![]() |
من دلائل امير المؤمنين عليه السلام فيما اخبر صاحبه ميثم التمار رضوان الله عليه
وَ عَنْهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَاسِينَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْهُوبٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مِيثَمَ التَّمَّارِ يَقُولُ: دَعَانِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا مِيثَمُ إِذَا دَعَاكَ دَعِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ- لَعَنَهُ اللَّهُ- إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي؟ فَقُلْتُ إِذاً وَ اللَّهِ لَا أَبْرَأُ مِنْكَ يَا مَوْلَايَ، قَالَ: وَ اللَّهِ لَيَقْتُلَنَّكَ وَ يَصْلُبَنَّكَ، قُلْتُ: إِذاً أَصْبِرُ وَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ قَلِيلٌ فِي حُبِّكَ قَالَ: يَا مِيثَمُ إِذاً تَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي. قَالَ: وَ كَانَ مِيثَمٌ التَّمَّارُ يَمُرُّ بِعَرِيفِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَيَقُولُ لَهُ يَا فُلَانُ كَأَنِّي بِكَ وَ قَدْ دَعَاكَ دَعِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ وَ ابْنُ دَعِيِّهَا يَطْلُبُنِي مِنْكَ فَتَقُولُ هُوَ بِمَكَّةَ، فَيَقُولُ مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، وَ لَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ بِهِ فَتَخْرُجُ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ فَتُقِيمُ بِهَا أَيَّاماً، فَإِذَا قَدِمْتُ إِلَيْكَ ذَهَبْتَ بِي إِلَيْهِ حَتَّى يَقْتُلَنِي وَ أُصْلَبُ عَلَى بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ ابْتَدَرَ مِنْ مَنْخِرَيَّ دَمٌ عَبِيطٌ. وَ كَانَ مِيثَمٌ يَمُرُّ بِنَخْلَةٍ فِي السَّبَخَةِ فَيَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَيْهَا فَيَقُولُ: يَا نَخْلَةُ مَا غُرِسْتِ إِلَّا لِي وَ لَا خُلِقْتُ إِلَّا لَكِ، وَ كَانَ يَمُرُّ بِعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ فَيَقُولُ يَا عَمْرُو إِذَا جَاوَرْتُكَ فَأَحْسِنْ مُجَاوَرَتِي، وَ كَانَ عَمْرٌو يَرْوِي عَنْهُ وَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَشْتَرِي دَاراً أَوْ ضَيْعَةً وَ يُجَاوِرُهُ لِذَلِكَ فَيَقُولُ: لَيْتَكَ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ. ثُمَّ خَرَجَ مِيثَمٌ إِلَى مَكَّةَ فَأَرْسَلَ الطَّاغُوتُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ عَرِيفَ مِيثَمٍ يَطْلُبُهُ مِنْهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي بِهِ لَأَقْتُلَنَّكَ فَأَجَّلَهُ أَجَلًا، وَ خَرَجَ الْعَرِيفُ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ يَنْظُرُ مِيثَمَ فَلَمَّا قَدِمَ مِيثَمٌ أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَتى بِهِ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ (لَعَنَهُ اللَّهُ) فَلَمَّا أَدْخَلَهُ عَلِيٌّ، قَالَ: يَا مِيثَمُ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَبَرَّأْ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، قَالَ: لَا أَعْرِفُ أَنَا أَبَا تُرَابٍ، قَالَ: تَبَرَّأْ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: إِذاً وَ اللَّهِ أَقْتُلُكَ، قَالَ: وَ ايْمُ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ كَانَ يَقُولُ لِي إِنَّكَ تَقْتُلُنِي وَ تَصْلُبُنِي عَلَى بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ ابْتَدَرَ مِنْ مَنْخِرَيَّ دَمٌ عَبِيطٌ، فَأَمَرَ ابْنُ زِيَادٍ (لَعَنَهُ اللَّهُ) بِصَلْبِهِ عَلَى بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: اسْأَلُونِي وَ هُوَ مَصْلُوبٌ قَبْلَ أَنْ أُقْتَلَ فَوَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّكُمْ بِعِلْمِ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ بِمَا يَكُونُ مِنَ الْفِتَنِ، فَلَمَّا سَأَلَهُ النَّاسُ حَدَّثَهُمْ حَدِيثاً وَاحِداً فَأَتَى رَسُولٌ مِنْ قِبَلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ (لَعَنَهُ اللَّهُ) فَأَلْجَمَهُ بِلِجَامٍ شَرِيطٍ مِنْ نُحَاسٍ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ وَ هُوَ مَصْلُوبٌ حَيّاً فَمَنَعَهُ الْكَلَامَ فَأَقْبَلَ يُشِيرُ إِلَى النَّاسِ بِيَدِهِ وَ يُوحِي بِعَيْنِهِ وَ حَاجِبَيْهِ فَفَهِمَ أَكْثَرُهُمْ مَا يَقُولُهُ فَأَمَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ (لَعَنَهُ اللَّهِ) بِقَتْلِهِ وَ هُوَ مَصْلُوبٌ عَلَى جِذْعِ تِلْكَ النَّخْلَةِ الَّتِي كَانَ يُخَاطِبُهَا إِذَا مَرَّ بِهَا فِي سَبَخَةِ الْكُوفَةِ وَ كَانَ فِي جِوَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْث عن كتاب الهداية الكبرى |
الساعة الآن »01:20 PM. |