![]() |
قصيدة للإمام علي الهادي عليه السلام:
قصيدة للإمام علي الهادي عليه السلام:
وكان المتوكِّل جالساً في *مجلس الشراب فأُدخِل عليه الإمام علي الهادي عليه السلام ، فلمَّا رأى المتوكل الإمام ( عليه السلام ) هَابَهُ ، وعظَّمه ، وأجلسه إلى *جانبه ، وناوله الكأس التي كانت في يده . فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( وَاللهِ مَا خَامَرَ لَحْمِي *وَدَمِي قَط ، فَاعْفِنِي ) ، فأعفاه وقال له : أنشِدْني شعراً . فقال الإمام الهادي ( عليه السلام ) : ( أنَا قَليلُ الروَايَةِ *لِلشِّعْرِ ) ، فقال : لابُدَّ . فأنشده الإمام ( عليه السلام ) وهو جالس عنده ، فقال : باتوا على قللِ الاجبـال تحرسُهـم ** ** غُلْبُ الرجالِ فلم تنفعهمُ القُلـلُ و استنزلوا بعد عزّ عـن معاقلهـم ** ** ** و أودعوا حفراً يابئس مـا نزلـوا ناداهمُ صارخٌ من بعد مـا قبـروا ** ** ** أين الاسرّةُ و التيجـانُ و الحلـلُ أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً ** ** من دونها تُضربُ الأستارُ و الكللُ فافصـحَ القبـرُ عنهم حيـن ساءلـهـم ** **تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ قد طالما أكلوا دهراً و ما شربـوا ** ** فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا و طالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم ** ** ** ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا ** ** ** فخلّفوها على الأعـداء و انتقلـوا أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـةً ** *** و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا سـل الخليفـةَ إذ وافـت منيتـهُ ** ** ** أين الحماة و أين الخيلُ و الخـولُ اين الرماةُ أمـا تُحمـى بأسهمِهـمْ ** ** لمّا أتتـك سهـامُ المـوتِ تنتقـلُ أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا ** أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعـوا ** ** عنك المنية إن وافى بهـا الأجـلُ فكيف يرجو دوامَ العيش متصـلاً ** ** ** من روحه بجبالِ المـوتِ تتصـلُ فبكى المُتوكِّلُ حتى بَلَّتْ لِحيَتَهُ دموعُ عَينَيه ، وبكى الحاضرون ، ثُمَّ ردَّ الإمام ( عليه السلام ) إلى منزلِهِ مكرَّماً . |
الساعة الآن »01:17 PM. |