![]() |
فيلزوم وجود الإمام فيالمجتمع
مناظرة هِشام بنالحكم مع عمروبن عبيد فيلزوم وجود الإمام فيالمجتمع
روي الحجّة الكليني في كتاب (الكافي) [عن علی بن ابراهيم، عن والده، عن حسن بن ابراهيم، عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبدالله (الصادق) علیه السلام جماعةٌ من أصحابه منهم حُمران بن أعين ومحمّد بن النُّعمان و هِشام بن سالم و الطّيار و جماعةٌ فيهم هِشام بن الحَكَم و هو شابّ، فقال أبوعبدالله علیه السّلام: يا هشام! ألا تخبرني كيفَ صنعتَ بعمرو بن عبيدٍ؟ فقال هِشام: يا ابن رسول الله إنّي أُجِلّك و أستحييك و لا يعمل لساني بين يديك. فقال أبو عبدالله: إذا أمرتُكم بشيءٍ فافعلوا. قال هشام: بَلَغني ما كان فيه عمرو بن عبيدٍ و جلوسُه في مسجد البصرة، فَعَظُمَ ذلك علی، فخرجتُ إلیه و دخلتُ البصرةَ يومَ الجمعة فأتيتُ مسجدَ البصرة، فاذا أنا بحَلْقَة كبيرة فيها عمرو بن عبيد و علیه شَمْلَةٌ سوداء مُتّزراً بها من صوف، و شملةٌ مُرتدياً بها، و الناسُ يسألونه، فاستفرجتُ الناسَ فأفرجوا لي، ثمّ قعدتُ في ءاخر القوم علی ركبتيّ ثمّ قلتُ: أيهّا العالِمُ! إنّي رجلٌ غريبٌ تأذنُ لي في مسألة! فقال لي: نعم! فقلتُ: أَلَكَ عَيْنٌ؟ فقال: يا بُنَيّ أيّ شيء هذا من السؤال، و شيء تراه كيف تسألُ عنه؟ فقلتُ: هكذا مسألتي. فقال: يا بُنيّ سَل و إن كانتْ مسألتُك حمقاء. قلتُ: أَجِبني فيها. قال لي: سَل! قلتُ: أَلَكَ عَيْنٌ؟ قال: نعم. قلتُ فما تصنعُ بها؟ قال: أري بها الالوان و الاشخاص. قلتُ: فَلَكَ أَنْفٌ؟ قال: نعم. قُلتُ: فما تصنعُ به؟ قال: أشمّ به الرّائحة. قلتُ: أَلَكَ فمٌ؟ قال: نعم. قلتُ: فما تصنعُ به؟ قال: أذوقُ به الطَّعْمَ. قُلْتُ: فَلَكَ أُذُنٌ؟ قال: نعم. قلتُ: فما تصنعُ بها؟ قال: أسمعُ بها الصَّوتَ. قلتُ: أَلَكَ قَلْبٌ؟ قال: نعم. قلتُ: فما تصنعُ به؟ قال: أُميّزُ به كُلَّما وَرَدَ علی هذه الجوارح و الحواسّ. قلتُ: أَوَلَيْسَ في هذه الجوارح غنيً عن القلب؟ فقال: لا. قلتُ: و كيف ذلك و هي صحيحةٌ سليمةٌ؟ قال: يا بُنيّ! إنّ الجوارح إذا شكّت في شيءٍ شَمَّتْهُ أو رأته أو ذاقته أو سمعته رَدَّتْهُ إلی القلب فَيَسْتَيْقِنُ إلیقينَ و يُبْطِلُ الشَكَّ. قال هشام: فقلتُ له: فإنّما أقامَ اللهُ القلبَ لشكِّ الجوارح؟ قال: نعم. قلتُ: لابُدَّ من القلب و إلاّ لم تستيقن الجوارحُ؟ قال: نعم. فقلتُ له: يا أبا مروان ، فاللهُ تبارك و تعإلی لم يترك جوارحك حتّي جعل لها إماماً يُصحِّح لها الصحيحَ و يتيقّنُ به ما شُكَّ فيه و يَتْرُكُ هذا الخلقَ كلَّهم في حَيْرتهم و شكّهم و إختلافهم، لا يُقيم لهم إماماً يردّون إلیه شكّهم و حيرتهم و يُقيم لك إماماً لجوارحك تردُّ إلیه حيرتَك و شكّك؟! قال: فسكتَ و لم يقل لي شيئاً، ثمّ التفتَ إلی فقال لي: أنت هشامُ بن الحكم؟ فقلتُ: لا. قال: أَمِن جُلسائِهِ؟ قلتُ: لا. قال: فمن أين أنتَ؟ قال: قلتُ: من أهل الكوفة. قال: فأنتَ إذاً هو. ثمّ ضمّني إلیه و أقعدني في مجلسه و زال عن مجلسه و ما نطق حتّي قمتُ. قال: فضحك أبو عبدالله علیه السلام و قال: يا هشام. مَن علمّك هذا؟ قال: شيءٌ أخذتُه منك و ألّفتُهُ. فقال: هذا واللهِ مكتوبٌ في صُحُف إبراهيم و موسي. و باعتبار انّ الإمام بمنزلة قلب العالَم و مخّه، فانّ سروره و حُزنه سيؤثرّ في جوارحه و أعضائه أي في جميع مخلوقات الله واحداً فواحداً. |
الساعة الآن »07:10 PM. |