![]() |
النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
النبيّ مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله)
1-هو من أرفع بيوت قريش نسبًا ومكانةً وفضلاً ، عاش يتيم الأبوين، فكفله عمُّه أبو طالب. 2-امتاز من أول أيامه ’ بصفات جليلة فكانت له هيبة ومكانة ، وكانوا يُسمّونه( بـالصادق الأمين) 3-اتّسع قلب النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ’ لحقائق الوجود والإنسان ، وامتلأت روحُه الزكية الطاهرة بالنّور الدافق وجلال الحق ، على خلاف ما كان تعيشه المجتمعات في ذلك العصر. 4-بدأ ’ دعوته للخاصة من أهله ، ثم دعا من كان يتوسّم فيه الاستجابة من الناس ، حتى أذن الله تعالى بإعلان الدعوة جهارًا ، فلقي من قريش من الأذى ما لم يَلْقَه نبيٌّ قبله ، ولكنه بقي فيها ، ينصره عمّه أبو طالب ، ولمّا توفي عمّه-الكفيل والناصر- هاجر النبي ’ صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، فانتشر الإسلام وظهرت كلمة الحقّ. 5-معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي القرآن الكريم ، الذي عجز عن الإتيان بمثله فحول العرب ، والذي أحدث انقلابًا في المجتمعات على كل الصعد : الإيمانية ، والاجتماعية ، والعلمية ، وغيرها. النبي محمد ’ صلى الله عليه وآله وسلم النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ’ هو من أرفع بيوت قريش ، وأسناها ، وأسماها شرفًا ومَحْتِدًا ، ونسبًا ، ومكانةً ، وفضلاً . أبوه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ ، وينتهي نسبه الشريف إلى إسماعيل بن إبراهيم ، إلى آدم ع . توفي أبوه عبد الله قبل أن يُولد ، وكان في زيارةٍ لأخواله بني النجّار ، وتوفي ودفن هناك في المدينة . أُمّه آمنة بنت وهب ، من بني زُهرة ، ومن أشراف القبائل ، وتلتقي في النسب مع قريش . ولادته الشريفة ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ’ عام الفيل ، في السابع عشر من شهر ربيع الأول ، وكانت لولادته علاماتٌ باهرة ، سبَقَتها بَشائر تَحدّث عنها أهل الأديان والمعرفة والعلماء حتى شاعت وذاعت وعرفها الكثير من الناس ، وقد ذكرها المؤرخون في تواريخهم بشكل مُفصّل . رضاعه ’ ارتضع في بني سعد ، أرضعته حليمة السعدية ، جريًا على ما هو المتعارف بين أشراف مكة ، حيث كانوا يُرضعون أولادهم من القبائل المعروفة في البادية ، لنقاء جو البادية وطيب مناخها ، وقد رأت مرضعته الخير العميم وأفيضت عليها النعم الوافرة وبارك الله لها فيما أتاها ببركة النبي ’ . نشأته ’ نشأ النبي ’ صلى الله عليه وآله وسلم في ظلّ أُمه آمنة بنت وهب ، وفي ظلّ جدّه عبد المطلب . ولَمَّا تمّ له ست سنوات ، توفيت أمّه في مكان يسمى«الأبواء» بين مكة والمدينة ، وكانت في زيارة لأهلها ، وكان ’ مع أمه ، وكانت معهما حاضنته أم أيمن . فعادت به أم أيمن إلى جدّه ، وتعهّد به جدّه عبد المطلب ، وقام برعايته الرعاية الكاملة ، لِمَا يعلمه من شأن محمد ’ وما يصير إليه . مع عمّه أبي طالب رض ولما أتمّ سنواته الثماني ، توفي جدّه عبد المطلب ، فكَفِلَه عمُّه أبو طالب ع ، بعهدٍ من جدّه عبد المطلب ع ، وقد اهتمّ به أبو طالب ع اهتمامًا بالغًا ، ورعاه رعاية فائقة ، فكان يُنيمُه إلى جنبه ويُفديه بأولاده ، وكان لا يفارقه أبدًا ، بل كان شغله الشاغل ، لما يعلم من شأنه وما يكون من أمره في مستقبل الأيام . وفي الثانية عشرة من عمره ’ ، ذهب مع عمه أبي طالب إلى الشام للتجارة ، وفيها التقى" بُحيرَا" الراهب(1 ) . وفي سن العشرين تقريبًا ، حضر حِلْف الفضول ، وهو حِلف انعقد في مكة لنُصرة المظلوم ، وأخذ الحق له من ظالمه ، وفيه قال ’ كلمته المشهورة : لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حِلفًا ، ما أحبُّ أنَّ لي به حُمرَ النّعم ، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت(2 ) . |
الهوامش
([1]) السيرة النبوية ، ابن كثير : 1/258 ؛ سيرة النبي ، ابن هشام الحميري : 1/87 ؛ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 15/203 . انعقد هذا الحلف ، لإيقاف التجاوزات والاعتداءات التي كانت تصدر من فتيان قريش ضد الوافدين إليها ، وسلب أموالهم واغتصاب حقوقهم والاعتداء على أعراضهم ، ومن جملة ما ذكر من الاعتداءات أن رجلاً من خثعم قَدِم إلى مكة حاجًا ، ومعه ابنته ، وكانت من النساء الجميلات ، فاغتصبها منه رجل من مكة يدعى (نبيه بن الحجاج)وغيبها عنه . فقال أبوها : من يعديني على هذا الرجل ؟ فقيل له : عليك بحلف الفضول . فذهب إلى رجالات الحلف ، واستجارهم ، فاجتمعوا على الغاصب ، وأجبروه على إرجاعها لأبي ا ، فأرجعها. وغيرها من الحوادث التي وقف الحلف في دفعها ، وقد بقي هذا الحلف بصورته الطيبة الحسنة الإنسانية إلى ما بعد ظهور الإسلام بزمن طويل ، ثم ألغي أمام تجاوزات الأمويين وغيرهم ، وتأكيدًا لذلك ، ذُكر أن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان لما كان واليًا على المدينة ، اغتصب حقًا للحسين ع بقوة السلطان ، فقال له الحسين : أقسم بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي . ثم لأقومن في مسجد رسول الله وأدعو لإحياء حلف الفضول!! وقد تعاضد مع الحسين ع مجموعة من وجهاء المسلمين وشيوخهم ، وأحسَّ الوليد بالخطر من هذا التكتل لإحياء حلف الفضول ، فأنصف الحسين وردّ إليه أمواله ، وكان من الطبيعي ذلك ، لأن الحلف يشكّل خطرًا على الأمويين |
وكان ’ يعمل بيده ، فربما يرعى
الأغنام ويخصف النعل ويرقّع الثوب ويفتح الباب ويحلب الشاة ويعقل البعير ويحلّه ويطحن مع الخادم إذا أعيى وغيرها من الأعمال( 1) ، كلُّ ذلك ليكون قُدوة كريمة في الاجتهاد والعمل وعدم الاتكال على الآخرين . الصادق الأمين لقد كان ’ ، في كل أحواله ، على الإيمان والهدى والحق والصدق والصفات الكريمة والخصال الحميدة ، وكان له عَقل وافرٌ ، ورأيٌ سديد ، وكانت له هيبة ومكانة ، حتى إن قريشًا وغيرها من القبائل كانت تنظر إليه نظرة التقدير والإكبار والإعجاب ، وكان مورد حبّهم وثقتهم ، لصدقه وأمانته ، ولذلك كانوا يُسمّونه بـ الصادق الأمين)، قبل البعثة وبعدها . وكانت قريش تلجأ إليه في المهمات والمُلمّات والمعضلات من المشاكل . ومنها قصة بناء الكعبة لما جَرَفها السيل ، فأعادت قريش بناءها ، ثم اختلفت القبائل فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه ، فاحتكموا إلى أول داخل إلى الحرم ، وكان أول داخل هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ’ ، فعرضوا عليه اختلافهم ، فما كان منه إلا أن أخذ الحجر ووضعه في ردائه وأمر رؤساء القبائل أن يأخذ كل واحد منهم بطرف الرداء ، وعندما صاروا عند موضع الحجر أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم’ الحجر ووضعه في مكانه . فكان هذا الأمر موضع إكبار وتقدير ورضى وقبول من القبائل ، ولم يعترض أحد منهم على ما جرى ، بل رأى أنه الحق ، وأنه قد ساهم في وضع الحجر الأسود في مكانه ولم يُنقص من حقه شيئًا( 2) . الهامش ([1]) انظر : الكافي ، الكليني : 3/233 ؛ مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 1/126 ([2]) انظر : السيرة النبوية ، ابن كثير : 1/280 ؛ سبل الهدى والرشاد ، الصالحي : 2/171 ؛ تاريخ الطبري : 2/41 . أكتفي بهذا القدر فسيرة المصطفى لاتُملْ قرائتها عن كتاب الهداية |
الساعة الآن »08:58 PM. |