![]() |
وقود الاصلاح الحسيني (41) الشهيد عمار بن أبي سلامة الهمداني
وقود الاصلاح الحسيني (41) الشهيد عمار بن أبي سلامة الهمداني
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) 207 آل عمران. وقال: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) 23 الحشر. قال الإمام الحسين(ع): (من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا). (01) لم ندخِّر في العصر الحاضر كلّ التفاصيل التاريخية للأجيال القادمة، رغم تقدّم وسائل الإعلام والوسائل الوثائقية، فكثير مِن الأحداث قد دُفِنَت مع شواهدها ونسيت، لأنَّها لم تُدَوَّن ولم تُوَثَّق، فكيف يكون الحال بالنسبة للأحداث التي مضى عليها أكثر مِن ألف سنة؟! لذا نجد كثيراً من الرجال قد نسوا أو لم يذكر لنا التاريخ مِن أحوالهم سوى الشيء القليل، وسوى رؤوس أقلام تبين رفيع منزلتهم وفضلهم ونبلهم. (03) وبين أيدينا في هذه الحلقة الجوهرة الواحدة والاربعين من هذه السلسلة المباركة، الجوهرة التي التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني، واستشهدت ضمن الذين استشهدوا في الحملة الاولى في يوم عاشوراء، وهذه الجوهرة هي: الاســــــــــــم: عمار بن أبي سلامة الهمداني الدالاني الشــــــــــباك: ضريح شهداء كربلاء تاريخ الوفـــاة: عاشوراء عام 61هـ. في الحملة الأولى مكان المدفــن: كربلاء سبب الشــهرة: من شهداء كربلاء أعمال بـــارزة: تحديه جنود ابن زياد، وهمّه على قتله (01) تعريف بالشهيد: عمّار أو عامر بن عبدالله (بن أبي سلامة) بن عمران بن راس بن دالان الهمداني، المعروف بعمار الدالاني، وبنو دالان بطن من همدان. (01) وقيل الدالاني من آل عرار القحطانين مِن أهل اليمن. (03) وقيل إنهم عرب الجنوب من اليمن الذي سكنوا الكوفة. (05) وقيل أن بنو دالان أسلموا على يد أمير المؤمنين عليه السلام حينما بعثه رسول الله(ص) لدعوة القبائل اليمنية الى الاسلام، حيث أقام فيهم سنة الثامنة أو التاسعة، كما في السيرة الحلبية، بل التاسعة، حيث عاد الى مكة المكرمة في حجة الوداع وهي السنة العاشرة من الهجرة كما هو مسلم. (06) وكان عمار الهمداني صاحب وعي وبصيرة كبيرة، توطّن في قلب المجتمع وفي اوج نفوذه الديني والاجتماعي، ولم يكن من هوامشه وزواياه، فلقد كان هو وقومه مضرب المثل في الشجاعة والنخوة، وتميّزوا بالكرم وسائر المآثر الاخلاقية، كما كان عمار الدالاني من شهداء كربلاء الذين لم ينصاعوا لسوط الهَرم، بل هم ممن هزموه بقوة وتجلّد، ليُخلّد ذكراهم على مر التاريخ دون انحلال، فلقد خرج إلى كربلاء خروج مُتلهف للنصرة والشهادة.. (04) تاريخ قبيلة همدان: وقد ذكر المؤرخون: بظهور الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة، اعتنق عدد من اليمنيين من قبائل شتى الإسلام، لكن قبائل اليمن بكاملها لم تعتنق الإسلام إلا بعد إسلام قبيلة «همدان»، على يد الإمام على بن أبى طالب عليهما السلام. فعن البراء بن عازب، قال: بعث النبي صلى الله عليه واله وسلم خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فبعث أمير المؤمنين علياً عليه السلام وكنت فيمن عقب على علي، ثم صّفنا صفاً واحداً، وتقدم بين أيدينا، وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فأسلمت همدان جميعاً، فكتب الإمام علي عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بإسلامهم، فلما قرأ صلى الله عليه واله وسلم الكتاب خرّ ساجداً، ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان، ثم تتابع أهل اليمن على الإسلام. وقال رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم - نعم الحي همدان، ما أسرعها إلى النصر، وأصبرها على الجهد، وفيهم أبدال وفيهم أوتاد الإسلام. وقد سكنت قبيلة همدان الكوفة إثر الهجرة اليها، وقُدر عددهم في الكوفة التي كانت اسباعا ما بين «40 ـ إلى 50 ألفا»، باعتبار أن عدد الكوفة كما في فتوح البلدان، وخطط الكوفة حدود 300 ألف. كانت القبيلة سنداً لأمير المؤمنين عليه السلام، بحيث لم ينحاز أي همداني الى معاوية وحزبه، وكيف يكون ذلك وهم تربية أمير المؤمنين عليه السلام، إلا ان دورها في الكوفة تضاءل بعد سيطرة معاوية على الأمور، بل ان آخر مشاركة فاعلة لديهم في مسرح الكوفة كانت أيام الإمام الحسن المجتبى، والسبب في ذلك يرجع إلى هجرة همدان من الكوفة في معظمها، ولعل هجرتهم كانت الى جبل عامل. (06) ولقد شُيّد لهم مسجداً في الكوفة يُعرف بمسجد بني دالان، وحدث ذلك بسبب مركزهم الاجتماعي آنذاك". (04) سابقته: كان من صحابة النبي(ص) والإمام علي(ع)، وقد شهد معاركه الثلاث الجمل وصفين والنهروان. (01) وكان بصحبة أمير المؤمنين(عليه السلام) لـمَّا سار من ذي قار إلى البصرة لقتال أصحاب الجمل، فسأله قائلاً: يا أمير المؤمنين إذا قدمت عليهم فماذا تصنع؟ فقال (عليه السلام): أدعوهم إلى الله وطاعته، فإن أبوا قاتلتهم، فقال أبن أبي سلامة: إذن لن يغلبوا داعي الله. وهذا يدلّ على شدة حبه وولائه لأمير المؤمنين(عليه السلام) وثقته به، ولم يتغيّر عمار بن أبي سلامة بعد شهادة أمير المؤمنين(عليه السلام). (03) في طريقه إلى كربلاء: لقد همَّ عَمَّار بْن أَبِي سلامة الدالاني أن يقتل عبيدالله بن زياد فِي عسكره بالنخيلة، فلم يمكنه ذَلِكَ، وفي الطريق من الكوفة إلى كربلاء جعل عبيداللّه بن زياد زجرَ بن قيس على مسلحة في خمسمائة فارس، وأمره أن يُقيم بجسر الصراة، يمنع من يخرج من الكوفة يريد الحسين عليه السلام، فمرَّ به عامر بن أبي سلامة الدالاني، فقال له زجر: قد عرفت حيث تريد، فارجع. فحمل عليه وعلى أصحابه فهزمهم ومضى، وليس لأحد منهم مطمع في الدنوّ منه! فوصل كربلاء. (01) التحاقه بالإمام الحسين(ع): استمرَّ ولائه لأهل البيت (عليه السلام) حتى أتى الحسين (عليه السلام) في الطف، وهو يواسيه بنداءاته المدوية في فضاء كربلاء: صبراً أبا عبدالله! (03) استشهاده: بعد أن التحق بركب الإمام الحسين(ع)، استشهد في الحملة الأولى يوم عاشوراء. (01) فكان مِن الذين قدَّموا أرواحهم فداء لأبي عبدالله(عليه السلام) في جملة من الأصحاب. (03) زيارته: ورد اسمه في زيارة الشهداء. (01) ووقع التسليم عليه من الناحية المقدسة بقول: (السلام على عمار بن أبي سلامة الهمداني). (03) وهنا تنتهي حلقتنا هذه باستشهاد "عمار بن أبي سلامة الهمداني" مناصراً لأبي الضيم وابو الأحرار(ع) ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي، منقذاً نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، متوجه إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته. بقلم: حسين نوح المشامع المصادر: (01)(شبكة ويكي شيعة) – (02)(شبكة قادتنا كيف نعرفهم) – (03)(منتدى الكفيل) – (04)(قناة بشرى) – (05)(شبكة الامام الرضا) – (06)(شبكة الشيرازي) |
الساعة الآن »10:47 AM. |