![]() |
اضاءات هادية من كلمات فاطمة الزهراء عليها السّلام
قالت عليها السّلام : واحمدوا الذي لعظمته ونوره ... يبتغي مَن في السماوات والأرض إليه الوسيلة ، ونحن وسيلته في خَلْقه ، ونحن خاصّته ومحلّ قُدسه ، ونحن حُجّتُه في غيبه ، ونحن ورثة أنبيائه وذكّرت فقالت عليها السّلام : أنسِيتُم قول رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير « خُمّ » : « مَن كنتُ مولاه ، فعليٌّ مولاه » ؟! وقوله صلّى الله عليه وآله : « أنت منّي بمنزلة هارونَ مِن موسى » ؟! ورغّبت في حُسن النيّة فقالت عليها السّلام : مَن أصعد إلى الله خالصَ عبادته ، أهبط اللهُ إليه أفضلَ مصلحته وأجابت امرأةً جاءتها بسؤال زوجها أنّه مِن شيعتهم أم لا ، فقالت عليها السّلام لها : قولي له : إن كنتَ تعملُ بما أمرناك ، وتنتهي عمّا زجرناك عنه ... فأنت مِن شيعتنا ، وإلاّ فلا وفي مكارم الأخلاق قالت عليها السّلام : البِشْر في وجه المؤمن يُوجِب لصاحبه الجنّة ونبّهت إلى المقام الأسمى فقالت عليها السّلام : أبَوا هذه الأُمّة : محمّدٌ وعليّ ... يُقيمانِ أودَهم ، ويُنقذانِهم مِن العذاب الدائم إن أطاعوهما ، ويُبيحانِهمُ النعيمَ الدائمَ إن وافقوهما وروت عن أبيها المصطفى صلّى الله عليه وآله ، قالت عليها السّلام : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يعوّذ الحسن والحسين، ويُعلّمُهما هؤلاءِ الكلمات كما يعلّمهما السورة من القرآن ، يقول : « أعوذُ بكلماتِ اللهِ التّامّة ، مِن شرِّ كلِّ شيطانٍ وهامّة ، ومِن كلِّ عينٍ لامّة » وتساءلت متعجّبة : ما يصنع الصائم بصيامٍ إذا لم يَصُنْ : لسانَه وسمعه وبصره وجوارحَه ! وكان من أدعيتها عليها السّلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، يا حيُّ يا قيّوم ، برحمتِك أستغيثُ فأغِثْني ، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ أبدا ، وأصلِحْ لي شاني كلَّه وكذا كان مِن دعائها سلام الله عليها : اللهمّ قنّعْني بما رزقتَني ، واسترني وعافني أبداً ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني . اللهمّ لا تُعْيِني في طلبِ ما لا تُقدِّرُ لي ، وما قدّرتَه عليّ فاجعلْه ميسّراً سهلا . اللهمّ كافِ عنّي والدَيَّ ، وكلَّ مَن له نعمةٌ علَيّ خيرَ مكافأة . اللهمّ فرّغْني لِما خلقتَني له ، ولا تشغلني بما تكفّلتَ لي به ، ولا تعذّبْني وأنا أستغفرك ، ولا تحرْمني وأنا أسألك . اللهمّ ذلّلْ نفسي في نفسي ، وعظِّمْ شأنك في نفسي ، وألهِمْني طاعتَك ، والعملَ بما يرضيك ، والتجنّب لما يُسخطك ... يا أرحم الراحمين وقالت في خطبتها بياناً للتوحيد : وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، كلمةً جعل الإخلاصَ تأويلَها ، وضمّن القلوب موصولها ، وأنار في التفكير معقولها . الممتنع من الأبصار رؤيتُه ، ومِن الألسن صفتُه ، ومن الأوهام كيفيّته . ابتدع الأشياء لا مِن شيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاءِ أمثلةٍ امتثلها ، كوّنها بقدرته ، وذرأها بمشيّته ، مِن غير حاجةٍ منه إلى تكوينها ، ولا فائدةٍ له في تصويرها ؛ إلاّ تثبيتاً لحكمته ، وتنبيهاً على طاعته ، وإظهاراً لقدرته ، وتعبّداً لبريّته ، وإعزازاً لدعوته ، ثمّ جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، ذيادةً لعباده من نقمته ، وحياشةً لهم إلى جنّته وقالت عليها السّلام في بعثة أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله : ابتعثه اللهُ إتماماً لأمره ، وعزيمةً على إمضاء حُكْمه ، وإنقاذاً لمقادير حتمه ... فرأى الأمم فِرَقاً في أديانها ، عُكَّفاً على نيرانها ، عابدةً لأوثانها ، مُنكِرةً لله مع عرفانها . فأنار الله بأبي محمّدٍ صلّى الله عليه وآله ظُلَمَها ، وكشف عن القلوب بهمَها ، وجلى عن الأبصار غممَها ، وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصّرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الصراط المستقيم وأعادت إلى الأذهان ، فقالت عليها السّلام : أمَا كان رسول الله صلّى الله عليه وآله أبي يقول : « المرءُ يُحفَظُ في وُلْدِه » ؟! وكان من بيانها لعلل الشرائع والأحكام أن قالت سلام الله عليها : فجعَلَ اللهُ الإيمانَ تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاةَ تنزيهاً لكم عن الكِبْر ، والزكاةَ تزكيةً للنفس ونماءً في الرزق ، والصيامَ تثبيتاً للإخلاص ، والحَجَّ تشييداً للدِّين ، والعدلَ تنسيقاً للقلوب ، وطاعتَنا نظاماً للملّة ، وإمامتَنا أماناً مِن الفُرقة ، والجهادَ عِزّاً للإسلام ، والصبرَ معونةً على استيجاب الأجر ، والأمرَ بالمعروفِ مصلحةً للعامّة ، وبِرَّ الوالدينِ وقايةً من السَّخَط ، وصلةَ الأرحام مَنْماةً للعَدَد ، والقِصاصَ حِصناً للدماء ، والوفاءَ بالنَّذْر تعريضاً للمغفرة ، وتوفيةَ المكاييلِ والموازينِ تغييراً للبَخْس ، والنهيَ عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرِّجس ، واجتنابَ القَذْف حجاباً عن اللعنة ، وترك السرقة إيجاباً للعفّة . وحرّمَ اللهُ الشِّرْك إخلاصاً له بالربوبيّة فاتّقُوا اللهَ حقَّ تُقاتهِ ولا تَموتُنّ إلاّ وأنتم مسلمون ، وأطيعوا الله فيما أمرَكم به ونهاكم عنه ؛ فإنّه إنّما يخشى اللهَ مِن عبادِه العلماءُ ونســــــــــــــــــــــألكم الدعاء |
الساعة الآن »06:42 PM. |