![]() |
حذيفة النخعي يمسك ابن ملجم قاتل الإمام علي عليه السلام
حذيفة النخعي يخبر الإمام الحسن عليه السلام كيف مسك ابن ملجم المرادي ثم التفت الحسن (عليه السلام) إلى حذيفة وقال له: كيف ظفرت بعدو الله وأين لقيته؟ فقال: يا مولاي كنت نائما في داري إذ سمعت زوجتي صوت جبرائيل ينعى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يقول: تهدمت والله أركان الهدى وانطمست والله أعلام التقى قتل ابن عم المصطفى قتل علي المرتضى قتله أشقى الأشقياء، فأيقظتني وقالت لي: أنت نائم؟ وقد قتل إمامك علي بن أبي طالب! فانتبهت من كلامها فزعا مرعوبا، وقلت لها: يا ويلك ما هذا الكلام؟ رض الله فاك، لعل الشيطان قد ألقى في سمعك هذا، إن أمير المؤمنين ليس لأحد من خلق الله تعالى قبله تبعة ولا ظلامة، فمن ذا الذي يقدر على قتل أمير المؤمنين؟ وهو الأسد الضرغام والبطل الهمام والفارس القمقام. فأكثرت علي وقالت: إني سمعت ما لم تسمع، وعلمت ما لم تعلم. فقلت لها: وما سمعت؟ فأخبرتني بالصوت. ثم قالت: ما أظن بيتا في الكوفة إلا وقد دخله هذا الصوت. قال: وبينما أنا وهي في مراجعة الكلام وإذا بصيحة عظيمة وجلبة وقائل يقول: قتل أمير المؤمنين (عليه السلام). فحس قلبي بالشر فمددت يدي إلى سيفي وسللته من غمده، وأخذته ونزلت مسرعا وفتحت باب داري وخرجت، فلما صرت في وسط الجادة نظرت يمينا وشمالا وإذا بعدو الله يجول فيها، يطلب مهرباً فلم يجد، وقد انسدت الطرقات في وجهه، فلما نظرت إليه وهو كذلك رابني أمره فناديته: من أنت وما تريد؟ فتسمى بغير اسمه، وانتمى إلى غير كنيته. فقلت له: مِن أين أقبلت؟ قال: من منزلي. قلت: وإلى أين تريد أن تمضي في هذا الوقت؟ قال: إلى الحيرة. فقلت: ولم لا تقعد حتى تصلي مع أمير المؤمنين (عليه السلام) صلاة الغداة وتمضي في حاجتك؟ فقال: أخشى أن أقعد للصلاة فتفوتني حاجتي. فقلت: يا ويلك إني سمعت صيحة وقائلا يقول: قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهل عندك من ذلك خبر؟ قال: لا علم لي بذلك. فقلت له: ولم لا تمضي معي حتى نحقق الخبر وتمضي في حاجتك؟ فقال: أنا ماض في حاجتي وهي أهم من ذلك. فلما قال لي مثل ذلك القول، قلت: يا لكع الرجال حاجتك أحب إليك من السؤال عن أمير المؤمنين وإمام المسلمين؟ إذا والله ما لك عند الله من خلاق. وحملت عليه بسيفي وهممت أن أعلو به، فراغ عني فبينما أنا أخاطبه وهو يخاطبني إذ هبت ريح فكشفت إزاره وإذا بسيفه يلمع تحت الإزار وكأنه مرآة مصقولة، فلما رأيت بريقه تحت ثيابه قلت: يا ويلك ما هذا السيف المشهور تحت ثيابك؟ لعلك أنت قاتل أمير المؤمنين فأراد أن يقول لا، فأنطق الله لسانه فقال: نعم. فرفعت سيفي وضربته فرفع سيفه وهم أن يعلوني به فانحرفت عنه فضربته على ساقيه فأوقعته ووقع لحينه، ووقعت عليه وصرخت صرخة شديدة وأردت أخذ سيفه فمامنعني عنه، فخرج أهل الحيرة فأعانوني عليه حتى أوثقته وجئتك به، فهو بين يديك جعلني الله فداك فاصنع به ما شئت. |
الاخ عاشق فاطمة بارك الله بكم وزاد الله في ميزان حسناتكم وعظّم الله أجوركم وجميع الموالين بمصاب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
ناصرحيدر |
الساعة الآن »05:32 AM. |