![]() |
مآتم الانبياء على سيد الشهداء ( هذا المآتم أقامه نبي الله إسماعيل ع
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد فقد بكى على الإمام الحسين عليه السلام كلّ شيء في الوجود : السماء ، والأرض ، والشّجر ، والمدر ! إن مآتم قديمة قدم الزمان ، وقد أقام الأنبياء عليهم السلام المآتم على ، وقد تواترت الروايات عن النبي واهل بيته عليهم السلام : إن الله أخبر الأنبياء والملائكة بمصيبة الحسين ن وما يجري عليه من المحن والمصائب والرزايا ، وأقاموا عليه المآتم من نبي الله آدم إلى جده المصطفى عليه وآله الصلاة وهذا المآتم أقامه نبي الله إسماعيل بن حزقيل على نبينا وآله وعليه السلام . عن أبي بصير عن أبي عبد الله " عليه السلام " : ان إسماعيل كان رسولا نبيا ، سلط عليه قومه ، فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه فاتاه رسول من رب العالمين ، فقال له ربك يقرئك السلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك وقد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت فقال يكون لي بالحسين بن علي " عليهم السلام " أسوة(1) . عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : ( واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ) ، أكان إسماعيل بن إبراهيم ( عليه السلام ) ، فان الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم ، فقال ( عليه السلام ) : ان إسماعيل مات قبل إبراهيم ، وان إبراهيم كان حجة لله كلها قائما صاحب شريعة ، فالي من ارسل إسماعيل اذن ، فقلت : جعلت فداك فمن كان . قال ( عليه السلام ) : ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي ( عليه السلام ) ، بعثه الله إلى قومه فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله له عليهم فوجه إليه اسطاطائيل ملك العذاب ، فقال له : يا إسماعيل انا اسطاطائيل ملك العذاب وجهني إليك رب العزة لاعذب قومك بأنواع العذاب ان شئت ، فقال له إسماعيل : لا حاجة لي في ذلك . فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل ، فقال : يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي ( عليهما السلام ) من بعد نبيها ، وانك وعدت الحسين ( عليه السلام ) ان تكر إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين ( عليه السلام ) ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكر مع الحسين ( عليه السلام ) ـــــــــــــــــ المصادر (1) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ص 138 ، والصدوق في علل الشرايع : ج 1 ص 74 ، وابن شهر اشوب في المناقب : ج 4 ص 93 ، والمجلسي في البحار : ج 44 ص 227 ، والحويزي في نور الثقلين : ج 3 ص 342 ، والحر العاملي في وسائل الشيعة : ج 3 ص 265 . (2) سورة مريم . |
الساعة الآن »11:36 AM. |