![]() |
في مدح الرسول الأعظم (ص): سقيت ربعك غيث المدمع الهطل ** وبت أندب ملموماً على الطلل
سَقَيْتُ رَبْعَكَ غَيْثَ المَدْمَعِ الهَطِلِ ** وَبُتُّ أَنْدُبُ مَلْمومَاً عَلَى الطَّلَلِ(١) مِثْلَ الثُّكَالَى بَرَاها الحُزْنُ في دَهَشٍ ** وَمَنْ كَمِثْليَ لاَقَى لَوْعَةَ الثُّكُلِ(٢) لا النَّوْحُ يُطْفِيءُ ما بي مِنْ أسَى حُرَقٍ ** وَلاَ التَّسَلّي عَنِ الأحْزانِ يَسْهَلُ لي أُعَالِجُ الصَّبْرَ مَكْظوماً على غُصَصٍ ** وَلاَعِجُ الرُّزْءِ يودي بي على مَهَلِ(٣) وقالَ لي صَاحِبَايَ العِيسُ مُرْقِلَةٌ ** فَقُلْتُ إنّي مُقيمٌ غَيرُ مُرْتَحِلِ(٤) شُدّوا الرِّحَالَ وسيروا في رِعَايَتِهِ ** هُنا مُقامي وهَذا مُنْتَهى أَملي هُنَا الإقامةُ لا الزَّوْراءُ لي بَلَدٌ ** ولا السّويدُ رَعَاهَا الله مِنْ بَدَلِ هُنَا الجِنَانُ جِنانُ اللهِ قائمةً ** على ضَريحٍ حَوَى مِنْ خاتَمِ الرُّسُلِ أنوارَ رَحمَتِهِ أَسرارَ حِكْمَتِهِ ** آثارَ نِعْمَتِهِ كانَتْ وَلَمْ تَزَلِ خيرُ النَّبيينَ والهَادي لِشِرْعَتِهِ ** وَمُنقذُ الخَلْقِ يومَ الحَادِثِ الجَلَلِ فاقَ الخَلائِقَ في ذاتٍ وفي صِفَةٍ ** وفي خَلائِقَ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ تُنَلِ(٥) أيُّ النَّبيينَ يَسمو فوقَ رُتْبَتِهِ ** وَهْوَ الُمَرّبي لَهُمْْ في العِلْمِ والعَمَلِ وَهْوَ الشَّهيدُ عليهِمْ يومَ مَحْشَرِهِمْ ** وَهْوَ الشَّفيعُ لَهُمْ في ساعةَ الوَهَلِ لَهُ الحسابُ وأَمْرُ الحَشْرِ في يَدِهِ ** والحَوْضُ ثُمَّ اللّوا والناسُ في ذَهَلِ يومٌ بِهِ تَفْزَعُ الأمْلاكُ قَاطِبَةً ** والإنسُ والجِنُّ مِنْ خَوْفٍ ومِنْ وَجَلِ إلى النَّبيِّ ابْنِ عَبْدِ اللهِ مَنْ كَمُلَتْ ** بِهِ النُّبوّةُ قبلَ الخَلْقِ في الأَزَلِ المُصطفى المُرتَضى المَبعوثِ مِنْ مُضَرٍ ** لِلْخَلْقِ أَشرَفِها المَعْصومِ من زَلَلِ وَهْوَ المُنَادَى بِيَوْمِ الحَشْرِ إِنْ حُشِرَتْ ** كُلُّ الأنامِ بِقُلْ واشْفَعْ وَخُذْ وَسَلِ أَصْفى مِنَ الدُّرِّ حَوْضٌ مُتْرَعٌ غَدِقٌ ** يَصْفو لِوُرّادِهِ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ بِهِ الأبَاريقُ تَعْدَادُ النُّجومِ فَمَنْ ** لَمْ يُسْقَ مِنْهُ يَعِشْ في لاَعِجِ الغُلَلِ يُذيدُ عنهُ الأُلَى خَانوا رِسالَتَهِ ** وَحَاربوا آلَهُ بِالبِيضِ وَالأَسَلِ وَشَايَعَ القَاسِطينَ النَّاكِثينَ وَمَنْ ** وَالاهُمُ فَهْوَ في نارِ الجَحيمِ صَلي وَحَاربَ الثَّقَلينِ المُفْضِيَيْنِ إلى ** دارِ النَّعيمِ وَظِلٍّ غَيْرِ مُنْتَقِلِ هُمَا الكتابُ وأهلُ البَيتِ مَنْ نَزَلَتْ ** في فَضْلهِمْ سُوَرُ القُرآنِ ذي المُثُلِ هَذي فَضَائِلُهُمْ تُتْلى مُرَدَّدَةً ** في مَسْمَعِ الدَّهْرِ في الإصْبَاحِ والأُصُلِ (مَنْ لمَ ْيُصَلِّ عَليهِمْ لا صَلاةَ لَهُ) ** وَمَا لَهُ مِنْ وُرودِ النَّارِ مِنْ حِوَلِ بِهِمْ تَمَسَّكْ وَدَعْ مَنْ يُسْتَرابُ بِهِ ** تُسْعَدْ وَتَأْمَنْ بيومِ الرَّوْعِ وَالوَجَلِ أوصى بِهِمْ أحمدُ المُختارُ فَاتَّبِعوا ** أَمْرَ الرَّسولِ ولا تَصْغوا لِمُنْتَحِلِ فَرَحمةُ اللهِ وَافَانا بِنِعْمَتِهِ ** يَوْمَ الغَديرِ وَأَوْفَانَا بِخَيْرِ وَلِي وَقالَ مَنَ أنَا مَوْلاهُ فإنَّ لَكُمْ ** بَعْدي عَلِيّاً وَلِيٌّ ليس مِنْ قِبَلي وَإِنَّمَا اللهُ مَنْ يختارُ فَاتَّخِذوا ** مِنْهُ الوسيلةَ للهِ العَلِيِّ وَ لِي هَذا خَليفَتُكُمْ بَعْدي فَإنَّ لَهُ ** ميثاقَ وَعْدٍ بِعَهْدِ اللهِ مُتَّصِلِ الحَمْدُ للهِ لمَ ْنَتْرُكْ وَصِيَّتَهُ ** وَلَمْ نُبَايِعْ دُعَاةَ الإِفْكِ والدَّجَلِ وَلَمْ نُوَالِ الأُلَى بِالنُّصْبِ قَدْ مَرَقوا ** مِنْ شِرْعَةِ الحَقِّ في صِفِّينَ وَالجَمَلِ أَئِمَّةَ الجَوْرِ أَعْلامَ الضَّلالِ وَهُمْ ** لِلنَّارِ يَدعونَ تَدْعوهُمْ عَلَى عَجَلِ عَلِيٌّ الدّينُ دينُ اللهِ لا رُحِمَتْ ** أُمَيَّةُ الشِّرْكِ شِرْكِ اللاّتِ أَوْ هُبَلِ إِنّي إليكَ رَسولَ اللهِ مُتَّبِعٌ ** حتى المَمَاتِ حَياتي في وِلاَءِ عَلي فَاشْفَعْ لِعَبْدِكَ وَارْحَمْني إذَا بُلِيَتْ ** مِنّي العِظَامُ بِقَبْرٍ مُوحِشِ النُّزُلِ(٦) وَوَالِدَيَّ وَإِخْوَانيْ فَكُنْ لَهُمُ ** عَوْناً وَرِدْءاً لِدَرْءِ السُّوءِ مِنْ عَمَلِ(٧) صَلَّى عليكَ إِلَهُ العَرْشِ مَا بَقِيَتْ ** أَنْفاسُ لُطْفِكَ تُطْفي جَمْرَةَ الغُلَلِ ثُمَّ الصَّلاةُ على آلِ النَّبِيِّ فَهُمْ ** خَيْرُ البَرِيَّةِ قُرْبَى سَيِّدِ الرُّسُلِ شعر: عادل الكاظمي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (١) المَلموم: المجنون. (٢) الدَّهَش: ما يِهب بالعقل من مصيبة وغيرها. (٣) المَكظوم: المملوء غَمّاً وحزناً. (٤) مرقلة: من الإسراع والجد في المسير. (٥) الخلائق الأولى مفردها الخليقة أي الإنس والجن والخلائق الثانية: السجايا. (٦) النُّزُل: المنـزل. (٧) الرِّدْء: المعين الناصر. الدَّرْء: الدَّفْع ومنها دَرْءُ المفاسد أي مَحْقُها. |
الساعة الآن »03:52 PM. |