منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=149)
-   -   «فاطِمَةُ خِيرَةُ اللهِ» (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=31105)

fadak 11-Apr-2012 10:49 PM

«فاطِمَةُ خِيرَةُ اللهِ»
 
نقل الفريقان أنَّه (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام) : «اِنَّ اللهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَ يَرْضى لِرِضَاكِ ».

ومقام العصمة الذي هو أعلى مراتب الكمال الإنساني لا يكون إلاَّ بدوران غضب العبد ورضاه مدار رضا الله وغضبه سبحانه . .

وإذا كانت العصمة الكبرى تعني وصول الإنسان الكامل إلى مقام يرضى معه برضا الله ويغضب لغضب الله بقول مطلق، فإن فاطمة الزهراء (عليها السلام) وصلت إلى مرتبة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها بقول مطلق، وهذا مقام يحار فيه الكمّل!

تلك هي مشرق الأنوار لنجوم سماء الولاية ، ومخزن الأسرار لتخوم كتاب الهداية . .

تلك هي زوجة وأُمُّ اثني عشر سيِّد من ولد إسماعيل الذي جاء ذكرهم في الباب السابع عشر من سِفر التكوين من التوراة ، وخبَّر الله بهم إبراهيم الخليل . .

تلك هي العلامة العظمى في السماء التي ظهرت في مكاشفات يُوحنَّا . . امرأة قد احتضنت الشمس ، والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها تاج من اثني عشر كوكباً .

تلك في سورة ( حمّ ) تأويل «الليلة المباركة» التي (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم).

تلك (نِسَاءنَا) في القرآن المجيد ; ذاك الجمع الذي انحصر بفرد واحد . .

تلك وبعلها..بحر النبوة والعلم الذي بهما أُوِّل قوله عزَّ من قائل : (مَرَجَ الْبَحْرَينِ يَلْتَقيانِ)

تلك المرأة الوحيدة التي عدَّ الله سبحانه دعاءها عِدل دعاء خاتم النبين وسيد الوصيين في يوم المباهلة . .

تلك وحيدة الدهر التي توَّجها الله بتاج : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً)

تلك التي شاهد رسول الله يوم المعراج مكتوباً على باب الجنَّة : «فاطِمَةُ خِيرَةُ اللهِ» ; نعم تليق لأحمد المختار خيرة الله .

تلك التي قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «وَ أُبْعَثُ عَلَى البُراقِ خُطْوُها عِنْدَ أَقْصى طَرْفِها وَ تُبْعَثُ فاطِمَةُ أَمامِي»

تلك كفاها أنَّها تحشر يوم النشور قدَّام «إِمَام الأوَّلين و الآخرين» كي يتجلَّى معنى (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْديهِمْ) .

ذاك النور الذي يتقدَّم يوم الجزاء صاحبه الذي عبَّر عنه ربُّ العزَّة في كتابه المجيد بـ : «السراج المنير» ، وجعله مثَل نوره في آية النور .

وكفى في شخصيتها أنَّها أوَّل من ترد على بساط القرب الذي هو (فِي مَقْعَدِ صِدْق عِنْدَ مَلِيك مُقْتَدِر)۲۶ ، «أَوَّلُ شَخْص يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فاطِمَةُ (عليها السلام)» .

وحيث استقرَّت في مستقرِّ رحمته زارتها الأنبياء كلاًّ : «زارَكِ آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ مِنَ النَّبِيِّين» .

تلك الجوهرة الفريدة الوحيدة التي منّ الله تعالى بوجودها الذي صار سبباً لامتداد أشعة رسالة أبيها (صلى الله عليه وآله) ـ على النّبي الخاتم حيث قال : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ) ومنّ الله ببعثة النّبي على المؤمنين إذ قال : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ)
اية الله الشيخ حسين الوحيد الخراساني دام ظله


الساعة الآن »05:01 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc