![]() |
طلب البيعة من الإمام الحسين عليه السلام
طلب البيعة من الإمام الحسين عليه السلام وفي رواية أنه عليه السلام قال : إنصرف ، الآن نأتيه . ابن نما : أنه عليه السلام قال : أظن أن طاغيتهم هلك ، رأيت البارحة أن منبر معاوية منكوس وداره تشتعل بالنيران . الطبري : أنه عليه السلام قال : قد ظننت ، أرى [ أن ] طاغيتهم قد هلك ، فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشوا في الناس الخبر . ابن أعثم : فقال له ابن الزبير : فاعلم يا ابن علي ! أن ذلك كذلك ، فما ترى أن تصنع إن دعيت إلى بيعة يزيد أبا عبد الله عليه السلام ؟ قال : أصنع أني لا أبايع له أبدا ، لان الأمر إنما كان لي من بعد أخي الحسن عليهما السلام ، فصنع معاوية ما صنع وحلف لأخي الحسن عليه السلام أنه لا يجعل الخلافة لأحد من بعده من ولده أن يردها إلى إن كنت حيا ، فإن كان معاوية قد خرج من دنياه ولم يفىء [ لم يف ] لي ولا لأخي الحسن عليه السلام بما كان ضمن ، فقد والله ! أتانا ما لا قوام لنا به ! انظر أبا بكر أني أبايع ليزيد ، ويزيد رجل فاسق ، معلن الفسق ، يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والفهود ، ويبغض بقية آل الرسول ! لا والله ! لا يكون ذلك أبدا . ابن شهر آشوب : أنه عليه السلام قال : أنا لا بد لي من الدخول على الوليد ، وأنظر ما يقول . ابن أعثم : فبينما هما كذلك في هذه المحاورة إذ رجع إليهما الرسول فقال : يا أبا عبد الله ! إن الأمير قاعد لكما خاصة ، فقوما إليه ، قال : فزبره الحسين بن علي عليهما السلام ثم قال : انطلق إلى أميرك ، لا أم لك ! فمن أحب أن يصير إليه منا فإنه صائر إليه ، وأما أنا فإني أصير إليه الساعة إن شاء الله تعالى . ثم أقبل الحسين عليه السلام على من بحضرته ، فقال : قوموا إلى منازلكم فإني صائر إلى هذا الرجل فأنظر ما عنده وما يريد . فقال له ابن الزبير : جعلت فداك ، يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ! إني خائف عليك أن يحبسوك عندهم فلا يفارقونك أبدا دون أن تبايع ، أو تقتل ! فقال الحسين عليه السلام : إني لست أدخل عليه وحدي ، ولكن أجمع أصحابي إلي وخدمي وأنصاري وأهل الحق من شيعتي ، ثم آمرهم أن يأخذ كل واحد سيفه مسلولا تحت ثيابه ، ثم يصيروا بإزائي ، فإذا أنا أومأت إليهم وقلت : يا آل الرسول ادخلوا ! دخلوا وفعلوا ما أمرتهم به ، فأكون على الامتناع ، ولا أعطي المقادة والمذلة من نفسي ، فقد علمت والله ! أنه جاء من الأمر ما لا قوام به ، ولكن قضاء الله ماض في ، وهو الذي يفعل في بيت رسوله صلى الله عليه وآله ما يشاء ويرضى . الطبري : أنه عليه السلام قال : أجمع فتياني الساعة ، ثم أمشي إليه ، فإذا بلغت الباب احتبستهم عليه ، ثم دخلت عليه . قال ابن الزبير : فإني أخافه عليك إذا دخلت . قال عليه السلام : لا آتيه إلا وأنا على الامتناع قادر . ابن أعثم : ثم صار الحسين بن علي عليهما السلام إلى منزله ، ثم دعا بماء ، فلبس وتطهر بالماء ، وقام فصلى ركعتين ، ودعا ربه بما أحب في صلاته ؛ فلما فرغ من ذلك أرسل إلى فتيانه وعشيرته ومواليه وأهل بيته فأعلمهم بشأنه ، ثم قال : كونوا بباب هذا الرجل فإني ماض إليه ومكلمه ، فإن سمعتم أن صوتي قد علا ، وسمعتم كلامي وصحت بكم ؛ فادخلوا يا آل الرسول ! واقتحموا من غير إذن ، ثم اشهروا السيوف ولا تعجلوا ، فإن رأيتم ما تكرهون فضعوا سيوفكم ، ثم اقتلوا من يريد قتلي . المفيد : أنه عليه السلام قال لهم : إن الوليد قد استدعاني في هذا الوقت ، ولست آمن أن يكلفني فيه أمرا لا أجيب إليه ، وهو غير مأمون ، فكونوا معي ، فإذا دخلت إليه فاجلسوا على الباب ، فإن سمعتم صوتي قد علا ، فادخلوا عليه لتمنعوه عني . ابن شهر آشوب : أنه عليه السلام قال لمن حوله من أهل بيته : إذا أنا دخلت على الوليد وخاطبته وخاطبني وناظرته وناظرني كونوا على الباب ، فإذا سمعتم الصيحة قد علت والأصوات قد ارتفعت فاهجموا إلى الدار ، ولا تقتلوا أحدا ولا تثيروا إلى الفتنة . ابن أعثم : ثم خرج الحسين عليه السلام من منزله وفي يده قضيب رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو في ثلاثين رجلا من أهل بيته ومواليه وشيعته ، حتى أوقفهم على باب الوليد بن عتبة ، ثم قال عليه السلام : انظروا ماذا أوصيتكم ، فلا تعتدوه ، وأنا أرجوا أن أخرج إليكم سالما إن شاء الله . الطبري : ثم أقبل يمشي حتى انتهى إلى باب الوليد فقال : إني داخل فإن دعوتكم أو سمعتم صوتي قد علا فاقتحموا علي بأجمعكم ، وإلا فلا تبرحوا حتى أخرج إليكم . وفي رواية : أنه عليه السلام قال : إن سمعتم أمرا يريبكم فادخلوا . |
الساعة الآن »11:48 AM. |