![]() |
تخيَّر قرينا
تخيَّر قرينا
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ : سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيَّ يَقُولُ : قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فِي وَفْدٍ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ . فَقَالَ لِي : " اغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَ سِدْرٍ " . فَفَعَلْتُ ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ ، وَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عِظْنَا عِظَةً نَنْتَفِعْ بِهَا . فَقَالَ : " يَا قَيْسُ إِنَّ مَعَ الْعِزِّ ذُلًّا ، وَ إِنَّ مَعَ الْحَيَاةِ مَوْتاً ، وَ إِنَّ مَعَ الدُّنْيَا آخِرَةً ، وَ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ، وَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً ، وَ إِنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً ، وَ لِكُلِّ سَيِّئَةٍ عِقَاباً ، وَ إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً . وَ إِنَّهُ يَا قَيْسُ : لَا بُدَّ لَكَ مِنْ قَرِينٍ يُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَيٌّ ، وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَيِّتٌ ، فَإِنْ كَانَ كَرِيماً أَكْرَمَكَ ، وَ إِنْ كَانَ لَئِيماً أَسْلَمَكَ ، لَا يُحْشَرُ إِلَّا مَعَكَ ، وَ لَا تُحْشَرُ إِلَّا مَعَهُ ، وَ لَا تُسْأَلُ إِلَّا عَنْهُ ، وَ لَا تُبْعَثُ إِلَّا مَعَهُ ، فَلَا تَجْعَلْهُ إِلَّا صَالِحاً ، فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صَالِحاً لَمْ تَأْنَسْ إِلَّا بِهِ ، وَ إِنْ كَانَ فَاحِشاً لَا تَسْتَوْحِشْ إِلَّا مِنْهُ ، وَ هُوَ عَمَلُكَ " . فَقَالَ قَيْسٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نُظِمَ هَذَا شعر [ شِعْراً ] لَافْتَخَرْتُ بِهِ عَلَى مَنْ يَلِينَا مِنَ الْعَرَبِ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ الصَّلْصَالُ قَدْ حَضَرَ فِيهِ شَيْءٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ فَتَأْذَنُ لِي بِإِنْشَادِهِ ؟ فَقَالَ : " نَعَمْ " . فَأَنْشَأَ يَقُولُ : تَخَيَّرْ قَرِيناً مِنْ فِعَالِكَ إِنَّمَا *** قَرِينُ الْفَتَى فِي الْقَبْرِ مَا كَانَ يَفْعَلُ فَلَا بُدَّ لِلْإِنْسَانِ مِنْ أَنْ يُعِدَّهُ *** لِيَوْمٍ يُنَادَى الْمَرْءُ فِيهِ فَيُقْبِلُ فَإِنْ كُنْتَ مَشْغُولًا بِشَيْءٍ فَلَا تَكُنْ *** بِغَيْرِ الَّذِي يَرْضَى بِهِ اللَّهُ تَشْغَلُ فَمَا يَصْحَبُ الْإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ *** وَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَّا الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ أَلَا إِنَّمَا الْإِنْسَانُ ضَيْفٌ لِأَهْلِهِ *** يُقِيمُ قَلِيلًا عِنْدَهُمْ ثُمَّ يَرْحَل |
الساعة الآن »10:50 PM. |