![]() |
سؤال: حول العذاب البرزخي؟
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد.. الأخوة والأخوات الكرام، أنقل لكم سؤال وجه لسماحة السيد جعفر مرتضى العاملي (حفظه الله) وجوابه عليه، وذلك للفائدة.. اقتباس:
الجواب: بسمه تعالى، وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد.. فقد سألتم عن العذاب البرزخي، هل هو عذاب روحي فقط؟! أم أن للجسد أيضاً علاقة به؟! ونجيب: إن الأخبار الكثيرة دلت على أن النفس تبقى بعد الموت، وعلى أنها قد تعذب، وقد تنعم، فإن الناس ـ كما في الروايات أيضاً ـ على ثلاثة أصناف: الصنف الأول: من مُحِضَ الكفر محضاً.. فهؤلاء يعذبون.. الصنف الثاني: من مُحِضَ الإيمان محضاً، فهؤلاء ينعمون في البرزخ. الصنف الثالث: المستضعفون، وهؤلاء يلهى عنهم. ودلت الأخبار على أن الحياة تُرَدُّ في البرزخ، إما كاملاً، أو إلى بعض البدن، كما في بعض الأخبار. ودلت بعض الأخبار على أن الصنفين الأولين يسألان في البرزخ عن بعض العقائد، وبعض الأعمال، ويثاب المسؤول ويعاقب بحسب حاله فيها. وبعضهم يتعرض لضغطة القبر.. وهما الصنفان الأولان أيضاً. ودلت الأخبار أيضاً: على أن ضغطة القبر، وعذابه يرفعان عن بعض الناس، كمن مات في ليلة الجمعة أو يومها. ومن لقن حجته حين يدفن، أو غير ذلك.. وبعد السؤال وضغطة القبر تتعلق الأرواح بأجساد مثالية، تشبه الأبدان الأصلية، وليست هي نفسها، وإنما هي شبيهة بأجسام الجن والملائكة، فتعذب الروح أو تنعم في هذه الأجساد المثالية.. حيث روي: أن الله تعالى يجعل روح المؤمن في قالب مثل قالبه في الدنيا، ويجعله في جنة من جناته، ينعمه فيها إلى يوم الساعة، وكذلك الحال بالنسبة للروح الكافرة، فإنه تعالى يجعل روحه في قالب مثل قالبه في الدنيا.. وبعد الضغطة والسؤوال يضعه في نار بعذب بها إلى قيام الساعة، فإذا نفخ في الصور أنشئ جسده الذي بلي، ثم يعيده إليه، وبه يدخل النار إن كان من أهلها، أو الجنة إن كان من أهلها. بعد تعديل طباعه حيث يتم تحسين صورة المؤمن، فلا يمسه نصب في الجنة، ولا لغوب.. كما أن جسد الكافر يصبح بحيث لا تحرقه النار.. كما أن بعض الآلام قد تحصل للأرواح بسبب بعض ما يقع على الأبدان الأصلية، لسبق تعلق الأرواح بها. وبذلك يتضح المراد مما ورد في الأخبار عن اتساع القبر وضيقه، وزيارة الأرواح لأقاربها كل ليلة جمعة، يضاف إلى ذلك. وهذا إنما يكون لغير الأنبياء والأئمة «عليهم السلام»، أما الأنبياء والأئمة «صلوات الله وسلامه عليهم»، فقد روي: أنهم ينقلون بأجسادهم وأرواحهم بعد موتهم من الأرض إلى السماء، فينعَّمون بأجسادهم التي كانوا فيها بالدنيا. واتضح أن المراد بالقبر الوارد في عدد من الروايات هو المكان التي تكون فيه الروح في عالم البرزخ. وأما حضور الأئمة «عليهم السلام» عند كل ميت حين موته مع كثرة من يموت، واختلاف أمكنتهم وتباعدها. وكذلك ما دل على عروج الأئمة «عليهم السلام» إلى السماء كل ليلة جمعة، فلعله يقوِّي احتمال أن يكون لأرواحهم «عليهم السلام» بالإضافة إلى أبدانهم الحقيقية أجساداً مثالية، يمكن أن تتعدد وتتكثر، وتحضر عند من يموت، وتعرج إلى السماء، والله هو العالم بحقائق الأمور. وليس القول بحلول الروح في جسد مثالي من القول بالتناسخ، فإن التناسخ الباطل هو تعلق الأرواح بعد خراب أجسادها باجسام أخر، إما عنصرية كما يزعم بعضهم، أو فلكية تحل بها ابتداء أو بعد ترددها في الأجساد العنصرية، على اختلاف آرائهم. والذي نقوله ليس كذلك، بل هو تعلق أرواح الصنفين من الناس فقط ـ وهما من مُحِضَ الإيمان محضاً، ومن مُحِضَ الكفر محضاً بأبدان مثالية.. وذلك بعد الضغطة والسؤال عن بعض الإعتقادات والأعمال، ولكنها بعد نفخ الصور تعود إلى أبدانها الأصلية. والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله.. |
مشكور على الطرح الرائع
|
اقتباس:
ولكم الأجر والثواب.. أخوكم في الله.. السيد المستبصر.. |
لكم الاجر والثواب على نقلكم الموضوع
|
الساعة الآن »09:25 AM. |