![]() |
معادلة تحرير الجليل ...تحول نوعي في قواعد اللعبة والصراع
معادلة تحرير الجليل ...تحول نوعي في قواعد اللعبة والصراع "إنني في ذكرى السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد أقول لمجاهدي المقاومة الإسلامية: كونوا مستعدين ليومٍ إذا فُرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل، يعني بتعبير آخر تحرير الجليل"، هذا ما شدد عليه سيد المقاومة في ذكرى القادة الشهداء ... السيد يعلن صراحة عن تحول نوعي في قواعد اللعبة والصراع المفتوح بين حزب الله وكيان العدو. سيد المجاهدين،صاحب الوعد الصادق، رفع مرة جديدة سقف "توازن الرعب والردع" بعدما كان هذا التوازن قائما في المرحلة الأولى على السلاح الصاروخي والرد الكثيف في العمق الإسرائيلي وصولا إلى تل أبيب، وفي المرحلة الثانية قام على استهداف كامل الأراضي المحتلة إضافة إلى البحر الأحمر. وعليه، فإن توازن الرعب والردع انتقل من المعادلة الصاروخية الى المعادلة البرية ومن الجو الى الأرض مع الإعلان ان أي اجتياح "إسرائيلي" جديد للبنان سترد عليه المقاومة الاسلامية بالدخول الى منطقة الجليل وتحريرها. معادلة الجليل الجديدة جعلت العدو يدرك أن حزب الله يخفي شيئاً وقع خطاب السيد نصرالله كالصاعقة على كيان العدو بمستوييه السياسية والعسكري. رسمياً، وعلى غير عادة التعتيم الإسرائيلي على كلام الأمين العام لحزب الله، تولى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهوشخصياً الرد على موقف السيد نصرالله مكتفياً بالقول:"لقد هدد زعيم حزب الله اليوم بأنه يريد أن يغزو الجليل، ولكن أقول لكم من الآن أنه لن يفعل ولا يجب أن تشكوا بقدرة إسرائيل في الدفاع عن أرضها وشعبها". وبحسب موسى، فإن معادلة الجليل الجديدة زادت من حالة الارباك التي يعيشها العدو في ظل ما يجري من ثورات في المنطقةوخصوصا بعد سقوط النظام المصري. من المفيد مراقبة من يجري في كيان العدو بعد خطاب الامين العام لحزب الله ، لكن لذاك الاخطاب ابعاد يجب التوقف عندها لتحليلها ... ولهذه الغاية شرح لنا الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد امين حطيط دلالات "معادلة تحرير الجليل" الجديدة وقال في مقابلة خاصة مع الموقع إنه "في العمل العسكري هناك قاعدة ذهبية مفادها أن السلوك المتبع يكون دائماً نتيجة عنصرين اثنين: الاول هو الذات، والثاني هو البيئة التي من شأنها ان تشكل واقعاً ملموساً. ومن نافل القول إنه عندما تزيد اي قوة من قدراتها، فإنها تزيد من اهدافها ومهامها، وبالتالي تتغير استراتيجتها وتبقى بتغير دائم بحسب ما تقتضيه المصلحة وبحسب المتغيرات الحاصلة". وفي دراسة للمراحل التي مرت بها المقاومة ،قال العميد حطيط: "نجد أن قدرات المقاومة عندما انطلقت في العام 1982 كانت ضعيفة جدا وكانت أدواتها الحجر والزيت المغلي، وكانت استراتيجيتها وقتها أن تقول للعدو إنه مرفوض". "تتطورت بعدها المقاومة وتتطورت قدراتها وبالتالي تغيرت استراتيجيتها وبدأت بشن الهجمات على مواقع العدو واتّبعت استراتيجية رفع كلفة الاحتلال، اي تكبيد العدو خسائر كبيرة بشكل لا يستطيع تحملها، وهذا ما تحقق في العام 2000، عام التحرير وعام الانسحاب المذل للاسرائيليين. ويضيف أنه بعد العام 2006اكملت المقاومة العمل على زيادة وتطوير قدراتها حتى وصلت الى يومنا هذا، الى مرحلة أرست فيها معادلة التكافؤ المتقابل بالاهداف التي يمكن استهدافها عند المقاومة وعند العدو، وهذا ما جعل سماحة السيد حسن نصرالله يعلن في اخر خطاب له عن معادلة جديدية هي معادلة "تحرير الجليل"، وهذا ما يبرز واقعاً جديداً بأن المقاومة باتت تملك القدرة. وبمعادلة الجليل تكون المقاومة قد انتقلت إلى أعلى سقف دفاعي ممكن وهو "الهجوم في معرض الدفاع"، وقد اختارت المقاومة هذا النمط لانها ارست تكافؤاً ميدانياً وامتلكت قدرات عسكرية تمكنها من تحقيق انجازات نوعية جديدية. لماذا الجليل ؟؟؟ ... لماذا هدد سماحة الأمين العام لحزب الله بتحرير الجليل، هل لتميز المنطقة عن غيرها؟ جواب الخبير الاستراتيجي العميد أمين حطيط جاء كالتالي: "اولاً، من حيث اهميته الجغرافية، فهو بقعة ملاصقة لجنوب لبنان وامتداد طبيعي له. ثانياً، هي منطقة مغطاةوفيها الكثيرمن الصخور والتضاريس التي تخدم اسلوب المقاومة وتجعلها تحقق أهدافها بما يعرف بالاسلوب الوسطي، أي بين الأسلوب التقليدي وغير التقليدي. ثالثاً، من حيث عدد سكانها وطبيعتها الاقتصادية فهي منطقة مكتظة بالكسان وفيها الكثير من المصانع المهمة والمنشآت المهمة.رابعاً، جزء من العرب الموجودين في منطقة الجليل يتوقون لتحرير أرضهم وهذا يعني بأن في الجليل سكان موالون وهذا عامل مناسب للمقاومة وسيشكل دعما للمجاهدين." "معادلة الجليل" ..معادلة سياسية وعسكرية تخطت معادلة "تحرير الجليل" فكرة كونها معادلة عسكرية فقط. فهي معادلة عسكرية وسياسية في آن معاً وقد شرح العميد حطيط هذا الامر بالقول: "الجميع يعرف أن للبنان أرض مقتطعة منه تبلغ مساحتها 120كلم مربع، وهذه المساحة المقتطعة تُعرف بقطاع القرى السبع الذي يضم قرية المالكية، قدس، النبي يوشع، إبل القمح، صلحة، وتبريخة. وبالإضافة اليها، هناك الكثير من المزارع المقتطعة من الجانب اللبناني منذ العام 1920 وهي مضمومة الى اراضي فلسطين المحتلة، مشيرا إلى أن أهل تلك المنطقة يحملون الجنسية اللبنانية وبالتالي فتلك المعادلة تأخذ ايضا الطابع التحريري والطابع التحريري يعني استعادة الأرض وإعادة الأهالي إلى قراهم، وبذلك تكون المعادلة معادلة عسكرية وسياسية". الحدود الجغرافية للجليل هي على الشكل التالي: الاراضي اللبنانية شمالاً، فيما تأتي هضبة الجولان المحتل على الحدود الشرقية منهـ أما غرباً فالبحر الأبيض المتوسط. يطلق أهل الجغرافيا على الجليل لفظة جبل عامل لاشتراكه مع لبنان في مساحته الطبوغرافية، أما جغرافياً، فتبلغ مساحته نحو الفين وثلاثة وثمانين كلم مربعاً تنقسم إلى ثلاثة أجزاء: أعلى وغربي وأسفل. الجليل الأعلى:تبلغ مساحتهألف وخمسمائة كيلومتر مربعاً تمتد سبعمائة كيلومتر منها داخل الأراضي اللبنانية وتصل إلى نهر الليطاني، بينما يقع نحو ثمانمائة كيلومتر منها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. الجليل الغربي: يعتبر جزءاً من الجليل الأعلى إلا أنه يتميز بموقعه المطل على البحر، ويمتد من نقطة الناقورة شمالاً حتى ما قبل حيفا جنوباً، وتشكل نهاريا وعكا أبرز مدنه، فيما يبقى لافتا قربه من مدينة حيفا. الجليل الأسفل: يمتد من كرمئيل شمالاً حتى مرج بن عامر جنوباً بمساحة تقدّر بنحو سبعمائة كيلومتر مربع.أهمية الجليل الأسفل لا تقف فقط عند قربه من مدينة نابلس بل بكونه يضم مدينة طبريا، وبالتالي يشكل واجهة كبيرة على بحيرة طبريا.اكبر مدنه هي مدينة الناصرة، ويقيم فيه مستوطنون يهود إلى جانب العرب المسلمين والدروز والمسيحيين. يقدر عدد سكان الجليل بنحو مليون نسمة أي حوالي سبع عشرة بالمائة من سكان الكيان الغاصب، أما أهميته فتبقى بطبيعته الجغرافية التي تجعل منه واحة سياحية كبيرة، حيث يلجأ اليه معظم سكان "إسرائيل" في فترات الاستجمام، ويبقى لافتاًأن الجليل يشكل في أي حرب مقبلة قاعدة لتجمع جنود العدو على الحدود الجنوبية مع لبنان. المنار |
الساعة الآن »01:24 PM. |