![]() |
قمر بني هاشم
ولا زالت الأفراح تتوالى ، ونسيم الولاء يهب ليجعلنا نستنشق العطر الحيدري ، ووبقات الورد نزف تهانينا
إلى أم البنين في أرض البقيع الغرد http://www.syadh.com/vb/imgcache9/24958.jpg أم البنين اليوم جابت يا حيدر توم عباس شبلك والوفاء متشابهين بكل صفة http://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gifhttp://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gifhttp://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gif الوليد العظيم: وكان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العباس ، وقد ازدهرت يثرب ، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية ، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره ، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً. وحينما بُشِّر الإمام أمير المؤمنين 7 بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله ، وأوسعه تقبيلاً ، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في أُذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، لقد كان أوّل صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض ، وأنشودة ذلك الصوت. « الله أكبر ... ». « لا إله إلاّ الله ». وارتسمت هذه الكلمات العظيمة التي هي رسالة الأنبياء ، وأنشودة المتّقين في أعماق أبي الفضل ، وانطبعت في دخائل ذاته ، حتى صارت من أبرز عناصره ، فتبنى الدعوة إليها في مستقبل حياته ، وتقطّعت أوصاله في سبيلها. وفي اليوم السابع من ولادة أبي الفضل ، قام الإمام أمير المؤمنين بحلق شعره ، والتصدّق بزنته ذهباً أو فضّة على المساكين وعقّ عنه بكبش ، كما فعل ذلك مع الحسن والحسين عملاً بالسنّةالإسلامية. http://www.syadh.com/vb/imgcache9/24958.jpg سنة ولادته: أفاد بعض المحقّقين أن أبا الفضل العباس وُلد سنة ( ٢٦ ه ) في اليوم الرابع من شهر شعبان . http://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gifhttp://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gifhttp://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gif تسميته : سمّى الإمام أمير المؤمنين وليده المبارك ( بالعباس ) وقد استشفّ من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام ، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ، ومنطلق البسمات في وجه الخير ، وكان كما تنبّأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت :، فقد دمّر كتائبها وجندل أبطالها ، وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء ، ويقول الشاعر فيه : عبست وجوه القوم خوف الموت والعبّاس فيهـم ضاحـك متبسّم عبست وجوه القوم خوف الموت العباس فيهم ضاحك مبتسم http://www.syadh.com/vb/imgcache9/24958.jpg تعويذ أمّ البنين له : واستوعب حب العباس قلب أمّه الزكّية ، فكان عندها أعزّ من الحياة ، وكانت تخاف عليه ، وتخشى من أعين الحسّاد من أن تصيبه بأذى أو مكروه ، وكانت تعوذه بالله ، وتقول هذه الأبيات : أعيـذه بالواحدمن عين كلّ حاسد قائمهم والقاعد سلمهم والجاحد صادرهم والوارد ولدهم والوالد http://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gifhttp://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gifhttp://www.welcome2net.com/forum/dat...bile_0243a.gif مع أبيه: كان الإمام أمير المؤمنين يرعى ولده أبا الفضل في طفولته ، ويعنى به كأشدّ ما تكون العناية فأفاض عليه مكوّنات نفسه العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا ، وقد توسّم فيه أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام ، وسيسجّل للمسلمين صفحات مشرقة من العزّة والكرامة. كان الإمام أمير المؤمنين يوسع العباس تقبيلاً ، وقد احتلّ عواطفه وقلبه ، ويقول المؤرّخون : إنّه أجلسه في حجره فشمّر العبّاس عن ساعديه ، فجعل الإمام يقبّلهما ، وهو غارق في البكاء ، فبهرت أمّ البنين ، وراحت تقول للإمام : « ما يبكيك ؟ » فأجابها الإمام بصوت خافت حزين النبرات: « نظرت إلى هذين الكفّين ، وتذكّرت ما يجري عليهما .. » وسارعت أمّ البنين بلهفة قائلة : « ماذا يجري عليهما » .. فأجابها الإمام بنبرات مليئة بالأسى والحزن قائلاً : « إنّهما يقطعان من الزند .. » وكانت هذه الكلمات كصاعقة على أمّ البنين ، فقد ذاب قلبها ، وسارعت وهي مذهولة قائلة : « لماذا يقطعان » .. وأخبرها الإمام بأنّهما انّما يقطعان في نصرة الإسلام والذبّ عن أخيه حامي شريعة الله ريحانة رسول الله ، فأجهشت أمّ البنين في البكاء ، وشاركنها من كان معها من النساء لوعتها وحزنها . وخلدت أمّ البنين إلى الصبر ، وحمدت الله تعالى في أن يكون ولدها فداءً لسبط رسول الله وريحانته. http://www.sodfah.com/up/uploads/12899091392.gif |
الساعة الآن »12:50 AM. |