![]() |
الامام علي الهادي عليه السلام و المتوكل العباسي
الامام علي الهادي عليه السلام و المتوكل العباسي قَالَ الْمَسْعُودِيُّ فِي مُرُوجِ الذَّهَبِ، سُعِيَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ 1 بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَادِ 2 ( عليه السَّلام ) أَنَّ فِي مَنْزِلِهِ كُتُباً وَ سِلَاحاً مِنْ شِيعَتِهِ مِنْ أَهْلِ قُمَّ وَ أَنَّهُ عَازِمٌ عَلَى الْوُثُوبِ بِالدَّوْلَةِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ جَمَاعَةً مِنَ الْأَتْرَاكِ فَهَجَمُوا دَارَهُ لَيْلًا فَلَمْ يَجِدُوا فِيهَا شَيْئاً وَ وَجَدُوهُ فِي بَيْتٍ مُغْلَقٍ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِ مِدْرَعَةٌ مِنْ صُوفٍ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى الرَّمْلِ وَ الْحَصَى وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُو آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَحُمِلَ عَلَى حَالِهِ تِلْكَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ وَ قَالُوا لَهُ: لَمْ نَجِدْ فِي بَيْتِهِ شَيْئاً، وَ وَجَدْنَاهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ. وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ جَالِساً فِي مَجْلِسِ الشُّرْبِ 3 فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَ الْكَأْسُ فِي يَدِ الْمُتَوَكِّلِ، فَلَمَّا رَآهُ هَابَهُ وَ عَظَّمَهُ وَ أَجْلَسَهُ إِلَى جَانِبِهِ وَ نَاوَلَهُ الْكَأْسَ الَّتِي كَانَتْ فِي يَدِهِ. فَقَالَ: "وَ اللَّهِ مَا يُخَامِرُ لَحْمِي وَ دَمِي قَطُّ فَأَعْفِنِي" فَأَعْفَاهُ. فَقَالَ: أَنْشِدْنِي شِعْراً. فَقَالَ ( عليه السَّلام ) : "إِنِّي قَلِيلُ الرِّوَايَةِ لِلشِّعْرِ ". فَقَالَ: لَا بُدَّ. فَأَنْشَدَهُ ( عليه السَّلام ) وَ هُوَ جَالِسٌ عِنْدَهُ: بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ *** غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَنْفَعْهُمُ الْقُلَلُ وَ اسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ *** وَ اسْكِنُوا حُفَراً يَا بِئْسَمَا نَزَلُوا نَادَاهُمْ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ دَفْنِهِمْ *** أَيْنَ الْأَسَاوِرُ وَ التِّيجَانُ وَ الْحُلَلُ أَيْنَ الْوُجُوهُ الَّتِي كَانَتْ مُنْعِمَةً *** مِنْ دُونِهَا تُضْرَبُ الْأَسْتَارُ وَ الْكِلَلُ فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ *** تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ تَقْتَتِلُ قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْراً وَ قَدْ شَرِبُوا *** وَ أَصْبَحُوا الْيَوْمَ بَعْدَ الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا قَالَ فَبَكَى الْمُتَوَكِّلُ حَتَّى بَلَّتْ لِحْيَتَهُ دُمُوعُ عَيْنَيْهِ وَ بَكَى الْحَاضِرُونَ، وَ دَفَعَ إِلَى عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، ثُمَّ رَدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ مُكَرَّماً. قال العلامة المجلسي 4 أَقُولُ: رَوَى الْكَرَاجُكِيُّ فِي كَنْزِ الْفَوَائِدِ، وَ قَالَ: فَضَرَبَ الْمُتَوَكِّلُ بِالْكَأْسِ الْأَرْضَ وَ تَنَغَّصَ عَيْشُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ . 5. 1. المتوكل العباسي : هو جعفر بن محمد المعتصم ، و هو عاشر حُكام بني العباس ، وُلد سنة : 206 و قتله ابنه المنتصر سنة : 247 هجرية بمعاونة الأتراك . 2. أي الإمام علي بن محمد الهادي عاشر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . 3. أي شُرب الخمر. 4. العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، صاحب الموسوعة الحديثية الكبرى المُسماة بـ " بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) " . 5. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 50 / 211 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية . |
الاخ ابو مصطفى بارك الله بكم وزاد الله في ميزان حسناتكم وأود القول
لدينا حديث ثابت وصحيح عن الائمة الاطهار وهو عدم الجلوس لطاولة فيها الخمر ولذلك نرفض هذه الوصف من أن الامام عليه السلام قد جلس الى طاولة الخمر ولهذا يمكن مراجعة عدة مصادر تاريخية وحالة الرواة للتأكد من الرواية خاصة هل تكفي رؤية الامام عليه السلام لتجعله يهابه ويعظمه وبعد قليل يأمره بقول الشعر ومستقبلا يركب الفرس المتوكل والامام عليه السلام ماشيا على رجليه !!!!! من هنا نقول إن الرواية لاتنسجم مع العقل من القول إن المتوكل هاب الامام وعظمّه وأجلسه الى جانبه وقدّم له الخمر وفي المستقبل أهانه ناصرحيدر |
الاخ ابو مصطفى لقد كتبت ردا سابقا وأضيف اليه التالي
1- الرواية مرسلة ولم يذكر المسعودي عمن نقل الحادثة 2- من الذي سعى بالامام ؟ 3- هناك تحوّل في تعامل المتوكل في البداية عرض الخمر وأقتنع برفض الامام ولكن في الشعر قال لابد أي أمر مفروض وأن العلاقة بينهما غير سليمة أو غير ودية 4- استطاع الامام عليه السلام أن يهز كيان المتوكل ويجعله يبكي 5- يجب التذكير أن المتوكل هو أحد النواصب الذين حاربوا قبر وزوار الامام الحسين عليه السلام وبالتالي لايحترم مقام الامامة 6- ذكرت الحادثة في مصادر أخرى مثل ابن الوردي ج1 ص 232 و تذكرة الخواص ابن الجوزي ص 260-261 و الاتحاف بحب الاشراف ص 67 , وفيات الاعيان ج2 ص 434 كل هذا لايمنع من نقد الرواية وكونها غير صحيحة أو تسلم من النقد ناصرحيدر * |
الساعة الآن »09:09 PM. |