![]() |
في معنى « البتول »
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها من الألقاب الباهرة للصديقة الطاهرة ( عليها السلام ) وهي من ألقاب مريم بنت عمران ( عليها السلام ) أيضا . اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهربن واللعنة الدائمة على أعدائهم أجميعن إلى قيام يوم الدين « البتول » صلوات الله عليها والبتل : القطع والإبانة ، يقال : طلقتها بتة بتلة . والبتول جمعها بتائل . وهي المرأة المنقطعة عن النساء . والبتول : الفسيلة التي انفردت واستغنت عن أمها ، والبتيلة : التي لم يركب بعض لحمها بعضا . والمبتلة بتشديد التاء المرأة الجميلة تامة الخلق وفي قوله تعالى : ( وتبتل إليه تبتيلا ) أي الانقطاع عن الدنيا إلى الله عز وجل . وقال في الصراح : البتول هي العذراء المنقطعة من الأزواج . ويقال : هي المنقطعة إلى الله من الدنيا ، وهي نعت فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال ابن الأثير في النهاية : امرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم أم عيسى ( عليه السلام ) ، وسميت فاطمة ( عليها السلام ) البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا . وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إلى الله . وقال عبيد الهروي في الغريبين : سميت مريم بتولا لأنها بتلت عن الرجال ، وسميت فاطمة بتولا لأنها بتلت عن النظير . وفي كتاب معاني الأخبار وعلل الشرائع ومصباح الأنوار والبحار « عن علي ( عليه السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سئل ما البتول ؟ فإنا سمعناك يا رسول الله تقول : إن مريم بتول وفاطمة ( عليها السلام ) بتول ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : البتول التي لم تر حمرة قط - أي لم تحض - فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء » . . . قال المجلسي ( رحمه الله ) : « إنها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم » . وروى علماء السنة هذا المضمون من قبيل أحمد بن حنبل في الفضائل والحافظ أبو نعيم في كتاب منقبة المطهرين ، وأبو صالح المؤذن في الأربعين ، وابن حجر في الصواعق في الفصل الحادي عشر في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) في ذيل قوله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) عن صحيح النسائي ، والسيد علي الشافعي في مودة القربى في الباب الحادي عشر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إنما سميت فاطمة البتول لأنها تبتلت من الحيض والنفاس ، لأن ذلك يحسب في بنات الأنبياء نقصانا . وفي صحيح النسائي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إن بنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث » . وكذا روى علماء السنة عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : يا حميرا ! إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ، لا تغتسل كما تغتسلين . أما علة الكراهة والنقصان فواضحة ، ويمكن أن يقال أن الأخبار الواردة في هذا المعنى بلغت حد الإستفاضة ، بل قاربت التواتر عند الفريقين ولا مجال للإنكار ، ويشهد لذلك ما روي من « أن الله حرم النساء على علي ما دامت فاطمة حية لأنها لم تحض » . بناء على ذلك يكون معنى « فاطمة البتول » أي : المنقطعة عن رؤية الدم . أو منقطعة عن النساء فضلا ودينا وحسبا . أو منقطعة عن الرجال شهوة . أو منقطعة عن الدنيا . أو منقطعة عن النظير . والقول السادس : لأنها بتلت كل ليلة ، أي إنها ترجع بكرا كل ليلة ، وسميت مريم بتولا لأنها ولدت عيسى بكرا وبهذا انقطعت عن النساء ، وسيأتي بيانه في الكلام عن معنى « العذراء » . تفريع رفيع إن الوجوه التي ذكرها العامة والخاصة في انقطاع فاطمة الطاهرة وانفطامها كلها وجوه جائزة وفي غاية الصحة ، وكون هذا اللقب ومعانيه مختص بالسيدتين مريم وفاطمة ( عليها السلام ) دون غيرهما حقيقة واقعة لا شك فيها . ويستفاد علاوة على مر طهارتهما من الأرجاس والأدناس المعنوية الروحانية - والظاهر عنوان الباطن - ولما كانت مريم وفاطمة الطاهرة ( عليها السلام ) منزهتين عن الأرجاس الظاهرة بمفاد قوله تعالى ( إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) ومفاد حديث عائشة المذكور « ليست فاطمة كنساء الآدميين » فهذا دليل أيضا على طهارة تلك المخدرة الكبرى طهارة معنوية ودليل على عصمتها أيضا . وبعد هذه المقدمة نقول : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في نهج البلاغة : إن النساء نواقص العقول ونواقص الإيمان ونواقص الحظوظ ; أما نقصان إيمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام ». فهذه العلة الخاصة عقوبة في العبودية تؤدي إلى النقصان في الإيمان . وروي أن حواء عوقبت بالعادة بعد أن أكلت من الحنطة ، فكانت أول من رأت الدم « وأول قطرة من الطمث ظهرت من حواء ، وإن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم ( عليه السلام ) » . وقال بعض المحدثين : إن الطمث أول ما بدأ كان في بنات قوم لوط لأنهن كن يحضرن مجالس الرجال سرا وبدون إذن ليستمعن إلى حديثهم . وقال بعض آخر : أول ما بدأ في نساء بني إسرائيل لأنهن كن يخرجن إلى المساجد وفي أقدامهن نعال من خشب ، فظهرت هذه العادة عندهن وحرم عليهن دخول المجالس والمحافل والمساجد . وكان أهل الجاهلية يهجرون نساءهم أيام الحيض فلا يضاجعوهن ولا يؤاكلوهن ، ويخرجوهن من بيوتهم صيفا وشتاء ، وكذلك المجوس - وإن كانوا أسوأ من اليهود والنصارى - إلا أنهم لا يضاجعون نساءهم أيام الحيض ، فلما نزل قوله تعالى : ( فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ). قال اليهود : أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عنا وتعلم منا ، لأننا نعتزل النساء في المحيض ولا نضاجعهن ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إني ما أمرت بإخراجهن من البيوت ، وإنما نهيت عن مباشرتهن . وقوله تعالى ( لا تقربوهن ) يدل على حرمة الوطء قبلا حتى يطهرهن بالغسل ، وكفارة الوطء أول العادة دينار ، ووسطها نصف دينار ، وآخرها ربع دينار ; والدينار مثقال شرعي من الذهب المسكوك بسكة المعاملة . والنهي عن الوطء أيام العادة للمنع من اختلاط النطفة وعلوقها بدم الحيض ، وهو يسبب الحصاة في المثانة ، وفيه أذى ، قال تعالى : ( يسألونك عن المحيض قل هو أذى ) وتفصيل الكلام في الآية ليس هذا محله . وورد في الحديث : أعداءنا أبناء حيض أو أبناء زنا . وعلى أية حال : أراد الله رب العالمين أن تأتي هاتان السيدتان إلى الدنيا مطهرتين من الأقذار والأكدار والخبائث وخساسة الأرجاس والأدناس ، وأن يخرجن منها مطهرتين منزهتين ، فلا دماء ولا فضلات طبيعية تنشأ منها الدماء ، ولا قذر يدفعه الرحم مما لو بقي كان أذى وسبب الأمراض ، بل قد يسبب الهلاك ، وقد نزههن الله من هذه الأقذار ولم يخلقها فيهن وجعل أرحامهن مطهرة ، وجعل طهارتهن آية لنساء العالمين وعلامة على عصمتهن . أنصف أحد العلماء المخالفين للحق وكتب عن فاطمة ( عليها السلام ) قائلا : إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مطهرة من الرجس والدنس والأقذار الدنيوية ولم تر حمرة كما تراها سائر النساء ، وذلك لأن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لأصحابه : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة » ومعلوم أن الحور العين ونساء أهل الجنة لا يطمثن ولا يرين دما ، وهن مطهرات من القذر الدنيوي فكيف تكون نساء الجنة مطهرات من عادة نساء الدنيا وتبتلى بها سيدتهن ؟ ! ومعلوم أن دخول الجنة فرع صفاء الروح والجسد ، فمتى ما صفا الروح والجسد استحق مجاورة الواحد الأحد - جل سلطانه - ومجاورة الأنبياء العظام ، وفاطمة الزهراء دخلت بصفاء وعاشت فيها بصفاء وأقبلت على دار الصفاء وجنة الخلد بصفاء والتحقت بالطاهرين من عباد الله الصالحين . أقول : بناء على ما سيأتي من الأخبار والأحاديث ، فإن فاطمة الزكية كانت كاملة مبرأة من كل عيب ونقص يعرض على نساء الدنيا ، وكانت طاهرة مطهرة من العادة ولم تر حمرة قط ، لأن رؤية الدم غاية في النقصان ومناف لكمال الإيمان الذي اتصفت به سيدة نساء العالمين أرواحنا وأرواح العالمين لها الفداء . لا تنسونا من الدعاء اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة |
اللهم صل على محمد وآل محمد لا حرمنا الله من مواضيعكم المميزة إلهي يقضي جميع حوائجك كلها بحق سيدتنا البتول الطاهرة المظلومة صلوات الله عليها وأبيها وبعلها وبنيها. شعاع المقامات. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحسنت وبارك الله عملك وأجرك على مولاتي الزهراء. لكن مع الأسف الشديد ، بعد كل هذا التوضيح الجلي يأتي من يدعي انتسابه إلى مذهب فاطمة ويصرح بأن عدم رؤية فاطمة للدم هو منقصة فيها. ما لهم كيف يحكمون. |
الساعة الآن »04:08 PM. |