![]() |
أبي أحسن تأديبي ، ولكن أباه لم يحسن تأديبه
كان الملك ووزيره ذاهبين في مهمة عسكرية ، فاجتازا بصبية يلعبون ، فأحب الملك أن يتفاءل فاستوقف أحد الصبية وقال : ما اسمك ؟ قال : فتاح .
قال له إلى أين تذهب ؟ قال : إلى المعلم . قال أين تقرأ ؟ قال ألغلام : في سورة (انا فتحنا لك فتحاً مبيناً) فاستبشر الملك بذلك ، ثم لما انتهيا من غايتهما وكانا قد صادفا نجاحاً ،قال الملك لوزيره : مرَّ بنا على المعلم لنكرّم هذا الطفل، فإننا تفألنا باسمه ودرسه. فمرا بالمعلم وقالا له : ادعُ لنا هذا الغلام . فناداه : عباس . . . يا عباس . فلما حضر قال له الملك: ما اسمك ؟ قال : عباس . قال : أين تقرأ ؟ قال: في سورة (عبس وتولّى) . فقال الملك : لقد سألتك آنفاً فقلت فتاح وفي سورة الفتح . فقال الغلام : عندما أستوقفتني وسألتني تنبهت إلى ما تريد ، لأن مثلك لا يتكلم مع مثلي إلا لإمر معقول . فلم أحب أن تتشاءم باسمي . فقال : احسنت يا بني ، خذ هذا الدينار فامتنع الغلام عن أخذه . فقال له : كيف تمتنع عن عطية الملوك ؟ فقال الغلام : يا مولاي ، إن أخذت الدينار ، سألني أبي عن مصدره ، فإن قلت من الملك لم يصدقني ، ويقول : سرقته لأن الملوك لا يعطون القليل ، فأكرمه الملك وأعطاه مائة دينار . ثم إجتاز الملك فرآى شيخاً قذراً ، عكر عليه صفو الطريق وهو يبيع أموراً محقرةً فأمره أن يتنحى فشتمه ، فقال أما تخشى أن أكون ممثلاً للملك فشتمه ثانية وشتم الملك واستمر في عمله . فأمر الملك بإحضاره للتأديب ونادى المنادي : من أحب أن ينظر إلى تأديب فلان فليحضر . فسمع الغلام فحضر ثم استأذن على الملك ، فدخل وسلم عليه ثم دفع إليه الدنانير ، فقال : ما هذا ؟ قال : إنك أعطيتنيها لأفدي بها أبي ، إن فلان أبي . فقال الملك : بارك الله فيك وأبعد أباك ، فقال : فقال الغلام : بل بارك الله بأبي وأبعد أباه . فقال : ولمَ ؟ قال : لأن أبي أحسن تربيتي فقربتني حسن تربيته من الملوك وجدي لم يحسن تربية ولده ، فعرضه لسخط الملوك ، فأكرمه الملك ثانية وعفا عن أبيه . |
احسنتم اخي ليث, قصة رائعة
وفقكم الله |
الساعة الآن »12:15 PM. |