![]() |
كنْ منتظِرَاً
العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس --------------------------------------- ( كنْ مُنتظراً) خلق َ اللهُ الإنسانَ عبداً لهُ ,( وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدونَ ) ووضح لهُ طريق العبودية من خلال اتباع المعصوم , ( قلْ إن كنتم تُحبونَ الله فاتبعوني يُحببكم الله ) وجعل ُ من دخل في عبادتهِ من جميع الخلائق ( أمة واحدة ) والناس بنظر الدين الحق سواسية كأسنان المشط , إنما يتفاضلون في ثلاث صفات : 1- العلم : قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات ), وقال أيضا ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟!) وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس ثلاثة : عالمٌ رباني , ومتعلمٌ على سبيل النجاة , وهمجٌ رعاع . 2- التقوى : قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وفي الحديث الشريف ( لا فرق بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى ) 3- الجهاد : قال تعالى ( فضلَ اللهُ المجاهدينَ على القاعدين درجة ) هذه المعايير التي يجب أن نُقيم الناس على أساسها لا الإنتماءات لدولة أو حزب أو خط معين من الجهل أن تُحجم نفسك بأغلال أهل الدنيا لذلك لا ينصح علماءنا بالإنتماء للأحزاب مهما حملت من شعارات ... لئن التنظيم الواسع هو الإسلام المتضمن لولاية أهل البيت التي كانت وما زالت إمامتهم أمانا للأمة من الفرقة , قال تعالى ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) ويصف حالة التنظيمات المفرقة ( فتقطعوا أمرهم بينهم زُبرا كلّ حزب بما لديهم فرحون ) وقال أيضا ( ومن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كلّ حزب بما لديهم فرحون ) . فهذا علي بن أبي طالب عليهما السلام علام المنايا والبلايا يصف لنا حالتنا قبل أكثر من ألف وثلاثمئة سنة في حديث أورده الكليني في الكافي الجزء 8 صفحة 22-63 ( وا و أسفا من فعلات شيعتي من قرب مودتها اليوم , كيف يستذلّ بعدي بعضها بعضاً ؟ وكيف يقتل بعضها بعضا ؟ ( المتشتتة عن أصل النازلة بالفرع , المؤملة الفتح من غير جهته , كلُّ حزب منهم أخذ منه بغصن ’ أينما مال َالغصن مال معه ) الأصل هو ولاية المعصوم من آل محمد صلى الله عليه وآله ، والمتمثل اليوم بالمهدي بن الحسن العسكري عليهما السلام أما الفروع المتمثلة بالأحزاب والتيارات فأنها فرع ومن الجهل أن نترك الأصل ونتقاتل من أجل الفروع ... وتبين للجميع فشل الجميع من الكذا والكذا وهذا من فضل الله أن يتبين لنا زيف جميع الأطروحات ولا بدَّ للخلائق من طلب المهدي بقلوب صادقة لذلك ورد في الكافي الجزء 8 صفحة 295 قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :( كلُّ راية تُرفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عزّ وجلّ ) ولهذا قال جعفر الصادق عليه السلام : لكلِّ أناسٍ دولةٌ يرقبونها ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ لا يبقى أناس إلا وقد حكموا من شيوعيين ورأسماليين وإسلاميين بقيادة غير المعصوم , نقل المجلسي في بحار الأنوار الجزء 52 الصفحة 332 ( أن دولتنا آخر الدول ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إن رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء وهو قول الله تعالى ( والعاقبة للمتقين ) .لا تكن رأسا فإن الرأس كثير الأوجاع .. كي تُحافظ على دينك وخاصة في دول الباطل بل كن خامل الذكر مع الكفاف , فإنك ما تمتعت به هذه العصور اقتص منك في دولة القائم القادم قريباً ... نقل النعماني في الغيبة صفحة 334 قول الإمام الصادق عليه السلام لشيخ جاء له يشكو عقوق الأولاد وجفاء الإخوان , فقال له الإمام عليه السلام : أوما علمتَ أن للحقَّ دولة , وللباطل دولة , كلاهما ذليلٌ في دولة صاحبه , فمن أصابته رفاهية الباطل اقتصَ منه في دولة الحقّ ) ... أطلب من الله أن تكون من الدعاة لطاعته والقادة إلى سبيله لا لفلان وفلان و .... وانتظر وعد الله فإن الله لا يخلف الميعاد وتحمل كل أنواع الصعوبات في سبيل صراط الله وسبيل الله الذي لا يمكن أن يكن سبل عديدة . قال علي بن أبي طالب عليهما السلام : ( المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله ) وقال الله تبارك وتعالى :( إنْتظرُوا إني معكمْ من المنتظرين ) فالدنيا والآخرة الطيبة لن تجدها إلا بحب آلِ محمد صلى الله عليه وآله والتبشير بقرب قيام قائمهم لنرى كلمة الله هي العليا والكلمة هي ولاية آلِ محمدصلى الله عليه وآله والحب عمل لا لقلقة لسان كما يتوهم البعض أو مجرد دمعة خالية من النصر فإن أول من بكى الحسين عليه السلام قاتله عمر بن سعد لعنه الله . قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ( افترق الناسُ فينا على ثلاث فرق : فرقة أحبونا انتظروا قائمنا ليصيبوا من دنيانا , فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا , فسيحشرهم الله إلى النار , وفرقة أحبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا , ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش , وفرقةٌ أحبونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منّا ونحن منهم )) تحف العقول صفحة 514 الآن اسأل نفسك أنت إلى أي الفرق تنتمي ؟! أقول سئلت ُ نفسي وسأعمل من أجل أن أكون من الفرقة الثالثة , كثرة المعاصي والإبتعاد عن آل محمد صلوات الله عليهم يمكن نغيره بأن نصحح المسار وأن نفهم معنى الدين فالدين يفهمه بعض الناس على أنه مجرد مظهر معين أو تأييد لحزب معين أو خط معين أو شخصية , آل فلان ... إذن أين الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام بل حتى أهل البيت لم يربطوا الناس بأنفسهم بل ربطوهم بالإسلام الذي أمر الله بالتمسك بهم قال الإمام السجاد عليه السلام : ( أحبونا حبّ الإسلام ولا تحبونا حب الأصنام فوالله ما برح حبكم لنا حتى أصبحتم علينا عارا وبغضتمونا إلى الناس ) حبّ الإسلام حب القيم والمباديء لا الشخصيات لعُمركَ أن الحقَّ أبيض ناصعٌ ولكنما حظ المعاندُ أسودُ . |
الساعة الآن »03:42 AM. |