![]() |
مقام الزهراء عليها السلام
مقام الزهراء عليها السلام أصل طينة الائمّة عليهم السلام من النور وذكر الكلينيّ في باب خَلق الابدان والارواح والقلوب للائمّة عليهم السلام أربع روايات، نكتفي هنا بذكر واحدة منها فقط:روي بسنده المتّصل عن محمّد بن مروان عن أبي عبد الله (الصادق عليه السلام قال سمعته يقول: إنَّ اللَهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ، ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ مِنْ تَحْتِ العَرْشِ، فَأَسْكَنَ ذَلِكَ النُّورَ فِيهِ، فَكُنَّا نَحْنُ خَلْقاً وَبَشَراً نُورَانِيِّينَ لَمْ يَجْعَلْ لاِحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خُلِقْنَا مِنْهُ نَصِيباً. وَخَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتنَِا مِنْ طِينَتِنَا، وَأَبْدَانَهُمْ مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ فِي ذَلِكَ الطِّينَةِ، وَلَمْ يَجْعَلِ اللَهُ لاِحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِيباً إلاَّ لِلاَنْبِيَاءِ. وَلِذَلِكَ صِرْنَا نَحْنُ وَهُمْ: النَّاسَ، وَصَارَ سَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لِلنَّارِ وَإلَی النَّارِ. وأورد الكلينيّ كذلك في باب ولادة النبيّ صل الله عليه وآله ووفاته أربعين رواية نورد منها في هذا المقام ثلاثة: 1 - روي بسند متّصل عن جابر بن يزيد قال: قال لي أبو جعفر (الباقر) عليه السلام: يَا جَابِرُ! إنَّ اللَهَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ، خَلَقَ مُحَمَّداً صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعِتْرَتَهُ الهُدَاةَ المُهْتَدِينَ. فَكَانُوا أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَهِ! قُلْتُ: وَمَا الاَشْبَاحُ؟! قَالَ: ظِلُّ النُّورِ، أَبْدَانٌ نُورَانِيَّةٌ بِلاَ أَرْوَاحٍ. وَكَانَ مُوَيَّداً بِرُوحٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ رُوحُ القُدُسِ. فَبِهِ كَانَ يَعْبُدُ اللَهَ وَعِتْرَتُهُ. وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ حُلَمَاءَ، عُلَمَاءَ، بَرَرَةً، أَصْفِيَاءَ؛ يَعْبُدُونَ اللَهَ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ، وَالسُّجُودِ، وَالتَّسْبِيحِ، وَالتَّهْلِيلِ؛ وَيُصَلُّونَ الصَّلَوَاتِ، وَيَحُجُّونَ، وَيَصُومُونَ. 2 - روي بسند متّصل عن أحمد بن علی بن محمّد بن عبد الله بن عمر بن علی بن أبي طالب عليه السلام، عن أبي عبد الله (الصادق عليه السلام أنّه قال: إنَّ اللَهَ كَانَ إذْ لاَ كَانَ. فَخَلَقَ الكَانَ وَالمَكَانَ. وَخَلَقَ نُورَ الاَنْوَارِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الاَنْوَارُ. وَأَجْرَي فِيهِ مِنْ نُورِهِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الاَنْوَارُ. وَهُوَ النُّورُ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ عَلِيَّاً. فَلَمْ يَزَالاَ نُورَيْنِ أَوَّلَيْنِ، إذْ لاَ شَيْءَ كُوِّنَ قَبْلَهُمَا. فَلَمْ يَزَالاَ يَجْرِيَانِ طَاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ فِي الاَصْلاَبِ الطَّاهِرَةِ حَتَّي افْتَرَقَا فِي أَطْهَرِ طَاهِرَيْنِ: فِي عَبْدِ اللَهِ وَأَبِي طَالِبٍ عليهم السلام. الرجوع الي الفهرس الزهراء عليها السلام من رجال آية النور وفي بيوتها. 3 - وروي كذلك بسند متّصل أيضاً عن مُرازِم عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام قال: قَالَ اللَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَي: يَا مُحَمَّدُ! إنِّي خَلَقْتُكَ وَعَلِيَّاً نُوراً، يَعْنِي رُوحاً بِلاَ بَدَنٍ، قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ سَمَاوَاتِي وَأَرْضِي وَعَرْشِي وَبَحْرِي، فَلَمْ تَزَلْ تُهَلِّلُنِي وَتُمَجِّدُنِي. ثُمَّ جَمَعْتُ رُوحَيْكُمَا فَجَعَلْتُهُمَا وَاحِدَةً، فَكَانَتْ تُمَجِّدُنِي وَتُقَدِّسُنِي وَتُهَلِّلُنِي. ثُمَّ قَسَّمْتُهَا ثِنْتَيْنِ وَقَسَّمْتُ الثِّنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ فَصَارَتْ أَرْبَعَةً: مُحَمَّدٌ وَاحِدٌ، وَعلی وَاحِدٌ، وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ ثِنْتَانِ. ثُمَّ خَلَقَ اللَهُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورٍ ابْتَدَأَهَا رُوحاً بِلاَ بَدَنٍ. ثُمَّ مَسَحَنَا بِيَمِينِهِ فَأَفْضَي نُورَهُ فِينَا. أما وإنّنا لنقرأُ في زيارة الجامعة الكبيرة: خَلَقَكُمُ اللَهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتَّي مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ». وروي في تفسير«نور الثَّقلَيْن» بسند متّصل منه عن جابر، عن الإمام أبي جعفَر (الباقر عليه السلام في قوله عزَّ وجلّ: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ أ نّه قال: هِيَ بُيُوتُ الاَنْبِيَاءِ، وَبَيْتُ علی مِنْهَا. وروي في تفسير«البرهان» عن الشيخ الحافظ رجب البرسيّ قال: روي ابن عبّاس أ نّه قال: كنتُ في مسجد رسول الله صل الله عليه وآله وقد قرأ القاري: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ و يُسَبِّحُ لَهُ و فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالاْصَالِ. فقلتُ: يا رسول الله! ما البيوت؟! فقال رسول الله صل الله عليه وآله : بُيُوتُ الاَنْبِيَاءِ عليهم السلام ، وَأَوْمَي بِيَدِهِ إلَی بَيْتِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليها السلام ابْنَتِهِ. نعم، لقد تبيّن من هذه الابحاث بصورة لا تقبل الشكّ معني نور الله وأحقّيّة الوِلاية وعظمتها التي هي عين التوحيد، وكذلك طريق إفاضة النور من مقام وحدة الربوبيّة عزَّ وجلّ الذي هو عين النور وأصل الجود والوجود، وطلوعه في المصباح، واستمداد المصباح من زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ، وتلالئه في الزجاجة، وانعكاسه في المشكاة،، وحفظ وصيانة المشكاة للنور، وإفاضة النور ونشره في فضاء الغرفة، وانتفاع الناس بوساطة ذلك في فضائه النيِّر والمتلإلی كلٌّ بحسب رتبته. وعَلِمنا كذلك سرّ الولاية والإمامة اللتين هما معدن النور ومنبعه. وكذا كيفيّة اتّحاد الانوار الخمسة الطيِّبة ووحدتها، والتي من جملتها المقام الاقدس للسيّدة الكبري فاطمة الزهراء عليها السلام ، وكيفيّة نشوء نورها المقدّس وإيجاده من نَشء ومبدأ عالَم الإيجاد ونشأة الحياة في سلسلتَي التكوين والتشريع. ومع عدم وجود صفة الذكورة والاُنوثة في عوالم التجرُّد، وأنّ الولاية الحقّة هي ولاية الله، وهي واحدة، فإنّه ومع الاخذ بنظر الاعتبار مسألة نشأة الكثرة فقد دُعيتْ بالرجال ووُضِعَت في بيوت أنوار الوحي والإلهام وذِكْر الله تعالي. وعلی أيّة حال فقد يكون سبب ذِكر نور جلال تلك السيّدة الكبري في الاخبار والآثار بلحاظ صفة الاُنوثة في عالَم الكثرات، ممّا يجعل كلّ ناظر يغضّ النظر عن ذلك ويُمنَع من الاطّلاع علی جمالها الذي هو جمال الله. إنّ نور ذلك الجمال الربّانيّ الازليّ الابديّ السرمديّ يَبرُقُ ويتلالا بشكل يُعمي بصر كلّ عين عاجزة؛ ولهذا صار نور الجلال حجاباً لنور الجمال. وسيملا دويُّ ملائكة القدس: غُضُّوا أبْصَارَكُمْ، أسماع الخَلق وأركان ساحة المحشر الكبري عند عبور سيّدة نساء العالمين، وتعبر تلك السيّدة معدن الولاية ومنجم الإمامة يُغَطّيها حجاب تتدلّي منه آلاف الحُجُزات ، ويربط كلّ واحد من شيعتها نفسه بواحدة من تلك الحُجُز ويتمسّك بها. فتتقدّم عليها السلام حتّي تمثل بين يدي الله سبحانه في موقف عظيم ومشهد رهيب، واضعة في كفّها اليمني رأس ولدها الحسين بينما وضعت في كفّها اليسري قميصه الملطَّخ بالدماء، فتقول: ربّاه! لقد ضحّي ولدي الحسين بكلّ ما لديه في سبيلك، فهذا رأسه وهذا قميصه! فما جزاؤه عندك يا ربّ؟! فيتقدّم رِضوان خازن الجنّة و مالِك خازن جهنّم في الحال ويسلّمانها مفتاحي الجنّة والنار، ويضعانه في كفّيّ السيّدة الكبري قائلينِ: إنّ الله يقول: لقد أعطانا ولدك الحسين كلّ ما لديه، فسنعطيه نحن كلّ ما لدينا؛ فخذي مفتاحي الجنّة والنار وأدخلي مَن شئتِ من أحبّائكِ إلی الجنّة، وألقي بمَن شئتِ من أعدائكِ إلی النار، فهذا الموقف موقف العدل لديّ. وَلَها جَلاَلٌ لَيْسَ فَوْقَ جَلاَلِهَا إلاَّ جَلاَلُ اللَهِ جَلَّ جَلاَلُهُ [/font]وَلَهَا نَوَالٌ لَيْسَ فَوْقَ نَوَالِهَا إلاَّ نَوَالُ اللَهِ عَمَّ نَوَالُهُ * * * مِشْكَاةُ نورِ اللَهِ جَلَّ جَلاَلُهُ زَيْتونَةٌ عَمَّ الوَرَي بَرَكاتُها هِيَ قُطْبُ دائِرَةِ الوُجودِ وَنُقْطَةٌ لَمَّا تَنَزَّلَتْ أكْثَرَتْ كَثَرَاتُها هِيَ أحْمَدُ الثَّانِي وَأحْمَدُ عَصْرِها هِيَ عُنْصُرُ التَّوْحِيدِ فِي عَرَصاتِها |
الساعة الآن »04:46 AM. |