![]() |
سؤال:حول سبب وجود الإمامة في ذرية الحسين(ع)؟
السؤال: من المعروف أن الحسن هو أفضل من أخيه الحسين عند المسلمين، ولكن لماذا جعل الشيعة تسعة من أئمتهم (من السجاد إلى المهدي) من ذرية الإمام الحسين عن أحد من ذرية أخيه الإمام الحسن؟ |
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحُجة صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين الأخ الكريم أهلاً بكم ... قولك أنه من المعروف أن الإمام الحسن صلوات الله عليه أفضل من الإمام الحسين صلوات الله عليه لا يوجد عليه دليل على الإطلاق وما ورد عن جدهم نبي الرحمة صلوات الله عليه وآله هو سواسية الفضل للحسين والحسين صلوات الله عليهما حيث قال أنهما سيدا شباب أهل الجنة وأنهما صلوات الله عليهما إمامان قاما أو قعدا وقال فيهم صلوات الله عليه وآله إنهم أهل بيتي لحمهم لحمي ودمهم دمي وحربهم حربي وسلمهم سلمي وغير ذلك مما يشير إلى بطلان ادعائك بأن الإمام الحسن صلوات الله عليه فًضِّلَ على أخيه صلوات الله عليه ... أما بخصوص جعل الإمامة من ذرية الإمام الحسين صلوات الله عليه فهذا أمر رباني وليس من فعل الشيعة والخلافة لا تكون لا بالانتخاب ولا بالقرعة والله تعالى هو الذي يختار أنبيائه وخلفائه في الأرض وبالدليل القرآني بقوله تعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ... نسألكم الدعاء اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وقائدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أما بعد.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخ الكريم(wegmans) دمتم بخير وعافية.. لقد سألت السؤال التالي: اقتباس:
الأخ الكريم، صحيح أنه قد ورد عن أفضلية الإمام الحسن على أخيه الإمام الحسين (عليهما السلام)، ولكن هذه الأفضلية التي تتكلم عنها ليست هي السبب إلى اختيار الأئمة في عقب من تكون. وإن الله عز وجل قد فضل نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) على سائر الخلق، ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يعقب، أي أنه ليس له ذرية من الذكور، فلماذا الله عز وجل لم يجعل الأئمة في عقب النبي (صلى الله عليه وآله)؟! وقد جعلها في عقب علي (عليه السلام) وهو دونه في المرتبة عند الله. فإن الأفضلية عند الله لاختيار الأئمة ليست هذه.. وقد ورد في الحديث الصحيح عندنا، الرواية التالية: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن هشام بن - سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): الحسن أفضل أم الحسين؟!. فقال (عليه السلام): الحسن أفضل من الحسين. قال: قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين (عليهما السلام)، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة، وإن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون (عليهما السلام). قلت: فهل يكون إمامان في وقت واحد؟ قال (عليه السلام): لا، إلا أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه، والآخر ناطقاً إماماً لصاحبه، فأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا. قلت: فهل تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ قال: لا، إنما هي جارية في عقب الحسين (عليه السلام) كما قال الله عز وجل:{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}. ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة. أضف إلى ذلك: أن النبي (صلى الله عليه وآله) الأفضلية لإمام المهدي (عليه السلام) على باقي الأئمة من بعد الحسين (عليه السلام)، فقد ورد: قال (صلى الله عليه وآله) للحسين (عليه السلام): "أنت إمام ابن إمام، أخو إمام، أبو أئمة حجج تسع، تاسعهم قائمهم أعلمهم أحلمهم أفضلهم". أضف إلى ذلك: أن اختيار الأئمة يكون من الله تعالى، لا من غيره.. فأولاً: إن الله سبحانه وتعالى لا يسئل عما يفعل لأنه حكيم وعالم وقادر, فباعتبار حكمته وعلمه وقدرته يفعل ما يشاء. فاختيار الله سبحانه وتعالى للإمامة وللنبوة إنما هو فعل من أفعال الله التي لا يسئل عنها. مع هذا نجد هناك نصوصاً تدل على سبب الاصطفاء والاختيار, فالله سبحانه وتعالى في عالم الذر ـ وهو عالم خروج البشر من صلب آدم (عليه السلام) على شكل ذر - خاطبهم : ألست بربّكم ؟ قالوا : بلى . أليس محمداً نبيّكم؟ قالوا : بلى . أليس علي بن أبي طالب إمامكم ؟ قالوا : بلى . فمنهم من آمن ومنهم من كفر في ذلك العالم، وهذه الدنيا إنما هي صورة عن ذلك العالم . إذن سبب الاختيار بيد الله لهذا يَسئل ولا يسئل عمّا يفعل هذا أولاً . وثانياً: إن اختياره للأنبياء والأوصياء ليس اختياراً عبطياً، وإنّما اختارهم بعد أن امتحنهم في العوالم الثلاث ـ عالم الأرواح وعالم الطينة وعالم الذر ـ فامتحن الانبياء وشرط عليهم الزهد فوجدهم أوفياء لهذا الشرط ( فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء ) وامتحن أهل البيت (عليه السلام) بالصبر فوجدهم صابرين, لذا في زيارة فاطمة (عليها السلام) نقول : ( فوجدك لما امتحنك به صابرة ). إذن اختيار الله سبحانه وتعالى يكون بعد الامتحان والاختبار وبعد الاجابة للدعوة الالهية : ألست بربكم ؟ فأوّل من قال : بلى هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهذا اختاره الله من بين الخلق, ثمّ بعد ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وهكذا بقية الأئمة ثم الانبياء ثم المؤمنون الواحد تلو الآخر الاقرب فالاقرب، فكلّ من اجاب دعوة الله تعالى تقرّب اليه . اذن اختيار الإمام (عليه السلام) دون أخيه لم يكن اختياراً عبطياً وإنّما اختياره عن حكمة وبعد اختباره وامتحانه فنجح في اختباره ونجاحه وهذا لا ينافي العدالة الالهية . ولكم الأجر والثواب.. أخوكم في الله.. السيد المستبصر.. |
الساعة الآن »08:24 PM. |