![]() |
من راقب الناس مات هما
هناك عبارة لطيفة ولها معاني عظيمة ودلائل واقعية
ألا وهي ( من راقب الناس مات هما ) المراقبة وما أدراك ما المراقبة هناك مراقبة مذمومة وهناك مراقبة محمودة وهناك مراقبه مطلوبة ولنبدأ بالأخيرة وهي المراقبة المطلوبة فما هي المراقبة المطلوبة هي في الحقيقة مراقبتك لنفسك ، وأن تراقب الله سبحانه في جميع تصرفاتك ، وفي جميع أحوالك ، أن تعلم علم اليقين أن الله عليك رقيب يرى مكانك ويسمع كلامك ، ويعلم ما توسوس به نفسك سبحانه وتعالى فهذه مراقبة مطلوبة منك حتى تصلح أحوالك ، وتستقيم أمورك ، وتكون على الصراط المستقيم . ففي كل عمل تعمله كأنك ترى الله سبحانه فتتقي الله في هذا العمل ، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أم المراقبة الثانية فهي المحمودة أن تراقب من ولاك الله أمره ، من جعله تحت يدك وهذا يشمل كل من كنت مسئولا عنه فإنك ستسأل عنه يوم القيامة هل قمت بالاهتمام والمتابعة أو بالإهمال والتفريط . مثل ( الآباء ، المدراء ، المدرسون ، الرعاة ، الوزراء ، الملوك ) كل راعي مسئول عن رعيته ، وهذا السؤال يوم القيامة . فهذه المراقبة هي مطلوبة ومحمودة ولكنها بقدر في إعطاء الثقة ،والكلام فيها يطول ، والحديث فيها ذو شجون وخاصة في قضية الآباء مع الأبناء .... الثالثة وهي المذمومة هي محط أنظارنا وبيت القصيد في كلامنا ، وسبب طرح موضوعنا ، والتي قُصد فيها عنوان الكلمة ( من راقب الناس مات هما ) وهي مراقبة من ليس لك عليهم رعاية ولا سلطة وليست من باب التربية ولا من باب الإصلاح ، بل هي من باب الفضول ومعرفة الأسرار ، وهذه تفسد الود ، وتهدم بناء العلاقة ، وتدمر الثقة ، فأضرارها معلومة ، وتنائجها واضحها ، من بداية المراقِب ونهايتها في المراقَب . مراقبة الجار لجاره ، أو القريب لقريبه ، أو الصديق لصديقه ، تجد الجار يتتبع جاره في ذهابه وإيابه ، وأين ذهب ؟ ومن أين أتي؟ ولماذا ذهب إلى مكان كذا ؟ أو يراقب قريبه في تحركاته وأعماله ويتتبعها ، ويحللها ويفسرها ويبدأبالتفكير وحمل الهموم .. أو صديقه فينظر إلى من يذهب إليه ، ومن يجلس عنده ؟ ولماذا يذهب إلى فلان ؟....إلخ فتجد أسئلة كثيرة عنده وعلاما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ت استفهام تحتاج إلى إجابات وحيث أنه لم يجد من يجيب عليها له بدأ بإجابتها وبربط هذه الأمور بهواه وما يملي عليه الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء ،وأكثر ما يتعبه سؤال ( لماذا ) يفعل كذا ، وأول قاعدة يضعها قبل أن يجيب على أسئلته (((((ســـــــــــــــوء الظن)))) ثم يبني بعد ذلك كل الإجابات على هذه القاعدة ، ويفسرها بالسوء والقصد السيئ من من كان يراقبه . وأحيانا يضمرها في قلبه ، حتى إذا حصل شجار أو سوء تفاهم بدأ يذكرها مع إجابته لها بقصده السيئ أو يقولها لك أول ما يراك . وذلك بعد أن حمل الهم من مراقبتك وحلل وفسر وأجاب بعد جهد جهيد وشغل شاغل ، وعمل متعب ، في أمر قد يعود عليه بالهم فأضاع وقته وجهده ، وعمره في هذا العمل المذموم فلو أنه ترك الناس ، ولم يتتبع ويراقب لكان خيرا له بل ليس مطلوبا منك حتى في قضية المنكرات أن تفتش عنها في إخفاء الناس لها ، إنك إن تتبع عورات الناس تفسدهم هذا في قضية المنكرات قد لا يحسن التنبيش عنها ، فما بالك بأمور الناس العادية فهي منهي عنها من باب أولى وأحرى . فعش سالما من المراقبة وعش سالما من الهموم وعش سالما من تحليل تصرفات الناس التي لا تعود عليك بالنفع والخير واجعل لنفسك شخصية مستقلة ، وحبب الناس إليك ، وكن لطيفا معهم ، متسامحا . وأصلح من نفسك ومن أخلاقك ، ومن سلوكك ، وأنظر إلى السلوك الذي يكرهه الناس بك وحاول التخلص منه . وحاول التخلق بالأخلاق الحسنة ، والآداب الكريمة ,إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، فالإنسان باستطاعته أن يتعلم كل الصفات الحسنة ، وأن يترك الصفات السئية . فطور نفسك ، وارتقى بها إلى الدرجات العالية ، واترك الصفات الذميمة والأخلاق السيئة . واصنع من نفسك إنسان له قدره وكرامه وحب الآخرين له وهذا تذكير لي أولاً لعلي انتفع به ، ثم بمن يكون على شاكلتي والله المستعان نسأل الله الإخلاص في القول والعلم وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه |
الساعة الآن »09:04 PM. |