منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=149)
-   -   علوم الزهراء(ع) في خدمة المجتمع (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=28500)

حسين نوح مشامع 28-Aug-2011 06:26 PM

علوم الزهراء(ع) في خدمة المجتمع
 
علوم الزهراء(ع) في خدمة المجتمع
لقد حجبت مصيبة الزهراء عليها السلام بعد انتقال أبيها صلى الله عليه واله وسلم إلى الرفيق الأعلى، كل مظاهر حياتها وأبعاد شخصيتها المختلفة. كما حجبت خطب الزهراء التي ألقتها على المهاجرين والأنصار بعد انقلاب الأمة على أعقابها، كل علوم الزهراء المتشعبة. فكأنما هذان الإطاران قد اختصرا مجمل حياتها وموسوعة علومها عليها السلام خلال عمرها الذي لم يتجاوز الثامنة عشر ربيعا.
ومع عظم مصيبتها وبلاغة خطبها عليها السلام قل من الخطباء أو الكتاب من يتطرق في خطبه وبحوثه خارج هذان الإطاران. لذا نرى القليل من عامة شيعة أهل البيت عليهم السلام من يلم بنواحي حياتها عليها السلام المتنوعة. كأن مجمل حياتها هو جلوسها في بيتها، وحسن تبعلها لزوجها وحسن الاعتناء بأولادها. ولا علاقة لها بما هو خارجه من أمور المسلمين، وأبيها صلى الله عليه واله وسلم يقول(من لم يهتم بأمور المسلمين ليس بمسلم).
ونحن لا نعلم هل هذا تقصير أم قصور في نواحي البحث والاطلاع، أم هو شح في المصادر، أم انحسار في الاستنتاجات وضعف في ربط العوامل ببعضها.¬¬¬
ولكن إذا تصفحنا القرآن الكريم قل أن نجد سورة من سوره التي تتطرق إلى أهل البيت بشكل مجمل أو تفصيلي، ولا يكون للزهراء كفل منها. وهنا مجموعة من الآيات تشيد بالزهراء عليها السلام منها:
01- الآية «إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عينا يشرب بها عباد الله ويفجرونها تفجيرا، يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا» سورة الإنسان - آية06. وهذا من أورع أمثلة الإيثار التي طفحت به كتب الحديث والتفسير من تقديم الزهراء وزوجها وولديها لطعامهم لثلاثة أيام متوالية لمسكين ويتيم وأسير وبقائهم جياعا طيلة هذه المدة قربة لوجه الله الكريم.(01)
02- والآية «إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» سورة الأحزاب - آية 33. اجمع المؤرّخون وأهل التفسير ـ من الصّحابة والتابعين ـ على أن هذه الآية نزلت في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام).(02)
03- وآية «قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى» سورة الشورى - آية 23. عن ابن عباس وسعيد بن جبير(رض): لما نزلت هذه الآية. قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟. قال: عليٌ وفاطمة وولداهما.(02)
04- وآية «فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين» سورة آل عمران - آية 61. هذه الآية المباركة نزلت في واقعة تاريخية حسّاسة جرت بين معسكر الإيمان الفتيّ في يثرب، ومعسكر الضّالين عن درب الهداية المتمثل بنصارى نجران وغيرهم. والتأريخ الإسلامي يعرض في هذه الواقعة كيف تنهزم قوى الضّلال أمام قوى الإيمان المسدّدة من الله جبّار السماوات والأرض. فاشرأبّت الأعناق تنتظر صباح الغد لترى الحالة التي يأتي عليها محمد(صلى الله عليه وآله) للمباهلة، فجاء ـ وهو يحتضن الحسن والحسين(عليهما السلام) وفاطمة وعلياً(عليهما السلام) يمشيان خلفه.(02)
كما جاءت الأحاديث النبوية لترسخ لمكانة الزهراء عليها السلام وموقعها.
01- فعندما يقول الرسول(ص): «فاطمة أفضل نساء العالمين» أو «أفضل نساء الجنة». وأنه قال «فاطمة بضعة مني» إنما يشير إلى حقيقة مهمة وهي أن القصد من «بضعة» لا يقتصر على كونها جزء من بدنه فقط كما فسره البعض، بل هي جزء من روح الرسول(صلى الله عليه وآله) وإيمانه وعلمه وفضله وأخلاقه، فهي شعاع من تلك الشمس وقبس من تلك المشكاة.(03)
02- ونقل كثير من محدثي الشيعة والسنّة حديثاً للرسول(صلى الله عليه وآله)قال فيه: «من آذاها فقد آذاني ومن أغضبها فقد أغضبني من سرها فقد سرني ومن سائها فقد سائني». لا شك أن حرمة الزهراء(عليه السلام) ورفعتها إنما تعود لسمو شخصيتها وسمو مكانتها وإخلاصها وعلو إيمانها وعبوديتها، ولا غرو فهي أم الأئمة وزوج أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).(03)
03- برزت بعض النساء ليؤلفن مناخاً دافئاً لخلق أجيال مهذبة؛ ولكنّ تأريخ البشرية لم يحض إلا بقليل من هذه الشموع الجديدة. ولهذه الحقيقة أشار القائد محمد(صلى الله عليه وآله) بقوله:«كمل من الرّجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد».(02)
لذا نقول ونتيجة لذلك لا يمكن أن يمجد القرآن إنسانا خامل الذكر عديم الإيمان، لمجرد قرابته النسبية من نبي. فلقد ورد في القرآن آيات كثيرة تذم قرابة بعض الأنبياء، ومن بينهم نبينا الخاتم صلى الله عليه واله وسلم، فكانت سورة المسد التي خلدت ذم أبا لهب وامرأته، وكذا آيات تذم زوجتي أنبياء الله نوح ولوط، مع أنها تمدح امرأة طاغية من طواغيت التاريخ وهي آسية امرأة فرعون.
فليس هناك محاباة وتقديم لمجرد القرابة ولكن الدين عند الله الإسلام. كما أن النبي صلى الله عليه واله وسلم (ما ينطق عن الهوى انه إلا وحي يوحى) كما قال الله عنه في سورة النجم- آية 3. فلا يمكن إن يخلد ابنته لمجرد إنها ابنته لو لا علمه بعلو منزلتها عند الله لعلمها وتقواها وطاعتها له. لذا قال الله تعالى في كتابه الكريم: (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) سورة الحشر- آية 7.
04- قالت عليها السلام: (خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عشية عرفة فقال: إن الله عز وجل قد باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة، واني رسول الله غير محاب لقرابتي.(04)
ولا يعقل أن تكون أبنت نبي وبهذه المنزلة عند الله، ويتركها أبوها وهو معدن العلم والمعرفة، دون تربية وتوجيه، لتكون في خدمة الدين الذي ضحى من اجله بحياته، وضحت من اجله زوجته وأمها أم المؤمنين خديجة عليها السلام حتى آخر رمق من حياتها. ويعلم ويخص ابن عمه علي عليه السلام الذي قال (علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب). فلا بد أن تكون الزهراء عليها السلام على مستوى كبير في كل المجالات حتى يقول عنها الرسول صلى الله وعليه واله وسلم (لولا علي لما وجد لفاطمة كفؤ من آدم وما دونه).
فما هي الشواهد التي تدل على دورها القيادي عليها السلام في تثقيف المجتمع، والتي أهلتها لإلقاء تلك الخطب البليغة التي لا يستطيع احد كائنا من كان إنكارها، ولا يستطيع احد مهما بلغ من البلاغة أن يلقيها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في منزلته؟
لكننا نأسف لقول إن ما نقل عن علومها عليها السلام واجتهادها في خدمة المجتمع، قليل جدا ولا يفي بحقها أو يوازي منزلتها عليها السلام. وان ما وجدناه هو مكرر في العديد من الكتب، والعديد منه هو اجتهادا من بعض الكتاب لا دليل عليه من سنة أو تاريخ. ومع هذا نورد بعض هذه الشواهد المضيئة من حياتها، علنا نستضيء بنورها ونهتدي بهداها.
01- قال الإمام العسكري(ع): حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء(عليها السلام) فقالت: إن لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بَعَثتني إليكِ أسألُكِ. فأجابتها (عليها السلام) عن ذلك، فقالت: لا أشق عليك يا ابنة رسول الله(صلى الله عليه وآله). قالت فاطمة(عليها السلام): هاتي وَسلي عمَّا بدا لك، أرأيتِ من اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل، وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه؟. فقالت: لا. فقالت(عليها السلام): اكتَرَيْتُ أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً، فأحرى أن لا يثقل عَلَيَّ.(01)
02- وجاءت مَرَّةً امرأةٌ من نساء المسلمين تسأل فاطمة(عليها السلام) مسائل علمية، فأجابتها فاطمة(عليها السلام) عن سؤالها الأول. وظَلَّت المرأة تسألها حتى بلغت أسئلتها العشرة، ثم خجلت من الكثرة، فقالت: لا أَشُقُّ عليك يا ابنة رسول الله(صلى الله عليه وآله). فقالت فاطمة (عليها السلام): هَاتِي وَسَلِي عَمَّا بدا لكِ، إني سمعت أبي(صلى الله عليه وآله) يقول: إنَّ عُلمَاء أُمَّتِنَا يُحشرون، فيُخلع عَليهِم مِن الكرامات عَلى قَدَر كَثرةِ علومِهِم، وَجِدِّهِم في إِرشَادِ عِبَادِ اللهِ.(01)
03- روي إن ابن مسعود جاءها يوماً فقال: يا ابنة رسول الله هل ترك رسول الله عندك شيئاً نتعلمه فقالت فاطمة: يا جارية هاتي تلك الأوراق فطلبتها فلم تجدها فقالت فاطمة ويحك اطلبيها فإنها تعدل عندي حسناً وحسيناً.(02)
قال أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة «تكملوا تعرفوا فان المرء مخبوء تحت طيات لسانه». لذا إننا نهتدي إلى معرفة الشخصية العلمية والفكرية بها سلام الله عليها من خلال عدة أمور مهمة ومن خلالها نعبر إلى شخصيتها وندخل في فهم حقيقتها وهذه الأمور هي:
أولا: من خلال سيرتها الذاتية التي يرويها لنا أهل البيت عليهم السلام.
ثانيا: من خلال مواقفها لأنّ الموقف عمل والعمل ما هو إلاّ انعكاس لطبيعة شخصية الفرد.
ثالثا: من خلال نور كلامها الشريف الذي هو عبارة عن صورة حقيقية وانعكاس صادق لشخصيتها الإلهية.(05)
فكانت الزهراء(عليها السلام) عالمة بما لــلكلمة من معنى، فإنها كانت تتلقى العلم من مدينة علم الرسالة وهو النبي(صلى الله عـــليه وآله وسلم) ومن بابها وهو علي(عليه السلام). فهي العارفة بالله وبحقائق الكون وفلسفة الحياة، كما أن قربها من المسجد النبوي كان يتيح لها أن تتابع أحكام الله وتلاوة آياته المباركة.. هذا إلى جوار ما كان لها من العلم أللدني. فمقاماتها السامية وعلومها الزاخرة أهلتها لأن تقوم بدور التربية والتعليم والتوجيه لنساء العالم في كل عصر ومصر، وخاصة نساء عصرها اللاتي كنّ يجتمعن حولها ويتلقين منها علوم الإسلام ويسألنها عن كل شيء. وقد كانت الزهراء(عليها السلام) المعلمة والمربية حتى للرجال من خلال النساء.(06)
04- فعن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فسليها عني: أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت(عليها السلام): (قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا). فرجعت فأخبرته، فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا، فأنا إذن خالد في النار، فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار! فرجعت المرأة فقالت لفاطمة(عليها السلام) ما قال زوجها.. فقالت فاطمة(عليها السلام) قولي له: (ليس هكذا فان شيعتنا من خيار أهل الجنة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا، والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها، إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا).(06)
قد يورد البعض ملاحظة ذات مغزى! تقول: " إننا لا نجد في التاريخ ما يشير إلى نشاط اجتماعي للسيدة فاطمة الزهراء في داخل المجتمع الإسلامي إلا في رواية أو روايتين". وتعليقا على هذا نقول: كل زمان له متطلباته وتقنياته، وأطر نشاطه. وإنما يطالب كل من الرجل والمرأة ويحاسب وفقا لذلك، ويتم تقويم نشاطاته أيضا على هذا الأساس، من حيث حجم تأثيرها في الواقع الإسلامي كله. وبالنسبة لعصر النبوة، فإن تعليم الزهراء القرآن للنساء، وتثقيفهن بالحكم الشرعي، وبالمعارف الإلهية الضرورية. ثم مشاركتها الفاعلة والمؤثرة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في المواقع المختلفة، حتى في المباهلة مع النصارى. ثم دورها الرائد في الدفاع عن القضايا المصيرية، ومنها قضية الإمامة. ثم خطبتها الرائعة في المسجد، التي تعتبر مدرسة ومعينا يرفد الأجيال بالمعرفة.(07)
هذا، عدا عن إسهامها المناسب لشخصيتها ولقدراتها، ولظروفها في حروب الإسلام المصيرية وعدا عن طبيعة تعاملها مع الفئات المحتاجة إلى الرعاية كاليتيم، والأسير، والمسكين، وهو ما خلده الله سبحانه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة. وأعظم من ذلك كله... موقفها القوي والمؤثر، الذي وظفت فيه حتى فصول موتها ودفنها لصالح حفظ ثمرات الجهاد، في سبيل قضية الإسلام الكبرى. يدل على أن الزهراء(عليها السلام)، قد شاركت في العمل الإنساني والسياسي والثقافي والإيماني بما يتناسب مع واقع، وحاجات، وظروف عصرها. وفي نطاق أطر نشاطاته وفقا للقيم السائدة فيه... وقد حققت إنجازات أساسية على صعيد التأثير في حفظ الدعوة، وفي نشرها، وتأصيل مفاهيمها، وسد الثغرات في مختلف المجالات التي تسمح لها ظروف ذلك العصر بالتحرك فيها.(07)
فكانت الزهراء(عليها السلام) ربيبة العلم والتقى وكان حظّها منهما وفيراً، فقد كان لها مصحف حوى الكثير من العلوم والمعارف وعرف بمصحف فاطمة(عليها السلام) وهو موجود عند الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام) الآن. ولم يكن همّها (عليها السلام) معرفة العلم فقط دون بذله، بل سعت بكلّ جهدها في نشر العلم وتعليم الآخرين فكان من نتاج مدرستها السيدة "فضّة"، التي لم تتكلّم طيلة عشرين عاماً من حياتها بغير آيات القرآن الكريم وكانت تنتخب منها ما يشير إلى مطلبها عندما تتعرّض للسؤال أو تطلب من الآخرين شيئاً. وكانت إلى جانب علمها الوفير حليمة صبورة في تعليم الآخرين.(08)
حياتها كلها جهاد وعبادة وتبتل، نور نيّر يسير على منهاج الحق الصريح، وفكر ثاقب يستضيء بمشكاة العلم الصحيح. الزهراء أحدى ثمرات شجرة النبوة الوارفة الظلال، أبدت من الكياسة والأدب واللباقة ما لم يسبق إليها احد، وجعلت وقتها وقفاً على العلم والدين والعمل والتربية والتهذيب، وذللت بأفكارها السامية كل صعب، حتى تسنى لها الصعود إلى معارج الارتقاء، لتجني ثمار ذلك الجهد اليانع وقطوفه الدانية التي تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها.(09)
وإذا تجاوزنا دور الزهراء عليها السلام في إدارة أعمال المنزل وتربية الأولاد، نرى أن سيدة النساء قد سجّلت عناوين مهمة وآفاق جديدة لدور المرأة المسلمة في مجمل النشاطات الاجتماعية والسياسية والحربية وغيرها، ممّا يتناسب مع واقع وحاجات وظروف ذلك العصر. فقد كانت تعلّم النساء ما يشكل عليهنّ من الأحكام الشرعية والمعارف الإلهية الضرورية، وكان يغشاها نساء المدينة وجيران بيتها، ويبدو أن بيتها كان المدرسة النسائية الأولى في الإسلام، حيث تقبل عليها النساء طالبات للعلم، فيجدن فاطمة العالمة وهي تستقبلهنّ بصدر رحب لا يعرف الملالة والسأم.(10)
كما إنها لم تكن تروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقط، بل رَوَتْ (عليها السلام) عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، وروى عنها أمير المؤمنين والحسن والحسين(عليهم السلام). وكذلك روى عنها (عليها السلام) عائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس، وعبد الله بن عباس، وأسماء بنت عميس، وزينب بنت أبي رافع، وروت عنها فاطمة بنت الحسين(عليهم السلام).(10)
قالت عائشة ما رأيت أحد من خلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من فاطمة.(04)
وورد عن أُمّ سلمة: أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين تزوّجها أمرها بتربية الزهراء(عليها السلام) ورعاية شؤونها لسدّ الفراغ الذي حدث في حياتها بعد أُمها، ولكنّ أُمّ سلمة(رض) لم تستطع تحقيق مهمّتها، فصرّحت أنّها وجدت الزهراء(عليها السلام) أأدب وأدرى بشؤونها منها.(02)
فتشكل الزهراء(عليها السلام) المدرسة الإسلامية الكبرى في حياة الرّسالة والأُمّة بصفتها غرس النبوة الوحيدة الذي تولّى إنجاب خلفاء الرسول(صلى الله عليه وآله) الشرعيين المتمثّلين بأئمة أهل البيت(عليهم السلام).(02)
كما أوقفت حياتها الرُّوحية والفكريّة والجسميّة خدمةً للرّسالة وذوداً عن حياضها. وقد ضربت في ذلك أروع الأمثلة وأنصعها. فهذا مع نزرة وقلة المصادر لدليل قاطع على أن الزهراء عليها السلام لم تكن تقبع في بيتها دون أن تساهم في توعية وتربية المجتمع وتقوم بدورها في خدمة الدين. بل كان دورها كبير كبنت نبي تمثله بين النساء، وكإنسان مسلم يقوم بدوره في خدمة الرسالة وخدمة المجتمع.
المصادر
01- موسوعة سيدة النساء فاطمة(ع) على موقع الميزان
02- الزهراء فاطمة بنت محمد(ص) - تأليف عبدالزهراء عثمان محمد
03- الزهراء(ع) سيدة نساء العالمين - لسماحة آية اللّه العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
04- فاطمة الزهراء الحوراء الإنسية: المؤلف الشيخ ضياء الجواهري
05- الأسرار الفاطمية - لمحمد فاضل المسعودي
06- فاطمة الزهراء عليها السلام – للمرجع الراحل السيد محمد الشيرازي(ق س).
07- مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي
08- مُسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) – جمعه سماحة العلاّمة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد حسين شيخ الإسلامي التويسركاني.
09- فاطمة الزهراء عليها السلام - أم السبطين عليهما السلام - سلمان هادي آل طعمه
10- سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام - لعلي موسى الكعبي
تحقيق: حسين نوح مشامع
إشراف: الشيخ محمد محفوظ

عشق الحسين رقية 28-Aug-2011 09:25 PM

الله يآجركم أخي الكريم


الساعة الآن »09:38 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc