منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431 (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=235)
-   -   الحلقة 13 - على مائدة السحر (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=27112)

صفوان بيضون 29-May-2011 04:07 PM

الحلقة 13 - على مائدة السحر
 
(13)
الثلاثاء : 24-8-2010
++++++++++++++++++++++++++++++++

أعزائي المشاهدين
السلام عليكم .
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة السحر "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم الرّابع عشر :
اَللّـهُمَّ لا تُؤاخِذْني فيهِ بِالْعَثَراتِ ، وَاَقِلْني فيهِ مِنَ الْخَطايا وَالْهَفَواتِ ، وَلا تَجْعَلْني فيهِ غَرَضاً لِلْبَلايا وَالاْفاتِ ، بِعِزَّتِكَ يا عِزَّ الْمُسْلِمينَ .

نبدأ بالمحطة الاجتماعية الأسرية وعنوانها : اضحك مع ابنك تبتسم لك الحياة .
* بسمة الطفل لا تسعده وحده بل هي ربيع يسر من يراه .
* شدة الضحك تتوقف على درجة الفرح وتبدأ من الابتسامة إلى القهقهة .
* الرضيع يعبر عن سروره بأصوات المناغاة أثناء الضحك .
* بعض الناس لا يبتسم إلا نادراً والبعض يقهقه لأبسط الأسباب .
* " الضحك " ينشط العضلات والعمليات الدماغية والتحصيل .
* " السعيد " يبقى بعيداً عن كثير من الأمراض النفسية والجسدية .
* الأب السريع الغضب ينعكس سلوكه سلباً على أطفاله .
* " عتبة الضحك " تختلف من طفل لآخر عند مداعبته بلمس الجسم .
من النعم العظيمة التي منحنا الله إياها نعمة الفرح والضحك ، فالبيت أو المجلس الذي تشع منه الفرحة تجد كل من فيه تعلو وجوههم الابتسامة ويملأ صدورهم الانشراح والحب .
ومن منا لم ينبض قلبه فرحاً ، ويشعر بأحاسيس بهيجة وهو يرى طفلاً يبتسم ، إنه من المفعول السحري لهذا الفعل الفيزيولوجي المسمى " بالضحك " .
تحدث بذلك أحد الأطباء وهو استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة وعضو الجمعية الوراثية الأمريكية كما أجاب خلال لقاء معه على العديد من التساؤلات عن نعمة الضحك وفوائدها العديدة خاصة عند الأطفال في البداية كان السؤال : * ما هو الضحك ؟ وهل يختلف ضحك الكبار عن الأطفال ؟
- الضحك بشكل عام يمكن تعريفه بأنه حالة يمر بها الإنسان من فترة لأخرى وتعتبر تتويجاً لمزاج الإنسان المرتفع ، كما أنها تعتبر تعبيراً صريحاً عن السرور مع وجود استثناءات ، في الضحك تتقلص عضلات في الوجه وخصوصاً حول الفم مؤدية لشد الفم إلى الجانبين وتتكون تجاعيد السرور على جانبي الوجه وقد تتشكل حفرة صغيرة على كل من الجانبين معطية الوجه جمالاً خاصاً ومن ثم ينفتح الفم مظهراً الأسنان حسب شدة الضحك ويرافق ذلك صدور صوت تختلف شدته من شخص لآخر وذلك بسبب خروج الهواء على شكل زفير من الحنجرة واهتزاز الحبال الصوتية وعناصر الصوت الأخرى . إن خلاصة تقلصات العضلات الوجهية يؤدي لسحنة خاصة هي سحنة الفرح ، تشارك العينان في الضحك حيث تنهمر الدموع منهما تعبيراً عن شدة الفرح ، الأوعية الدموية تحتقن في الوجه و تمتلىء بالدم فتظهر حمرة الوجنات ، إن التوازن الهرموني يتبدل خلال الضحك وكذلك العمليات الإستقلابية ، إن الضغط داخل البطن يرتفع وقد يؤدي لانفلات المصرة البولية عند البعض وخصوصاً إن كانت رخوة بالأصل والمثانة ممتلئة بالبول ، قد يتحرك الإنسان حركات معينة أثناء الضحك كأن يحرك يديه أو يصفق بهما أو يمسكهما ببعضهما و يضعهما أمام صدره أو قد يقفز فرحاً ، أثناء الضحك الشديد قد يدخل بعض اللعاب إلى الرغامى (شردقة) ويحدث السعال .
أما عند الأطفال فتجد مثلاً أن الرضيع يبتسم ويضحك ويصدر أصوات المناغاة و المكاغاة عندما يداعبه شخص كبير وإذا كنت تحمله وشعر بالفرح نجده يتعلق بك أكثر ويقترب منك ويحرك رجليه صعوداً وهبوطاً ويشدد إمساكه بك وبعد قليل يبتعد بوجهه عنك قليلاً ينظر إلى وجهك فتعيد أنت مداعبته فيكرر اغتباطه وسروره .
* هل للضحك درجات ؟
- أفضل أن أقول أن للفرح درجات ، فقد يكون انشراح الصدر داخلياً لا يشعر به إلا صاحبه ، وقد يظهر عليه من خلال تصرفاته أنه سعيد وقد تظهر بسمة خفيفة وقد تشتد البسمة لتعطي ضحكة خفيفة التي قد تتحول لضحكة شديدة أو ما يدعى بالقهقهة .
يختلف التعبير عن الفرح من إنسان لآخر فالبعض لا يبتسم إلا بمناسبات نادرة والبعض يقهقه لأبسط الأسباب .
* ما هي أسباب الضحك عند الأطفال ؟
- عديدة جداً فكل ما يدخل السرور لقلب الطفل يجعله يضحك فرؤيته لأمه وجلوسه في حضنها عيد واستقباله لوالده بعد انتهاء العمل فرحة وحصوله على طعامه المفضل أو ثياب جديدة وألعاب متنوعة بل حتى مجرد شرائه أو تلبية رغبته في الحصول على شيء ما كلها مناسبات سعيدة للطفل ، إن الطفل الذي يحصل على علامات عالية بالامتحان أو الذي ينجح بالمدرسة أو بمسابقة ما يبقى مبتهجاً يقفز هنا وهناك لفترات مطولة ، طبعاً لا يسعني إلا أن أذكر أن الأسباب تختلف باختلاف العمر فالرضيع الصغير نراه يبتسم بشكل عفوي أحياناً وربما يكون نائماً أو يقظاً والرضيع الأكبر يضحك عندما يداعبه شخص ما ، وقد يكون سبب الضحك لمس مناطق معينة كالبطن أو تحت الإبط أو أخمص القدمين أو العنق حيث أن الأعصاب التي تنبه المراكز الدماغية المسؤولة عن الضحك يختلف توزعها في الجسم كما أن عتبة الضحك تختلف من طفل لآخر .
قد يكون الباعث للضحك داخلي المنشأ كأن يتذكر الإنسان حادثة ما ، أو خارجي المنشأ سمعياً كسماع قصة ما أو بصريا كرؤية ما يسر العين أو لمسياً كمداعبة طفل أو شمياً كشم رائحة عبقة تجعلك تنتشي وتبتسم أو شم بعض أنواع الغازات الصنعية التي تؤدي لضحك إجباري وبلا سبب .
أحيانا يبتسم الطفل وهو نائم وعادة ما يكون بحالة حلم سعيد ، وقد يكون الضحك مرضياً حيث أن بعض الأمراض النفسية تؤدي للضحك في مناسبات حزينة وهناك أمراض تؤدي لنوب من الضحك والبكاء .
* ما هي فوائد الضحك ؟
- الضحك هو عبارة عن حركات تنفسية نشطة وبطبيعة خاصة فهو لذلك ينشط عضلات التنفس وينشط الدورة الدموية والعمليات الدماغية وبارتفاع مزاج الإنسان يتحسن تحصيله عكس المكتئب ، إن السعيد حتى ولو لم يظهر عليه مظهر الضحك يبقى بعيداً عن كثير من الأمراض بإذن الله و لا أقصد الأمراض النفسية فقط بل الجسدية أيضاً فهؤلاء الأشخاص أقل عرضة للقرحات الهضمية ولارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين كما أن إصابتهم بالإحتشاءات (الجلطات القلبية ) أقل ، لقد تبين علاقة أنواع عديدة من الأكزيما بالكآبة وشفاء الكثير منها عند تبدل المزاج نحو الأفضل ,
إن بسمة الأطفال لا تسعد الأطفال فقط بل هي ربيع يسر من يراه .
* كيف نحافظ على فرح الأطفال ؟
- إن الإنسان يسعى للسعادة دوماً وكل ما نعمله يصب في هذا المجال ، إن إعطاء الطفل حاجياته النفسية والجسدية ، الروحية والمادية وإبعاد شبح ما يعكر صفو حياته من أمراض ومشاكل وتعليمه منذ الصغر على رحابة الصدر وأن يواجه المصاعب بابتسامة ويفكر بحلها منطقياً بنفسه أو بمساعدة من حوله وأن نعلمه ألا يغضب لأتفه الأسباب ، كل هذه الأمور هامة والأهم هو وجود بيئة سعيدة محيطة بالطفل ، إن الأب سريع الغضب والاستثارة سينعكس سلوكه سلباً على أطفاله والأب الحكيم لابد وأن يطبع أطفاله بطابع محبب .
واختتم الدكتور حديثه قائلاً إن الضحك نعمة عظيمة تستوجب منا أن نشكر الله عليها علها تدوم ونراها في وجوه أطفالنا رمـــز البراءة ، وقد حق من قال ( اضحك تضحك الدنيا لك .. وابك تبك وحدك )

++++++++++++++++++++++

أترككم أيها المشاهدون الأعزاء مع الفقرة اليومية الرمضانية : " وقفة مع نهج البلاغة " .

++++++++++++++++++++++

الموهبة الضائعة
كان هناك رجل أنيق للغاية ، يشهد له الجميع بالذوق والرقيّ في التعامل.
وذات يوم وقف ليشتري بعض الخضروات من المحل الموجود في واجهة منزله ، أعطته البائعة العجوز أغراضه وتناولت منه ورقة من فئة العشرين دولاراً ووضعتها في كيس النقود.. لكنها لاحظت شيئاً !!
لقد طبعت على يدها المبللة بعض الحبر ، وعندما أعادت النظر إلى العشرين دولاراً التي تركها السيد الأنيق ، وجدت أن يدها المبتلة قد محت بعض تفاصيلها ، فراودتها الشكوك في صحة هذه الورقة ؛ لكن هل من المعقول أن يعطيها السيد المحترم نقوداً مزورة ؟ هكذا قالت لنفسها في دهشة!
ولأن العشرين دولاراً ليست بالمبلغ الهين في ذاك الوقت ؛ فقد أرادت المرأة المرتبكة أن تتأكد من الأمر ، فذهبت إلى الشرطة ، التي لم تستطع أن تتأكد من حقيقة الورقة المالية ، وقال أحدهم في دهشة : لو كانت مزيفة فهذا الرجل يستحق جائزة لبراعته !!.
وبدافع الفضول الممزوج بالشعور بالمسئولية ، قرروا استخراج تصريح لتفتيش منزل الرجل . وفي مخبأ سري بالمنزل وجدوا بالفعل أدوات لتزوير الأوراق المالية ، وثلاث لوحات كان قد رسمها هو وذيّلها بتوقيعه.
المدهش في الأمر أن هذا الرجل كان فناناً حقيقياً ، كان مبدعاً للغاية ، وكان يرسم هذه النقود بيده ، ولولا هذا الموقف البسيط جداً لما تمكن أحد من الشك فيه أبداً.
والمثير أن قصة هذا الرجل لم تنتهِ عند هذا الحد!
لقد قررت الشرطة مصادرة اللوحات ، وبيعها في مزاد علني ، وفعلاً بيعت اللوحات الثلاث بمبلغ 16000 دولار ؛ حينها كاد الرجل أن يسقط مغشياً عليه من الذهول ، إن رسم لوحة واحدة من هذه اللوحات يستغرق بالضبط نفس الوقت الذي يستغرقه في رسم ورقة نقدية من فئة عشرين دولاراً !
لقد كان هذا الرجل موهوباً بشكل يستحق الإشادة والإعجاب ؛ لكنه أضاع موهبته هباء ، واشترى الذي هو أدنى بالذي هو خير.
وحينما سأل القاضي الرجل عن جرمه قال : إني أستحق ما يحدث لي ؛ لأنني ببساطة سرقت نفسي ، قبل أن أسرق أي شخص آخر!
هذه القصة تجعلنا نقف مليّاً لنتدبر في أن كثيراً منا في الحقيقة يجنون على أنفسهم ، ويسرقونها ، ويجهضون طموحها ، أكثر مما قد يفعله الأعداء والحاقدون!
وأننا كثيراً ما نوجّه أصابع النقد والاتهام فيما يحدث لنا نحو المجتمع والآباء والحياة بشكل عام ؛ بينما أنفسنا نحن من يجب أن نواجهها ونقف أمامها ملياً.
كم عبقري أتت على عبقريته دناءة الهمة وخسة الطموح ، وانتهت أحلامه عند حدود رغباته البسيطة التافهة ؟!
كم منا يبيع حياته بعَرَض بسيط من الدنيا ، ويتنازل عنها؟!
الكثير يفعلونها.. وبسهولة..
إن انعدام البصيرة لَبليّة يصعب فيها العزاء ، وإهدار الطاقة التي وهبنا الله تعالى في محقّرات الأمور لَكارثة يصعب تداركها ، والعمر - للأسف - يمضي، وتطوي الأيام بعضها بعضاً ..
فمن يا تُرى يستيقظ قبل فوات الأوان؟؟ من؟!!
بقعة ضوء :
أكثر الأكاذيب شيوعاً هي أكاذيبنا على أنفسنا.. أما الكذب على الآخرين فهو عادة استثنائية..

++++++++++++++++++++++

الآن ننتقل إلى حل مسابقة اليوم .
سؤال اليوم : صحابي جليل عرف بـ : " أبوهمدان بن حمدان فمن هو ؟
والجواب الصحيح : قنبر بن حمدان ( رضوان الله عليه )
قنبر مولى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) اسم أبيه حمدان ، وكنيته أبو همدان .
الأسماء التي أجابت الإجابة الصحيحة هي :
من العراق : حيدر من بغداد – فاطمة ومها من كربلاء المقدسة – زهراء من بابل – محمد من الديوانية – نور من خانقين .
من السعودية : إبراهيم من الأحساء – رقية من القطيف .
من الإمارات : منى من دبي .
ألف مبروك للإخوة والأخوات الذين دخلت أسماؤهم قرعة نهاية الشهر ، وحظاً طيباً لباقي المشاركين .
وإلى سؤال جديد من المسابقة الرمضانية في برنامجكم : " على مائدة الإفطار " قترقبوها .
++++++++++++++++++++++++++++
قنبر بن حمدان ( رضوان الله عليه )
قنبر مولى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) اسم أبيه حمدان ، وكنيته أبو همدان .
أبو همدان قَنْبَر بن حمدان ، مولى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان قنبر مجهولاً من حيث حسبه ونسبه ، ولكنه اشتهر بين الناس من حيث مواقفه مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ضد أعداء أهل البيت ( عليهم السلام ) .
قنبر هو الصحابي الجليل و الشهيد وهو حقاً من طلائع الصادقين يعني في مقدمة الصادقين والمتعلقين بآل البيت وبأمير المؤمنين عليه السلام بالذات ويعرفه لنا الإمام الصادق عليه السلام قال: " كان لجدي أمير المؤمنين غلام اسمه قنبر وكان يحب جدي أمير المؤمنين حباً شديداً "، فإذا خرج أمير المؤمنين خرج قنبر خلفه وهو يحمل السيف وفيه قال أمير المؤمنين يوم صفين إذ سمع الإمام يردد في حملاته:
إني إذا الموت دنا أو حضرا
شمرت ثوبي ودعوت قنبرا
قَدِّمْ لوائي لا تؤخرْ حذرا
هذا قنبر كان لما يسأل أنت مولى من ؟ ما كان يقول : " أنا غلام أمير المؤمنين " ، كان يقول : " مولاي من ضرب بسيفين وطعن برمحين وصلى القبلتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين" .
وكان من خواص الإمام أو خواص الخواص يعني النخبة المنتقاة عند أمير المؤمنين عليه السلام و أهل البيت عليهم السلام لذلك ، قالت السير :" أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لما اختلى بأولاده الحسن و الحسين ليوصيهم الإمامة لم يكن حاضراً أحد إلا قنبر رضوان الله عليه".
وفي إطار الحديث عن أخلاقه كتلميذ من تلاميذ أهل الرسالة تقول الروايات أن قنبر دخل ذات يوم مجلس طاغية من الطغاة فقام بعض الحاضرين احتراماً وإجلالاً له وهذا العمل أثار حفيظة هذا الطاغية فوبخه على احترامه لقنبر فرد الرجل على الطاغية وهو يقول: " ما لي لا أقوم إجلالاً لرجل تضع الملائكة أجنحتها تحت رجليه عندما يمشي ..!! "، هذه كناية وإلا الملائكة هي ليست أجساد، هذه كناية لتقييم طالب العلم وأهل العلم يعني طالب العلم إذا طلب العلم لدينه وخدمة دينه يعني لله فقط هذا أرقى من الملائكة لأن الإنسان الكامل والمهذب والإنسان الذي هذب نفسه في تهذيب النفس يصل إلى الملك والملك تحته وباحترامه.
و عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن : " الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مر ذات يوم ومعه قنبر فأخذ سفيه من السفهاء يشتم قنبراً فهم قنبر أن يرد عليه فناداه الإمام عليه السلام : "يا قنبر دع شاتمك مهاناً ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك، فو الذي فلق الحب وبرء النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت ، ولا عوقب الأحمق إلا بمثل السكوت عليه".
وما نقرأه عن مكانة قنبر عند أهل البيت عليهم السلام يرد في حديث محمد بن السكيت رحمه الله عليه الذي يسأله المتوكل : أولادي أحب إليك أم الحسن والحسين ؟!!..
قال محمد بن السكيت للمتوكل : " والله لشسع نعل قنبر عندي خير منك ومن ولديك ..!! ".
هذا قنبر هو أحد الذين كلفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشراء أثاث السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام يوم خطبها أمير المؤمنين عليه السلام و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام : ما لديك من المال ؟!!..
قال عليه السلام : يا رسول الله عندي ما بعت به درعي وهي أربعمئة وثمانين درهماً ..!!
فالإمام عليه السلام دفعها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فاشتروا للسيدة فاطمة زهراء عليها السلام أثاثها المعهود .
من هنا نلاحظ أن في الأمور العائلية الخاصة كان قنبر هو المقدم في أمور أهل البيت عليهم السلام ، في إدارتها ، أمور الزهراء سلام الله عليها ، أمور أمير المؤمنين علي عليه السلام وأمور النبي صلى الله عليه وآله .
لذلك قال فيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كانَ قنبرٌ غُلامَ عَليٍّ ، يُحب علياً حُباً شَديداً ) .
روي أنه في ليلة من الليالي خرج الإمام علي (عليه السلام) ، فخرج قنبر على أثره ، فرآه الإمام فقال له (عليه السلام) : ( مَا لَكَ يا قنبر ؟ ) .
فقال : جئتُ لأمشي خلفك .
فقال ( عليه السلام ) : ( وَيحك !! أمِنْ أهلِ السماء تحرُسني أم من أهل الأرض ؟ ) .
فقال قنبر : لا ، بل من أهل الأرض .
فقال (عليه السلام) ( إنَّ أهلَ الأرضِ لا يستطيعونَ شيئاً إلا بإذن الله ) .
نعم هكذا كان الإمام يُربِّي قنبر ، الذي كان يتبعه اتِّباع الفصيل إثر أمّه ، كما هي العادة عند من أخلص الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) .
كان ملازماً للإمام علي ( عليه السلام ) منفِّذاً لأوامره ، وذُكر أنَّه كان من السابقين الذين عرفوا حَقَّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وثبتوا على الذَّودِ عن حقِّ الولاية .
كان قنبر رجلاً عابداً ، ورعاً ، عارفاً ، متكلّماً ، لَسِناً ، تولَّى خدمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان يُحبُّه حُبّاً شديداً .
تولَّى بيت المال في الكوفة في خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وَوَقف إلى جانبه في الملمّات ، فشاركه حرب صفين .
دفع إليه الإمام ( عليه السلام ) لواءً يوم صِفِّين ، في قِبَال غُلام عَمرو بن العاص ، الذي كان قد رفع لواءً .
الحجاج بن يوسف يقتل قنبر مولى أمير المومنين علي عليه السلام ...
أما قضية استشهاده مظلوماً ، فالحجاج هذا الطاغية السفاح الذي ما ابتلي التاريخ الإسلامي بشقي مثله بعد يزيد وبعد ابن ملجم ، الحجاج الذي كان يبتهج بالقتل كان يأنس بالدمار والمذابح الجماعية ومات الحجاج وفي سجنه مئة وعشرون ألفاً مسجونين - نساءً ورجالاً وأطفالاً - في مكان واحد عراة الأبدان . أما ما حصي من قتلهم فكانوا أكثر من تسعين ألفاً ، كانت لذته الوحيدة في حياته هو القتل حتى أن عمر بن عبدالعزيز له كلمة يتكلم فيها عن بني أُمية ويقول: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا نحن بالحجاج لغلبناهم ..!! هذا تقييم عمر بن عبد العزيز له.
الحجاج قال يوماً : إني أحب أن أُصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب ، الحجاج ومروان ومعاوية هؤلاء كانوا يطلقون على أمير المؤمنين كنيته أبي تراب ولا يسمونه باسمه (علي) ، ولا يتحملون بل يضيقون ذرعاً من ذكر اسمه ..!! فقال الحجاج : أحب أن أُصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله بدمه ..!!
فقيل له : لا نعلم أحداً بقي ممن هو أطول صحبة لعلي من قنبر ..!!
فقال الحجاج : علي به ..!! وفعلاً أُلقي القبض على هذا الصحابي الجليل وجاءوا به إلى الحجاج فأغلظ عليه في الكلام ...
وقَالَ لَهُ : أَنْتَ قَنْبَرٌ ؟
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ أَبُو هَمْدَانَ ؟!
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ؟!
قَالَ : اللَّهُ مَوْلَايَ ، وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) وَلِيُّ نِعْمَتِي .
قَالَ : ابْرَأْ مِنْ دِينِهِ !
قَالَ : فَإِذَا بَرِئْتُ مِنْ دِينِهِ تَدُلُّنِي عَلَى دِينِ غَيْرِهِ أَفْضَلَ مِنْهُ ؟!
فسجنه وبعد أيام قال : اعرضوا عليه البراءة من علي ..!!
فأبى قنبر البراءة من علي ، فجيء به وأُدخل على الحجاج وكان مجلس الحجاج غاصاً فقال الحجاج : يا قنبر أخبرني ما كان بينك وبين علي بن أبي طالب ؟!!..
فقال قنبر : كنتُ أوضيه - يعني أحضر وضوءه -.
فقال الحجاج: ما كان يقول إذا فرغ من وضوءه ؟!!..
قال قنبر : كان يتكلم بهدوء ، فلما سأله ؟ قال كان يقرأ هذه الآية : {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}.
فقال الحجاج: أظن أن أبا تراب كان يتأولها علينا ..!!
وإذا بقنبر يجيبه بهدوء وثبات : نعم ..!!
فغضب الحجاج وصاح : يا قنبر .. ماذا أنت صانع إذا ضربت عنقك ؟!!..
فقال قنبر: والله إني أسعد وأنت تشقى.
فهنا تمزق الحجاج من شده غضبه وهاج أمام الناس وصاح : وماذا أخبرك صاحبك يا قنبر ؟!!..
فقال قنبر : أخبرني مولاي أمير المؤمنين بأن ميتتي ستكون ذبحاً ظلماً بغير حق.
قَالَ : إِنِّي قَاتِلُكَ ، فَاخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ !
قَالَ : قَدْ صَيَّرْتُ ذَلِكَ إِلَيْكَ .
قَالَ : وَ لِمَ ؟!
قَالَ : لِأَنَّكَ لَا تَقْتُلُنِي قِتْلَةً إِلَّا قَتَلْتُكَ مِثْلَهَا .
فأمر الحجاج جلاده وقال : اذبحه كما تذبح الشاة ..!! فذُبح كما تذبح الشاة وقطع رأسه .
فالسلام عليك يا قنبر
وتغمدك الله برحمته.
++++++++++++++++++++++
محطة العطاء
أدب العطاء عند أهل البيت ( عليهم السلام )
العطاء إلى المحتاجين على قسمين :
1 ـ عطاء بمقدار من المال يرفع به المنفق حاجة الفقير الوقتية ويدفع عنه بعض المصاعب التي يواجهها في حياته اليومية نتيجة فقدانه المال .
2 ـ وعطاء يتميز بالمال الكثير يقدمه المعطي هدية للفقير ليستعين به على تبديل حالته وتغيير مجاري حياته المالية من الفقر إلى الغنى .
ونحن أمام هذين العطاءين :
فالأول منهما : لا يحل مشكلة الفقير ، ولا يعالج قضية الفقير من الجذر إذ لا يريح المحتاج ، ويخلصه من ويلات الحرمان .
أما الثاني : فإنه يحقق هذه الغاية وينحو نحو هذا الهدف السامي لأنه يتناول المشكلة ، فيعالجها من الأساس بإقتلاع جذورها العميقة ، وبذلك تكون هدية المعطي من القسم الثاني ليس لإنعاش الفقير فقط بل خدمة يقدمها إلى مجتمعه بتبديل عناصر لها خطورتها بعناصر طيبة يرجى منها كل الخير .
لذلك لا عجب إذا رأينا أهل البيت ( عليهم السلام ) ينحون في عطائهم الى تحقيق هذه الغاية فنشاهد أغلب الوقائع التي كانوا يقدمون فيها العطاء إلى المحتاجين كان الإنفاق فيها من القسم الثاني فلم يكن عطاؤهم نزراً يقصدون به رفع حاجة الفقير الوقتية ولئلا يرجع السائل عن بابهم بخيبة أمل ، بل كان عطاؤهم وفيراً يقصدون فيه تبديل حالة السائل وتغيير عنوانه من فقير عاطل إلى غني عامل .
تقول مصادر التاريخ أن الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) أعطى سائلاً قصده خمسين ألف درهماً وخمسمائة دينارٍ ، وأعطى طيلسانه للحمال الذي جاء ينقل هذا المال وفي واقعة أخرى نراه ( صلوات الله عليه ) يعطي سائلاً قصده عشرين ألف درهم وعندما شاهد السائل هذه الأريحية ، وهذا الكرم قال والحيرة تأخذ عليه مسالك التفكير :
يا مولاي الا تركتني أبوح بحاجتي ، وأنشر مدحتي .
فأجابه الإمام : وهو يردد هذه الأبيات .
نـحـن أنـاس نـوالـنا خَضَلْ
يـرتـع فيـه الـرجـاء والأمـلْ
تـجود قبـل الـسؤال أنـفسنـا
خـوفاً على مـاء وجه من يسَلْ
إن آل البيت الهاشمي عندما يعطون شعارهم في العطية ( إذا أعطيت فأغني ) .
وهذا معنى العطاء الجزل الذي حصل أغنى من وصل إليه .
ولنقف أمام هاتين الواقعتين من عطاء الإمام ( عليه السلام ) فبالامكان أن نستفيد من خلالهما الأمور التالية :
الأمر الأول : أدب العطاء ويظهر ذلك من مبادرة الإمام بالعطاء قبل أن يبدأ السائل بالمسألة وبذلك حفظ له كرامته فلم يمهله ليعرض عليه حاجته وتبدو على وجهه إمارات الذل ، بل بادره بقضاء حاجته .
وقد حصل مثل ذلك لسائل آخر في مجلس الإمام الرضا ( عليه السلام ) فقد نقل لنا أحد الرواة أن سائلاً سأل الإمام أن يعطيه مقداراً من المال لأنه فقد نفقته فقال له :
« قد افتقدت نفقتي وما معي ما ابلغ به مرحلة فإن رأيت أن تنهضني الى بلدي » .
ويأتي الجواب من الإمام قائلاً : اجلس رحمك الله ، ثم دخل الحجرة ، وخرج ، وقد رد الباب وأخرج يده من أعلى الباب ، وقال أين الخراساني ؟ فقال : أنا ذا .
فقال : خذ المائتي دينار فاستعن بها في مؤنتك واخرج فلا أراك ولا تراني ثم خرج .
وهنا تكلم أحد الحاضرين قائلاً : جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه ؟ فقال : مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته .
أما سمعت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المتستر بالحسنة تعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول ، والمتستر بها مغفور له أما سمعت قول الأول :
متى آتـه يـوماً أطـالب حـاجـة
رجـعت إلـى أهـلي ووجهي بـمائة
الأمر الثاني : اغناء السائل . إن الإمام عندما يعطي هذا المقدار من المال وبهذه الكثرة لا يخلوا الحال فيه :
فإما أن يكون من بيت مال المسلمين حيث يتصرف فيه بحسب ولايته الشرعية وهو أعرف بصرفه .
أو أنه من ماله الشخصي ويتصرف فيه تصرفاً شخصياً .
وفي كلتا الحالتين لا يتصرف جزافاً ولا يجوز لنا أن نقول : إنه بعمله هذا يبعثر المال .
ولعل الحكمة من ذلك هو إنعاش الفقير بإغنائه ليكون ما يقدمه له مساعدةً لتغيير حالته من الفقر إلى الغنى فيستعين بذلك المال على الكسب ، والتجارة وشق طريقه في هذه الحياة على نحو أفضل مما هو عليه ، فهو بعمله هذا ينقذ إنساناً شاءت الأقدار أن تسوقه إلى هذا المجرى من العيش الردىء .
شمولية العطاء
ولم يقتصر عطاء الإمام على السائل ، بل كان للحمال الذي جاء لنقل المال حصة من الإحسان حيث قدم له الإمام طيلسانه ، ولا بد أن نعرف أن طيلسان الإمام ليس شيئاً عادياً ، وإلا فلو كان شيئاً عادياً لما قدمه لهذا المسكين ولو كان حمالاً إن الإمام ( عليه السلام ) بهذه الهدية يريد ارضاء جميع الأطراف ، وعدم خروج فقير من الفقراء من مجلسه كسير النفس ، ولذلك أرضى حتى الواسطة في النقل فطابت نفس الحمال وهو يضع الطيلسان على كتفيه .
هذا لون من العطاء .
وهناك لون آخر نشاهد وقائعه تمر مع مسيرة الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) الحياتية فإن عطاءه كان يشتمل على نحوين من الإحسان .
عطاء الإمام من القسم الأول :
تقول مصادر التاريخ ان الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) كان يخرج في الليل وهو يحمل الطعام ، والكساء ، والدراهم ، والدنانير ، وربما حمل الحطب على كتفه ليوزع كل ذلك على الفقراء ، وهو متنكر لا يريد أن يعرفه الفقراء ، ولكنهم عرفوه بعد وفاته لأنهم افتقدوه بعد انقطاعه عنهم .
وليس هذا النوع من العطاء بعيداً عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فقد تلقاه عن مسيرة جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وشاركه بهذه المسيرة أولاده ، وأحفاده من أئمة أهل البيت ( صلوات الله عليهم ) وكانوا يقولون لمن يعترض عليهم هذه الطريقة لما فيها من الانهاك ، والتعب ، ولربما بعض الشيء من النقص عندما تصدر من أحدهم وهو على جانب كبير من المهابة والأجلال : « صدقة الليل تطفيء غضب الرب » .
وكان كثير من الأئمة يسيرون على هذه الطريقة مع بعض أرحامهم وهم لا يعرفونه ولربما صدر من بعضهم الدعاء عليه لأنه لم يصله ، والإمام يغضي عن ذلك ولا يلتفت إليه لئلا يعرفه .
كل ذلك للحفاظ على كرامة المحتاجين والتستر على الحالة التي هم عليها .
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة الإفطار إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .


الساعة الآن »08:12 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc