![]() |
سؤال: حول تفسير بعض الآيات؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين الميامين
بسّمه تعالى ، ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واحلل عُقدة من لساني، يفقهوا قولي، اللهمّ صلّ على محمدٍ وآل محمد، وعجــــــل فرجهم، والعنْ عدوهم، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته،، سماحة السيد والمحقق الجليل العلامة الكبير جعفر مرتضى العاملي حفظه الله وأعاد عليكم الشهر الفضيل باليمن و البركات من المقصود بالأية الكريمة (لا تحزن أن الله معنا) والمقصود بالأية الكريمة (ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) وما المقصود بقول سيدنا علي أمير النحل لنا من ذكره عليه السلام: (أنا النقطة التي تحت الباء) |
مما كان رفيق الحبيب فى الغار حزيناً ...لو كان الرد النبوي لاتخف لكانت الإجابة أسهل؟؟؟
والرد على التساؤل الثاني لو جاء من احدى السيدات لكان أصوب وأبلغ ؟؟؟ والرد على التساؤل الأخير فى نظري أن القرآن كله مجمل فى الفاتحة، والفاتحة مجملة فى البسملة، والبسملة مجملة فى الباء، والباء لاتقرا بدون النقطة، فهو باب مدينة العلم.. ولاتؤاخذوني على التقصير وشكراً .... عادل أبو المجد من مصر |
نأمل معكم أن يزيدنى الله علماً..
|
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد.. الأخ العزيز إن سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي (حفظه الله) يعتذر عن الإجابة عن أي أسئلة ترد إلى مكتبه، وذلك لتفرغه للعمل على بعض المؤلفات.. لذلك فإنني أتبرع للإجابة عن أسئلتكم، وأرجو من الله التوفيق والتسديد.. أما بالنسبة لقوله تعالى : ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾. • وأنقل لكم تعليق سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي (حفظه الله) على هذه الآية من كتابه: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»، الجزء 4 ص204. «إن هذا الحزن قد صدر من {أبي بكر} ـ كما يقول المؤرخون ـ بعد ما رأى من الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة، التي توجب اليقين بأن الله يرد عن نبيه، ويحفظه من أعدائه. فهو قد عرف بخروجه من بين القوم، وهم لا يرونه، ورأى نسج العنكبوت على باب الغار، ورأى الحمامة تبيض، وتقف على باب الغار، وغير ذلك، كما أنه «صلى الله عليه وآله» كان يخبر المسلمين بأنه ستفتح على يديه كنوز كسرى وقيصر، وأن الله سيظهر دينه، وينصر نبيه، فحزن أبي بكر في مقام كهذا لا يمكن أن يكون على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لأنه قد عرف بعد رؤيته لتلك الآيات أن الله سبحانه حافظ لنبيه، فإن كان بعد كل هذا غير مصدق بحفظ الله لنبيه غير واثق بنصرته له مع رؤيته لكل هذه الآيات فسيكون أمره مريباً، وفي غاية الغرابة، ويكون حزنه معصية يجب أن يردع عنها ويمنع منها، والنهي عنها مولوي، وهو يكشف عن عدم رسوخ قدم له في معرفة جلال وعظمة الله، ولا نقول أكثر من ذلك. وإن كان أبو بكر على يقين من نصرة الله لنبيه، لكنه حزن على نفسه، خوفاً من أن يلحق به أذى من قبل قريش فإنه يحتاج في هذه الحال إلى التطمين، الذي أكد له أن الله تعالى عارف بحاله وبمطالبه الشخصية، وهو مع الرسول «صلى الله عليه وآله» في مكان واحد، ويحتاج حفظ الرسول إلى حفظ من يكون معه، لأن التدخل الإلهي فيما يرتبط بإبعاد المشركين عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» بإيجاد الشجرة، ونسج العنكبوت إنما يسير من ناحية المشركين، وفقاً للسنن الطبيعية، ولا يمكن وفقاً لهذه السنن أن يفسح المجال للمشركين لرؤية أبي بكر إلا إذا رأوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى جانبه. وفي هذا تفريط بالرسول وإفساد للخطة الإلهية، فظهر أن حفظ الرسول يستلزم حفظ من اجتمع معه في المكان أيضاً. لأن إفساح المجال للمشركين لرؤية أبي بكر سوف يمكنهم من رؤية الرسول «صلى الله عليه وآله» إلا إذا طمس على أعينهم بتدخل إلهي مباشر وفي هذا ظلم لهم لما فيه من سلب لاختيارهم. وأخيراً.. فإننا نذكر القارئ بالفرق بين من يحزن خوفاً على نفسه، وبين من يضحي بنفسه من أجل نجاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ولا يسأل عما سوف يصيبه إذا كتب الله لنبيه النجاة.. حتى استحق أن يباهي الله به ملائكته وأن ينزل فيه آية قرآنية تبين كيف باع نفسه لله، وهو قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ الله وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾. وقد قيل: إن أبا بكر قال: يا رسول الله، إن حزني على أخيك علي بن أبي طالب ما كان منه، فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾».. انتهى النقل.. وكما قال الشيخ المفيد «قدس سره»: «لا تحزن فإنه وبال عليه ومنقصة له, ودليل على خطئه لأن قوله: (لا تحزن) نهي وصورة النهي قول القائل: لا تفعل فلا يخلو أن يكون الحزن قد وقع من أبي بكر طاعة أو معصية, فإن كان طاعة فالنبي «صلى الله عليه وآله»لا ينهي عن الطاعات بل يأمر بها ويدعو إليها, وإن كانت معصية فقد نهاه النبي عنها, وقد شهدت الآية بمعصيته بدليل أنه نهاه». • وأما عن قوله عز وجل: ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾. هذه الآية المباركة تتكلم عن مريم «عليها السلام»، حين خرجت من محرابها قاصدة مكاناً بعيداً عن قومها، وقد ورد أن جبرئيل «عليه السلام» طلب منها أن تتوجه إلى جزع نخلة يابسة، على ما جاء في الكافي عن تفسير علي بن إبراهيم: «فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت بعيسى ، فلما نظرت إليه قالت : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً، أي : لم أخلق ولم أك شيئاً. ماذا أقول لخالي؟ وماذا أقول لبني إسرائيل؟ فناداها عيسى من تحتها : ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً (ي نهراً). وهزي إليك بجذع النخلة، أي: حركي النخلة. تساقط عليك رطباً جنيا ، أي: طيبا. وكانت النخلة قد يبست منذ دهر طويل فمدت يدها إلى النخلة فأورقت وأثمرت وسقط عليها الرطب الطري وطابت نفسها ، فقال لها عيسى : قمطيني وسويني ثم افعلي كذا وكذا ، فقمطته وسوته ، وقال لها عيسى : «فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوماً وصمتاً»، كذا نزلت «فلن أكلم اليوم إنسياً». وقد قيل: و إنما تمنت الموت كراهية لأن يعصى الله فيها، وقيل : استحياء من الناس أن يظنوا بها سوءاً وهي المرآة المعروفة بالطهارة والعفاف.. وقد روي عن الإمام الصادق «عليه السلام» : «لأنها لم تر في قومها رشيداً ذا فراسة ينزهها عن السوء». هذا ما ورد في خصوص هذه الآية الكريمة.. • أما عن قول أمير المؤمنين «عليه السلام»: « كل ما في القرآن في الفاتحة وكل ما في الفاتحة في البسملة وكل ما في البسملة في الباء وكل ما في الباء في النقطة وأنا النقطة تحت الباء».. فإن شرح هذا الحديث على فرض صحته , وصحته محل إشكال لعدم وروده في المصادر المعتبرة , ومن باب الإلتزام بضابطة عدم إنكار الحديث ابتداء ولهذا سوف نذكر لكم بعض الإشارات النافعة الدالة على فهم وتوجيه المقصود فقد ورد عن بعض كمّل العرفاء أنه قابل بالباء ظهر الوجود ، وبالنقطة تميزّ العابد عن المعبود، فالمراد بالنقطة هو الإمكان وبالباء هو الصادر الأول، وجميع الحروف ناشئة من الباء بحسب تفننها وظهور آثارها، إذ هي الألف المبسوطة فمرجع جميعها إلى النقطة التي هي أصل الباء (تحتها) فوجب كون النقطة هي القطب والأصل الذي تدور جميع الحروف عليه. فقول أمير المؤمنين (أنا النقطة تحت الباء) إشارة إلى كونه «عليه السلام» بالنسبة إلى التعين الأول الذي هو النور المحمدي كالأصل، لقوله «صلى الله عليه وآله» : أنا وعلي من نور واحد، لأن النبي«صلى الله عليه وآله» كالباء وعلي كالنقطة تحتها، والباء لا تتعين إلا بالنقطة، كما أن النبوة لا تكتمل إلاّ بالولاية، ومن هنا نفهم معنى الحديث القدسي:«لولا علي لما خلقتك (يا رسول الله)». ولكم الأجر والثواب.. أخوكم السيد المستبصر.. |
الساعة الآن »04:05 PM. |