![]() |
هي فاتحة عقيدة ودور الهي عظيم
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك واحصاه كتابك ان الصديقة الكبرى حضرة مولاتنا ( فاطمة الزهراء ) صلوات الله وسلامه عليها هي فاتحة عقيدة ودور الهي عظيم فهي تؤصل بناء أسس وبنية الامامة في طبيعة النشأة الاولى للاسلام والبناء الاول للامة الاسلامية فان الزهراء سلام الله عليها بما لها من موقعية كبضعة للنبي صلى الله عليه واله وسلم وما لها من حجية في الدين عند الامة حاولت ان تستثمر هذا الموقع الالهي الاعتقادي عند الناس وتمارس دورها التصحيحي وهي اول من قام بهذا الدور واليك نبذة من هذه المواقف والمصادمات السياسية التي قامت بها سلام الله عليها ا- خطبتها الكبرى في المسجد وهذه الخطبة كما يروى في مقدمتها - بعد ان بلغها ان ابابكر قد طرد عاملها على فدك اخذ الانصار يهتفون باسم علي عليه السلام بعد خطبتها عليها السلام حتى ارتج المكان واضطرب الامر على ابي بكر وخاف من ذلك والملاحظ في الخطبة هذه انها كلها أدلت بأدلة من الايات واحاديث ابيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يكن ابوبكر يجرؤ على الاعتراض عليها وقد فصلت سلام الله عليها في خطبتها أركان المعارف كجوامع علم ترجع اليها الامة في معارف الدين وفروعه 2- خطبتها الصغرى مع نساء المهاجرين والانصار وقد كشفت فيها القناع عن تخاذل المهاجرين والانصار عن الوفاء لعلي عليه السلام بالبيعة وعدم وفائهم لطاعة الله ورسوله فيما امرهم بشان علي عليه السلام وان ذلك لنفرتهم من العدل وجهلهم بنعيم البركات التي يعيشون في كنفها لو وفوا لعلي عليه السلام بالبيعة يتـــــــبع ان شاءالله تعالى |
3- رثاؤها وبكاؤها عليها السلام فهي حالة تنديد واستنكار لما يجري من حولها سواء كان داخل البيت ام خارجه والملاحظ ان الابيات المنسوبة اليها في رثاء ابيها صلى الله عليه واله وسلم لم تكن تتناول موضوع فقده صلى الله عليه واله وسلم فقط بل كانت تشكو فقده وسوء صنيع اصحابه معها وهذا ما تلحظه في كل رثائها صلوات الله وسلامه عليها واليك بعض النماذج فمن رثائها : قل للمغيب تحت اطباق الثرى ان كنت تسمع صرختي وندائيا صبت علي مصائب لو انها صبت على الايام صرن لياليا قد كنت ذات حمى بظل احمد لا اختشي ضيما وكان حمى ليا فاليوم اخشع للذليل واتقي ضيمي وادفع ظالمي بردائيا (1) (1) مناقب ال ابي طالب :1: 208 يتـــــبع ان شاءالله تعالى |
4- صدها عليها السلام للباب : نرى من الضروري التوقف عند هذه النقطة حيث قد يثار حولها ان من المستبعد خروجها الى الباب مع وجود الامام امير المؤمنين عليه السلام داخل الدار والامر المتعارف ان يخرج الرجل الى الباب عندما تطرق لا ان تخرج حرمه ولكن الظاهر ان الخروج كان بعد ندائهم للامام عليه السلام بالخروج وتهديدهم بحرق البيت فخروجها سلام الله عليها لم يكن لفتح الباب ولكن لردهم وصدهم عن ما قصدوا ومن الواضح الجلي ان بيت فاطمة سلام الله عليها كان يتمتع بحرمة قد شيدها القران الكريم لاهل البيت عليهم السلام وتعظيم وحث بالغ على مودتهم مضافا الى ذلك تعظيم النبي صلى الله عليه واله وسلم لحرمة بيت فاطمة وعلي عليهما السلام حيث لم يكن يدخل هو نفسه صلى الله عليه واله وسلم الا بعد الاستئذان وطرق الباب ويقول ( ان الله قد امره بذلك ) وقد روى الفريقان انه كان طيلة ستة اشهر ياتي الى دار فاطمة عليها السلام يطرق الباب عن كل صلاة ويقول : ( السلام عليكم اهل البيت ...) مضافا" الى ما في القرآن من تنزيل علي عليه السلام بمنزلة نفس النبي صلى الله عليه واله وسلم وفي الحديث النبوي ( ان فاطمة روحه التي بين جنبيه ) و( الحسنان عليهما السلام ريحنتاي من الدنيا ) فلم يرع عمر تلك الحرمة كما لم يرع ابوبكر ذلك حينما امر بالكشف عن بيت فاطمة سلام الله عليها وهي في موقفها ذلك نظير انتداب الله عزوجل لمريم بنت عمران للقيام بمهمة لم ينتدب الله تعالى لها زكريا عليه السلام وهي كشف القناع عن دجل علماء اليهود من بني اسرائيل حيث كانوا يدعون الصدارة الدينية ويتسأكلون بالدين ويطمعون في الرئاسة الدنيوية فلم يكن باستطاعة زكريا عليه السلام ان يكشف هذا الزيف بقدر ما كان لمريم عليها السلام ذلك اذ ان حرمتها اوضح في ذهن عامة الناس والتعدي عليها اجلى وضوحا لكشف زيف المعتدي كما يشير الى ذلك قوله تعالى في سورة مريم : ((إِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا))26 (( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا))27 ((يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)) 28 ((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)) 29 وبهذا المشهد الذي يصوره القران الكريم جعل الله تعالى مريم تخاطر بنفسها وعرضها لانه أبين شئ لدى عموم أذهان الناس لاسقاط القناع عن علماء بني اسرائيل المتكالبين على الدنيا والرئاسة ولصعوبة المهمة التي انتدبت لها مريم عليها السلام أشار تعالى الى قولها (( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا))23 ومن ثم ندم ابوبكر بعد ذلك على كشف بيت فاطمة سلام الله عليها حين فشل تدبيره وتخطيطه في طمس حق علي عليه السلام المحفوف بالنصر الالهي في امامته كما لم يفلح علماء اليهود في طمس نبوة النبي عيسى عليه السلام ونصر الله الذين اتبعوا النبي عيسى عليه السلام على اعدائهم ((وجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تختلفون )) ال عمران 55 فلولا هذا الموقف الذي قامت به فاطمة عليها السلام لما لها من حرمة عظيمة في القران عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه واله وسلم لما استطاعت ان تهز الضمير عند المسلمين عبر الاجيال فما ان يقف الباحث عند هذا المشهد المثير للعواطف والاحزان الا ويهتز وجدانه وضميره ويبصر الحق ويعرف اهله ويرزق الهداية يتبع ان شاءالله تعالى |
وهناك نص تاريخي رواه اهل السنة في مصاردهم حيث روى ابن ابي شيبة في المصنف قال حدثنا محمد بن بشير حدثنا عبيدالله بن عمر حدثنا زيد بن اسلم عن ابيه قال : انه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان علي عليه السلام والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في امرهم ولما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة عليها السلام فقال لها : وأيم الله ما ذاك بمانعي ان اجتمع هؤلاء النفر عندك ان امرتهم ان يحرق عليهم البيت . المصنف لابن ابي شيبة 7 - 432 وهذا النص يبين مدى موقعية فاطمة عليها السلام كمحور يتخوف منه اصحاب السقيفة المعلونة الى درجة فقدوا فيها توازنهم في التعامل مع اعظم حرمة في الاسلام مما سبب انجلاء واقع مشروع السقيفة امام اي متامل منصف يتبع ان شاءالله تعالى |
فلولا هذا الموقف الذي قامت به فاطمة عليها السلام لما لها من حرمة عظيمة في القران عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه واله وسلم لما استطاعت ان تهز الضمير عند المسلمين عبر الاجيال فما ان يقف الباحث عند هذا المشهد المثير للعواطف والاحزان الا ويهتز وجدانه وضميره ويبصر الحق ويعرف اهله ويرزق الهداية يتبع ان شاءالله تعالى[/quote] اللهم عرفنا عرفنا الحق وارزقنا الهداية بحق المغصوب حقها بضعة المصطفى صلوات الله عليهم اخي الفاضل مسكين مستكين...هذا ماعهدناه فيك تتفانى في نشر فضائل الزهراء وتبيان حقها وحقوقها... شفيعتك ام ابيها سلام الله عليها نسألكم الدعاء |
(( اللهم عرفنا عرفنا الحق وارزقنا الهداية بحق المغصوب حقها بضعة المصطفى صلوات الله عليهم اخي الفاضل مسكين مستكين...هذا ماعهدناه فيك تتفانى في نشر فضائل الزهراء وتبيان حقها وحقوقها... شفيعتك ام ابيها سلام الله عليها نسألكم الدعاء)) جزاكم الله خير الجزاء على كلامكم المبارك وأسال عزوجل ان يرزقكم شفاعة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها انه سميع الدعاء قريب مجيب |
5- خروجها عليها السلام خلف الامام علي عليه السلام في ازقة المدينة : يعطي طابعا عن مدى قوة موقفها عليها السلام وشجاعتها من بين جميع المسلمين في مواجهة اول مشروع انقلابي أسس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مرحلة البناء لصرح الدين فرغم ما هددوا به فاطمة سلام الله عليها وتجاسروا على حرمتها وجرى عليها ما جرى الا انها لم تكن لتخاف او تنهزم امام شدة وشراسة الطرف الاخر وقمعه كما حفلت بذلك وصورته مصادر الفريقين |
6- امتناعها عليها السلام عن البيعة لابي بكر ومما لا شك فيه لزوم البيعة على كل مسلم للامام الحق حيث اتفق المحدثون على رواية : (( من مات ولم يعرف .... ) فما رواه المحدثون من الامامية هو نص ( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ) كمال الدين وتمام النعمة 409 وما رواه العامة منهم هو ( من مات ولم يكن في عنقه بيعة لامام مات ميتة جاهلية ) صحيح مسلم 8-17 وقد روى التفتازاني في كتابه شرح المقاصد الرواية كما روتها الامامية وعلى أي حال فالمؤدى لكلا النقلين متقارب وهو لزوم البيعة في ذمة كل مسلم وان الذي يموت ولا بيعة في عنقه فميتته جاهلية والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل ماتت الزهراء عليها السلام وفي رقبتها بيعة لأحد ؟ وهنا نطرح عدة احتمالات : الاول : انها كانت جاهله بهذا الحكم وهذا اللزوم وجوابه كيف يتصور ذلك في مثل سيدة النساء وهي بضعة النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن اهل البيت عليهم السلام الذي شهد لهم القران بالطهارة واذهب عنهم الرجس فلا يحتمل في حقها الجهل بمثل هذا الامر المهم والخطير الثاني : انها كانت عالمة ولكن خالفته وجوابه ان ذلك ينافي آية التطهير الثابته في حقها والتي نزهتها عن الذنب والمعصية الثالث : انها ماتت وقد بايعت الامام الحق وهو علي بن ابي طالب عليه السلام وعليه فلم تبايع ابابكر ابدا وقد ماتت على ذلك ونتيجة لهذه المصادمات المتعددة نجد ان ابوبكر وعمر قاما بمحاولة لعلاج الموقف وخطوة أعربت عن مدى تأثير كل هذه المصادمات في نفوس الامة والخطوة هي قيامهما بزيارتها وطلب الصفح منها واسترضائها ولكنها أبدت موقفا فوت الفرصة عليهما وأوقعهما في مزيد من الورطة حيث اخذت منهما الاعتراف والاقرار في ذلك المجلس بمدى ما لها من حرمة في الدين وعند الله تعالى وانها ميزان للحق يميزه عن الباطل ولاحظ النص الذي ينقله التاريخ عن ذلك المجلس : فقد روى ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة ص 14 في مخاطبة فاطمة (ع) لأبي بكر وعمر: أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله (ص) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: رضا فاطمة رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناها من رسول الله (ص) قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتما، ولئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه.... يتبع ان شاءالله تعالى |
أحسنت أخي مسكين مستكين.................. لا فض فوك |
أحسنت أخي مسكين مستكين.................. لا فض فوك أحسن الله اليكم ورزقكم خير الدنيا والاخرة بحق ام الحسن صلوات الله وسلامه عليها |
الساعة الآن »03:30 PM. |