منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=182)
-   -   رحلة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) من دمشق إلى المدينة (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=32719)

ناصر العراقي 09-Dec-2012 08:02 PM

رحلة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) من دمشق إلى المدينة
 
رحلة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) من دمشق إلى المدينة

الإمام ( عليه السلام ) في دمشق :


بعد وصول الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) إلى الشام مع أخته زينب ( عليها السلام ) وباقي سبايا آل البيت ( عليهم السلام ) ،


ألقى وبحضور يزيد بياناً خالداً عَرَّى فيه سياسة الأمَويِّين الظالمة ، وقد جاء فيه :


( أيُّها الناس ، أُعطينا ستاً وفُضِّلنا بسبع ، أُعطِينا العِلم ، والحِلم ، والسَّمَاحة ، والفَصَاحة ، والشَّجاعة ، والمَحَبَّة في قلوب المؤمنين .


وفُضِّلنا بأنَّ مِنَّا النبي المختار ، والصدِّيق ، والطيَّار ، وأسد الله ، وأسد رسوله ،

ومنِّا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ، وسبطا هذه الأمة .

أيُّها الناس ، من عَرَفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بِحَسَبي ونَسَبي ،

أنا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، وابن خديجة الكبرى ، انا ابن المُرَمَّل بالدماء ، انا ابن ذبيح كربلاء ) .


فضجَّ الحاضرون بالبكاء بعد أن فوجئوا بالحقيقة ،


مِمَّا اضطرَّ يزيد أن يأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة ليقطع الخطبة على الإمام السجاد ( عليه السلام ) ،


غير أن الامام سكت حتى قال المؤذن ( أشهد أن محمداً رسول الله ) .


فالتفت ( عليه السلام ) إلى يزيد قائلاً :

( هذا الرسول العزيز الكريم جدُّك أم جدِّي ؟ فإن قلت جدَّك ، علم الحاضرون والناس كلهم أنك كاذب ،

وإن قلت جَدِّي ، فلِمَ قتلت أبي ظلماً وعدواناً ،

وانتهبت ماله ، وسَبَيْت نساءه ؟ فويل لك يوم القيامة إذا كان جَدِّي خصمك ) .


ووجم يزيد ولم يجر جواباً ، فإنَّ الرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله ) هو جدُّ سيِّد العابدين ( عليه السلام ) .


وأما جَدُّ يزيد فهو أبو سفيان ، العدو الأول للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ،


وتبيَّن لأهل الشام أنَّهم غارقون في الإثم ، وأنَّ الحكم الأموي قد جهد في إغوائهم وإضلالهم .


وتَبيَّن بوضوح أنَّ الحقد الشخصي ، وغياب النضج السياسي ،


هما السببان لعدم إدراك يزيد عمق ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ،


مِمَّا أدَّى إلى توهُّمِه بأنها لن تؤديَ إلى نتائج خطيرة على حكمه .


ولعلَّ أكبر شاهد على هذا التوهم هو رسالة يزيد في بدايات تسلّمه الحكم لواليه على المدينة ،


والتي أمره فيها بأخذ البيعة من الإمام الحسين ( عليه السلام ) ،


أو قتله وبعث رأسه إلى دمشق إن رفض البيعة .

الإمام ( عليه السلام ) في المدينة المنورة :


بعد أن غادر الإمام السجاد ( عليه السلام ) الشام إلى العراق ،

ومن ثم الى المدينة ، وقبل دخوله المدينة أقام خارجها ، ودعا الناس إليه بواسطة أحد الشعراء .


وخطب بهم خطبة وضَّح فيها مأساة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومظلوميتهم ،


وما لاقوه من الظلم والاضطهاد على أيدي الأمويين ، جاء فيها :


( الحمد لله ربِّ العالمين ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ،

الذي بَعُد فارتفع في السماوات العُلَى ، وقَرُب فَشهد النَّجْوى .

نحمده على عظائم الأمور ، وفجائع الدهور ، ومَضَاضة اللَّوَاذع ،

وجَليل الرُّزْء ، وعظيم المصائب ، الفاظعة ، الكاظَّة ، الفادحة ، الجائحة .


أيُّها القوم ، إن الله - وله الحمد - ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلْمَة في الإسلام عظيمة ،

قُتل أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، وسُبي نساؤه وصبيته ،

وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان ، وهذه الرزيَّة التي لا مثلها رزيَّة .


أيُّها الناس ، فأيُّ رجالات منكم يُسَرُّون بعد قتله ؟! ، أم أي فؤاد لا يحزن مِن أجله ؟!


أم أيَّة عين منكم تحبس دمعها ، وتضنُّ عن انْهمالِها ؟! .


فلقد بكت السبع الشِّدَاد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسَّمَاوات بأركانها ،


والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان ، ولُجَج البحار ، والملائكة المقرَّبون ، وأهل السماوات أجمعون .


أيُّها الناس ، أي قلب لا ينصدع لقتله ؟! أم أي فؤاد لا يَحنُّ إليه ؟!

أم أي سَمْع يسمع هذه الثلمة التي ثُلِمت في الإسلام ولا يُصَمُّ ؟! .


أيُّها الناس ، أصبحنا مطرودين مُشَرَّدين ، مذودين وشاسعين عن الأمصار ،


كأنَّا أولاد ترك وكابل ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه ارتكبناه ،


ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوَّلين ، إنْ هذا إلاَّ اختلاق .


والله ، لو أنَّ النبيَّ تقدَّم اليهم في قتالنا ، كما تقدم إليهم في الوصاية بنا ، لما زادوا على ما فعلوا بنا .


فإنا لله وإنا إليه راجعون ، مِن مصيبة ما أعظمها وأوجعها ، وأفجعها وأكظُّها ، وأفظعها وأمرُّها وأفدحها .


فعند الله نحتسب فيما أصابنا ، وأبلغ بنا ، فإنَّه عزيز ذو انتقام ) .

ثم سار ( عليه السلام ) بأهله ودخل المدينة المنورة ،

وأخذ يمارس دوراً جديداً مستمسكاً بالنهج الإصلاحي ، والتوعية الفكرية العامة .


لأنه ( عليه السلام ) كان يعلم أن هذا الطريق هو الطريق الشرعي لحماية الرسالة ،


والحفاظ على البقية الباقية من أهل البيت ( عليهم السلام ) .


مستفيداً من ذلك في إنجاح خططه تلك ، إنشغال الحكم الأموي وعملائه بإخماد الانتفاضات الإسلامية ،


الرافضة لظلم الأمويين ، وبالخصوص خلال السنوات العشر التي أعقبت استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ),


نسألكم الدعاء

بنت الهدى2 10-Dec-2012 06:18 PM

بارك الله بك
وزادك من فضله


الساعة الآن »03:30 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc