![]() |
ظننتك كأخ الحسين ... !!
ظننتك كأخ الحسين عليه السلام لاتوجد على وجه الأرض قاطبة قضية ذبح فيها الحق وأهله كقضية أبي عبد الله الحسينhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp بعدما واجه اعتى أقوام الدنيا حماقة وطغياناً حيث تمادوا في سبي العباد وظلم المحكومين فأسقوهم من تعسفهم وجورهم كؤوساً تلو الكؤوس ، وأذاقوا ظهورهم طعم العذاب بشتى الألوان ، وأمام هذه المعطيات لم يكن سيد الشهداءhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp ليتغاظى حاشاه عن التفوه بكلمة ترضي الله وجدهhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/s1.bmp فهو كأبيه لاتأخذه بالحق لومة لائم وان قلبت الأرض مرات ومرات فكان صرخة أرهبت عرش يزيد ومن حوله وأضرمت في قلوبهم نار المواجهة فأختار الله سبحانه كربلاء مكاناً وعاشوراء موعداً لمنازلة عرف فيها الدهر الى يومنا هذا معسكر الحق وأهله ومعسكر الباطل وأهله ، فأضحت كربلاء درساً يتتلمذ على مناهجه الأحرار ويتعلم منه المظلومون ان الثورة لاتصطلي دون رجال تفيض الشجاعة والعزيمة من نفوسهم وتتفجر الحمم من أيديهم ، فالكل يعرف كربلاء وفرسانها يوم مزقوا رايات الظالمين ولم ينصاعوا للفاجر وإرادته في الخضوع والاستسلام لأنها قضية حق مؤود بأياد لم تسجد لله الواحد القهار. وفي خضم هذه المعركة الخالدة في وجدان العقلاء وقضيتها العادلة ابد الدهر تلوح الدروس والعبر التي سطرت بأنامل أبطال حفروا في جبين الوجود أعظم انتصار عرفته الإنسانية ومن هذه الدروس ماصاغته اكف الإمام أبي الفضل العباسhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp من بطولة وعنفوان يوم بكت القربة دموعاً لا ماء لأنها سالت على أديم الصحراء ولم تروِ اطفال ينتظرون وعلى لسانهم ينوح العطش. ان الإمام العباسhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp لوحده قضية تمثلت فيها كل معاني الرفعة والسمو حيث وقف على خط واحد مع أخيه الإمام الحسينhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp وهو يرمق سيول الظلم تجتاح الصحاري والبوادي لكي يغتالوا نور الإمامة ويستبيحوا دمه الطاهر على ثرى كربلاء ، وهذه القضية ألهمت الكثيرين من القادة والزعماء وعلى اختلاف أديانهم وانتماءاتهم حيث انهم ادركوا معانٍ سامية تجردت من الزيف والمصلحة وتلألأت فيها المواقف النبيلة والأخلاق الرفيعة. فمن منا لايعرف نابليون بونابرت قائد الحملة العسكرية الفرنسية ذلك القائد الذي يظن البعض انه لايعرف سوى لغة التوسع والهجوم ولايعرف التعامل إلا مع الجنود وصوت الرصاص ، هذا القائد كان يعرف الإمام العباسhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp ويعرف جيداً كيف سطر أبي الفضلhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp أروع صور الأخوة الحقة في اصعب موقف وخصوصاً عندما منح فرصة الخلاص ولكنهhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp ابى أن يرتدي ثياب الخيانة واختار الشهادة بين يدي أخيه الإمام الحسينhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp دفاعاً عن القيم والمبادئ التي شربها من معين أمير المؤمنين علي بن ابي طالبhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp. فبعد ان بسط نابليون بونابرت سيطرته على مصر وتمكن من فرض إرادته العسكرية عليها ، حاول ان يتوسع على حساب الدول المجاورة لتعزيز انتصاره وتحقيق مكاسب اخرى على الأرض ، فقال يوماً ما لأخيه بأنه يفكر في توسيع رقعة احتلاله وانه قادر على تحقيق انتصار جديد وهو أمر بات من السهل تنفيذه وفي أي وقت فلما سمع أخيه هذا الكلام قال لنابليون وبلا تردد: اذا كنت عازماً على هذا الأمر فاني راجع الى باريس ، فما كان من نابليون الا ان يرد عليه بالقول: ظننتك كأخ الحسين. عندما نذكر الطف ويومها العظيم بكل ألامه وشجونه نذكر الإمام الحسينhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp ولاننسى الإمام العباسhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp لأنه يمثل بطولة الروح ولأنه عهد عقده مع أبيه ذلك النبأ العظيم ولأنه من أهل بيتٍ رضعوا الوفاء والتضحية والإباء من منهل الرسول العظيم محمدhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/s1.bmp. عندما نذكر الطف ولهيب رمالها ودمائها وصراخ النساء وهم يشاهدون ذبح القرابين التي قدمها أبي الضيمhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp على منحر الشهادة نقف بإجلال أمام فارس بقي يدافع عن المبادئ حتى الرمق الأخير من حياته مضحياً بكل شئ حتى يفي لأبيه ما أوصاه به لهذا اليوم الرهيب ، وعندما حان الوداع فإن الإمام العباسhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp لم يجد من سبيل لتوديع أخيه الإمام الحسينhttp://www.alhaidaria.net/vb/images/smilies/a1.bmp إلا بوداع الروح مع الروح على أمل اللقاء عند رب العرش العظيم. مما قرأت لـ { علي لطيف الدراجي } |
الساعة الآن »02:45 PM. |