منتديات موقع الميزان - حقيقة السير والسلوك ...!!

بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين. *

في خطبة المتقين لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ....

هذه الخطبة التي صعق لها همام لمعرفته معنى السير والسلوك وقد وصف بها المتقين ,,,,,

ومن خلال جولتي اليومية وتصفحي لبعض المقالات والمشاركات في مواقع مختلفة , وجدت تفسير لهذه الخطبة وقد أعجبني ماقرأت , وهو مايلي ...

يقول مولى الموحدين وقبلة العارفين ومرشد السالكين مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في وصف السالك :

(قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ، وَأَمَاتَ نَفْسَه، حَتَّى دَقَّ جَلِيلُه، وَلَطُفَ غَلِيظُه، وَبَرَقَ لَهُ لاَمِعٌ كَثِيرُ الْبَرْقِ، فَأَبَانَ لَهُ الطَّرِيقَ، وَسَلَكَ بِهِ السَّبِيلَ، وَتَدَافَعَتْهُ الاَْبْوَابُ إِلَى بَابِ السَّلاَمَةِ، وَدَارِ الاْقَامَةِ، وَثَبَتَتْ رِجْلاَهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ الاَْمْنِ وَالرَّاحَةِ، بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ، وَأَرْضَى رَبَّهُ).

قد أحيا عقله : حياة العقل تكون بالتعقل يعني ملازمة التفكر والـتأمل واستعمال العقل في النظر إلى خلق السماوات والأرض ( أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت ) .
فهذا النظر وبهذه الكيفية يجعل للعقل حياة فهذا النظر يستوجب دراسة علوم الفيزياء والطبيعيات والفلك والوراثة والكثير من العلوم وفي حديث أخر نجد أن العقل جعل الله العلم نفسه فحياة العقل تتم عبر التفكر بعد دراسة علوم كثيرة . واستبصار الحقيقة كما جعلها الله في قوله اللهم أرني الأشياء على حقيقتها .

أمات نفسه : يعني الارتقاء بالنفس عبر الزامها في متابعة العقل بعدما انتصرت جنود الرحمان على جنود الشيطان في مملكة القلب فصارت المملكة رحمانية وهذا لا يتم إلا عبر المجاهدة والتحكم في القوى الثلاثة وهي القوة الوهمية والقوة الشهوية والقوة الغضبية.

دق جليله : يعني أخرج من النفس ما كان يجعلها متجهة نحو الكثرة والشهوات والحرام فأصبح له شعور دقيق وإحساس لطيف .

لطف غليظه : يعني أصبح إنسان رحيما بالمستضعفين فكريا وجسديا ومعنوييا وماديا واجتماعيا.

وَبَرَقَ لَهُ لاَمِعٌ كَثِيرُ الْبَرْقِ : البرق يخطف البصر لهذا شبه أمير المؤمنين هذه المكاشفات الناتجة عن هذا السلوك بالبرق لأنها تأتي بشكل كثير وبسرعة ذلك أن النفس أصبحت تلامس الملكوت والملكوت كله نور في نور لهذا اصبح في برق كثير البرق.

فأبان له الطريق : اي طريق ؟ ابان له طريق أهل البيت في رؤية الوجود والذي لا يوجد فيه لا إفراط ولا تفريط وهو طريق التوحيد وملازمة الدعاء والتشفع بهم عليهم السلام .

وَسَلَكَ بِهِ السَّبِيلَ،: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) الذي أحيا عقله وأمات نفسه لا بد له أن يهديه ربه إلى طريقه وإلى سبيله وهو سبيل أهل البيت عليهم السلام . فهذا السبيل هو كله سر في سر فآدم عليه السلام خرج من جنة الشهوات ليدرك جنة الأسرار وهي جنة أهل البيت عليهم السلام .

وَتَدَافَعَتْهُ الاَْبْوَابُ إِلَى بَابِ السَّلاَمَةِ : السالك سلوك الحق بالحق لا بد أن يلامس السلامة فسبحانه يقول في سورة ياسين سلام قولا من رب رحيم فالعبد السالك هنا دخل إلى الرحيمية بعدما كان وجوده وسلوكه في الغفلة في الرحمانية والرحيمة هي أخص من الرحمانية لذا فسلامة الرب سوف تكون مسكن قلبه وهمته وكيانه وكل كله.

وَدَارِ الاْقَامَةِ: دار الإقامة هي دار البقاء بعد الفناء وهي الفناء في البقاء الإلهي بعدما تحقق بإسمه الرحيم .

وَثَبَتَتْ رِجْلاَهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ الاَْمْنِ وَالرَّاحَةِ : السالك هنا في الأمن والراحة ، (( لا راحة لمؤمن في دنيا )) نعم بعدما أصبح المؤمن في دار البقاء فهو إذن خارج من الدنيا وفتنتها في قوله أخرجوا منها أرواحكم قبل أن تخرجوا منها أبدانكم لذا فبدنه في طمأنينة حيث لا يشقى في السعي لإسعاد جسده الموجود فيها.

بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ، وَأَرْضَى رَبَّهُ : القلب هو حرم الله ولا يوجد أي فعل أو إدراك أو حياة أو وجود أو فهم بدونه لهذا فهو المستعمل في معرفة أبعاد النفس السالكة إلى رب الأرباب.

إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك ياكريـــــــــــم..
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــارب العـــــــــــــــــــــــــــــــالمـــــــــين