منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   سلمان المحمدي ماذ تعرف عنه (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=5911)

احمد المفكر 03-Sep-2008 04:27 PM

سلمان المحمدي ماذ تعرف عنه
 
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو عبد الله ، سلمان بن عبد الله الفارسي ، ولقّب بسلمان المحمّدي .


أخباره :
من أهل بلاد فارس ، قرأ أخبار الأديان ، وسافر إلى الحجاز ، ويعدّ من السابقين الأوّليين إلى الإسلام ، كما شهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدراً .

حظي سلمان بمراقي الشرف والكرامة ، لموالاته للنبي وآله ( عليهم السلام ) ، فكان أحد الأركان الأربعة مع عمّار والمقداد وأبي ذر ، وكان أحد الماضين على منهاج نبيّهم ( صلى الله عليه وآله ) من جماعة الصحابة الأبرار الأتقياء ، الذين لم يبدّلوا تبديلاً .


أقوال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه : نذكر منها ما يلي :
1ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لو كان الدين عند الثُريَّا لناله سلمان ) (2) .

2ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( سلمان منَّا أهل البيت ) (3) .

3ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( سلمان منِّي ، مَن جفاه فقد جَفَاني ، ومَن آذاهُ فقد آذاني ) (4) .

4ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الجنّة تشتاق إليك ـ يا علي ـ وإلى عمّار ، وسلمان ، وإبي ذر ، والمقداد ) (5) .


أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أدرك سلمان العِلمَ الأوّل والآخر ، وهو بَحرٌ لا ينزح ، وهو منّا أهل البيت ) (6) .

2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( لا تَقُل : سَلمان الفَارِسي ، ولكن قل : سلمان المُحمَّدي ) (7) .

3ـ روي أنّ سلمان الفارسي كان محدّثاً فسئل الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن ذلك ، وقيل له : من كان يحدّثه ؟ فقال : ( رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين ، وإنّما صار محدّثاً دون غيره ممّن كان يحدّثانه ، لأنّهما كانا يحدّثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه ) (8) .

4ـ قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ... ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الأئمّة ( عليهم السلام ) يوم القيامة ، فهؤلاء المتحورة أوّل السابقين ، وأول المقرّبين ، وأوّل المتحوّرين من التابعين ) (9) .


موقفه من بيعة الإمام علي ( عليه السلام ) :
كان سلمان أحد الذين بقوا على أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد وفاته ، وكان من المعترضين على صرف الأمر عن علي ( عليه السلام ) إلى غيره ، وله احتجاجات على القوم في هذا المجال ، هو وأُبَيّ بن كعب .


رأيه في حفر الخندق :
أشار سلمان على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب ، فلمّا أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحفره ، احتج المهاجرون والأنصار في سلمان ، وكان رجلاً قوياً ، فقال المهاجرون : سلمان منّا ، وقال الأنصار : سلمان منّا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( سلمان منّا أهل البيت ) .

وفي ذلك يقول أبو فراس الحمداني :

كانت مودة سلمان لهم رحما ** ولم يكن بين نوح وابنه رحم

ولمّا رأى المشركون الخندق قالوا : هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها ، فقيل لهم : هذا من الفارسي الذي معه .


توليه المدائن :
تولّى سلمان المحمّدي المدائن في خلافة عمر بن الخطّاب بأمر الإمام علي ( عليه السلام ) تقية .


ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي :
النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، الإمام علي ( عليه السلام ) .


الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي :
سُليم بن قيس الهلالي ، أبو الأغر ، أبو سعيد الخدري .


صلاته على جنازة الزهراء ( عليها السلام ) :
قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون ، وبهم يمطرون ، وبهم ينصرون : أبو ذر وسلمان والمقداد وعمّار وحذيفة وعبد الله بن مسعود ) ، ثمّ قال : ( وأنا إمامهم ، وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة ) .

قال الشيخ الصدوق ( قدس سره ) : معنى قوله : خلقت الأرض لسبعة نفر ، ليس يعني من ابتدائها إلى انتهائها ، وإنّما يعني بذلك أنّ الفائدة في الأرض قدّرت في ذلك الوقت لمن شهد الصلاة على فاطمة ( عليها السلام ) ، وهذا خلق تقدير لا خلق تكوين (10) .


وفاته :
توفّي سلمان ( رضي الله عنه ) في الثامن من صفر 34 هـ ، ودفن بالمدائن في جنوب العاصمة بغداد ، وقبره معروف يزار .


تجهيزه :
تولَّى الإمام علي ( عليه السلام ) غسله ، والصلاة عليه ، ودفنه ، وقد جاء من المدينة إلى المدائن من أجل ذلك ، وهذه القضية من الكرامات المشهورة للإمام علي ( عليه السلام ) .

وقد نظم أبو الفضل التميمي هذه الحادثة ، فقال :

سَمعتَ مِنِّي يَسيراً مِن عَجائِبه ** وكُلّ أمرِ عَليٍّ لَمْ يَزَل عَجَبا

أُدرِيتُ في ليلةٍ سَارَ الوصيُّ إلى ** أرضِ المَدَائِنِ لمَّا أنْ لَهَا طَلَبا

فَألحَدَ الطُّهرَ سلمَاناً وعَادَ إِلَى ** عراصِ يَثْرِبَ وَالإِصبَاح مَا قَرُبَا

كَآصِف لَم تَقل أأنت بَلى ** أنا بِحيدر غالٍ أورد الكَذِبا

ـــــــــ
http://www5.0zz0.com/2008/09/03/15/558707919.jpg

سيف الاسلام 03-Sep-2008 09:57 PM

السلام على الصحبة الميامين الذين على العهد باقين

رباب 06-Sep-2008 01:36 PM

سلمان المحمدي ورحلة البحث عن الحقيقة
 
سلمان المحمدي: رحلة البحث عن الحقيقية
عاش سلمان المحمدي(روزبة) حياة قلقة، إذا لم يجد في معتقدات قومه ما يلبي طموحه، فبدأ رحلة البحث عن الحقيقة، ولذلك آثر الطواف في أصقاع العالم، تاركاً نصيبه من الجاه والمكانة الخاصة التي كان ينعم بها ويخصه بها والده (خشفوذان)، الذي كان يؤثره على بقية أخوته، ولا يكلّفه بأيِّ عمل في مزارعه التي كان يملكها، شأنه في ذلك شأن بقية المترفين.
بدأت رحلة البحث عن الحقيقة هذه عندما طلب منه والده أن يقوم بالإشراف على سير عمل الفلاحين في مزرعة له عن كثب، وطلب منه أن لا يتأخر في العودة إليه، كي لا يشغل باله، فمرَّ بكنيسة للنصارى وهم يصلّون، فأعجبه أمرهم، ورأى أن دينهم أفضل مما يعتقد، وبقي عندهم حتى غابت الشمس، يسألهم ويستفسر منهم عن ماهية هذا الدين.
في هذه الأثناء، قلق خشفوذان على ولده، ما حدا به أن يرسل جماعة في طلبه، وبينما هو حائر يفكر في أمره، وإذا بسلمان عائد بعد الغروب بقليل، ليجد والده على هذه الحال، فانتهره وأظهر غضبه عليه.
ولم يجد سلمان سبيلاً لكتمان ما رأى وسمع، فأخبر والده أنّ دين النصارى أفضل مما يدين، ولكن والده حاول إقناعه بأحقية ما يدين به وقومه، ولكن دون جدوى، عندها عمد والده إلى استخدام القوّة لتأديبه، فوضع القيود في رجليه.
وظل سلمان رهين قيده وبيته مدةً من الزمن، وبقي حلم الالتحاق بالدين الجديد يراوده، فعمد إلى بعض من يثق بهم وأرسله إلى النصارى الذين تعرَّف إليهم في الكنيسة يعلمهم عن لسانه بأنه قد أعجبه دينهم، ويطلب منهم أن يعلموه بتحرك أول قافلة نحو الشام حتى يكون في عدادها، ولما توفَّرت له الظروف، ألقى الحديد من رجليه، وخرج مع أول قافلة متوجّهة إلى الشام.
ولما وصل إليها، قصد صومعة رجل الدين الذي يوليه النصارى ثقتهم وقابله هناك، ودخل في خدمته ليتعلم منه شريعة الله التي أنزلها على المسيح، ويقرأ عليه صحائف الإنجيل، ويطلعه على بعض الأسرار...، وبقي معه إلى أن فارق رجل الدين الحياة، وقبل أن يموت دلّه على الراهب الذي يقول بمقالته وهو موجود في أنطاكية.
ومضى سلمان إليه والتحق به، وهكذا حتى مات الراهب، وكان قد دلّه على من هو على طريقته ومقالته، وهو راهب موجود في الإسكندرية.
وصل سلمان إلى الإسكندرية، واستدلَّ على الراهب، والتحق به في صومعته، وأقام معه مدةً من الزمن حتى توفي، ولم يدلَّه على أحد من طريقته، "وما بقي أحد علمه على دين عيسى بن مريم في الأرض". ورأى أن الزمن الذي سيبعث به النبي محمد(ص)، كما أخبره الرهبان، قد دنا، ومن علامات ذلك أنَّ بين كتفيه خاتم النبوة، يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة.
خرج سلمان من الدير، فرأى ركباً يقصدون أرض الحجاز، وعرض عليهم نفسه للخدمة في مقابل أن يقوموا بنفقاته، فقبلوا وسار معهم يخدمهم في رحلتهم تلك، يهيئ لهم ما يحتاجون إليه، وقد عانى في رحلته هذه معاناة شاقة، خاصة بعد أن عرفوا أنه ديراني، وكان ذلك في أعقاب قتلهم شاةً بالضرب ليأكلوا لحمها، فلم يشاركهم في الطعام، فأصّروا عليه، ولكنه بقي على موقفه الرافض، الذي ربما كان منطلقاً من طريقة قتل الحيوان ومنافاته للشرائع السماوية، ووجد خلاف ما كان يتوقع، فالذي ظهر أن القوم يكرهون الأديرة والديرانيين والنصارى أجمعين، وأنهم وثنيون أو يهود، فرأوا وجوده بينهم مدعاة لتعكير صفو عيشهم، فنهضوا إليه يؤدّبونه.
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، حيث بدأت بوادر المحنة تواكبه من جديد وتضعه على المحك، فجاء أحدهم بالشراب، فأبى أن يشرب، فأوسعوه ضرباً، وإزاء هذا الموقف، أقرَّ لأحدهم بما يعبد، فأخرجه وباعه بثلاثمائة درهم إلى رجل يهودي.
حين اشتراه اليهودي أخذ يسأله عن قصّته، وسلمان يحدّثه بكل ما جرى له منذ أن ترك بلاد فارس حتى التقى براهب الإسكندرية، ولكن اليهودي ما إن سمع بذكر محمد حتى فقد صوابه، وصمَّم على أن ينتقم منه، فاليهود يقرأون في توراتهم ويسمعون من أحبارهم عن ظهور نبي يأتي بالحنيفية ـ دين إبراهيم ـ فكان بعضهم من المؤمنين ينتظر ذلك اليوم، والبعض الآخر تعامى عن الحقيقة فأخذته العزة بالإثم، وكان هذا اليهودي منهم.
وبدأ مع اليهودي رحلة المعاناة، بعد أن أخذ بتعذيبه. ولم يمض وقت قصير حتى باعه لامرأة سَلمية، فأحبّته تلك المرأة وأعطته حائطاً (بستاناً)، حيث مكث معها فترة طويلة يدير لها شؤون بستانها، يسقي الزرع ويؤبر النخل بكل أمانة وإخلاص، ويدعو الله بين الحين والآخر بأن يقرِّب الفرج واللقاء بالنبي الموعود.
في هذه الفترة، كان النبي(ص) قد خرج في مكة يدعو الناس إلى الهدى والحق واتباع دين الله الذي ارتضى، وسلمان لا يعلم بذلك، وقدم النبي إلى المدينة، وبينما كان سلمان في رأس نخلة، إذا به يسمع رجلاً يقول لصاحبه: "أي فلان، قاتل الله بني قيلة* والله إنهم الآن لفي قباء وهم مجتمعون على رجل جاء من يزعمون أنه نبي"، قال:" فوالله ما هو إلاّ أن سمعتها".
وبذلك سنحت الفرصة لسلمان للقاء النبي محمد(ص)، ولكنه تريّث قليلاً، لأن الهرب من مولاته يعقّد الأمور ويعطيه صفة (الآبق) الذي يستحقّ أشدّ أنواع العقوبات في شريعة الجاهليين.
وكان موعد اللقاء المنتظر عندما كان يعمل في البستان، حيث أقبل عليه سبعة رهط، وهم محمد رسول الله(ص)، وعلي بن أبي طالب، والحمزة بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وزيد بن حارثة والمقداد، وأبو ذر الغفاري.
وهنا اغتنم سلمان الفرصة التي كانت بداية خلاصه والتحاقه بركب الإسلام، وبانت له ملامح النبوّة من خلال ما كان يعرفه من مواصفات النبي، وبذلك أدرك سلمان النبي(ص)، ووصل إلى هدفه الذي خرج من أجله، ولكن بقيت مشكلة الرق (المفتعل) الذي تم بسبب أولئك الذين صحبهم سلمان من الإسكندرية، والذي يحول بينه وبين اللّحاق برسول الله(ص)، ولكن الرسول(ص) تدخل في أمر عتقه وافتداه بأربعمائة نخلة...
مع النبي(ص) في جهاده
يذهب أكثر المؤرّخين إلى أن سلمان لم يشارك في غزوات النبي الأولى كبدر وأحد، لأنه كان لا يزال حينها قيد الرق، ولكن بعد أن أعتقه الرسول(ص)، ما انفك سلمان في مصاحبته ومواكبته له في غزواته وحروبه، وإسداء الرأي والنصيحة حينما يتطلب الأمر ذلك، وكان له مواقف هامة في هذا المجال، لعل أبرزها ما أشار به على المسلمين في الحروب والمعارك ضد الشرك، ولا سيّما في غزوة "الخندق"، وذلك عندما استشار النبي(ص) المسلمين في وضع خطة تمنع دخول الأحزاب إلى المدينة، فأشار سلمان بحفر الخندق، قائلاً: "كنا بفارس إذا حوصرنا حفرنا خندقاً يحول بيننا وبين عدوّنا..."، فاستحسن النبي(ص) وأصحابه هذا الرأي، وأمر بحفره، وعندما بدأ المهاجرون والأنصار يبدون تقربهم من سلمان ويدّعي كل طرف بأنه منهم، حسم الرسول(ص) الموقف بقوله: "سلمان منّا أهل البيت".
ومما يؤثر لسلمان أيضاً، أنه كان قد أشار على المسلمين بعد أن وقفوا عاجزين أمام مناعة أسوار الطائف وحصونها باستعمال المنجنيق على حصنهم: "فإنّا كنّا بأرض فارس ننصب المنجنيقات على الحصن وتنصب علينا، فنصيب من عدونا ويصيب منا بالمنجنيق، وإن لم يكن المنجنيق طال الثواء"(الإقامة)، فأمره رسول الله(ص) فعمل منجنيقاً بيده، فنصبه على حصن الطائف وقذفوا به الصخور إلى ما وراء الحصن فلم تعمل فيه، ثم استعملوا نوعاً آخر من الأسلحة كان لبعض القبائل المقيمة بأسفل مكة علم بها، إضافة إلى ما قام به الرسول من إجراءات اقتصادية كان لها دور كبير في هدم معنويات ثقيف التي اضطرت أخيراً إلى الاستسلام.
سلمان وعلي(ع):
لقد وقف سلمان إلى جانب علي(ع) ودافع عنه في أكثر من موطن، ونادى بخلافته بعد رسول الله(ص)، كما روي ذلك عن جعفر بن محمد الصادق(ع) عن آبائه(ع) قال: "خطب الناس سلمان الفارسي بعد أن دفن النبي(ص) بثلاثة أيام فقال: "يقول رسول الله (ص) فيه: "أنت وصيي في أهل بيتي، وخليفتي في أمتي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أخذتم سنة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق، فأنتم تعلمون ولا تعملون، أما والله لتركبّن طبقاً على طبق على سنة بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة... عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، فوالله لقد سلَّمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين مراراً جمّة مع نبيّنا، كل ذلك يأمرنا به، ويؤكده علينا، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه، ...".
ويوضح مقصده في حديث آخر، حيث قال مخاطباً الصحابة: "أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن"، وفي رواية أخرى:"أصبتم ذا السن منكم ولكن أخطأتم أهل بيت نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم اثنان ولأكلتموها رغداً".
أمير المدائن:
تولَّى سلمان ولاية المدائن في عهد عمر بن الخطاب، ولم يتم العثور على نص يحدد تاريخ هذه الولاية وزمانها، إلاّ أنه من المرجّح أن توليه لها كان بعد فتحها دون أن يسبقه أحد إليها، ولا سيّما إذا أخذنا بعين الاعتبار خصوصية اللغة الفارسية إلى جانب كونه من السابقين، ما يعطيه الأفضلية في ذلك.
قال ابن الأثير: "وكان سلمان الفارسي رائد المسلمين وداعيتهم، دعا أهل بهرسير ثلاثاً، وأهل القصر الأبيض ثلاثاً"، وكان يقول لهم: "إنما كنت رجلاً منكم، فهداني الله للإسلام، فإن أسلمتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وأن أنتم أبيتم؛ فأدّوا الجزية وأنتم صاغرون، فإن أبيتم، نابذناكم على سواء إن الله لا يحب الخائنين"، وقد خاطبهم بهذا القول قبل مهاجمتهم، علّهم يفيقون إلى الإسلام، وذلك تأسياً بالأسلوب الذي كان يتبعه الرسول(ص)، وقد تجلى ذلك بقوله: "أدعوهم كما رأيت رسول الله يدعوهم".
ومما يجدر ذكره، أنه حين ورد إلى المدائن قعد تحت ظلال الحائط في المسجد، ولم يقبل أن يدخل قصر الإمارة، وقد بقي سلمان في المدائن إلى أن توفي في سنة 34هـ، كما يقول السيد بحر العلوم، بينما يذهب البعض إلى أنه بقي فيها إلى خلافة أمير المؤمنين علي(ع)،"وأنه توفي في سنة 36 للهجرة"، ولعلّهم يستندون في ذلك إلى نصّ الكتاب الذي بعث به إليه أمير المؤمنين(ع)، والكتاب هذا نصه: "أما بعد: فإنما مثل الدنيا مثل الحية، ليّن مسُّها، قاتل سمُّها، فأعرض عمّا يُعجبُك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك هُمومها لما أيقنت به من فراقها، وكن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها، فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور أشخصته إلى محذور، أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش، والسلام".
علاقته بأبي الدرداء:
كانت تربطه بأبي الدرداء صداقة قوية، فزار الشام للقائه، والنزول في ضيافته، فأجابوه بأنه في بيروت التي كانت ثغراً من الثغور الهامة التي يرابط فيها المسلمون، فيمَّم وجهه إليها وقصدها، فاستقبل عند وصوله إليها بحفاوة بالغة قلّ نظيرها، وما يروى عنه أنه قال في المرابطين على ثغور بيروت: "يا أهل بيروت، ألا أحدّثكم حديثاً يذهب الله به عنكم غرض الرباط، سمعت رسول الله(ص) يقول: رباط يوم وليلة كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً أجير من فتنة القبر، وجرى صالح عمله إلى يوم القيامة".
مساهمته في بناء الكوفة:
كان لسلمان اليد الطولى في بناء مدينة الكوفة، والتي جاءت قصة بنائها، كما يبدو، نتيجةً لعدم ملاءمة التربة والطقس العرب الذين سكنوا المدائن، وكتبوا إلى عمر بذلك، فكتب إلى سعد، أن يبعث سلمان وحذيفة رائدين، ليرتادا منزلاً برياً بحرياً لا يفصله عن الحجاز بحر ولا جسر، فاختار الكوفة موقعاً، ليتخذها المسلّحون مستقراً لهم، ولما استقروا بها أرجع إليهم ما كانوا فقدوه من قوّتهم، وأقيم فيها مسجد، وهي اليوم مزار ملايين المسلمين، وفي ظهرانيها ثاني أكبر مقبرة في العالم، حيث يوجد فيها مدفن أمير المؤمنين علي(ع).
شخصيّة متميّزة
كان سلمان زاهداً متعبّداً، راغباً في الآخرة، قانعاً بما رزقه الله، يحب أن يأكل من عمل يده، وهو الذي كان عطاؤه خمسة آلاف من خلال إمارته على المدائن، فكان إذا خرج عطاؤه تصدَّق به، وهكذا.
وكان سلمان عالماً، روى عنه المحدثون الأحاديث عن رسول الله(ص)، ومنهم ابن عباس ـ حبر الأمة ـ وأبو عثمان النهري، وأبو الطفيل، وأبو مرة الكندي، وقد روى عنه البخاري ستين حديثاً، وغيرهم من الصحابة والتابعين.
اعتبر أن نسبه الإسلام، وهذا ما عبّر عنه بقوله عندما يسأل عن نسبه: "أنا سلمان بن عبد الله، كنت ضالاً فهداني الله بمحمد، وكنت عائلاً فأغناني الله بمحمد، وكنت مملوكاً فأعتقني الله بمحمد، فهذا حسبي ونسبي...".
قال رسول الله(ص): "إن حبَّ المرء دينه، ومروّته خلقه، وأصله عقله، قال الله تعالى: {يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}[الحجرات/8].


وقد ورد عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق(ع)، في رده على منصور بن برزخ، عندما سأله عن سبب ذكره الدائم لسلمان الفارسي، فقال: "لا تقل سلمان الفارسي، ولكن قل سلمان المحمّدي".
وعن أبي جعفر(ع) قال: "إنَّ سلمان منّا أهل البيت"، وغير من ذلك من الأحاديث التي وردت بأساليب مختلفة ولكنها تشير إلى مضمون واحد

وصلني عبر الإيميل فأحببت أن أطلعكم عليه زيادة على ما ذكرتم أخي الفاضل
تحية وسلام ..!

انا عبدك يا فاطمة 04-May-2009 04:51 PM

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم من الاولين والاخرين
ان منزلة مولانا سلمان المحمدي رضوان الله تعالى عليه فوق ان نتصورها نحن وبلوغ هذا الرجل العظيم مثل هذه المنزلة العالية لا شك انه يعود اولا الى شدة ايمانه ويقينه فكان هذا سبب لان يحظى من الله ومن اوليائه بشرف اكتساب الاسم الاعظم والاطلاع على الغيب ومعرفة علوم الاولين والاخرين وان حدثته الملائكة وان يمتلك ولاية تكوينية خاصة وهذا مذكور في الروايات التي تشير انه عليه السلام كان حائزا على علم لدني غيبي وكان اذا راى الجمل الذي يقال له عسكر يضربه


الساعة الآن »06:36 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc