منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=116)
-   -   الهدف الرئيسي لثورة الامام الحسين ( ع ) (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=29938)

الشيخ مرتضى الفقيه 13-Dec-2011 08:55 AM

الهدف الرئيسي لثورة الامام الحسين ( ع )
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين ، محمد واله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .

قال تعالى في سورة ال عمران اية 110 : ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ))
في الأية الكريمة يصف الله تبارك وتعالى بأن امة نبينا محمد صلى الله عليه وآله هي خير الامم لانها تقيم فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ووصف تعالى من يفعل العكس أي يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف بالمنافقين والمنافقات ، وذلك في سورة التوبة اية 67 حيث قال عز من قائل : ((لْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ))
وقد لعن الله تعالى تاركي تلك الفريضة ، على لسان انبيائه وذلك في سورة المائدة اية 79 حيث قال تعالى : (( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ..... كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) .
والقرآن الكريم تعرض كثيرا لهذه الفريضة ، وعليكم بمراجعة هذه الايات لمعرفة ان هذه الفريضة من اهم الفرائض على الاطلاق .
واما الروايات فهي كثيرة بمضمون ان بهذه الفريضة تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحل المكاسب ، وتمنع المظالم ،وتعمر الارض ، وينتصف للمظلوم من الظالم ، ولايزال الناس بخير ماامرو بالمعروف ونهو عن المنكر فاذا لم يفعلو ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الارض ولافي السماء .
وأعتقد أنّ هذه المضامين واضحة وبينة ، لاتحتاج الى إقامة الدليل عليها ، فان الفرائض انما تقام عندما نتواصى بها ويأمر الناس بعضهم بالمعروف ، والمحرمات انما تترك اذا تناهى الناس فيما بينهم عن المنكر ، لذلك كانت هذه الفريضة اهم واقدس الفرائض التي شرعها الله لصيانة شرعه وحفظ البشرية من كل انواع الشرور والظلامات .
اذا تبين هذا فلندخل الان الى قضية مولانا وامامنا الحسين عليه السلام:
عندما يقوم انسان بعمل ما ويحدد سبب اتيانه او قيامه بالعمل ، ينبغي ان يحمل عمله على ماقاله هو بدون زيادة او نقصان ، حتى لانتعرض للافتراء عليه .
والامام الحسين عليه السلامحدد هدفه وسبب خروجه وانه من اجل اقدس فريضة شرعت ونأخذ هذا من سياق كلماته وتصريحاته ع في عدة مواضع :
الاول : قوله عليه السلام: (( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ))
الثاني : (( الا ترون الى الحق لايعمل به والى الباطل لايتناهى عنه ))
الى غير ذلك من كلماته ع التي لو تتبعناها ، ودققنا النظر فيها لوجدناها تصب في هذا المعنى ، فإن مثل الحسين في قداسته وصفاته العظيمة ، لايثور ويعرض نفسه ومن معه للسيف ، الا في سبيل اقدس فريضة جاءت بها الشرائع السماوية .
وقد يقول قائل ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا استلزم الضرر لايجب او لايجوز القيام به ، سيما اذا تعرض القائم بهذه الفريضة للقتل ، فكيف جاز للحسين ع السلام القيام بهذه الفريضة وتعريض نفسه للقتل وعياله للسبي ؟؟؟
الجواب : ان هناك مسألة تسمى عند الفقهاء بالتزاحم ، ويعنون به التزاحم بين فريضتين احداهما اهم من الاخرى ، فيجب تقديم الاهم على المهم ، وعلى المكلف ان يكون عارفا بالاحكام وملتفت الى مسألة الاهم والمهم حتى يمكن له التصرف .
ومثال ذلك ان قتل النفس المحترمة محرم شرعا ، ولكن اذا وجدت شخصا يريد تفجير سوق او مكان فيه حشد من الناس ، فيجوز عندها قتل ذلك الشخص لحماية الناس منه ، فجاز قتل الانسان في هذه الصورة للحفاظ على ارواح الناس التي هي اهم من حفظ روح واحدة .
ووكذلك الامر فيما نحن فيه ، فإن حفظ دين الله تعالى ، فيها خير الدنيا والاخرة للبشرية جمعاء ، وكان الدين قد انحرف عن مساره الصحيح، وابيحت فيه المنكرات وارادوا دفن الشهادتين ، ولم يكن ليستقم امر هذا الدين واقامة الاعوجاج الا بقتل شخص بمستوى الحسين في حرمة دمه ، وسبي اشرف واطهر النساء الا وهن بنات الوحي وعترة الرسول صلى الله عليه وآله.
ولذا نحن نقرأ في زيارة الناحية ، التي يزور بها مولانا القائم ( عجل الله فرجه ) جده الحسين عليه السلام
ويقول فيها : (( ثم اقتضاك العلم للانكار ولزمك ان تجاهد الفجار فسرت بولدك واهاليك وشيعتك ومواليك وصدعت بالحق والبينة ودعوت الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وامرت باقامة الحدود والطاعة للمعبود ونهيت عن الخباث والطغيان وواجهوك بالظلم والعدوان ) .
فانت تلاحظ في خطابه ع ( ثم اقتضاك العلم للانكار ) أي ان علمه ع بالمنكر الواقع ، واحال الذي وصلت اليه امة جده صلى الله عليه وآله، وان هذه الحالة لايصلحها إلا معركة تنتهي بقتله وسبي عياله ( شاء الله ان يراني قتيلا ويراهن سبايا ) أي ان الحكم الشرعي والارادة التشريعية لله تعالى شأنه اقتضت قتله وسبي عياله .
هذا ماتمكنت من كتابته في عجالة وعلى يقتضيه الحال من عدم الاطالة ، علما اني توخيت الاختصار قدر الامكان حتى لاتملو او تكلو من القراءة راجيا ان يتقبله الله تعالى مني بقبول حسن ، انه حسبي ونعم الوكيل .
على ان اعود لكم بملحقات تتمة للموضوع :
الاول : مدى المنكر الذي بلغ في عهد بني امية الذي لم يعد قابلا للسكوت عليه .
الثاني : تأثيرات ثورة الحسين عليه السلام ودفعها للمنكر وبيانها لزيف وكفر بني امية .
الثالث : الاهداف التي ادعيت لثورة الامام الحسين عليه السلاموالرد عليها وبيان انه لاواقع لها .

خادمة بنت المصطفى 13-Dec-2011 11:53 AM

السلام عليك ياابا الاحرار ياسيد شباب الجنة
وفقك الله لكل خير مولانا
ونحن بانتظار تتمة الموضوع.

خادم سيدي موسى بن جعفر 20-Dec-2011 05:26 PM

ذكر ابن الأثير في كامله رسالة ابن عباس ليزيد بعد مقتل الحسين (), وطلب يزيد لمودته وقربه بعد امتناع ابن عباس عن بيعة ابن الزبير: ((أما بعد فقد جائني كتابك فأما تركي بيعة ابن الزبير فوالله ما أرجو بذلك برك ولا حمدك ولكن الله بالذي أنوي عليم وزعمت أنك لست بناس بري فأحبس أيّها الإنسان برك عني فإني حابس عنك بري وسألت أن أحبب الناس إليك وأبغضهم وأخذلهم لابن الزبير فلا ولا سرور ولا كرامة كيف وقد قتلت حسيناً وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدى ونجوم الاعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مرحلين بالدماء مسلوبين بالعراء مقتولين بالظماء لا مكفنين ولا مسودين تسفي عليهم الرياح وينشي بهم عرج البطاح حتى أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم كفنوهم وأجنوهم وبي وبهم لو عززت وجلست مجلسك الذي جلست فما أنسى من الأشياء فلست بناس اطرادك حسيناً من حرم رسول الله إلى حرم الله وتسييرك الخيول إليه فما زلت بذلك حتى أشخصته إلى العراق فخرج خائفاً يترقب فنزلت به خيلك عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فطلبت إليكم الموادعة وسألكم الرجعة فاغتنمتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته وتعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك والكفر, فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودي وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثاري ولا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرن بك يوماً والسلام)) انتهى. (الكامل في التاريخ : 3 / 466 و467).

وقال الذهبي: (كان فظاً غليظاً, يتناول المسكر ويفعل المنكر, افتتح دولته بقتل الحسين, وختمها بوقعة الحرّة) المصدر السابق. وقال ابن كثير: (ان يزيد كان إماماً فاسقاً...) (البداية: 8/223). وقال المسعودي: (ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر, سيره سيرة فرعون, بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته, وأنصف منه لخاصّته وعامّته أخرج أهل المدينة عامله عليهم, وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان)(مروج الذهب: 3/82).

وروي أنّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال: (والله ما خرجنا على يزيد, حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء, أنّه رجل ينكح أمّهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة)(الكامل: 3/310 وتاريخ الخلفاء: 165). هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبلي الشهير كتاباً في الردّ على من منع لعن يزيد وأسماه (الردّ على المتعصّب العنيد). وختاماً نذكر لك بعض المصادر السنّية التي ذكرت يزيد وجوره ومن كفّره وجوّز لعنه


الساعة الآن »09:55 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc