![]() |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (1) المقـدمة أثناء قراءتي القرآن كنت أصادف بعض الكلمات المتشابهة في اللفظ أو المعنى ، ويصعب على الكثيرين تمييز الفروق بينها ، ومن ذلِكَ الكلمات المتطابقة في اللفظ والمختلفة في المعنى ، وهو ما يسمى في علم البديع ( الجناس التام ) ، أو الكلمات المختلفة في التشكيل فتعطي معنى جديداً ، وهو ما يسمى ( بالجناس الناقص ) ، كما في قولنا { نِعمة } و { نَعمة } ، وقولنا ( الكـُره ) و ( الكـَره ) ، وقولنا { خَلْف } و{ خُلْف } ... وهكذا . فأحببت في هذا الكتاب أن ألقي الضوء على بعض هذه الكلمات ، لبيان معانيها المختلفة ، أو توضيح الفروق بينها ، وسميتها { إضاءات قرآنية } . وهي إن دلّت على شيء فإنها تدل على دقة التعبير في القرآن ، وهو مما يميّز اللغة العربية عن غيرها مِن اللغات . وقد أحصيت أكثر مِن 190 عنواناً مِن هذه الكلمات ، رتـّبتُها على الحروف الهجائية ، لتسهيل الرجوع إليها والإستفادة منها . واللّـهُ ولي التوفيق . دمشق في 1 شباط 2010 م الدكتور لبيب بيضون حرف الألف الفرق بين الآلاء والآيات : الآلاء : هي النّعم ، ومنه قوله تعالى : { فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تُكذّبان } " سورة الرحمن ". وأما الآيات ، ففي ( معجم ألفاظ القرآن الكريم ) ما نصه : الأصل في معنى الآية : العلامة الواضحة ، وهو متحقّق في كلّ ما تطلق عليه كلمة ( آية ) : 1- فسمّي خلق الكون آية ، لأنه علامة على قدرة الله . يقول تعالى : { سنُريهم آياتِنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبـيَّن لهم أنه الحقّ } " فصلت 53 ". 2- وسميت العِبرة آية ، لأنها علامة على معاني العظة والاعتبار . يقول تعالى : { فاليومَ نُنَجّيكَ بِبدنكَ لِتكونَ لِمَن خَلفك آية } " يونس 92 ". 3- وسميت معجزات الأنبياء آية ، لأنها علامة على صدقهم وعلى قدرة الله . يقول تعالى : { وجعلنا ابنَ آدمَ وأُمـَّه آية } " المؤمنون 50 ". ويقول : { فأراهُ الآيةَ الكبرى } " النازعات 20 "، وهي معجزة العصا واليد البيضاء . 4- وقيل لكلّ جملة في القرآن بين فاصلتين آية ، علامة على ما تضمنَتْه مِن أحكام وآداب ونحوهما ، وجمعها آيات . يقول تعالى : { ولقد أنزلنا إليك آياتٍ بيّنات } " البقرة 99 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (2) الفرق بين ( الآل ) و ( الأهل ) : الأهل : الأقارب والعشيرة ، وقد تدخل الزوجة . وأهل البيت : الذين يسكنون البيت . وشرط أن تعتبر الزوجة والابن مِن الأهل أن يكونا مؤمنَين ، فإذا كفرت الزوجة أو الابن خرجا مِن كونهما مِن الأهل . وخير مثال على ذلِكَ ( كنعان ) الذي ربّاه نوح (ع) حين تزوج مِن أمه ( واغلة ) ، فعندما كفر لم يعتبره القرآن مِن أهله . قال نوح : { ربِّ إنّ ابني مِن أهلي ، وإنّ وعدَك الحقُّ وأنت أحكم الحاكمين } فأجابه سبحانه بقوله : { يا نوحُ إنه ليس مِن أهلك ، إنه عملٌ غير صالح ... } . ومثله أبو لهب عم النّبي ، فحين كفر خرج عن كونه مِن أهل النّبي (ص) ، بينما سلمان فقد اعتبر مِن أهل البيت لشدة إيمانه وإخلاصه . يقول الشاعر : لعمرك ما الإنسان إنْ يَدْنُ دينه ! فلاتتركِ الإسلام اتكالاً على النسبْ لقد رفع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ وقد خُصّ بالجهل النسيبُ أبو لهب ويقول أبو فراس الحمداني في قصيدته الميمية ( الشافية ) : كانت مودة سلمان لنا رحماً ولم يكن بين نوح وابنه رحمُ أما لفظة ( الآل ) فلها معان مختلفة ، وفق المجال الذي تطبّق فيه . ففي البيت آل الرجل أسرته وأهله الذين يسكنون معه . وفي الحيّ آل الرجل أقرباؤه وأصحابه الذين يلوذون به ، وفي المنطقة آله عشيرته . وقد يمتد معنى ( الآل ) ليشمل الأتباع والأنصار . ويتعين معنى ( الآل ) مِن السياق الذي يحدّد المجال الذي يطبَّق فيه . ولتوضيح المعنى نضرب مثالين مِن آيتين : الأولى : قوله تعالى : { إنّ اللهَ اصطفى آدمَ ونوحاً وآلَ إبراهيمَ وآلَ عمرانَ على العالمين } " آل عمران 33 ". فقد ذُكر في الآية آل إبراهيم وآل عمران ، ولما كان سياق الاصطفاء للأنبياء يتكلم عن ذرية معينة وقع عليها الاختيار مِن الله تعالى ، دلّ ذلِكَ على أن الآل المذكورين في الآية هم الأبناء والأحفاد مِن الذرية على وجه التخصيص ، وليس معنى آخر . الثانية : قوله تعالى : { إنما يريد اللّـهُ لِيذهبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيت ، ويطهّركم تطهيراً } " الأحزاب 33 " . فعندما نرجع إلى أسباب نزول هذه الآية ندرك أنها نزلت في خمسة أشخاص محددين ضمّهم كساء النّبي (ص) هم : محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) . وكانت الحادثة في بيت أم سلمة ، فلما استأذنتْ بالدخول معهم قال لها النّبي (ص) : اذهبي أنت إلى خير . وكانت أم سلمة مِن أخلص نساء النّبي (ص) بعد خديجة (ع) . مما يدل على عدم دخول نساء النّبي في آية التطهير ، وإن كانت الآية موضوعة بين الآيات التي نزلت في تهديد نساء النّبي بالطلاق إن هنّ لم يطعن الله ورسوله . والمتتبع لحقيقة اصطفاء الأنبياء يرى أن المقصود ( بالآل ) فيها هو السلالة والذرية على نحو التخصيص دون الأتباع أو الأصحاب . يقول تعالى : { إنْ اللهَ اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمرانَ على العالمين * ذرّيةً بعضها مِن بعض ... } . وقوله { ذرية } يدل على أن مقصوده بالاصطفاء هو النسل المتصل . وما آية التطهير إلا استمرار لمعنى الآية السابقة ، لأن النّبي محمّد (ص) هو مِن آل إبراهيم ، وعترته هم مِن نفس الذرية المصطفاة ، ولأن الآية تتكلم عن التطهير الذي هو شرط الاصطفاء . ومعنى الآية أن الله اختار ذرية متصلة معينة مِن كلّ ذريات البشرية ، لحمل مقاليد الأمانة والرسالة ، وهي الذرية ذات الأفضلية على غيرها ، وهي تبدأ بآدم ثمّ نوح ثمّ إبراهيم ونسله ، ثمّ محمّد ونسله ، وهي شجرة نسَبيّة متصلة ، لذلك قال تعالى { ذرّيةً بعضها مِن بعض } . وواضح مِن هذا المفهوم أن زوجات الأنبياء لا علاقة لهم بهذا الاصطفاء ، فقد يكنّ مؤمنات وقد يكنّ كافرات . ومن هذا المنطلق بعينه كانت زوجة نوح كافرة ، وزوجة لوط كافرة ، فضرب اللّـهُ بهما المثل على الكافرات ، في قوله تعالى { ضربَ اللّـهُ مثلاً للّذين كفروا امرأةَ نوح وامرأة لوط ، كانتا تحت عبدَين مِن عبادنا صالحَين فخانتاهما ، فلم يُغنيا عنهما مِن الله شَيْئاً ، وقيل ادخلا النار مع الداخلين } " سورة التحريم 10 ". وفي هذا بيان أن زوجة النّبي إذا أخطأت لا يخفِّف مِن عقوبتها كونُها زوجة للنبي ، بل يزيد ذلِكَ مِن إثمها وعقوبتها ، كما أن ضلال الزوجة وكفرها لا يوهن من قيمة النّبي ونزاهته ، فكل شخص يحاسب عن نفسه ، واللّـهُ يقول : { كلّ امرئ بما كسب رهين } " المدثر 38 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (3) الفرق بين ( الإيمان ) و ( الأَيمان ) : الإيمان : هو الإذعان والتصديق . وأما الأَيمان : فهي جمع يمين . واليمين له معان : 1- اليمين : بمعنى الحلف والقسم والعهد . يقول تعالى : { ولا تجعلوا اللهَ عُرضةً لأيمانكم } " البقرة 224 ". 2- اليمين مِن اليدين : ضد الشمال . يقول تعالى : { وترى الشمس إذا طلعت تَزاوَرُ عن كهفهم ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال } " الكهف 17 ". 3- ومُلك اليمين : هو الرقيق مِن النساء والرجال . يقول تعالى : { إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غيرُ مَلومين } " المعارج 30 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (4) الفرق بين الأب والوالد : الوالد : هو الأب الصلبيّ للولد ، أما الأب : فهو إما الأب الصلبي أو الذي قام بتربية الطفل . وفي القرآن قوله تعالى : { ووالدٍ وما وَلَدَ } " البلد 3 " يقصد بالوالد آدم (ع) . وبالنسبة لسيدنا إبراهيم (ع) ، فقد كان أبوه ( تارح ) مؤمناً ، وحين توفي ربّاه عمه ( آزَر ) وكان مشركاً . لذلك حين يتكلم القرآن عن عمه يذكره بصيغة ( أبيه ) لأنه ربّاه ، ولا يقول ( والده ) لأنه ليس مِن صلبه . يقول تعالى : { وإذ قال إبراهيم لأبيه آزرَ } " الأنعام 74 " ، وهو الذي حاول إبراهيم كثيراً هدايته للتوحيد فلم يفلح . أما والد إبراهيم ووالدته فقد كانا مؤمنين ، بدلالة قوله تعالى على لسانه : { ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يومَ يقوم الحساب } " إبراهيم 41 "، إذ لا يجوز الإستغفار للكافر . وحين استغفر إبراهيم لأبيه آزر ، كان في معرض احتمال هدايته ، حتى قال سبحانه : { وما كان استغفارُ إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه ، فلما تبيّن له أنه عدوّ لله تبرّأَ منه } " التوبة 114 ". وفي قوله تعالى : { ورفع أبَوَيه على العرش ، وخرّوا له سُجّداً } " يوسف 100 "، ذكر ( أبويه ) ولم يقل ( والديه ) ؛ لأن أم يوسف التي سجدت له مع والده لم تكن والدته ، فقد توفيت والدته راحيل ، وتزوج يعقوب بعدها أختها ( لَيـّا ) وهي التي ربّته فصارت أمه ، ولذلك قال : ( أبويه ) ولم يقل ( والديه ) . الفرق بين الابن والولد : كلّ مَن تربّيه فهو ( ابن ) لك ، سواء كان مِن صلبك أم لم يكن . أما ( الولد ) فيطلق على الابن الصلبي حصراً . لذلك نجد القرآن في آيات المواريث يحدد الابن الوارث بصيغة الولد ، فيقول : { يوصيكمُ اللّـهُ في أولادكم } ، ويقول { إنْ كان له ولد } " النساء 11 ". والولد هنا الذكر والأنثى على حدّ سواء . وبما أن ابن نوح (ع) وهو ( كنعان ) لم يكن ابنه الصلبي ، بل هو ابن زوجته الكافرة ( واغلة ) عبّر عنه بلفظ ( ابن ) . يقول تعالى : { ونادى نوحٌ ابنَهُ وكان في معزل : يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين } " هود 42 " إلى أن قال : { ونادى نوحٌ ربَّه ، فقال : ربِّ إنّ ابني مِن أهلي ، وإنّ وعدكَ الحقُّ وأنت أحكم الحاكمين } " هود 45 " ، ولم يقل : إن ولدي . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (5) ما الفرق بين ( إبليس ) و ( الشيطان ) ؟ : في ( معجم ألفاظ القرآن الكريم ) تأليف مجمع اللغة العربية بالقاهرة : الشيطان : كلّ عاتٍ متمرد مِن الإنس والجن . يقول تعالى : { وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدواً شياطينَ الإنس والجن } " الأنعام 112 " . والشيطان : مخلوق خبيث لا يُرى ، يغري بالفساد والشرّ . وفي ( المعجم الوسيط ) : إبليس : رأس الشياطين . (أقول) : إن رأس الشياطين كان اسمه ( إبليس ) ، وكان يعبد الله مع الملائكة ، فلما أمره اللّـهُ مع الملائكة بالسجود لآدم (ع) فسجدوا كلهم ، إلا إبليس عصى أمر ربه ، فصار في القرآن يطلق عليه اسم ( الشيطان ) . يقول تعالى في سورة الكهف : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، فسجدوا إلا إبليس ، كان مِن الجنّ ففسقَ عن أمر ربّه } " الكهف 50 ". ويقول في سورة البقرة : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدمَ ، فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ، وكان مِن الكافرين } " البقرة 34 ". عند ذلِكَ طرده الله مِن الجنة ورجمه باللعنة فصار شيطاناً ، لذلك قال سبحانه بعد آيتين مِن السورة : { فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه } " البقرة 36 ". وصار لإبليس ذرية كلهم شياطين ، همّهم الوسوسة بالشرّ لبني آدم ، لذلك حذّرنا سبحانه منهم حيث قال : { أفتَتّخذونه وذريّتَه أولياءَ مِن دوني وهم لكم عدوّ ، بئس للظالمين بدَلاً } " الكهف تتمة الآية 50 " . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (6) معاني فعل ( أتى ) : في ( معجم ألفاظ القرآن الكريم ) طبع مجمع القاهرة : تأتي ( أتى ) بمعان متعددة ، أحدها بمعنى ( جاء ) . فتأتي بمعنى مرّ ، وبمعنى قرب ، وبمعنى فعل ، وبمعنى وطئ ، وبمعنى هدم . يقول تعالى : { هل أتى على الإنسان حينٌ مِنَ الدهر لم يكن شَيْئاً مذكوراً } " الإنسان 1 "، أي قد مرّ به . { أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجلوه } " النحل 1 "، أي قرب ودنا . { ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى } " التوبة 54 "، أي يفعلون الصلاة . { إنّكم لَتأتونَ الرجال } " الأعراف 81 "، أي تطؤون الرجال . { فأتى اللّـهُ بُنيانَهم مِن القواعد } " النحل 26 "، أي هدم بنيانهم . وأصل الإتيان : المجيء بسهولة ويسر ، وإلى هذا المعنى ترجع كلّ المعاني التي وردت في القرآن لـ ( أتى ) وتصريفاتها . الفرق بين أتى وجاء : عند استقراء الآيات نلاحظ أن ( أتى ) تستعمل غالباً للمجيء السهل ، مثل آيات نزول العذاب ، كقوله تعالى : { فأتاهمُ اللّـهُ مِن حيث لم يحتسبوا } " الحشر 2 ". { قلْ أرأيتُكُم إن أتاكم عذابُ الله أو أتتْكم الساعة } " الآنعام 40 ". { أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ، فجعلناها حَصيداً } " يونس 24 ". وفي حديث للدكتور فاضل السامرائي مِن قناة الشارقة سأل سائل : يأتي بعض الأحيان في نفس الآية ( جاء ) و ( أتى ) فهل هناك فرق في المعنى ؟. أمثلة على ذلِكَ : { قالوا : أوذينا مِن قبلِ أن تأتِيَنا ، ومن بعد ما جئتنا } " الأعراف 129 ". { أفلم يتدبّروا القول ، أم جاءهم ما لم يأتِ آباءَهم الأولين } " المؤمنون 68 ". { فهل ينظرون إلا الساعةَ أن تأتيهم بغتة ، فقد جاء أشراطُها } " محمّد 18 ". { يا أبتِ إني قد جاءني مِن العلم ما لم يأتك } " مريم 43 ". { ولا يأتونك بمَثَلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسنَ تفسيراً } " الفرقان 33 ". { إنْ كنتَ جئتَ بآية ، فأْتِ بها إن كنت مِن الصادقين } " الأعراف 106 ". قال الدكتور : هناك فرق بين جاء وأتى ، فإنّ ( جاء ) تستعمل عندما يكون المجيء بمشقة ، أما ( أتى ) فبيسر وسهولة . يقول تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } أي يأتي بيسر مِن الله . بينما يقول سبحانه { فإذا جاء أمر الله قضي بينهم بالحقّ ، وخسر هنالك المبطلون } " غافر 78 ". هذا الأمر الآتي مِن الله فيه صعوبات ، فهنالك حساب وجزاء وخسران . ويقول تعالى : { حتى إذا استيأس الرُّسُلُ وظنّوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا ؛ فنُجِّيَ مَن نشاءُ ، ولا يُرَدّ بأسنا عن القوم المجرمين } " يوسف 110 ". الاستيئاس أقوى مِن اليأس ، فمجيء النصر هنا يأتي بعد صعوبات ومشقات . وقال الدكتور السامرائي : هناك ملاحظة وهي أن القرآن لم يستخدم مِن ( جاء ) غير الفعل الماضي ، فلم يستخدم يجيء و جِئْ ، ولا اسم الفاعل ولا اسم المفعول . ومن جهة أخرى قال الأستاذ رياض المونس : إن ( جاء ) تأتي للأمر الواقعي والحقيقي والمشاهد ، أما ( أتى ) فتأتي للأمر الغيبي وللغير المصدّق ، كما في قوله تعالى : { إنْ كنتَ جئتَ بآية ، فأْتِ بها إن كنت مِن الصادقين } " الأعراف 106 ". يؤيد ذلِكَ مداخلة على الدكتور السامرائي لأحد الباحثين قال : وجدت أن الفرق بين جاء وأتى ، أن ( جاء ) تأتي للماضي ، وللأمر الذي حصل وانتهى ، أما ( أتى ) فهي للمستقبل ، كقوله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } . كأن يكون الأمر قد أقبل ولم يصل بعد ، فنقول ( أتى ) . ما الفرق بين ( آتَوُا الزكاة ) و ( آتُوا الزكاة ) ، وبين ( ألقَوا ) و ( ألقُوا ) ؟ : آتى الزكاة : أي أعطاها ، والجمع ( آتَـوُا الزكاة ) بفتح التاء وضم الواو . هذا بالنسبة للفعل الماضي . أما فعل الأمر منه فهو ( آتُوا الزكاة ) بضم التاء وتسكين الواو ؛ أي اِدفعوا الزكاة . يقول تعالى حكاية عن الفعل الماضي : { وأقاموا الصلاةَ وآتـَوُا الزّكاةَ } " البقرة 43 " . ويقول سبحانه حكاية عن الفعل الأمر : { وأَقيموا الصلاةَ وآتـُوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } " البقرة 43 " . وعلى غرار ذلِكَ الفرق بين ( ألقـَوا ) و ( ألقُوا ) . ألقى الشيءَ يُلقيه : رماه أو طرحه ، جمعه أَلـْـقَوا ، وفي الأمر : أَلْقـُوا . وقد ورد الفعلان في آية واحدة حكاية عن موسى والسحرة . قال تعالى : { قال ألقـُوا . فلما ألقـَوا سحروا أعين الناس } " الأعراف 116 "؛ الفعل الأول بصيغة الأمر ، والثاني بصيغة الماضي . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (7) معاني ( الإثم ) : الإثم : هو الذنب الذي يستحق العقوبة عليه ، جمعها آثام . يقول تعالى : { فمَنِ اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ فلا إثمَ عليه } " البقرة 173 ". والأَثام : الإثم ، وجزاء الإثم . يقول تعالى : { ومَن يفعلْ ذلِكَ يَلـْقَ أَثاماً ، يضاعَف له العذاب } " الفرقان 68 ". ويطلق الإثم على الخمر ، لأنه جُماع الإثم ، وقد نصّ القرآن على أن فيه إثم كبير . يقول تعالى : { يسألونكَ عنِ الخمر والميسر ، قلْ فيهما إثمٌ كبير ومنافعُ للناس ، وإثمـُهما أكبر مِن نفعهما } " البقرة 219 ". وحين ذكر اللّـهُ المحرمات وعددّها عبّر عن الخمر بالإثم حيث قال : { قلْ إنما حرّم ربّي الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بطَن ، والإثمَ ، والبغي بغير الحقّ ... } " الأعراف 33 ". وفي ( مختار الصحاح ) : وقد تسمى الخمر إثماً . يقول الشاعر : شربتُ الإثم حتى ضلّ عقلي كذاك الإثم تذهب بالعقولِ ولا غرابة فالخمر مِن كبائر الإثم ، لأن مَن يشرب الخمر يمكن أن يرتكب كلّ المحرمات . والنبي (ص) يقول : " الخمر جُماع الإثم ، وأم الخبائث ، ومفتاح الشرّ " ( بحار الأنوار ، ج 79 ص 149 ) . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (8) الفرق بين ( الآخَر ) و ( الآخِر ) : الآخَر ( بالفتح ) : معناه أحد الشيئين . يقول تعالى : { فتُقُبـِّلَ مِن أحدهما ولم يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَر } " المائدة 27 " . ومؤنثها : أُخرى ، كما في قوله تعالى : { فتُذَكِّرَ إحداهُما الأُخرى } " البقرة 282 ". والجمع أُخَر ، كما في قوله تعالى : { فمَن كان منكم مريضاً أو على سفَرٍ ، فعِدَّةٌ مِن أيام أُخَرَ } " البقرة 184 ". والآخِر ( بالكسر ) : مقابل الأول ، وجمعه آخِرون ، ومؤنثه آخِرة . واليوم الآخِر : يوم القيامة ، وكذلك الآخِرة ، والدار الآخرة ؛ مقابل الدنيا . يقول تعالى : { إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخِر } " النساء 59 ". ما الفرق بين ( الأزلي ) و ( السرمدي ) ؟ : الأزَلي : القديم ، وما لا أول له . ... يتبع ..والسَّرمدي : الدائم الذي لا ينقطع . يقول تعالى : { قلْ أرأيتم إنْ جعل اللّـهُ عليكمُ الليلَ سرمداً } " القصص 71 ". واللّـهُ سبحانه أزليّ سرمدي ، أي موجود مِن الأزل ، ويبقى إلى الأبد . |
يعطيـــــــــــــــك العافيه أخي الكريم وجعلها في موازين حسناتك
|
السلام عليم
مشكورين على هّذا الموضع الرائع جزاكم الله خيرا . |
الساعة الآن »12:39 AM. |