منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=165)
-   -   أوقف الباص لكي أصلّي وإلا رميت بنفسي منه!‏ (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=27536)

fadak 18-Jun-2011 07:35 PM

أوقف الباص لكي أصلّي وإلا رميت بنفسي منه!‏
 
أوقف الباص لكي أصلّي وإلا رميت بنفسي منه!‏
نقل أحد المؤمنين، أنه سمع أحد الخطباء يقول: كنت جالساً في حافلة لأسافر إلى مدينة نائية من مدن إيران.‏ لم يكن على المقعد بجانبي أحد، وكنت أخشى أن يجلس من لا أرغب في جواره، فيضايقني في هذا الطريق البعيد. فسألت اللَّه ‏تعالى في قلبي:‏ إلهي إن كان مقدراً أن يجلس عندي أحد، فاجعله إنساناً متديناً طيباً!‏

وهكذا جلس المسافرون على مقاعدهم، ولم أرَ من يشغل المقعد الذي بجانبي، فشكرت اللَّه أني وحيداً!‏‏
ولكني فوجئت في الدقيقة الأخيرة قبل الحركة!‏‏
بشاب يبدو عليه مظهر الهيبيز (جماعة من الناس لا تهتم بمظهرها) وبيده حقيبة صغيرة من صنع بلد أجنبي، وكأنه من غير ‏ديننا، فتقدم حتى جلس عندي، وأنا أقول في قلبي: يا ربّ أهكذا تستجيبَ الدعاء؟!‏‏
تحركت السيارة ولم يتفوه أحد منا للثاني بكلمة، لأن الإنطباع المأخوذ في أذهان هؤلاء الأشخاص عن المعمّمين كان إنطباعاً ‏سيّئاً، بفعل الدعايات المغرضة التي كانت تبثها أجهزة النظام الشاهنشاهي ضد علماء الدين. لذلك آثرت الصبر والسكوت وأنا ‏جالس على أعصابي، حتى حان وقت الصلاة (أول وقت الفضيلة)، وإذا بالشاب وقف ينادي سائق الباص: قف هنا، لقد حان ‏وقت الصلاة! فرد عليه السائق مستهزئاً وهو ينظر إليه من مرآته: إجلس، أين الصلاة وأين أنت منها، وهل يمكننا الوقوف ‏في هذه الصحراء؟‏
قال الشاب: قلت لك قف وإلاّ رميتُ بنفسي، وصنعتُ لك مشكلة بجنازتي!‏
ما كنتُ أستوعب ما أرى من هذا الشاب، أنه شي‏ء في غاية العجب، فأنا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشاب الهيبيز!‏‏
فعدم مبادرتي إلى ذلك كان إحترازاً عن الموقف العدائي الذي يكنّه البعض لعلماء الدين، لذلك كنت أنتظر لأصلي في المطعم ‏الذي تقف عنده الحافلة في الطريق.‏‏
وهكذا كنت أنظر إلى صاحبي بإستغراب شديد، وقد اضطر السائق إلى أن يقف على الفور، لما رأى إصرار الشاب وتهديده.‏‏
فقام الشاب ونزل من الحافلة، وقمت أنا خلفه ونزلت، رأيته فتح حقيبته وأخرج قنينة ماء فتوضأ منها ثم عيّن إتجاه القبلة ‏بالبوصلة وفرش سجادته، ووضع عليها تربة الحسين الطاهرة وأخذ يصلي بخشوع، وقدّم لي الماء فتوضأت أنا كذلك ‏وصليت!‏
‏ثمّ صعدنا الحافلة، وسلّمت عليه بحرارة معتذراً من البرودة التي استقبلته بها أولاً، ثم سألته: مَن أنت؟‏
قال: أن لي قصة لا بأس أن تسمعها، فقد كنت لا أعرف الدين ولا الصلاة يوم كنت أدرس الطب في فرنسا، وأنا الولد الوحيد ‏لعائلتي التي دفعت كل ما تملك لأجل دراستي هذه.‏‏
كانت المسافة بين سكني والجامعة التي أدرس فيها مسافة قرية إلى مدينة.‏
وكان الوقت بارداً جداً عندما ركبتُ السيارة التي كنت أستقلّها يومياً إلى المدينة مع ركاب آخرين، وكنت على موعد مع ‏الإمتحان الأخير الذي تترتب عليه نتيجة جهودي كلّها.‏‏
فلما وصلنا إلى منتصف الطريق عطبت السيارة، وكان الذهاب إلى أقرب مصلِّح (ميكانيك) يستغرق من الوقت ما يفوّت عليّ ‏الحضور في الإمتحانات النهائية للجامعة، لقد أرسل السائق من يأتي بما يحرّك سيارته وأصبحتُ أنا في تلك الدقائق كالضائع ‏الحيران، لا أدري أتجه يميناً أو يساراً، أم يأتيني من السماء من ينقذني، كنتُ في تلك الدقائق أتمنى لو لم تلدني أمي، (وأن ‏تشق الأرض لأخفي فيها نفسي)، إنها كانت أصعب دقائق تمرّ عليّ خلال حياتي وكأن الدقيقة منها سهم يرمى نحو آمالي، ‏وكأني أشاهد أشلاء آمالي مقطعة أمامي، ولا يمكنني إنقاذها أبداً.‏‏
فكلما أنظر إلى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي، فكدتُ أخرّ إلى الأرض، وفجأة تذكرتُ أن جدتي في إيران عندما كانت ‏تصاب بمشكلة أو تسمع بمصيبة، تقول بكل أحاسيسها: يا «صاحب الزمان».‏‏
هنا ومن دون سابق معرفة لي بهذه الكلمة وصاحبها ومعناها الاعتقادي، قلت بكل ما في قلبي وفكري من حبّ وذكريات ‏عائلية: «يا صاحب زمان جدتي»!‏
ذلك لأني لم أعرف من هو (صاحب الزمان)، فنسبته إلى جدتي على البساطة، قلت: فإن أدركتني، أعدك أن أصلي دائماً وفي ‏أول الوقت! وبينما أنا كذلك، وإذا برجل حضر هناك، فقال للسائق بلغة فرنسية: شغّل السيارة!‏
فاشتغلت في المحاولة الأولى، ثم قال للسائق: أسرع بهؤلاء إلى وظائفهم ولا تتأخر، وحين نزوله التفتَ إليّ وخاطبني ‏بالفارسية:‏‏
لقد وفينا بوعدنا، يبقى أن تفي أنت بوعدك أيضاً! فاقشعرّ له جلدي وبينما لم أستوعب الذي حصل ذهب الرجل فلم أرَ له أثراً.‏

مؤمن الحق 29-Jun-2011 06:05 PM

بسمه تعالت قدرته
السلام عليكم ممتاز ورائع


الساعة الآن »03:28 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc