منتديات موقع الميزان

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على جوهرة الوجود وبنت الخلود فاطمة وعلى أبيها وبعلها وبنيها الصادقين الشهود
إن الزهراء عليها السلام تمثل حلقة الوصل بين سلسلتين عظيمتين هما النبوة والإمامة .
-----------------------------------------------------------------------------------------------
لماذا ؟
- إن النبي صلى الله عليه وآله لم يعش له من الأولاد إلا فاطمة عليها السلام ، إضافة إلى أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين .
- إن الزهراء عليها السلام بشر بها النبي صلى الله عليه وآله من قبل الله تعالى وقد خصت من الله بأن نطفتها الشريفة عقدت من ثمار الجنة فكانت حوراء أنسية .
- من عادة الأنبياء عليهم السلام ومن ديدنهم لكمال الرسالة الإلهية أن يكون لهم أوصياء من ذراريهم ، وهذا ما بينه الكتاب المقدس حيث يقول : وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ . . . ﴿النمل: 16﴾ . ويقول : وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ﴿29﴾ هَارُونَ أَخِي ﴿30﴾ .
ويقول : يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴿مريم: 6﴾ .
هذا ونبينا صلى الله عليه وآله لم يبقى له من الذرية إلا فاطمة عليها السلام فجعل الله ذريته من ولدها ، وبما أن فاطمة عليها السلام ليس له كفؤاً من الرجال غير علي عليه السلام ، وهذا من الموضحات الكبرى حيث كان الصحابة تقدموا لخطبتها من أبيها وكان يؤجل ذلك ، إلى أن قضى الله زواجها في السماء من علي وأمر النبي صلى الله عليه وآله بتزويج النور من النور .
ومن جهة أن نسل النبوة يجب أن يكون من النبي والأوصياء الورثة لهذه الرسالة تقضي طبيعة الحال أن يكونوا من صلب رسول الله ، فكيف السبيل ولم يكن للنبي صلى الله عليه وآله غير فاطمة عليها السلام وهذا ما نجده في صريح الآية الشريفة بقوله تعالى : ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿آل عمران: 34﴾
وكان علي الوصي للنبي وهو الإمام حيث قد يعترض هنا المشكك ويقول كيف يكون علي إماما وهو ليس من ذرية النبي نقول وكيف كان حواريي عيسى وشمعون الصفا من أوصياء عيسى عليه السلام وهم ليس من نسله ، فيقول إذاً الوصاية قد تخرج عن حد الذرية فنقول ، وهل من أهل لهذه الوصاية غير أهل بيت النبي إذ كان الحوارييون أوصياء لما لديهم من الإخلاص فما بالك بمن يصفهم الله بالوصف الطاهر العظيم . . . إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴿الأحزاب: 33﴾ . ثم يكفي إشارة من الله تعالى في صريح قوله تعالى أن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام هو نفس محمد صلى الله عليه وآله وفاطمة وولدها أهل بيته خاصة إذ يقول : فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿آل عمران: 61﴾ . فهذا الذي هو نفس النبي أولى بتمثل الإمامة ، فكانت فاطمة عليها السلام صلة النبوة بالإمامة إذ قرنت هذه السلسلة ووصلتها فتفرع منها الأئمة من ولدها عائداً النسب للنبي صلى الله عليه وآله كما نسب عيسى عليه السلام لآل عمران من مريم عليها السلام .

والحمد لله رب العالمين
خادم الزهراء المظلومة
إبراهيم قبلان العاملي