![]() |
رد من قال : بأنا ساوينا في غيبة المهدي - المذاهب القائلة بغيبة أئمتها
رد من قال : بأنا ساوينا في غيبة المهدي - المذاهب القائلة بغيبة أئمتها قول المخالفين : إنا قد ساوينا بمذهبنا في غيبة صاحبنا عليه السلام السبائية في قولها : إن أمير المؤمنين عليه السلام لم يقتل وأنه حي موجود ، وقول الكيسانية : في محمد بن الحنفية ، ومذهب الناووسية : في أن الصادق جعفر بن محمدعليه السلام لم يمت ، وقول الممطورة : في موسى ابن جعفر عليه السلام أنه لم يمت وأنه حي إلى أن يخرج بالسيف ، وقول أوائل الاسماعيلية وإسلافها : أن إسماعيل بن جعفر هو المنتظر وأنه حي لم يمت ، وقول بعضهم : مثل ذلك في محمد بن إسماعيل ، وقول الزيدية : مثل ذلك فيمن قتل من أئمتها حتى قالوه في يحيى بن عمر المقتول بشاهي . وإذا كانت هذه الاقاويل باطلة عند الامامية ، وقولها في غيبة صاحبها نظيرها فقد بطلت أيضا ووضح فسادها . فإنا نقول : إن هذا توهم من الخصوم لو تيقظوا لفساد ما اعتمدوه في حجاج أهل الحق وظنوه نظيرا لمقالهم : وذلك أن قتل من سموه قد كان محسوسا مدركا بالعيان ، وشهد به أئمة قاموا بعدهم ثبتت إمامتهم بالشئ الذي به ثبتت إمامة من تقدمهم ، والانكار للمحسوسات باطل عند كافة العقلاء ، وشهادة الائمة المعصومين بصحة موت الماضين منهم مزيلة لكل ريبة ، فبطلت الشبهة فيه على ما بيناه . وليس كذلك قول الامامية في دعوى وجود صاحبهم عليه السلام ، لان دعوى وجود صاحبهم عليه السلام لا تتضمن دفع المشاهد ، ولا له إنكار المحسوس ، ولا قام بعد الثاني عشر من أئمة الهدى عليهم السلام إمام عدل معصوم يشهد بفساد دعوى الامامية أو وجود إمامها وغيبته . فاي نسبة بين الامرين ، لو لا التحريف في الكلام ، والعمل على أول خاطر يخطر للانسان من غير فكر فيه ولا إثبات . ونحن فلم ننكر غيبة من سماه الخصوم لتطاول زمانها ، فيكون ذلك حجة علينا في تطاول مدة غيبة صاحبنا ، وإنما أنكرناها بما ذكرناه من المعرفة واليقين بقتل من قتل منهم وموت من مات من جملتهم ، وحصول العلم بذلك من جهة الادراك بالحواس . ولان في جملة من ذكروه من لم يثبت . له إمامة من الجهات التي تثبت لمستحقها على حال ، فلا يضر لذلك دعوى من ادعى له الغيبة والاستتار . ومن تأمل ما ذكرناه عرف الحق منه ، ووضح له الفرق بيننا وبين الضالة من المنتسبين إلى الامامية والزيدية ولم يخف الفصل بين مذهبنا في صاحبنا عليه السلام ومذاهبهم الفاسدة بما قدمناه ، والمنة لله . كتاب الفصول العشرة في الغيبة لشيخ المفيد |
الساعة الآن »10:49 PM. |