو بما لا تفقهون ولا تعرفون ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: بل بما نفقه ونعلم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فالذي يعلم الناس أن المريد غير الاِرادة ، وأن المريد قبل الاِرادة ، وأن الفاعل قبل المفعول ، وهذا يبطل قولكم أن الاِرادة والمريد شيءٌ واحدٌ.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: جعلت فداك ليس ذلك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فأراكم ادَّعيتم علم ذلك بلا معرفة وقلتم: الاِرادة كالسمع والبصر ، إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل، فلم يحر جواباً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif ثمّ قال الرضا عليه السلام : يا سليمان ، هل يعلم الله جميع ما في الجنة والنار ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: أفيكون ما علم الله تعالى أنه يكون من ذلك ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شيء إلا كان ، أيزيدهم أو يطويه عنهم ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: بل يزيدهم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: جعلت فداك ، فالمريد لا غاية له.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما، إذا لم يعرف غاية ذلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون تعالى الله عزّ وجلّ عن ذلك علواً كبيراً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنّما قلت: لا يعلمه لاَنّه لا غاية لهذا لاَن الله عزّ وجلّ وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لاَنّه قد يعلم ذلك ثمّ يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم ، وكذلك قال الله عزّ وجلّ في كتابه : ( كُلَّمَا نَضِجَت جُلُودُهُم بَدَّلنَاهُم جُلُوداً غَيرَهَا لِيَذُقُوا العَذَابَ )(14)وقال لاَهل الجنة: ( عَطَاءً غَيرَ مَجذُوذٍ )(15)وقال عزّ وجلّ : ( وَفَاكِهةٍ كثيرَةٍ * لاَّ مَقطُوعةٍ وَلاَ مَمنُوعَةٍ )(16) فهو عزّ وجلّ يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة ، أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا ليس يخلف مكانه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: بلى.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : لا.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : فكذلك كلما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: بلى يقطعه عنهم ولا يزيدهم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : إذاً يبيد فيها ، وهذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف الكتاب ، لاَنّ الله عزّ وجلّ يقول: ( لَهُم مَّا يَشَاؤُنَ فِيهَا وَلَدينَا مَزِيدٌ )(17)ويقول عزّ وجلّ :( عَطَاءً غَيرَ مَجذُوذٍ )(18)ويقول عزّ وجلّ : ( وَمَا هُم مِّنهَا بِمُخرَجينَ )(19) ويقول عزّ وجلّ : ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبدَاً )(20)ويقول عزّ وجلّ : ( وَفَاكِهةٍ كثيرَةٍ * لا مَقطُوعةٍ وَلاَ مَمنُوعَةٍ )(21).
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فلم يحر جواباً ؟!
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif ثمّ قال الرضا عليه السلام : يا سليمان ، ألا تخبرني عن الاِرادة فعل هي أم غير فعل؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: بلى هي فعل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال عليه السلام : فهي محدثة لاَنّ الفعل كله محدث.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: ليست بفعل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فمعه غيره لم يزل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: الاِرادة هي الاِنشاء.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: يا سليمان ، هذا الذي عبتموه على ضرار وأصحابه من قولهم: إن كُلَّ ما خلق الله عزّ وجلّ في سماء أو أرض أو بحر أو بر من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله ، وإن إرادة الله تحيى وتموت وتذهب وتأكل وتشرب وتنكح وتلد وتظلم وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك ، فيبرأ منها ويعاد بها ، وهذا حدها.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنها كالسمع والبصر والعلم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : قد رجعت إلى هذا ثانية ، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : لا.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فكيف نفيتموه ؟ قلتم : لم يرد ، ومرة قلتم: أراد وليست بمفعول له.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنّما ذلك كقولنا مرة علم ومرة لم يعلم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : ليس ذلك سواء ، لاَن نفي المعلوم ليس كنفي العلم ، ونفي المراد نفي الاِرادة أن تكون ؛ لاَن الشيء إذا لم يرد لم تكن إرادة ، فقد يكون العلم ثابتاً ، وإن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر فقد يكون الاِنسان بصيراً وإن لم يكن المبصر ، وقد يكون العلم ثابتاً وإن لم يكن المعلوم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنّها مصنوعة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فهي محدثة ليست كالسمع والبصر ، لاَن السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنها صفة من صفاته لم تزل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فينبغي أن يكون الاِنسان لم يزل ، لاَن صفته لم تزل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: لا لاَنّه لم يفعلها.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : يا خراساني ، ما أكثر غلطك ! أفليس بإرادته وقوله تكون الاَشياء ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: لا.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فإذا لم تكن بإرادته ولا مشيئته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكون ذلك ؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فلم يحر جواباً ؟!
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif ثمّ قال الرضا عليه السلام : ألا تخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَإذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا )(22)
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif يعني بذلك أنّه يحدث إرادة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال له : نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال عليه السلام : فإذا حدث إرادة كان قولك إن الاِرادة هي هو أو شيء منه باطلاً، لاَنّه لا يكون أن يحدث نفسه ، ولا يتغير عن حالةٍ تعالى الله عن ذلك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنّه لم يكن عنى بذلك أنّه يحدث إرادة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فما عنى به ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : عنى فعل الشيء.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : ويلك كم تردد في هذه المسألة ؟ وقد أخبرتك أن الاِرادة محدثة لاَن فعل الشيء محدث.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فليس لها معنى.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالاِرادة بما لا معنى له، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم إن الله عزّ وجلّ لم يزل مريداً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنّما عنيت أنّها فعلٌ من الله تعالى لم يزل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولاً وقديماً وحديثاً في حالة واحدة ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فلم يحر جواباً ؟!
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : لا بأس أتمم مسألتك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : قلت إنّ الاِرادة صفة من صفاته.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: كم تردِّد عليَّ أنها صفة من صفاته فصفته محدثة أو لم تزل ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: محدثة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : الله أكبر فالاِرادة محدثة وإن كانت صفة من صفاته لم تزل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فلم يرد شيئاً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : إنّما لم يزل لم يكن مفعولاً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : ليس الاَشياء ارادة ، ولم يرد شيئاً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : وسوست يا سليمان ، فقد فعل وخلق ما لم يزل خلقه وفعله، وهذه صفة من لا يدري ما فعل ، تعالى الله عن ذلك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: يا سيّدي فقد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال المأمون : ويلك يا سليمان ، كم هذا الغلط والتردّد ؟ اقطع هذا وخذ في غيره ، إذ لست تقوى على غير هذا الرد.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : دعه يا أمير المؤمنين ، لا تقطع عليه مسألته فيجعلها حجّة، تكلم يا سليمان.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: قد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : لا بأس أخبرني عن معنى هذه أمعنى واحد أم معانٍ مختلفة ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: معنى واحد.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فمعنى الاِرادات كلها معنى واحد ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فإن كان معناها معنى واحداً كانت إرادة القيام إرادة القعود، وإرادة الحياة إرادة الموت ، إذا كانت إرادته واحدة لم تتقدم بعضها بعضاً ولم يخالف بعضها بعضاً وكانت شيئاً واحداً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إن معناها مختلف.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال عليه السلام : فأخبرني عن المريد أهو الاِرادة أو غيرها؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: بل هو الاِرادة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فالمريد عندكم مختلف إذا كان هو الاِرادة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: يا سيدي ليس الاِرادة المريد.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فالاِرادة محدثة وإلا فمعه غيره ، إفهم وزد في مسألتك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: بل هي اسم من أسمائه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : هل سمَّى نفسه بذلك ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: لا ، لم يسمِّ نفسه بذلك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فليس لك أن تسميه بما لم يسمِّ به نفسه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: قد وصف نفسه بأنّه مريد.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : ليس صفته نفسه أنّه مريد إخبار عن أنّه إرادة ولا إخبار عن أن الاِرادة اسم من أسمائه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: لاَن إرادته علمه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : يا جاهل ، فإذا علم الشيء فقد أراده ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: أجل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال: فإذا لم يرده لم يعلمه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: أجل.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: من أين قلت ذاك ؟ وما الدليل على إرادته علمه ؟ وقد يعلم ما لا يريده أبداً ، وذلك قوله عزّ وجلّ : ( وَلَئِن شِئنَا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذي أَوحَينا إِليكَ )(23) فهو يعلم كيف يذهب به وهو لا يذهب به أبداً ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: لاَنّه قد فرغ من الاَمر ، فليس يزيد فيه شيئاً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : هذا قول اليهود ، فكيف قال تعالى: ( ادعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم )(24)؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: إنّما عنى بذلك أنه قادر عليه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: أفيعد ما لا يفي به ، فكيف قال: ( يَزِيدُ في الخَلقِ مَا يشاءُ )(25)وقال عزّ وجلّ : ( يَمحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ )(26)وقد فرغ من الاَمر.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فلم يحر جواباً ؟!
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : يا سليمان ، هل يعلم أن إنساناً يكون ، ولا يريد أن يخلق إنساناً أبداً ، وأن إنساناً يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان : نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فيعلم أنه يكون ما يريد أن يكون ، أو يعلم أنه يكون ما لا يريد أن يكون ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: يعلم أنهما يكونان جميعاً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : إذاً يعلم أن إنساناً حي ميت قائم قاعد أعمى بصير في حالة واحدة ، وهذا هو المحال.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : جعلت فداك ، فإنه يعلم انّه يكون احدهما دون الآخر ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : لا بأس ، فأيهما يكون الذي أراد أن يكون أو الذي لم يرد أن يكون؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: الذي أراد أن يكون.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فضحك الرضا عليه السلام والمأمون وأصحاب المقالات.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : غلطت وتركت قولك: إنّه يعلم أن إنساناً يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم ، وأنه يخلق خلقاً وأنه لا يريد أن يخلقهم ، وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون فإنّما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: فإنّما قولي أن الاِرادة ليست هو ولا غيره.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : يا جاهل ، إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره وإذا قلت: ليست هي غيره فقد جعلتها هو.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: فهو يعلم كيف يصنع الشيء؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: فإن ذلك إثبات للشيء.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : أحلت ؛ لاَن الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن ، ويحسن الخياطة وإن لم يخط ، ويحسن صنعة الشيء وإن لم يصنعه أبداً، ثمّ قال له عليه السلام : يا سليمان هل تعلم أنّه واحد لا شيء معه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : فيكون ذلك إثباتاً للشيء ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: ليس يعلم أنّه واحد لا شيء معه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : أفتعلم أنت ذاك ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فأنت يا سليمان أعلم منه إذاً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: سليمان: المسألة محال.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : محال عندك أنّه واحد لا شيء معه ، وأنّه حي سميع بصير حكيم قادر؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: نعم.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال: فكيف أخبر عزّ وجلّ : أنّه واحد حي سميع بصير حكيم قادر عليم خبير وهو لا يعلم ذلك ، وهذا رد ما قال وتكذيبه ، تعالى الله عن ذلك.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif ثمّ قال له الرضا عليه السلام : فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو ؟ وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشيء قبل أن يصنعه فإنّما هو متحيّر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال سليمان: فإن الاِرادة القدرة.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال الرضا عليه السلام : وهو عزّ وجلّ يقدر على ما لا يريده أبداً ولا بدَّ من ذلك، لاَنّه قال تبارك وتعالى : ( وَلَئِن شِئنَا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذي أَوحَينا إِليكَ )(27)فلو كانت الاِرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به لقدرته.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فانقطع سليمان.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif فقال المأمون عند ذلك: يا سليمان ، هذا أعلم هاشمي ، ثمّ تفرّق القوم(28)
____________
(1) سليمان المروزي ، متكلم خراسان ، مشتبه فيه ، ولم يميز على وجه الدقة ، إذ احتمل بعضهم انّه سليمان بن حفص المروزي الذي نقل المحقّق الداماد عن الشيخ أنّه من أصحاب الهادي عليه السلام ، واحتمل أخر أيضاً أنه سليمان بن داوود المروزي المعدود من أصحاب الهادي عليه السلام ، وقول لثالث : أنه سليمان بن جعفر المروزي من أصحاب الكاظم والرضا عليه السلام ، ومنشأ هذه الاختلاف، إنّ سليمان المروزي الذي ذُكر في مناظرة الاِمام الرضا عليه السلام لم يذكر اسم أبيه ، فمن هنا نشأ هذا الاختلاف في ما بينهم ، ولذا صعب تمييزه ، وخصوصاً إنه يوجد بهذا الاسم أكثر من واحد في زمن واحد ، فإن كانت هناك قرائن تميّزه عن غيره وإلاّ يبقى مجهولاً ، قال الشيخ علي النمازي : والاَظهر أن سليمان المروزي المتكلّم الباحث مع الرضا عليه السلام ليس أحد هؤلاء الثلاثة ، ولا يجري ما قيل فيهم عليه ، فراجع كتاب العلامة المامقاني في ترجمة هؤلاء الثلاثة حتى يتضح لك الحال والاشكال فيما توهموه وبطلان تطبيق ما ذكر في الروايات من دون ذكر اسم الاَب على المعنون في أول الترجمة حتى تقوم حجة على التطبيق ، ومما ذكرنا ظهر عدم الاطمئنان في تطبيق المضمر في الروايات على المعنون ، وقال أيضاً ـ عليه الرحمة ـ : ومن هذه المحاجة يظهر ذمُه ولجاجُه ، فراجع حتى ترى ذمه ، وتعرف فساد توهم من زعم حسنه ، وأنّه ما رجع إلى الحق. انتهى كلامه رفع في علو مقامه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif أقول : والذي يظهر لكل من يراجع مناظراته مع الاِمام عليه السلام أن سليمان هذا من أهل العناد ، وإلاّ لم يجلبه المأمون لمحاجة الاِمام عليه السلام ، إذ أن المأمون العباسي كان يجلب العلماء لمناظرة الاِمام عليه السلام ليظهروا عليه.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif ويريد أن يبين للناس عجزه : ( ويأبى الله إلاّ أن يُتم نوره ولو كره الكافرون) ولذا قال المأمون لسليمان : وليس مرادي إلاّ أن تقطعه عن حُجة واحدة فقط ، فهذا ما كان يسعى إليه المأمون ومن مشى في ركابه واستجاب له.
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif وبما أن سليمان المروزي الواقع بهذا الاسم قد تُرجم له في كتب رجال السنة ولم يغفلوه ، كما تدلّ فحوى ترجمتهم له على رقعته عندهم وأنّه من أهل الحديث الذين حفظوا أحاديث لم تقع في الكتب ، كما أن هذا المترجم له كان أيضاً في زمان الاِمام الرضا عليه السلام إذ أن الاِمام عليه السلام توفي في سنة 203 هـ وتوفي سليمان هذا قبل سنة 210 هـ ، كما أنّه لم يذكر بهذا الاسم في كتب الرجال عند السنة غيره ، وإلاّ كيف يغفله أهل السنة في الوقت الذي ذكروا من الرجال من هو أقل منه في نظرهم ، فمن المحتمل القريب جداً أن يكون هو نفس المذكور في مناظرة الاِمام الرضا عليه السلام ، والله العالم بحقائق الاُمور ، كما عده أيضاً العطاردي من رواة الاِمام الرضا عليه السلام تحت رقم : 149 ، وإليك ترجمته كما جاءت في كتب التراجم عندهم هو : سليمان بن صالح ، مولاهم ، أبو صالح المَرْوَزيُّ المعروف بسلمويه ، صاحب «وقائع خراسان» ويقال : اسمهُ سليمان بن داود ، قيل انّه سمع من ابن المبارك نحو ثماني مئة حديث ممَّا لم يقع منه في الكتب ، مات قبل سنة عشر ومئتين ، وكان قد جاوز مئة سنة. راجع ما جاء في هذه الترجمة : تهذيب الكمال : ج 11 ص 453 ترجمة رقم : 2529 ، تهذيب التهذيب لابن حجر : ج 4 ص 199 ترجمة رقم : 338 ، مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي : ج 4 ص 146 ترجمة رقم : 6608 ، منتهى المقال في أحوال الرجال للمازندراني : ج 3 ص 387 ترجمة رقم : 1363 ، مسند الاِمام الرضا عليه السلام للعطاردي : ج 2 ص 534.
(2) سورة مريم : الآية 67.
(3) سورة الروم : الآية 27.
(4) سورة البقرة : الآية 117.
(5) سورة فاطر : الآية 1.
(6) سورة السجدة : الآية 7.
(7) سورة التوبة: الآية 106.
(8) سورة فاطر: الآية 11.
(9) سورة الذاريات : الآية 54.
(10) سورة الذاريات : الآية 55.
(11) سورة المائدة : الآية 64.
(12) سورة المائدة : الآية 64.
(13) سورة القدر: الآية 1.
(14) سوره النساء : الآية 56.
(15) سورة هود: الآية 108.
(16) سورة الواقعة : الآية 32 و 33.
(17) سورة ق : الآية 35.
(18) سورة هود: الآية 108.
(19) سورة الحجر: الآية 48.
(20) سورة النساء: الآية 57.
(21) سورة الواقعة : الآية 32 و 33.
(22) سورة الاِسراء : الآية 16.
(23) سورة الاِسراء: الآية 86.
(24) سورة غافر : الآية 60.
(25) سورة فاطر : الآية 1.
(26) سورة الرعد: الآية 39.
(27) سورة الاسراء: الآية 86.
(28) عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق: ج2 ص 159 ـ 168 ب 13، التوحيد للصدوق: ص441 ـ 454 ب 66 ح 1، بحار الاَنوار للمجلسي : ج10 ص 329 ـ 338 ح 2.

رمز الحنان 26-Jan-2011 05:04 PM

http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال المأمون : يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟
http://www.rafed.net/disputations/aqaed/blank.gif قال : وما أنكرت من البداء يا سليمان ، والله عزّ وجلّ يقول: ( أوَ لاَ يَذْكُرُ الاِِنْسَانُ أنَّا خَلَقْنَاه مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيئاً )(2)ويقول عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذي يَبْدَءُ الخَلْق ثُمَّ يُعِيدهُ )(3)ويقول : ( بَدِيعُ السَّمَواتِ وَالاَرْضِ )(4)ويقول عزّ وجلّ : ( يَزِيدُ في الخَلقِ مَا يشاءُ )(5)ويقول : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الاِنسانِ من طِينٍ )(6) ويقول عز وجل : ( وَآخَرونَ مُرجَونَ لاََِمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهم وإِمَّا يَتُوبُ عَلَيهمْ )(7)ويقول عزّ وجلّ: ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِن عُمُرهِ إِلاّ في ====موضوع قيم سلمت اناملك

نفدي الزهراء 08-Feb-2011 06:19 AM

أحسنتم مولاتي الكريمه اشكر مروركم

ووضوع عقيده البداء في هذه المناضره بتوضيح جميل من الامام سلام الله عليه


وليس كما يظن البعض مايضنه في تعريف ومعرفه البداء


الساعة الآن »12:12 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc