![]() |
الطفلة والعلبة الفارغة (قصة قصيرة)
الطفلة والعلبة الفارغة تنتظر الطفلة ذات الأعوام الأربع عودة والدها بفارغ الصبر ، وقد أعدت له هدية جميلة جداً ، علبة صغيرة ، زركشتها بألوانها ، ولفتها بلفة جميلة . جلست تنتظره عند الباب ، لتقدم له هديتها وهو العائد من عمله متعباً علها بهديتها تمسح عنه عناءه اليومي . دخل الوالد واستقبلته ابنته ببشاشة كبيرة ، وقدمت له هديتها العظيمة . فتح الوالد العلبة ، فوجدها فارغة تماماً ، غضب من طفلته ، ورمى العلبة ، وانتهر البنت الصغيرة ، لائماً إياها على دعابتها السخيفة . حملت البنت الصغيرة علبتها منكسرة الخاطر ، وذهبت إلى غرفتها لتجهش بالبكاء . أيام والطفلة منزوية في غرفتها تسامر الحزن والغصة في صدرها . وبعد مدة أراد الوالد تسلية البنت ، ومسح غلالة الحزن عن وجنتيها ، جاء إلى غرفتها ، طالباً منها تبرير الموقف ، معاتباً كيف تقدم له علبة خاوية . فما كان من البنت والدمعة تحرق عينيها إلا وصاحت : بابا العلبة ليست فارغة ، لقد ملأتها لك بالقبل الكثيرة . صدمته الحقيقة ووقف عاجزاً عن تبرير موقفه . ومرت الأيام ، وأصاب البنت مرض عضال ، عانت منه معاناة شديدة ، وفارقت الحياة على إثرها ، والأب مذهول من هول المصيبة . لم يبق من تلك البنت الحنون إلا ذكريات عاشتها مع والديها في سنواتها القصيرة . ومرة من المرات تذكر الوالد قصة العلبة الفارغة فانهمر بالبكاء ، وسأل زوجته عن تلك العلبة ، فقالت أنها ما زالت تحتفظ بها في مجموعة حاجيات بنتها الصغيرة . طلب الوالد منها إحضارها ، فاستغربت الوالدة من ذلك الطلب ، وقامت مسرعة بإحضارها . فما كان من الوالد المفجوع إلا فتحها ، وبدأ يخرج من تلك العلبة قبلات ابنته الميتة ، ماسحاً وجنتيه بما فيها من آثار ابنته الفقيدة ، والدموع تملأ وجهه وعينيه . صفوان لبيب بيضون دمشق - 26 آذار 2011 |
الله يعطيك العافية على هذا الطرح الرائع فعلا قصة مؤثرة ومبكية في أنفس الاطفال مشاعر فياضة وإذا قوبلت بالرفض تكون الصدمة جدا قوية وتكون ايضا تجربة قاسية تقبل مروري بنت القمر |
الساعة الآن »09:52 PM. |