منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=170)
-   -   فكأنّهُمْ في الدّهرِ لمْ يتسيّدوا (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=25546)

علي كريم الربيعي 08-Mar-2011 08:36 PM

فكأنّهُمْ في الدّهرِ لمْ يتسيّدوا
 
فكأنّهمْ في الدّهر لمْ يتَسَيّدوا

زُمَرٌ تجورُ وأُمّةٌ تتوَحَّدُ = يبقى الشريفُ وليس يبقى المُفسِدُ
هو ذا يريقُ دماءَ شَعْبٍ أعزلٍ = مستأسداً بالشّرِّ وَهْوَ مُهدَّدُ
هيهاتِ مايثني العزيمةَ ظالمٌ = يومَ الشهادةِ سيفُها لا يُغمَدُ
إنّ الجهادَ على الطُّغاةِ مُحبّبٌ = وَسِوى المجاهدِ نارُهُ لاتخمدُ
حمراءُ في الأهوالِ ، إلاّ أنّها = خضراءُ في قلبِ الضعيفِ تُوَرِّدُ
فتبيتُ روضاً للفقيرِ وجنّةً = ويعُمُّهُ خيرُ الحياةِ الأجودُ
فاليومُ موعدُكُمْ فدُكّوا معقلاً = فاللهُ في تلك َ الحشودِ يُسَدِدُ
تمضي إلى حُصْنِ الطُّغاةِ كتائبٌ = لقدومِها تأتي العتاةُ وتسجُدُ
وكأنّما تلك َالجموعُ ضراغمٌ = تفري وتُهلِكُ بالطّغاةِ وتُلحِدُ
فمَشَتْ تُدَمِّرُ بالصدورِ معاقلاً = وتهدُّ أخرى باليقينِ وتصْعَدُ
زحفاً ليوثُ الغابِ ، كلُّ فريسةٍ = تجري إلى أسيادها وتُهدّدُ
ماكانتْ الأسيادُ إلاّ مرْكباً = يأوي الوضيعُ لبحْرِها والمُلْحدُ
كمْ روّعونا في الحياةِ وها هُمُ = لايعلمون بأيِّ أرضٍ شُرّدوا
ولّى الآسى وتبدّلَتْ أيامُهُ = وكأنّما هو عسجدٌ يتنضّدُ
والشيبُ يهتفُ للشبابِ بفرحةٍ = فيهِ هتافاتُ الدُّنا تتوحدُ
وكأنّما الأقلامُ فوهةَ مدفعٍ = وكأنّما هي ثورةٌ تتجسّدُ
إنّي تأملّتُ الشّبابَ فشدّني = كيفَ الزمانُ لهمْ يقرُّ ويسجدُ
إذْ كانتْ البُشرى بقلبي حسرةً = ناراً على رأس القنا تتوقدُ
وأنا وصحبي والزّمانُ ثلاثةٌ = كمْ سادَنا عندَ المشيبِ الأعبُدُ
ونخالُ أنّ الفجرَ يطلعُ مرّة ً = مافيهِ مِن أملٍ ولا هو يولدُ
هيهاتِ مايثني العزيمة َ ظالمٌ = تبّتْ يداهُ فحُكمُهُ لا يُحْمَدُ
أين الذي الفرعونَ مِن ْ ألقابِهِ = ماجُندُهُ ، ما صحبُهُ ، ما العُوّدُ
تتفرّقُ الأحبابُ عن خلاّنِها = حتماً ويُقتلها الفناءُ فَتُلْحَدُ
كنّا نهابُ قدومَهُ في حيّنا = حتى أتى القَدَرُ الذي لايُبْعدُ
يامنْ يُذبّحُ كلَّ حينٍ شعْبَهُ = حتى تركتَ اليومَ ما لا يُفقَدُ
فظللتَ تخطبُ لا رجالُكَ سُجّدٌ = فيما عداكَ ولا قصورُكَ تُقصَدُ
ومِن اتخذتَ مِن العتاةِ سواعداً = فرّوا بآفاقِ الدُّنا وتمرّدوا
تعساً لحكمِكَ يا وضيعُ فإنّهُ = حكمٌ لهُ في كلِّ دارٍ مُكْمَدُ
فسَلَبْتَ أجملَ حقبَةٍ مِن عمرِنا = وتركتَ أبخسَ سلعةٍ تتكسّدُ
وقَتَلْتَ أطهرَ صَفوةٍ مرموقةٍ = ومَنَعْتَ أكثرَ مَن يقومُ ويسجُدُ
جُثَثٌ موزعةٌ هنالكَ أو هنا = تحتَ التُّرابِ ولا قبورٌ توجَدُ
وَبكى الثكولُ فلا رثاءٌ ممكنٌ = عند الفقيدِ ولا سراجٌ يوقَدُ
إنْ حلَّ في قومٍ ففيها مأتمٌ = أو حلَّ في أرضٍ ففيها يُفسِدُ
أيدٍ مُلطّخةِ الدّماءِ بشعبنا = ويسوقُها سوطُ الزنيمِ فتُجْلَدُ
يصفو الزمانُ لظالمٍ مُتَسَلّطٍ = والدّهرُ يعضدُ للطّغاةِ ويُسنِدُ
ونظنُّ فتكَ الدّهرِ خاتمةَ الدُّنا = شاكي السّلاحَ وقوسُهُ يتصيّدُ
أينَ الجبابرةُ الأُلى وجنودُهمْ = فكأنّهمْ في الدّهر لمْ يتَسَيّدوا
أفَلوا أُفولَ النجمِ فيهِ ، وارتضى = ملكٌ وعبدٌ في القبورِ ومُسْعدُ
ضاقتْ بهمْ أرماسُها فتلاعنوا = فكأنّهُمْ في الظُّلمِ لمْ يتعاهدوا
ماكانتْ الأيامُ إلاّ دورةً = ما دامَ أهلوها ولمْ يتفرّدوا
لمْ تُبق ِ أنيابُ الرّدى في دورِهِم ْ = ما يُستعانُ به ولا ما يُعْضَدُ
أمْسَت ْ قُصُورُهُمُ بغير ِ مَعالِمٍ = ولقد تكونُْ كأنّها لا توجَدُ
ومِن العجائِبِ معْ بقاءِ طلولها = زادَ النّعيقُ بها وناحَ الجلْمَدُ
فإذا اسْتبدَّ الظُّلمُ وانتشرَ الأنا = خرجَ الهُدى من بعدهِ يتخلّدُ
لمْ تبقَ آثارُ الطّغاةِ على الدُّنا = هُدِمَتْ قوائمُها وفرَّ المُلْحِدُ
تمضي وتغزو، لا حُسامُكَ مُغمدٌ = للناكثين ولا رجالُكَ هُجّدُ
والأرضُ تأمُرُها فتُخرجُ عَسْجداً = والظُّلمُ تُزْهقُهُ فيعلو المسجدُ
تَعيي معاجِزُكَ العقولَ وينتهي = مُتكبّرٌ في قُدْسِها ومُفنّدُ
حارتْ بطلعتكَ العباد ُ فلم يزلْ = واعٍ يُعظّمُها وباغٍ يجْحَدُ
في القلبِ للهممِ العظامِ سعادةٌ = بتراثِهِ نبني الدُّنا ونُشيِّدُ
لو رُدَّ آلافُ الطُّغاةِ لساقَهُمْ = برٌّ تقيٌّ في البريةِ سيّدُ
وإليكَ حُكمُ اللهِ يرجعُ عادلاً = مُذ قلَّ في هذا الوجود المُرشِدُ
لي فيكَ شعرٌ ليس فيهِ تملُّقٌ = أملاهُ قلبٌ ليس فيهِ تأوّدُ
وبهِ يلوذُ العبدُ في طلبِ المُنى = والسائلات وَمِثلُنا المسْتَرْفِدُ
حيثُ الحروفُ على القصيد ِ كأنّها = قطعُ النّضيدِ أو النفيسُ الأجودُ
وإليكَ يُهدي العبدُ أجملَ نظمِهِ = واللهُ في هذا القصيدِ مُسَدِّدُ
وتَبِعْتُكُمْ ومَعي يراعٌ صامدٌ = شاكي السّلاحِ ليومِكُمْ يترَصّدُ
حتى رأيتُ جيوشَهُمْ وكأنّها = جُرذٌ يقاومُ أو نعامٌ يُحْشَدُ
للثأرِ يومٌ ، والكتابُ مؤيّدُ = ماقالهُ بعدَ السّماءِ مُحمّدُ

علي كريم الربيعي – 8/3/2011 – الثلاثاء – دبي

بنت القمر 26-Apr-2011 09:37 PM

لم استطيع اقتباس اي جزء من ابياتك
لانها كلها تحمل اسمى معاني الجمال
أتحفتنا اخي الشاعر علي الربيعي بكلماتك الرائعة
الله يعطيك العافية ولايحرمنا قلمك وابياتك

تقبل مروري
أختكم :بنت القمر

جارية العترة 26-Apr-2011 09:50 PM

اقتباس:

وإليكَ يُهدي العبدُ أجملَ نظمِهِ = واللهُ في هذا القصيدِ مُسَدِّدُ



هنيئالكم هذاالالاهداء ودمتم من المولى بتسديد ..الشاعر الاخ ابو حسين دوما منالمبدعين كما تفضلت الاخت بنت القمر
هنيئا له هذه الشاعرية
لابد ان تكون للظالم نهاية ونسأل الله عز وجل ظهورمولاناومقتداناومهجة ارواحنا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه ليملئ
الارض عدلا بعدما ملئت ظلماوجور.


الساعة الآن »09:46 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc